فرحت، مفكّرة أنّ هذا يعني أنّ إكليد سيكون آمنًا في الوقت الحالي.
في هذه اللّحظة، لو كانت قد سلّمت المرآة لإكليد، لكان النّتيجة مختلفة…
دون علمها بأنّها هي من تتقدّم نحو الخطر، أعادت إيفجينيا مرآة اليد إلى ألبير كما وعدت.
بعد ذلك، أمضت أيّامها بقلب أخفّ بكثير.
المشكلة الوحيدة كانت أنّ هذا “الرّخاء” كان يميل بشدّة نحو الصّحة البدنيّة…
“لقد وصلتِ، سيّدتي!”
إيفجينيا، دون أن تعتقد أنّ الأمر مبالغ فيه على الإطلاق، توجّهت إلى المطبخ كالمعتاد.
“لعشاء اللّيلة، أعددنا حساءً غنيًّا باستخدام السّمك المعروف بأنّه قمّة الأطعمة الصّحيّة — جاذبيّة اللّيل. ذيله بالأخص… أهم! على أيّ حال، سأتأكّد من تقديمه بشكل صحيح في وعاء السّيّد. أوه، وكما أوصى الطّبيب، أعددنا أيضًا شريحة لحم. لتحلية الآنسة والأمير الصّغير، استخدمنا مزيجًا من الأعشاب لن يُلاحظ على الإطلاق!”
مثالي!
بينما شرح رئيس الطّهاة الأطباق الخاصّة المُعدّة بعناية كما أمرته بالضّبط، أومأت إيفجينيا برضى.
والطّاهي، مع الخدم القريبين الآخرين، جميعهم نظروا إليها بتعابير مفعمة بالمحبّة.
“سيّدتي، وصلت كتب جديدة إلى المكتبة. قمنا بتنظيمها لتسهيل قراءتكِ!”
“أعاد البستاني تصميم الحديقة خلف القصر بأزهار زاهية لتتناسب مع تغيّر الطّقس. ماذا عن نزهة هناك اليوم؟”
بدءًا من الخادم الرّئيسي والخادمة الرّئيسيّة، جميع العاملين داخل الدوقية — وحتّى البستانيّين والعمال بالخارج — بدأوا يتبعون إيفجينيا بتفانٍ أعمى أكثر من ذي قبل.
كلّ ذلك بفضل ديلانو الذي نشر بحماس قصّة ما حدث في العاصمة.
الأسرة الإمبراطوريّة، التي يكرهها جميع الشّماليّين، لم تزداد إلاّ كراهية مؤخّرًا.
حتّى مع التّظلّمات، لم يحلم أحد قطّ بالانتقام.
لكن إيفجينيا واجهت الإمبراطور مباشرة وجعلته يبارك الشّمال بفمه.
والأكثر من ذلك، أنّها تفاخرت بفخر بالشّمال الذي تغيّر تمامًا الآن — كان ذلك مثيرًا ومؤثّرًا لدرجة أنّه جلب الدّموع لأعينهم.
علِموا أيضًا أنّ ماضيها الشّهير وعلاقتها بوليّ العهد كانت مليئًا بسوء الفهم والظّروف الظّالمة، ممّا جعل الأمر أكثر إيلامًا.
منذ ذلك الحين، تمنّى الجميع بصدق سعادة إيفجينيا.
علاوة على ذلك، آن والفرسان فقط زادوا من هذا الجوّ. بعد أن أثبتت نفسها بالفعل كسيّدة آل روديون، أصبحت إيفجينيا الآن تُعتبر سيّدة ثمينة لا مثيل لها.
بالطّبع، إيفجينيا نفسها لم تكن على دراية بكلّ هذا.
“حقًا؟ إذن يجب أن أزور المكتبة مع الأطفال يومًا ما.”
