كان هاينري حين رآني قد بدا على وجهه شيء من الدهشة، لكنه سرعان ما ألقى تحية ودودة.
“لقد جئتِ يا سيدة كايين، لقد مر وقت طويل.”
فبادلتُه التحية باحترام:
“سموّك.”
أومأ هاينري بخفة، ثم وجّه بصره إلى مارڤين الواقف خلفي.
كان مارڤين محاطًا بالفرسان وهو مقيد بالأصفاد، وما إن التقت عيناه بعيني هاينري حتى ارتجف مذعورًا وأسرع يخفض رأسه.
“……! ج، جلالة، صاحب السموّ ولي العهد….”
قال هاينري بنبرة هادئة:
“إذن فأنت تعرف من أكون.”
ثم أشار بيده إلى قائد الفرسان، فهزّ الأخير رأسه بتحية عسكرية صارمة، وقاد فرسانه مارڤين بعيدًا.
كنت أحدّق بذلك المشهد بذهول، فالتفت إليّ هاينري مطمئنًا:
“لا تقلقي. هذا إجراء مؤقت فحسب. لقد أوصيت بأن يُعامَل بما يليق بساحر منتمٍ إلى كايين.”
“آه، في الحقيقة…”
ما إن سمعت عبارة “ساحر منتمٍ إلى كايين” حتى أسرعت أصحح له سوء الفهم:
“في الواقع يا سموّ الأمير، هذا الرجل ليس من كايين.”
نظر إليّ هاينري متفاجئًا.
“لكنه قيل إنه تابع لبرج السحر في كايين… أليس كذلك؟”
“صحيح، لكنه أمر طويل نوعًا ما… سأخبرك بكل شيء.”
ثم رويت له قصة ذهابي إلى كيلستون لأجل تصوير فيلم، وكيف ظهر لي صدفةً شبح جيرونيمو في حلم هناك.
كنت أشرح له الأمر بتفصيل وهدوء، وهو يصغي بكامل الجدية دون أن يقاطعني.
وبعد تفكير عميق سألني:
“وهل لم يحدث شيء آخر في كيلستون؟”
‘هل يجب أن أخبره بشأن كأس ڤاليرا أيضًا…؟’
كنت أفكر في الأمر منذ ما قبل مجيئي إلى القصر، ورأيت أنه لا يصحّ أن أخفي شيئًا عن الكأس، خصوصًا وأن رسالة مارڤين ربما أشارت إليه.
ثم إن إثبات خيانة مارڤين لن يكون ممكنًا دون ذكر أمر الكأس.
“في الحقيقة، كان ثمة سبب آخر لذهابنا إلى كيلستون.”
وأفضيت له بأننا ذهبنا بحثًا عن كأس ڤاليرا لنتخلّص من القوة الشيطانية الباقية في جسد أركل.
“وأتحمل المسؤولية الكاملة عن عدم إبلاغ العائلة الإمبراطورية بالأمر مسبقًا، لكن أقسم لكم بشرفي وشرف كايين أنني لم أنوِ استغلال الكأس في الشر، بل كنت سأعيده للإمبراطورية بعد شفاء زوجي.”
ابتسم هاينري قليلًا وقال:
“سأثق بك. فأنا لا أظنكِ من الذين يستغلون مثل هذه الأمور.”
ثم أضاف بحذر:
“في الحقيقة، كنت أنتظر أن تبادري بذكر أمر الكأس بنفسك.”
‘وهذا يعني….’
كما توقعت، أخرج هاينري شيئًا من جيبه وقال:
“هذه رسالة وردت إلى اللورد كلارك.”
أخذت منه الورقة الصغيرة المطوية بعناية.
لم يُذكر فيها اسم المرسل ولا اسم المستقبِل، وكان مضمونها مجرد تحية قصيرة ثم دخول مباشر في الغرض:
“حسب المخطط، سيستخدم أركل كايين الكأس. كل شيء يسير وفق خطتك…”
شهقت ورفعت بصري إلى هاينري:
“سموّك، هذا….”
أومأ هاينري برأسه بهدوء.
“يبدو أن اللورد كلارك أراد استغلال ذلك الساحر لإيقاع اللورد كايين في مأزق.”
أحسست بالارتياح لأني بادرت بالإفصاح عن أمر الكأس من تلقاء نفسي، وأدركت من جديد أن الصراحة هي السبيل الأسلم.
لكن هاينري بدا متحسرًا وقال بوجه مرتبك:
“مؤسف حقًا أن فارسًا أقسم بالولاء للإمبراطورية يرتكب فعلًا كهذا.”
فقلت بجدية:
“سموّ ولي العهد، هناك أمر في غاية الأهمية يجب أن أطلعك عليه.”
وكان هذا هو الغرض الرئيس لمجيئي:
‘التصرف بشأن اللورد بارون كلارك.’
إذ لم يكن بوسعي معاقبته بمحض إرادتي وهو لا يزال فارسًا رسميًا منتمياً إلى الإمبراطورية، لذلك لا بد من الحصول على إذن مباشر من أحد أفراد العائلة الإمبراطورية.
‘سواء سلّمناه للإمبراطورية أو عاقبناه بطريقتنا، يجب أن أحصل الآن على الموافقة الرسمية.’
‘بذلك نتخلص من آخر خيوط المؤامرة ونصل أخيرًا إلى النهاية السعيدة.’
“سموّ ولي العهد، اللورد بارون كلارك قد تجرأ وأراد اختطافي طامعًا بي، مع أنني امرأة متزوجة. وبسبب ذلك هو الآن محتجز في قصر كايين.”
ارتجف بصر هاينري وقال مذهولًا:
“أراد اللورد كلارك أن يختطفك…؟”
“نعم، ولدينا الدليل على ذلك.”
“يصعب تصديق هذا… لم يكن يبدو لي شخصًا كهذا.”
كان وجه هاينري يعكس صدمة كبيرة، فسارعت أؤكد له:
“ألا يُقال إن الحكم بالمظاهر خطأ؟ اللورد كلارك يكنّ عداءً واضحًا لعائلة كايين، ويتحين الفرص للإضرار بنا. وما حدث هذه المرة خير برهان. أرجو من سموّك أن تنزلوا به العقاب.”
تنهد هاينري وقال بوجه متألم:
“حقًا… لا يمكن التغاضي عن مثل هذا الأمر.”
ثم هز رأسه بعزم وأعلن بصوت حازم:
“حسنًا. سأضمن أن ينال العقاب الذي يستحقه.”
فقلت بامتنان وقد انفرج صدري:
“أشكرك سموّ ولي العهد…! الآن فقط أشعر بالراحة.”
ابتسم بأسى وقال:
“يؤسفني أنني لم أدرك باكرًا وجود شخص خطير كهذا داخل الإمبراطورية.”
فأجبته بحماسة:
“لا تقول ذلك! وجودك وحده نعمة عظيمة، لا تتصور كم أنت مصدر طمأنينة لنا.”
وكان ذلك نابعًا من القلب.
كم هو مطمئن أن يكون ثمة فرد من العائلة الإمبراطورية يمكن التفاهم معه بهذا الشكل…
‘لا بد أن تصبح إمبراطورًا وتظل سندي طويلًا….’
ابتسم هاينري بنعومة وقال:
“إذن فأنا شخص تحتاجون إليه يا سيدة كايين، وهذا يطمئنني.”
قلت بإخلاص:
“نعم، سموّك لست فقط حاجة لعائلة كايين… بل أنت حاجة لهذا الإمبراطورية بأسرها!”
فلما جاملته بتلك العبارات التي صقلتها عبر تعاملاتي مع مارثا، ضحك هاينري بخجل. ثم تظاهر بالجدية وسأل:
“هل معكِ الآن الدليل على محاولة اللورد كلارك لاختطافك؟”
“نعم، سموّ ولي العهد!”
‘كنت أعلم أنك ستسأل عن ذلك، لذا أحضرتُه معي.’
“سيلفيا.”
“نعم.”
فتقدمت سيلفيا، التي كانت تحرسني منذ البداية، وانحنت وهي تقدم له حجر الصورة. وكان يحوي مشهد محاولة بارون خطفي يوم بثّ الغاز المنوم أمام الكنيسة.
سأل هاينري:
“هل يمكنني عرضه هنا؟”
“بالطبع، سموّك.”
