انتهت عمليّة تفقّد العقار المخطّط لها في الصّباح دون أيّ مشاكل.
لحسن الحظّ، لم تكن هناك مشكلات كبيرة، ممّا سمح بمراجعة سريعة وسلسة.
بما أنّ التفقّد كان أيضًا نزهة مريحة، قرّرنا -رغم وجوب زيارة موقع آخر بعد الظّهر- أن نأخذ وقتنا ونتناول الغداء بجانب البحيرة القريبة.
داخل العربة المتّجهة إلى البحيرة-
كان إكليد، الذي ربّما اعتاد جلوسي بجانبه، ينظر من النّافذة شاردًا في أفكاره.
لم يكن لديّ أيّ نيّة لمقاطعته بمزحات أو تشتيت انتباهه الآن.
كنتُ أنا أيضًا غارقة في أفكاري.
في اللحظة التي ذُكرت فيها “الأرض الملعونة”، رأيتُ إكليد يرتجف ويتفحّص بسرعة إن كان هناك أطفال حوله. ثمّ، بعد التأكّد من الأمان، التفت إليّ، قابل نظراتي، وابتسم بطريقة محرجة.
كما قال الرّجل العجوز، يعتبر شعب الشّمال، مثل بقيّة الإمبراطوريّة، التنّين الذّهبي وحشًا شرّيرًا.
هذا يعني أنّ مثل هذه المعرفة السّريّة تُورّث فقط داخل عائلة دوق روديون.
لم أستطع إلّا أن أتساءل-ما السّرّ الذي تخفيه عائلة روديون بالضّبط؟
‘في الحقيقة، قرأتُ القصّة الخياليّة التي كتبها الدوق الأوّل.’
‘هل القصّة في ذلك الكتاب حقيقيّة؟’
‘إذًا، ماذا عن التّاريخ الذي يعرفه العالم؟’
‘هل يمكن أن يكون لهذا السّرّ علاقة بسبب بُعدك عنّي؟’
امتلأ حلقي بالأسئلة، لكنّني في النّهاية كبحتها.
لهذا، قرّرتُ الانتظار حتّى يكون إكليد جاهزًا ليخبرني بنفسه.
لكن، بعد سماع كلمات الرّجل العجوز، برز سؤال آخر في ذهني.
‘هل يمكن… أن تكون التغيّرات المفاجئة في الطّقس مرتبطة بالتنّين أيضًا؟’
بالطّبع، ديلانو، الذي أصبح مؤخّرًا يتملّقني في كلّ فرصة، اقترح أنّ الطّقس الدّافئ بفضلي أنا.
“لم أرَ في حياتي شخصًا محظوظًا مثل السيّدة! من يدري، ربّما أنتِ من جلب النسيم الدّافئ إلى الشّمال!”
حتّى عندما بالغ ديلانو قائلًا إنّني قد أكون مباركة من الآلهة، لم أشعر بشيء.
فبعد كلّ شيء، استمتعتُ بحظّ ماليّ خارق طوال حياتي. في أعماقي، تساءلتُ إن كان الآلهة هم من وضعوني في هذا العالم.
‘بصراحة، إكليد هو من يستحقّ حبّ الآلهة أكثر منّي.’
بالمقارنة مع شخص مثلي، كان هو أكثر استحقاقًا للنّعم الإلهيّة.
لذلك، حتّى لو لم يظهر في القصّة الأصليّة، لا بدّ أن إكليد عاش بسعادة بعد طلاقه من إيفجينيا.
ربّما، رغم أنّه لم يُصوَّر، كانت دوقيّة روديون قد سدّدت ديونها وحلّت مشاكلها دون وجودي، بفضل الازدهار الذي جلبته التغيّرات المناخيّة.
‘ربّما تزوّج من شخص لطيف ومختلف عن إيفجينيا.’
وكان سيعيش حياة صحيّة تمامًا دون أيّ أمراض.
في الواقع، في هذه اللحظة-عندما تذكّرتُ الوقت الذي أرسلتُ فيه بريدًا إلكترونيًّا يائسًا للمؤلّف، متمنّية التأكّد أنّ إكليد حصل على مثل هذه النّهاية.
“زوجتي…؟”
إكليد، الذي كان يحدّق من النّافذة طوال الوقت، التفت إليّ فجأة بصوت مندهش.
عندها فقط أدركتُ-كنتُ أداعب خدّه.
“آه، أنا آسفة. …كان هناك شيء على وجهك.”
لم أفعل ذلك بوعي، لكن بما أنّه حدث، قد أستغلّه أيضًا.
كأنّني أعوّض عن كلّ الرّغبات المكبوتة دفعة واحدة، لم أسحب يدي. بدلًا من ذلك، فركتُ وجهه برفق.
“لن يزول.”
لا بدّ أنّه لاحظ أنّني كنتُ أمازحه.
ورغم احمرار أذنيه، نظر إليّ إكليد بقلق وسأل:
“لماذا تبدين هكذا؟”
“هاه؟”
“كنتِ تنظرين إليّ بتعبير حزين جدًا.”
…هل كنتُ كذلك؟ رغم أنّني كنتُ أدلّل نفسي للتوّ؟
كنتُ على وشك لمس وجهي في حيرة عندما-
“هل أزعجتكِ كثيرًا؟”
تجمّد جسدي.
لدهشتي، وضع إكليد يده بحذر على خدّي.
كان لمسًا خفيفًا جدًا، لكنّه من شخص كان دائمًا متحفّظًا، شعرتُ به غير واقعيّ.