فكّرت بعفويّة، ‘يبدو أنّ الطّاقم متحمّسون بشكل خاص هذه الأيّام. أعتقد أنّ النّاس يتأثّرون حقًا بالطّقس والبيئة.’
“نزهة… إذا ذهبت الآن، سيكون ذلك مثاليًّا. الدّوق في مكتبه، أليس كذلك؟”
غادرت إيفجينيا المطبخ بتعبير متذمّر قليلاً.
كان هناك سبب جعلها تصنع مثل هذا الوجه بينما تفكّر في شخصها المفضّل.
‘لقد كان يعمل كثيرًا مؤخّرًا!’
لم يكن هذا هو السّبب الذي جعلها تستمرّ في تقديم الأطعمة الصّحيّة له كلّ يوم!
بالطّبع، كانت سعيدة بأنّ إكليد مليء بالطّاقة وبصحّة جيّدة، لكنّها لم تحبّ أنّها لا تراه إلاّ لفترة وجيزة أثناء الوجبات لأنّه منغمس جدًا في العمل.
‘حتّى أنّه ظلّ مستيقظًا طوال اللّيل لعدّة أيّام الآن…’
بالتّأكيد، كان عليه مراجعة التّقارير بعد العودة من العاصمة وبدأ التّطوير الشّامل للدّوقيّة، لكن مع ذلك، هذا لم يكن صحيحًا.
لم يكن هو الوحيد الذي لديه عمل — لقد رأت ديلانو يتسكّع في أجزاء مختلفة من القصر أكثر من مرّة، ممّا جعلها أكثر تذمّرًا.
“كنت أعرف، يجب أن أذهب.”
على الرّغم من أنّ إكليد قال إنّه بخير، فكّرت أنّ عليها التّأكّد إذا كان هناك شيء يمكنها مساعدته فيه.
وأثناء القيام بذلك، ربّما يمكنهما قضاء لحظة هادئة معًا خلال نزهة قصيرة — لقد مرّ وقت منذ ذلك.
“سيّدتي!”
“ريك! لا يمكنك الجري هكذا!”
عند رؤية ريك يركض من بعيد وهو ينادي إيفجينيا بلا أنفاس، صرخت آن بقلق. ثمّ اعتذرت نيابة عن أخيها.
“أنا آسفة، سيّدتي. لا يزال غير ناضج قليلاً…”
“لا، لا بأس.”
لوّحت إيفجينيا بيدها رافضة.
في الحقيقة، كانت آن متواضعة أكثر من اللّازم.
لقد تكيّف ريك بسرعة بعد وصوله إلى القصر وحتّى تمّ اختياره من قِبل الخادم الرّئيسي ليتعلّم منه.
‘لن يأتي ريك ليجدني بهذه العجلة ما لم يكن شيئًا مهمًّا.’
كما توقّعت، أوصلها ريك، وهو لا يزال يلهث، بأخبار عاجلة.
“سيّدتي، سيّد البرج هنا!”
“سيّد البرج؟”
“نعم! وصل للتوّ. لقد أوصله الخادم إلى الرّواق. الدّوق لا يعلم بعد.”
لقد نفّذ ريك تعليماتها بشكل مثالي.
كان من المقرّر أن يزور سيّد البرج الدّوقيّة قريبًا ليشرح كميّة ودرجة أحجار المانا الموجودة في المنجم الذي أكّدته.
وأرادت إيفجينيا مقابلته على انفراد أًولا.
للأسئلة حول البيضة الذّهبيّة وسماع قصص عن طفولة إكليد.
“أحسنت، ريك. أخبر الدّوق أنّ سيّد البرج وصل بعد حوالي 30 دقيقة.”
“نعم، سيّدتي!”
ثلاثون دقيقة يجب أن تكون كافية للحصول على إجابات لأسئلتها.
***
“قلت إنّ لديكِ شيئًا تسألينني عنه؟”
بمجرّد دخولي الرّواق، انتقلت مباشرة إلى النّقطة.
