منذُ بضعةِ أيَّام، كانَ الجزءُ الخلفيُّ من عُنقي يُشعرني بالحَكَّةِ باستمرار. قالت لي بين إنه قد يكون بسبب الجفاف، لذا قمتُ بوضعِ الكريمِ الذي أستخدمُهُ في الشتاءِ، لكنه لم يُجدِ نفعًا.
حَككتُ المكانَ لفترةٍ، ولكن عندما لم يَتحسَّن، أمسكتُ بشعري بإحدى يديَّ، وحاولتُ أنْ أُعاينَ مؤخرةَ عُنقي في المرآة.
“… هاه؟”
أدرتُ وجهي واقتربتُ من المرآةِ لدرجةِ أن خدي كادَ يلتصقُ بها.
لم أستطعْ الرؤيةَ بوضوح، لكن بدا أنَّ هناكَ شيئًا فضيًّا يتلألأ فوقَ الجلدِ المُحمرِّ من كثرةِ الحَكِّ.
كان من المستحيلِ تقريبًا أنْ أفحصَ مؤخرةَ عُنقي بمفردي.
حتى عندما قفزتُ في مكاني محاوِلةً رؤيتهُ بشكلٍ أفضل، لم يُجْدِ الأمرُ نفعًا.
قالت بين إنَّهُ لا يوجدُ شيءٌ هناك.
‘سأطلبُ من كوهن أنْ يُلقي نظرةً عندما يعودُ.’
عندها، تذكَّرتُ فجأةً شيئًا كنتُ قد نسيتُه.
“آه! صحيح، الهديةُ التي قدَّمها لي آروميا!”
نزلتُ من السريرِ وسحبتُ صندوقًا كبيرًا كان تحتَهُ.
كان حجمهُ كبيرًا، لكنَّهُ لم يكن ثقيلًا، لذا أخرجتُهُ بسهولة.
كان هذا صندوقًا قد طلبتُ من بين أنْ تُحضِرَهُ لي، حيثُ كنتُ أنوي الاحتفاظَ فيهِ بالأشياءِ القيِّمةِ، بما في ذلك تذكاراتٌ من أمي وأيُّ شيءٍ ذا قيمةٍ قد أُضيفهُ في المستقبل.
كنتُ قد أكَّدتُ بشدَّةٍ ألَّا يلمسهُ أحدٌ دونَ إذني. بالطبع، لم يكن بداخلهِ أيُّ شيءٍ متعلقٍ بالساحرات.
فتحتُ الصندوقَ وأخرجتُ كيسًا صغيرًا من بينِ التذكاراتِ التي تخصُّ أمي.
كنتُ قد وضعتهُ هناك لأتناولهُ لاحقًا، لكنَّني نسيتُ أمرهُ تمامًا.
‘يجب أنْ أضعهُ في كيسِ الوجباتِ الخفيفة.’
قلَبْتُ الكيسَ الصغيرَ وبدأتُ أُفرغُ محتواه.
سقطتْ على الأرضِ عدَّةُ كُرَاتٍ سوداءَ تُشبهُ الزجاجَ المُعالج.
‘ألم يكن هذا شيئًا للأكل؟’
كان هناكَ أكثرُ من عشرِ كُرَاتٍ سوداءَ. التقطتُ واحدةً منها وتأمَّلتُها عن قُرب.
على الرغمِ من أنَّها كانت مستديرة، إلَّا أنَّها لم تكن ناعمةً بالكامل.
بدتْ كما لو أنَّها نُحِتَتْ بعناية، لكنَّها لم تكنْ تتلألأُ.
لو كانت مصنوعةً من الزجاجِ أو مادةٍ مشابهةٍ، لكان ينبغي عليها أنْ تعكسَ بعضَ الضوءَ على الأقل.
لكن حتى عندما قرَّبتُها من أشعةِ الشمسِ المتدفقةِ من النافذةِ، لم تتغيَّرْ. بل بدتْ وكأنها تمتصُّ الضوءَ بدلًا من أنْ تعكسَهُ.
‘ما هذا؟’
لا يُعقلُ أنْ يُقدِّمَ لي شيئًا يُشبهُ الجواهرَ كتعويضٍ عن فقدانِ منديلٍ صغيرٍ.
لقد مرَّت عدَّةُ ساعاتٍ الآن، لذا من المفترضِ أنْ يكون كوهن قد وصلَ في أيِّ لحظةٍ…
قرَّرتُ أنْ أسألَهُ عن الأمرِ عندما يعود، لذا أعدتُ الكُرَاتِ إلى الكيسِ بعناية.
