في كل زاوية من الغرفة، قرب السرير وعند النافذة، وُضعت مزهريات مملوءة بالزهور.
لكن ما جعلني أصاب بالذعر أكثر من أي شيء آخر هو…
السرير المزيَّن بتنانير وشرائط وردية اللون ذات طيات وزخارف مجعّدة متطايرة.
لم تكن الأغطية وحدها، بل حتى قماش خفيف وشفاف عُلّق فوق السرير كأنه ستار.
قبل أن أخرج من الغرفة، كانت مجرد غرفة قديمة عادية، أما الآن فصار شكلها أشبه بما يُرى في أفلام ديزني.
صحيح أن الأثاث يبدو فخمًا للغاية… لكن
‘هذا ليس ذوقي إطلاقًا!’
كان أسلوب الديكور بعيدًا تمامًا عن ميولي.
صحيح أن الغرفة القديمة كانت قديمة ومظلمة، لكنها كانت تحمل جوًا خاصًا أعجبني كثيرًا.
‘…هل عليَّ أن أعيد كل شيء كما كان؟’
مستحيل. كيف لي وحدي أن أتعامل مع كل هذا؟
وبينما كنت أحدّق مذهولة في الغرفة، سمعت صوتًا خلفي.
“آه! يا آنستي القديسة…!”
كانت فتاة ترتدي زيّ الخادمات.
وبدا وجهها مألوفًا بعض الشيء، ومع التدقيق تذكرت أنها إحدى العاملات اللواتي رأيتهن في المزرعة.
انحنت على عجل، ثم قالت بارتباك:
“لم أتوقع أن تعودي بهذه السرعة، أعتذر. كنت أنوي إنهاء كل شيء قبل وصولك…”
“إنهاء كل شيء؟ إذن هذه الغرفة….”
“لقد حصلنا على إذن من السيد لتهيئة مكان إقامة القديسة. أما بقية الخدم، فهم يبحثون عن المزيد من الأشياء لتزيين الغرفة. وخادمات المطبخ يحضرن وجبة القديسة…”
‘أها، يبدو أني وجدت الجناة.’
بل الصحيح أن أقول، الجناة جميعهم.
“أقدّر ذلك، لكن لا داعي. أنا بخير هكذا.”
فكرت قليلًا فيما أقول، ثم ابتسمت متعمدةً وواصلت:
“إن كان هذا بدافع شعوركم بالذنب، فصدقوني لا حاجة. لا يهمني الأمر إطلاقًا.”
“…آنستي القديسة…”
تمتمت الخادمة بصوت مبحوح.
“آه، ثم من فضلك لا تناديني بالقديسة. ناديْني ليزي فقط.”
هذا اللقب لا يليق بي إطلاقًا.
“…ن-نعم، آنستي ليزي.”
“وأرجو أن تعيدوا الغرفة إلى حالتها السابقة إن أمكن…”
“ماذا؟ لكن الغرفة القديمة لم تكن تليق أبدًا بآنستي الـ- أقصد، بآنستي ليزي!”
صاحت الخادمة بوجه متفاجئ:
“كلنا اتفقنا على ذلك. مكان إقامة آنستي ليزي يجب أن يبدو أكثر ملاءمة لمقامها.”
‘في عيونهم… كيف يرونني بالضبط؟’
الخادمة الغير عابئة بأفكاري عضّت شفتها وتابعت:
“الجميع ممتنون لآنستي ليزي ويشعرون بالذنب أيضًا. ما قلتِه لنا في المزرعة كان صحيحًا. كنا فقط نبحث عمن نفرغ فيه غضبنا…”
“…….”
“لا أعلم إن كان هذا يكفي للاعتذار، لكن… على الأقل نريد أن نجعل إقامة آنستي ليزي في بيت كايين أكثر راحة.”
قالت ذلك، ثم وضعت يدها على صدرها ونظرت إليّ بجدية.
“لهذا بدأنا بترتيب الغرفة أولًا. فالغرفة السابقة كانت… كيف أقول… مظلمة للغاية على شخص نبيل مثلك.”
‘لكنني كنت أحب ذلك الجو المظلم! إنه ذوقي!’
‘هاها، ثم نبيلة؟! لو رأوا غرفتي في حياتي السابقة، لارتعبوا وسقطوا مغشيًا عليهم.’
“أشكركم، لكن… ألا ترين أن الغرفة الآن مبالغ في فخامتها؟”
“كل ما فيها من أرقى الأشياء. لا يوجد في بيت كايين شيء رديء الجودة، لكن هذه المرة وبموافقة السيد، استخدمنا أغلى وأفضل المواد على الإطلاق.”
قالت ذلك بفخر ظاهر.
“من الأغطية حتى السجاد، كل شيء صنعناه بأيدينا. رتبناه ليكون تمامًا على ذوق آنستي ليزي.”
ثم أشارت إلى لوحة جرو معلقة على الحائط، وامتلأت عيناها بالتوقع:
“هذه اخترتها أنا بنفسي، وأنا أتخيل ما الذي قد يبهج آنستي ليزي. شخصية نقية مثلك لا بد أنها تحب هذه الأشياء، أليس كذلك؟”
“…….”
‘صحيح أنها لطيفة… لكنها ليست ذوقي على الإطلاق!’
‘وفوق ذلك، لست نقية كما تظنين…’
‘أنا أحب الأشياء المثيرة والجريئة وتلك التي تحمل إحساسًا بالخطيئة. ولهذا بالذات أحببت الجو الكئيب الأصلي لبيت كايين…!’
أما السرير المزيَّن بتنانير وشرائط وردية اللون ذات طيات وزخارف مجعّدة متطايرة. ولوحة كلاب مرحة؟!
‘ليس كل من يُدعى قديسة يعشق هذه الأشياء، مفهوم؟!’
كلمات الاعتراض وصلت حتى حلقي، لكنني كتمتها.
ففي النهاية، بذلوا جهدًا من أجلي بدافع حسن النية، ولم أرغب أن تتوتر العلاقة مجددًا.
“هاها… بالطبع أنا سعيدة. لكنني في الحقيقة كنت راضية بالغرفة الأصلية أيضًا. صحيح أنكم وصفتموها بالمظلمة، لكنني أحببت جوّ بيت كايين كما هو.”
‘فهمتِ قصدي؟ أعيدوا الديكور كما كان من فضلكِ.’
لكن ما إن قلت ذلك، حتى رفعت الخادمة يدها ببطء لتغطي فمها.
“…آنسة ليزي… أنتِ حقًا ملاك!”
…ماذا؟
لا، لم أقصد سوى أن أعبر عن ذوقي فحسب….
في تلك اللحظة، اكتشفنا الموظفون الذين كانوا يصعدون الدرج.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 9"