أمال سيّد البرج برأسه وسأل:
“كميّة أحجار المانا المدفونة في جبال سيفليك؟ أم درجتها؟”
“هاه؟ حسنًا، أنا مهتمّة بذلك أيضًا…”
“جميعها من الدّرجة العليا. حتّى لو استخرجتها لمئة عام، لن تنفد.”
“أوه.”
كانت هذه أخبارًا جيّدة حقًا.
لكن بما أنّني كنت أتوقّع ذلك نوعًا ما، جاء ردّ فعلي فاترًا.
رفع سيّد البرج حاجبًا.
“إذن لم يكن هذا ما كنتِ تخطّطين لسؤاله؟”
عندما أومأتُ بإحراج، ارتفعت زاوية شفتي سيّد البرج.
بمعّبير مبهج، قال:
“إذن هيّا، اسألي. بالنّسبة للدّوقة، سأجيب على أسئلتكِ مجّانًا.”
حتّى الآن، يتصرّف مثل مهووس بالمال…
‘هل يشعر بالوخز في فمه إذا مرّت لحظة دون أن يتحدّث عن المال؟’
مذهولة للحظة، تماسكت بسرعة وتحدّثت بأدب.
“شكرًا لك. إذن سأتحدّث بحريّة.”
“بالطّبع، بالطّبع.”
“ما هي البيضة الذّهبيّة بالضّبط؟”
“هاه؟”
سيّد البرج، الذي كان يميل نحوي بطريقة ودّية واستباقيّة، تراجع.
يبدو أنّ هذا لم يكن السّؤال الذي توقّعه.
لكن ذلك لم يكن له علاقة بي.
“أعرف أن البيضة الذّهبيّة هي كنز قديم يعود إلى ما قبل تأسيس الإمبراطوريّة. لكن لماذا يجمعها جلالته؟ ماذا ينوي أن يفعل بها — لدرجة أنّه قد يبدأ حربًا؟”
“إذن… هذا ما يثير فضولك؟”
“نعم.”
أجبت على الفور، وصنع سيّد البرج تعبيرًا غريبًا قبل أن يجيب بعفويّة.
“حسنًا، بسبب قلب التنّين النّاقص.”
“…؟!”
“ألم أخبرك من قبل؟ تحتوي البيضات الذّهبيّة على نوع نادر من المانا لم يُرَ على هذه الأرض منذ عصور.”
… تأتي هذه المانا من التنّين الذّهبي.
عند رؤيتي متجمّدة من الصّدمة، أضاف سيّد البرج بنبرة خفيفة.
لكنّني تركتُ فاغرة الفم من الذهول.
لا، لقد قال إكليد بوضوح أنّه بالكاد يعرف أحد بحقيقة أن قلب التنّين ناقص.
فكيف كان سيّد البرج واحدًا من هؤلاء القليلين؟
إذن لماذا يخبرني بهذا بعفويّة؟
كأنّه شيء كنتُ أعرفه بالفعل!
والأكثر من ذلك—
‘لماذا… إنّه تنّين مرة أخرى؟’
لم تكن مرة أو اثنتين، سماع أحاديث عن التنانين مرات عديدة، لم أستطع إلا أن أبدأ بأفكار غريبة.
مثل، ربّما في حياة سابقة، كان لديّ علاقة ما بالتنانين…
‘مستحيل. لا يمكن أن يكون ذلك، أليس كذلك؟’
هززت رأسي بقوّة في ذهني.
إذا كان هناك شيء، ربّما كان من الأدقّ أن أفكّر أنّ إيفجينيا الحقيقيّة هي من كانت لها علاقة بالتنانين.
في النّهاية، السّبب الوحيد الذي جعلني أهتمّ بالبيضة الذّهبيّة في المقام الأوّل كان لأن إيفجينيا أرادتها بشدّة لدرجة أنّها بكت من أجلها… هاه؟
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات