في أحد الأيام، قال ديلانو إنّ لديه بعض الوقت الحرّ وأخبر إكليد أن يأخذ استراحة معي.
ثمّ حدث ما يلي.
“ديلانو، هل أنهيت تقرير سلسلة جبال سيبريك الذي طلبتُه منك قبل يومين؟”
“آه… سأنهيه فورًا وأقدّمه.”
قدّم إكليد طلب عمل مشروع تمامًا لم يكن من السهل رفضه، ممّا أسكت ديلانو بفعاليّة.
مع تكرار هذا الموقف، بدا أنّ ديلانو شعر أنّ هناك شيئًا غير طبيعيّ.
كلّما زرتُه، كان يُدير عينيه بهدوء ليقيّم الأجواء، وقبل أن أنتبه، بدأ يتظاهر بعدم ملاحظتي.
في هذه المرحلة، لم أتمكّن من إنكار شعوري الواضح بهذا الأمر.
حقيقة أنّ إكليد كان يحافظ على مسافة بيننا.
‘هذا فقط يجعلني أزور آن أكثر فأكثر.’
بينما كان ذلك جزئيًا لقضاء الوقت معًا، كان الهدف الأساسي في النهاية من أجل إكليد.
إذا لاحظنا أنا وديلانو ذلك، فلا شكّ أنّ آن -الحسّاسة تجاه أموري- سوف تلاحظ ذلك أيضًا.
إذا انتشرت الكلمة عبر آن إلى جولد أو بلاك، فقد يبدأ الموالون لي بشدّة في النظر إلى إكليد بشكّ.
لذا، اليوم، تعمّدتُ عدم زيارة إكليد.
كان ذلك لتجنّب جعل آن تعتقد أنّه يبعدُني عنها باستمرار.
‘بصراحة، كنتُ أشعر ببعض الإحباط أيضًا.’
لو كان شخصًا آخر، لما اهتممتُ، لكنّ تعرّضي للرفض المتكرّر من مفضّلي اللطيف والعطوف كان أصعب ممّا توقّعتُ.
على أيّ حال، شعرتُ أيضًا بالحاجة إلى القراءة، لذا خطّطتُ لقضاء وقت في المكتبة.
لكن عندما سمع الأطفال أنّني ذاهبة، سألوني إن كان بإمكانهم المجيء معي.
بالطبع، لم يكن لديّ سبب للرفض.
عندما كدنا نصل إلى المكتبة—
“لا، أنا على حقّ!”
“ديور! لماذا تكون عنيدًا جدًا؟”
“هِق، أنتِ الغبيّة يا أختي!”
سمعتُ أصوات الأطفال الذين وصلوا مبكرًا عن المتوقّع.
انتظر… هل كانوا يتشاجرون؟
اتّسعت عيناي من المفاجأة.
كانت ماريان وديور قريبين جدًا كأخوة، تقريبًا مثاليّين في نظري.
‘ربّما لأنّني رأيتُ العلاقات الأخويّة السيّئة النموذجيّة في دوقيّة باسيليان.’
على أيّ حال، كان نادرًا أن يتجادل ماريان وديور بحرارة، فأسرعتُ بفتح باب المكتبة.
“هِق!”
“ع-عمّتي؟ لقد وصلتِ بالفعل؟”
تفاجأ الأطفال، الذين كانوا يتشاجرون بصوت عالٍ قبل لحظات، برؤيتي وبدأوا يراقبون ردّة فعلي على الفور.
تجمّدتُ للحظة.
‘انتظر… ألم أعتقد أنّهم يحبّونني؟’
كنتُ أؤمن أنّني اقتربتُ من الأطفال كثيرًا.
كان ذلك بلسمًا مريحًا لجرحي من إكليد.
لكن الآن، الأطفال الذين كانوا يبتسمون بسعادة كلّما رأوني بدوا فجأة محرجين ومتوتّرين.
