“آنستي الصغيرة أصبحت في العاشرة الآن. لقد كبرت، وأصبحت أطول وأكثر نضجًا، لكنها لا تزال تتصرف أمامك تمامًا كما كانت عندما كانت طفلة صغيرة.”
وضع كالين أوراقه جانبًا.
“هل مضى كل هذا الوقت بالفعل؟”
“بالطبع. عندما أرى كيف تتعامل مع الخدم هذه الأيام، أستطيع أن أرى بالفعل ملامح سيادتك فيها. وأحيانًا، أشعر حتى ببعض الكاريزما منها. أنا متحمسٌ جدًا لرؤية كيف ستصبح بعد عشر سنوات.”
تخيّل كالين كيف ستكون مارييت بعد عشر سنوات.
فكرة أن تكبر الطفلة كانت تُسعده، لكنه في الوقت نفسه لم يكن يحب فكرة الاضطرار إلى تركها تذهب عندما يحين ذلك الوقت.
حتى أنه فكر في أنه قد يكون من الأفضل لو بقيت كما هي.
“أتمنى لو تبقى كما هي دائمًا.”
تمتم كالين.
“أليس هذا طلبًا أنانيًا جدًا؟”
“اخرس.”
* * *
“بمجرد أن نتجاوز هذا المكان، سيكون هيل هناك.”
تمتمت كيسي، وهي تشدّ قبعتهها أكثر لتغطي وجهها.
“ماذا لو لم يكن هو من استدعانا؟”
كانت رونيا لا تزال تتحدث بنبرةٍ مليئةٍ بالقلق.
“هيل يُفكر بعمق. لن يفعل شيئًا بلا داعٍ. حتى لو لم يكن هو من أرسل الأعشاب الطبية، وغضب منا وأمرنا بالرحيل، فلن يكون لدينا ما نقوله. لم نعد كما كنا من قبل.”
أومأت كيسي برأسها.
“أنا أخبركما، هيل هو من يبحث عنا. لقد رأيته. كان مع طفلة.”
عند كلمات كيسي، اتّسعت عينا رونيا.
لطالما تجنبت التحقق من أيِّ رؤى إلا فيما يخص العمل.
فالرؤى تتأثر بوعي الشخص الذي يستدعيها. لا يمكن لأحدٍ، مهما بلغت قوته، أن يرى كل شيءٍ أو يعرف كل شيء، لذا لا يمكن التنبؤ بالمستقبل بدقةٍ مطلقة.
ولكن منذ أن قرروا البحث عن أخيهنّ، كان تركيز كيسي منصبًّا بالكامل على بيرجي.
وبسبب ذلك، بدأت ترى رؤى تتعلق بهيلا بشكلٍ طبيعي.
“هل أنجب هيل طفلًا؟”
رمقتها كيسي بنظرةٍ حادة.
“هل جننتِ؟ ليس هذا ما أعنيه. فقط تعالِ وانظرِ بنفسكِ. لا أستطيع حتى أن أقولها لأنني ما زلت لا أصدق ذلك.”
ما رأته كيسي كان صعب التصديق.
طفلةٌ صغيرة، تبدو وكأنه دمية، لكنها تستخدم السحر، بل يُقال إنها سليلة الساحرة العظمى.
ولكن إن كانت الرؤية صحيحة، فلا بد أن الأمر حقيقي. وهذا يُفسر سبب بحث أخيهم عنهم.
كانت كيسي بحاجةٍ لرؤية ذلك بعينيها، كيف تتمكن هذه الطفلة الصغيرة، التي بالكاد تصل إلى خصرها، من استخدام عدة قدرات دفعةً واحدة.
“اتجها إلى الغرب قدر الإمكان. هناك عددٌ أقل من رجال المعبد في ذلك الاتجاه.”
أشارت كيسي غربًا، حيث رأت في رؤيتها أنه الطريق الأكثر أمانًا.
“لهذا قلت إن علينا تحضير الدواء أولًا.”
تذمرت رونيا.