بينما كنتُ مدهوشة، همس إكليد، وعيناه متورّمتان بالحمرة.
“لا بدّ أنّني خيّبت ظنّكِ… أليس كذلك؟”
في تلك اللحظة، عادت كلماته السّابقة إلى ذهني.
“أنا… لستُ شخصًا جيّدًا كما تعتقدين. سأخيّب ظنّكِ بالتأكيد.”
هززتُ رأسي بسرعة.
“لا، هذا غير صحيح.”
سيكون كذبًا أن أقول إنّني لم أتأذَّ على الإطلاق.
لكن حتّى لو فعل إكليد أشياء أسوأ بكثير تجاهي، لن يهمّ ذلك.
حتّى لو أبعدني بقوّة أكبر، حتّى لو تحدّث وتصرّف بقسوة مثل الأبطال الشّريرين الآخرين…
لا أعرف لماذا، لكن عندما يتعلّق الأمر بإكليد، كنتُ قادرة على تحمّل كلّ شيء.
ربّما لأنّني أعرف أنّه لطيف وطيّب جدًا-لدرجة أنّه حتّى لو كرهني أو ضايقني يومًا، لن يستطيع أن يكون قاسيًا حقًا.
“ليس لديّ الحقّ أصلًا لأشعر بخيبة أمل.”
في اللحظة التي تمتمتُ فيها بتلك الكلمات دون تفكير، ضاق صدري، وتشكّلت غصّة في حلقي.
خفض إكليد يده ببطء.
أطراف أصابعه، التي تحرّكت للأسفل برفق شديد، مرّت على شفتي السّفلى.
كتمتُ أنفاسي وحدّقتُ إليه.
كانت عيناه تبدوان مرتبكتين مثل عينيّ، لكن بحلول ذلك الوقت، كنا قد ضعنا في الأجواء.
مع خفقان قلبي كأنّه انتقل إلى شفتيّ، أغمضتُ عينيّ بقوّة.
لم أعرف إن كانت الدّفء الذي يغمر جسدي يأتي من لمسته أو من النّفس الذي يخرج بين شفتيّ المفتوحتين.
ظلّ يقترب من وجهي وإكليد يدنو-
بانغ، بانغ، بانغ!
فجأة، ضرب أحدهم باب العربة بقوّة من الخارج.
كشخصين تمّ القبض عليهما وهما يفعلان شيئًا ممنوعًا، انتفضنا أنا وإكليد بعيدًا فورًا، غير قادرين حتّى على النّظر إلى بعضنا.
“سيّدتي! لقد بقيتما داخل العربة وقتًا طويلًا-لماذا لم تخرجا؟ هل هناك مشكلة؟”
في تلك اللحظة، انكشف هويّة المتطفّل غير المرغوب فيه.
‘جريسيل، أيّها اللعين!’
صوت جريسيل جعل غضبي يغلي.
إذا بقي زوجان متزوّجان حديثًا-لم يمرّ على زواجهما ثلاثة أشهر-داخل العربة بعد وصولهما إلى وجهتهما، ألا يفترض به أن يتركهما وشأنهما فقط؟!
كنتُ مصمّمة على اتّخاذ خطوة تجاه إكليد اليوم، وحتّى أنا لم أتوقّع أن تتصاعد الأمور بهذه السّرعة.
بمجرّد اتّخاذ الخطوة الأولى، يصبح كلّ شيء أسهل، لكنّني خسرتُ للتوّ فرصة ذهبيّة منحتني إيّاها الأقدار!
ارتجف جسدي، إمّا من الحرارة المتبقّية داخل العربة أو من الإحباط الشّديد. خرجت أنفاسي قصيرة وثقيلة.
بينما كنتُ أحدّق في باب العربة، مليئة بالضّغينة-
“زوجتي، سأفتح الباب.”
إكليد، الذي انتقل بطريقة ما إلى المقعد المقابل، تجنّب النّظر إليّ وهو يتحدّث.
“…تفضّل.”
وأنا أكافح لكبح انزعاجي-لا، أسفي-تنهّدتُ بعمق.
ارتجف إكليد قليلًا لكنّه فتح الباب على مصراعيه.
بينما كان جريسيل على وشك الطّرق مرّة أخرى، تراجع متفاجئًا.
“لقد وصلتما، سموّ الدوق!”
“…نعم.”
بينما رحّب به جريسيل بمرح، أومأ إكليد برأسه قليلًا وخرج من العربة بسرعة.
لكن بعد ذلك، شهق جريسيل فجأة.
كان ردّ فعله كأنّه واجه شيئًا مخيفًا.
بالطّبع، لأنّني كنتُ أحدّق إليه بتعبير قاتل.
“ل-لماذا السيّدة غاضبة؟ هل فعل سموّ الدوق شيئًا خاطئًا؟”
كان سؤاله الحذر سخيفًا جدًا لدرجة أنّ غضبي تبخّر.
كنتُ مذهولة لدرجة أنّني لم أعد قادرة على الغضب حتّى.
“فقط… ابتعد من هنا.”
بينما لوّحتُ له، إكليد، الذي مدّ يده لمساعدتي، شحب واضحًا واستدار كأنّه ينوي الهروب.
“آه، لا-“
كنتُ أعني جريسيل!
شددتُ قبضتي وخرجتُ من العربة مهرولة.
“هاه…”
السّبب في وخز عينيّ لا بدّ أنّه تألّق البحيرة التي تعكس ضوء الشّمس-أليس كذلك؟
المترجمة:«Яєяє✨»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 111"