لم تكن قد تضرَّرتْ، لكنَّني تعاملتُ معها بحذرٍ أكبرَ من الطريقةِ التي هززتُها بها بلا مبالاةٍ سابقًا.
لقد طارَ دونَ توقُّفٍ عبرَ الحدودِ في هذا الشتاءِ القارس، لذا أردتُ أنْ أُدفئَهُ ولو قليلًا.
بما أنهُ تحوَّلَ إلى غرابٍ، بدا أخفَّ وزنًا من عندما كان قِطًا.
شعرتُ بهِ يتجمَّدُ قليلًا في ذراعي من شدَّةِ الدهشة، ثم بدأ يُحرِّكُ جناحيهِ بقلق.
[لـ… لماذا تفعلينَ هذا؟]
“أنتَ تشعرُ بالبرد. أُحاولُ تدفئتَك.”
[هل يجبُ أنْ تذهبي إلى هذا الحد؟]
ما زلتُ أحتضنُهُ، وهززتُ رأسي مؤيِّدة.
استقرَّ كوهن بهدوءٍ في ذراعي.
“لقد عملتَ بجدٍّ. لا تفعلْ شيئًا اليوم، فقط استرحْ.”
[فقط أخبريني إنْ كنتِ بحاجةٍ إلى شيءٍ آخر. أستطيعُ الذهابَ مجدَّدًا غدًا. في الحقيقة، كان البردُ مُحتَمَلًا.]
كوهن، الذي كان يرتجفُ قبل لحظات، الآن يدّعي أنهُ لم يكن شيئًا على الإطلاق.
احتضنتُهُ قليلًا قبلَ أنْ أضعَهُ جانبًا وأُريهُ ما وجدتُهُ سابقًا.
“هذا من الجنية ..… لا، بل من آروميا. كنتُ قد نسيتُهُ، لكنه ليس حلوى.” ( لساتها مصرة ان الولد جنية 😭😂)
[كنتُ أظنُّ أنكِ لم تهتمِّي به، لذا لم تنظري إليه.]
“كوهن، لو كنتَ تتذكَّر، كان عليكَ أنْ تُخبرني!”
تراجعَ كوهن خُطوةً إلى الوراء.
[آه، عِظامي تؤلمني…]
حدَّقتُ به بغضب، ثم التقطتُ إحدى الكُرَاتِ وقرَّبتُها منه.
“ما رأيُك؟ ما هذا؟”
نقرَها كوهن بمنقارهِ عدَّةَ مرَّات، ثم حدَّقَ فيها من مسافةٍ قريبة.
وبعدَ لحظة، نشرَ جناحيهِ وأخذَ يهزُّهما.
[إنَّهُ حجرٌ كريم! أعطيني واحدًا!]
“حجرٌ كريم؟”
[نعم، حجرٌ كريمٌ نادر! أعطيني واحدةً منه.]
“كوهن، هل تحتاجُ إليهِ حقًّا؟”
[لا، لكنهُ يعجبُني.]
تساءلتُ إنْ كانَ تحوُّله إلى غرابٍ جعلهُ يكتسبُ غريزةَ الغربانِ التي تحبُّ الأشياءَ اللامعة. فلم يُظهرْ أيَّ اهتمامٍ ببروشاتي من قبل، ولكن فجأةً أصبحَ يُريدُ هذه الأحجار.
هل عليهِ أن يكتبَ لها رسالةً ليخبرَها أنَّهُ وصلَ بسلامٍ؟
أثناءَ التفكيرِ، طوى كالين الرسالةَ بعنايةٍ، ثمَّ أعادَها إلى الظرفِ.
ولكي لا ينساها، وضعَها داخلَ الجيبِ الداخليِّ لسترَتِهِ.
لسببٍ ما، شعرَ بطمأنينةٍ دافئةٍ وهو يضغطُ على الرسالةِ مرَّتينِ بأطرافِ أصابعِهِ.
“دانتي.”
ما إن نادى كالين على دانتي، حتى عادَ الأخيرُ إلى الغرفةِ بعدَ لحظاتٍ، ولا يزالُ يبدو مُنهكًا.
“نعم، صاحب السعادة.”
“احجزْ مواعيدَ كاملةً لشهرٍ كاملٍ معَ أمهرِ الحِرَفيِّينَ في بيرزيوم.”
[ يُتبع في الفصل القادم ……]
– ترجمة خلود
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 75"