لو صنعوا وتناولوا الدواء الذي يخفي طاقتهم السحرية، لما اضطروا إلى اتخاذ هذا الطريق الملتوي.
“كيف لنا أن نصنع الدواء؟ هل أنتِ غبية؟ ثم إننا لا نملك الوقت. علينا أن نتحرك بأسرع ما يمكن.”
قامت كيركي بتهدئة رونيا بينما تبعت كيسي.
كانوا يقتربون أكثر فأكثر من وجهتهم.
* * *
منذ الأمس، والمطر لم يتوقف عن الهطول.
بعد أن وافق أبي على ذهابي إلى العاصمة، كنت متحمسةً جدًا وبدأت في حزم أمتعتي، لكن فجأةً ملأت الغيوم الداكنة السماء وبدأ المطر يهطل ولم يتوقف منذ ذلك الحين.
لم يكن مجرد طقسٍ غائم، بل كانت السماء مغطاةً بسحبٍ سوداء كثيفة.
يبدو أنه سيستمر حتى الغد.
يبدو أن فصل الربيع يُعلن عن قدومه بشكلٍ كبير.
“ما هذا…”
شعرت بالكآبة، وظللت أحدّق من النافذة بلا هدف.
وما زاد من سوء الأمر أن اليوم كان الموعد المحدد لنشر الأعشاب الطبية عند الحدود. لسنوات لم نصل لأيّ نتائج، لكن لم يكن بوسعنا التخلي عن الأمل.
إذا تمكنت ساحرةٌ واحدةٌ فقط من العثور على الأعشاب وفهمت معناها، فسيكون ذلك كافيًا لإبقاء الأمل حيًا لدينا.
مؤخرًا، بدأنا في وضع ختمٍ صغير لعائلة ديكارت على الأعشاب حتى يتمكن من يجدها من الوصول إلينا بسهولة.
بعد سنواتٍ من نشر الأعشاب، تأكدنا من أنه طالما تعبر رسائلنا الحدود بأمان، فلن نواجه أيِّ مشاكل مع رجال المعبد.
‘رجاءًا حتى ولو ساحرةً واحدة فقط…’
شعرت بالإحباط، فحوّلت نظري عن النافذة ونظرت إلى كوهن.
كان كوهن ممددًا في منتصف سريري، نائمًا بعمق.
في الآونة الأخيرة، بدأ يحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ بين الخادمات، وكنّ يعشقنّه.
حتى بين، التي كانت تمنعه دائمًا من الصعود إلى السرير، أصبحت الآن تلاطفه كلما رأته.
إذا سمعت بين كوهن يتكلم، فمن المؤكد أنها ستُصدم.
وفجأةً، انتفض كوهن الذي كان نائمًا بعمقٍ وقفز واقفًا.
“ما بك؟”
[طاقةٌ شيطانية!]
“ماذا؟ أيُّ طاقة؟”
في تلك اللحظة، انفتحت النافذة فجأةً من تلقاء نفسها.
لم تكن هناك رياحٌ قويةٌ حتى.
أدركت فورًا أن هذا ليس مجرد حدثٍ طبيعي، فتراجعت إلى الخلف مستعدةً لإلقاء الستارة.
بينما كنت أنظر إلى النافذة بتوتر، بدأت سحابةٌ رماديةٌ صغيرة تتجمع على إطار النافذة في دوامة.
لم أضيع أيّ وقت، وألقيت الستارة فورًا لحمايتي أنا وكوهن.
داخل الستارة، كنت أملك الأفضلية.
سرعان ما تحوّلت السحابة الرمادية إلى جروٍ صغيرٍ برأسين وقرنين.
لم يكن مجرد جروٍ بقرونٍ أمرًا غريبًا فحسب، بل كانت عيناه حمراوين بشكلٍ غير طبيعي.
ثم وقف هذا المخلوق الغريب بثباتٍ على أقدامه الأربعة وحدّق في وجهي مباشرةً.
[يُتبع في الفصل القادم …. ]
– ترجمة خلود
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 87"