لم أكن متأكّدة إن كنتُ أشعر بالخيانة أم مجرّد خيبة أمل، لكنّ الصدمة كانت حقيقيّة.
مع ذلك، كشخص بالغ، لم أستطع أن أسأل بصغارة لماذا يتصرّفون هكذا، ولا أن أغيّر تعبيري فورًا وأطالب بمعرفة سبب شجارهم.
“… حسنًا. لنقرأ كتبنا جميعًا.”
لذا، تظاهرتُ بأنّني لا أعرف شيئًا وتحدّثتُ ببرود، كأنّني أطلب منهم عدم القلق بشأني.
في هذه الأثناء، حاولتُ جاهدة معرفة لماذا بدأ الأطفال فجأة في الابتعاد عنّي.
هل قال إكليد شيئًا لهم؟
ثمّ، خطرت لي فكرة محتملة عن سبب جدالهم.
“ديور، عِد عمّك. من الآن فصاعدًا، ما لم يكن الأمر طارئًا، لا تستخدم الممرّ السرّي.”
بمجرّد أن عرف ديور بوجود الممرّ السرّي، تغلّب عليه الفضوليّة وبدأ يستكشف قلعة الدوقيّة يوميًا.
لكن لم يكن أحد يعرف أيّ نوع من الآليّات مخفيّ داخلها، وكان هناك دائمًا خطر أن يضيع خارج القلعة إذا سلك منعطفًا خاطئًا.
ناهيك عن أنّ الخدم لم يتمكّنوا من تتبّع تحرّكاته بشكل صحيح، ممّا أضاع جهودهم، وأسوأ من ذلك، كان هناك احتمال أن يُكشف وجود الممرّ السرّي.
والأهمّ من ذلك، دوقيّة روديون، التي ظلّت مغلقة دائمًا، فتحت أبوابها مؤخرًا بسبب زيارة جولد.
‘بصراحة، كان ذلك بسببي.’
أمرتُ جولد باستبدال جميع ديكورات القلعة الداخليّة والفراش والملابس وفقًا لتغيّر الفصول. الخدم، الذين قلقوا في البداية من إهدار المال مع برد الطقس مجدّدًا، أصبحوا يتعهّدون بالولاء بينما يستمتعون براحة الملابس الجديدة خفيفة الوزن بدلاً من الملابس المبطّنة.
‘بالطبع، الأطفال، الذين كانوا مقاومين للبرد بطبيعتهم، كانوا سعداء جدًا أيضًا.’
إلى جانب التجّار الذين استدعيتهم، كان هناك موجة من الزوّار الخارجيّين بسبب تجديدات القلعة المستمرّة وإعادة بناء نظام الفرسان.
من وجهة نظر إكليد، كان من الطبيعيّ أن يوقف ديور.
اضطرّ ديور لإنهاء مغامراته، فشعر بالإحباط لدرجة أنّه توقّف عن زيارة المكتبة.
ربّما عودته اليوم أثارت مشاعره مجدّدًا.
ربّما وبّخته ماريان لتمسّكه بأسفه، وهكذا بدأ شجارهما.
بينما أفكّر على هذا النحو، تساءلتُ إن كان الأطفال يرونني سبب إزعاجهم اليوم.
‘لكنّهم هم من أرادوا المجيء معي!’
بينما كنتُ أشعر بالظلم، سألتني ماريان بتردّد:
“عمّتي، أيّ كتاب ستقرئين؟”
“همم؟ كنتُ على وشك اختيار واحد.”
تذكّرتُ سبب مجيئي إلى المكتبة متأخّرًا، فأسرعتُ بخطواتي.
على الرغم من أنّني تكيّفتُ جيّدًا مع الحياة بعد انتقالي، ظلّ شعور خفيّ بالقلق في ذهني بسبب نقص معرفتي الأساسيّة بمنطق الإمبراطوريّة أو تاريخها.
خاصّة الآن وقد بدأت مصداقيّة القصّة الأصليّة تتزعزع، فالاعتماد عليها فقط قد يؤدّي إلى خطأ جسيم في المستقبل.
