– هنا الهاوية 1، … الهاوية 1… نبلغ جميع سفن الاستكشاف التي يمكن الاتصال بها… .
– لقد اكتشفنا الجنة هنا… أكرر. لقد اكتشفنا الجنة هنا. اخرجوا من سفن الاستكشاف وانزلوا إلى الحفرة التي يخرج منها الضوء. في أعمق جنة، هناك وفرة من الماء والطعام. يمكننا العيش هنا.
“لا…!”.
عندما استيقظت وهي تمد يدها وكأنها تمسك بشيء، كانت وحيدة في السرير.
“………”
رمشت رييلا بعينيها في ذهول ثم أسقطت قبضتها. كان الضوء قد انطفأ بالفعل، وكان المحيط مغموراً بظلام مريح.
مدت يدها وتحسست طريقها لضغط زر المصباح اليدوي، فاشتعل الضوء الأصفر الساطع وكشف مشهد الغرفة البسيطة أمام عينيها.
على الملاءة البيضاء التي سال عليها شعرها الطويل، لم يكن هناك أي أثر للرجل. فقط هي نفسها جالسة، ملفوفة بعناية في البطانية، وإحساس مؤلم هنا وهناك.
بفضل الرجل الذي اختفى كالكذبة، شعرت الأحداث التي وقعت في الفجر وكأنها حلم، بل أكثر من حلم. وكأنها لم تحدث أصلاً.
“…هذا غش.” تمتمت رييلا بعجرفة ودفنت رأسها عميقاً في البطانية التي لا تزال تحمل رائحته الباردة.
لم تكن تتوقع منه أن يعانقها بعاطفة حتى الصباح، لكن الاستيقاظ بمفردها بعد ليلة عاطفية كان قاسياً بعض الشيء.
وكأنها تأكدت من أن ما فعلاه كان دافعاً بلا مشاعر. ومع ذلك، شعرت أنه حقيقي في تلك اللحظة.
شعرت بفراغ في مكان ما ووحشة وكأنها فقدت شيئاً إلى الأبد. انكمشت رييلا وهي تشعر بالألم الخفيف. قلق متأخر بدأ يداعب عقلها. كانت تعلم أنهما لم يذكرا ذلك. لأنه ليس لهما مستقبل على أي حال. مع الأخذ في الاعتبار المخلوقات في الخارج، لا يمكنهما ضمان حتى شهر واحد، ناهيك عن ستة أشهر.
“لو كان العالم أكثر أملاً بقليل، لكنت طاردته لألتقي به.” تمتمت رييلا بمرح مصطنع، وضحكت على وهمها بأن هذا الرجل جيد لتقديمه للعائلة، ثم لفت البطانية حولها. وبعد ذلك، خطت حافية القدمين على الأرض. أرادت أن ترى شيئاً فجأة. الشيء الذي كانت تخشاه دائماً. الشيء الذي كانت تؤجله. الشيء الوحيد الذي سيمنع التعلق بالرجل الذي نامت معه من النمو.
ربما تكون الزجاجة التي كانت تحتوي على المحرمات في قلبها قد تحطمت في ليلة الأمس.
فتحت الخزانة ومدت ذراعها عميقاً. عندما أمسكت بإطار الصورة المقلوب، أخذت شهيقاً عميقاً وأخرجتها ونظرت إليها دفعة واحدة.
كانت… .
“…”في يوم صيفي مشرق، مع رييلا الحبيبة. أتمنى أن تعيشي حياة سعيدة وطويلة، على عكسي”.”
كما توقعت، كانت صورة عائلية. تحديداً، صورة لامرأة شاحبة في منتصف العمر ورييلا، التي كانت تبلغ من العمر حوالي أربعة عشر أو خمسة عشر عاماً، ترتديان قبعات بيضاء واسعة الحواف في حقل عشب. الوجهان المتشابهان قالا لها إن المرأة هي والدتها. أسفل الإطار، كان هناك خط أسود منحني قديم متقطع في بعض الأماكن.
دوك، دوك، نبض قلبها بصوت عالٍ في أذنها. مرت صورة عابرة في ذهنها على الفور، حيث كانت رييلا جالسة مع والدتها بجوار نهر فضي متلألئ. كانت هناك كراسة رسم مربعة على ركبتها، ولم يكن الرسم نهراً جميلاً، بل صورة إنسان يضحي بقلبه لظل أسود.
ابتلعت ريقها ورمشت، وهذه المرة ظهرت ذكرى إمساكها بيد نحيفة في سرير مستشفى. قطرات الدموع التي تساقطت على ظهر تلك اليد النحيلة. وابتسامة المرأة الباهتة.
تألم قلبها. لم يكن الألم من النوع الذي توقعته. لقد كانت قلقة من أنها لن تراها مرة أخرى، لكن رييلا كانت تعلم بالفعل أنها لا تستطيع مقابلتها. ماتت والدتها. منذ زمن طويل جداً.
التعليقات لهذا الفصل " 22"