أطلق هاينري الحجر، فانعكست في الهواء صور تلك الليلة.
وبعد أن تابع كل ما جرى، ابتلع ريقه بصعوبة وأطبق شفتيه بصمت. ثم أومأ برأسه بوجه كئيب:
“إذن فقد تأكد الأمر… كان اللورد كلارك يستهدفك حقًا.”
سألته بدهشة:
“سموّكم، قولكم ‘يستهدفني حقًا’ يعني…؟”
‘هل كنتَ تعرف منذ البداية أن بارون يترصدني؟’
تذكرت فجأة أن هاينري كان قد حذرني شخصيًا من بارون حين جئت مع أركل إلى القصر.
وكانت على وجهه الآن ملامح تفكير عميق وهمّ كبير.
وبعد صمت ثقيل، قطّب حاجبيه وقال:
“أعتقد أن الوقت قد حان لأخبرك بالحقيقة. تفضلي معي.”
تكلم بحسم، ثم مضى أمامنا.
تبادلتُ وسيلفيا نظرة خاطفة، ثم تبعناه.
( بدا الالحاد والعياذ بالله ، اي بزر هنا ياريت ماتفكر ان فيه اشياء زي هيك وان لا يوجد إلا إله واحد وهو ربنا. هي روايه خياليه بحت ومافي شي حقيقي وتصنيفها الاصلي 15+ ولا يوجد نسخ 19+. ومراح قصر رح ابدل الكلمات الشركية ومع العلم ان ماطلع الالحاد هاذ الا والرواية على اخرها ف مايمديني اتركها زي باقي الروايات الي تركتها بسبب الالحاد ورح يمكسها غيري 100% مستقبلاً ويكملها لو تركتها وممكن مايبدل اي شيء زي مابعمل. )
❖ ❖ ❖
كان المكان الذي بلغناه مقر إقامته.
بدا أشبه بقصر آخر داخل القصر، إذ امتدت الغرف على جانبي قاعة الاستقبال بطريقة توحي باتساع المكان وضخامته.
‘يا للدهشة… غرفة بداخلها ممرّات وسلالم؟ إنه أقرب إلى قصر صغير!’
دخلنا مكتبًا كبيرًا، فتقدم هاينري نحو رف مكتبة وسحب كتابًا للخلف. وإذا بالرف بأكمله ينزاح جانبًا محدثًا صوتًا ثقيلاً.
‘ما هذا بحق…؟!’
كُشف خلفه عن درج حجري يقود إلى أسفل.
“من هنا.”
نزل هاينري أولًا، فابتلعت ريقي ومضيت خلفه.
‘حقًا كأنها الممرات السرية التي لا تراها إلا في الأفلام… مثير للحماسة!’
لكن بخلاف الممرات المظلمة المعتادة، كان هذا الدرب مضاءً بشمعدانات فاخرة، خاليًا من الغبار أو خيوط العنكبوت.
نزلنا حتى بلغنا قاعة واسعة مكشوفة كأنها حديقة داخلية؛ فيها عشب وأشجار صغيرة، وفي الوسط بيت زجاجي صغير. وأمام كل ذلك، ارتفع تمثال امرأة من الرخام الأبيض.
كانت تطلّ بهالة قداسة جعلتني أهمس دون وعي:
“سموّك، ما هذا المكان…؟”
أجاب بهدوء وهو ينظر إلى التمثال:
“هذه كنيسة.”
وأشار إلى التمثال:
“وهذه هي الحاكمة التي تحرس إمبراطوريتنا.”
“الحاكمة…”
كثيرًا ما سمعت هذه الكلمة منذ جئت إلى هذا العالم، لكن وقعها هذه المرة بدا غريبًا، أقرب إلى الرجفة.
نظرت مشدوهة إلى ملامح التمثال المضيئة والرقيقة والحزينة في آن.
أعادني صوت هاينري إلى وعيي:
“يبدو أنك تشعرين بشيء غريب.”
“ربما لأن المكان كنيسة، فمجرد الوقوف هنا يمنحني رهبة قدسية يا سموّ ولي العهد.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 89"
ازاي اتأكد أن الرسالة فعلا لبارون في حين ماقيش مستقبل؟ عبط احنا بقى