لذا، اتّجهتُ مباشرة إلى أرفف الكتب المصنّفة تحت تاريخ القارّة والأساطير.
أينما ذهبتَ، الأساطير والتاريخ دائمًا هما الأساس.
ربّما حتّى مسألة المناخ غير الطبيعيّ قد يكون لها سابقة مخفيّة في التاريخ.
كبحتُ توقّعاتي وبحثتُ في الكتب بعناية، عندما شعرتُ فجأة بنظرات متلألئة من كلا الجانبين.
كنتُ قد ابتعدتُ حتّى يقرأوا براحة، فلماذا تبعوني؟
‘الأطفال حقًا صعبو الفهم.’
بينما تظاهرتُ بعدم الانزعاج وواصلتُ رؤية الكتب، لاحظتُ شيئًا غريبًا.
مكتبة دوقيّة روديون، بمقياسها الكبير، كانت تمتلك مجموعة واسعة من الكتب التاريخيّة، لكن على نحو غريب، لم يكن هناك سوى القليل من الكتب عن فترة تأسيس إمبراطوريّة إليوس.
كانت هذه عائلة الساحر المؤسّس الذي ساعد الإمبراطور الأوّل، على أقلّ تقدير.
‘ظننتُ أنّهم سيكون لديهم عشرات السّيَر الذاتيّة التي تتمحور حول ربّ الأسرة الأوّل كبطل، لكن هذا غريب.’
هل جُمعت على حدة، كأرشيف مخصّص؟
مائلة رأسي بفضول، بحثتُ في الأرفف أكثر وأخيرًا وجدتُ كتابًا واحدًا يبدو أنّه للأطفال.
ثمّ، جمعتُ العديد من كتب التاريخ التي تغطّي فترات ما قبل التأسيس وبعده وعدتُ إلى مكتبي.
كما توقّعتُ، جلس الأطفال الذين تبعوني لكنّهم لم يقرأوا كتبهم الخاصّة. بدلاً من ذلك، ظلّوا يحدّقون بي بشدّة.
‘حتّى أنّهم يتسلّلون بنظرات إلى عناوين كتبي، فربّما هم فقط فضوليّون عمّا أقرأ؟’
خشية أن يشعروا بعدم الراحة، نشرتُ الكتب التي أحضرتها على المكتب بهدوء بدلاً من قول شيء.
كما توقّعتُ، أظهرت عيونهم المتألّقة اهتمامًا فوريًا.
بينما كنتُ أتأنّى، متظاهرة بالتفكير في أيّ كتاب أبدأ به حتّى يتمكّن الأطفال من التصفّح براحة—
“أوه! لقد قرأتُ هذا من قبل!”
أشار ديور بحماس إلى أحد الكتب وصاح.
كما توقّعتُ، كان الكتاب الذي بالكاد وجدته للأطفال -تأسيس إليوس-.
“هذا الكتاب ممتع حقًا! أليس كذلك، نونا؟”
عند سؤال ديور، أومأت ماريان. ثمّ، متظاهرة باللامبالاة لكن مع لمحة خفيّة من الفخر، أضافت:
“حسنًا، بالطبع. لقد كتبه ربّ الأسرة الأوّل. من الواضح أنّه ممتع.”
هاه؟ ربّ الأسرة الأوّل كتب هذا الكتاب؟
وهو كتاب سحريّ؟
مذهولة، دقّقتُ في الغلاف، وبالفعل، كان المؤلّف هو غارسيا روديون، الدوق الأوّل ل روديون. ومضتُ بعينيّ من المفاجأة باكتشاف غير متوقّع، لاحظتُ فجأة شيئًا مكتوبًا على الغلاف الأماميّ لم يكن على ظهر الكتاب.
نظرتُ إلى العنوان مرّة أخرى.
تأسيس إليوس—ل روديون
المترجمة:«Яєяє✨»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 97"