“همم، في ذلك… لا أعلم جيدًا. فعلاً يبدو غريبًا. ربما لم يكن ينوي استعماله بنفسه؟”
“لو كان كذلك لما كان سلم نفسه. ارتكاب طقوسٍ من هذا النوع ثم التسليم يعني عادةً أنه لا ينوي الرجوع.”
“حينما تقولين ذلك يبدو الأمر منطقياً. إذًا… كان من أجل شخصٍ ما في القرية؟”
“لو كذلك لكان سلّمه لذلك الشخص مباشرة، فلماذا يختفي به ويخفيه بتمثال؟”
صدمه حديثها اللاذع على نحو هادئ، فتلعثم وأطلق ضحكة محبطة.
“حسنًا، الآن لا يهم كثيرًا. المهم أننا وجدنا الكأس.”
نظرت إليه ليزي بحدة، وبدأ قلب مارڤين يخفق مجددًا تحت نظرتها.
“لكنك قلت سابقًا أنك شعرت بشيء غريب. لماذا تقول الآن إنه لا يهم؟”
“آه… هل قلت ذلك؟”
“أنا لا أظنك من النوع الذي يتجاهل أمورًا كهذه… كموَجّهٍ لسحرة كايين، ألا ينبغي لك أن تتحمل المسؤوليّة وتتحرّى الخطر المحتمل؟”
“ذ، ذلك…”
طويت ليزي ذراعيها بامتعاض.
“لا يجوز. الاستمرار في الطقس مع وجود عناصر غير مؤكّدة يُشعرني بعدم الارتياح. أجلِنَا الطقس حتى تتضح هذه النقطة.”
“……!”
حاول مارڤين ألا يظهر توتّره، لكن حدقتيه اتسعتا.
‘لا. لا يمكن ذلك…!’
‘ذاك السيد’ يكره فشل الخطة أكثر من أي شيء.
خصوصًا بعد أن بعث برسالة مؤكّدة تفيد أن أركل سيستخدم الكأس، إن تعطّل الأمر الآن…!
مجرد تخيّل ذلك يجعل الدنيا تسود في عينيه.
فتح فمه مسرعًا وهو يائس معتقدًا أن كشف الغموض سيؤدي إلى استئناف الطقس:
“ربما كان الأمر محفوفًا بالمخاطر.”
“نعم؟”
“لو أن إخفاء الكأس لم يكن من أجل مصلحة نفسه أو مصلحة فردٍ بعينه… فقد يكون من أجل المصلحة العامة.”
أومأت ليزي وكأن الفكرة قد تجلّت لها.
“آها، إذن ظهور كأس ڤاليرا في العالم كان خطيرًا بحد ذاته؟ صحيح، فالثمن كذلك، وربما يتمنى أحدهم أمنية مدمّرة… هذه تبدو أصدق الفرضيات حتى الآن…! هكذا زال فضولي.”
“هذا مطمئن، هاها.”
حين ابتسمت ليزي مُعبِّرة عن قناعتها، تنفّس مارڤين الصعداء داخليًا. ثم قالت ليزي بحدة:
“لماذا لا تردّ على كلامي؟”
“نعم؟”
“عن ‘الثمن’؛ ألم تقل قبل قليل إنه لا وجود لمثل ذلك؟”
“……! ذ، ذلك… لقد تشتّتش لحظةً فظننت أنني سمعت خطأً. بالطبع لا يوجد أي ثمن يا سيدتي.”
أمالت ليزي رأسها باستغراب.
“هل لم تكن تستمع لحديثي؟ غريب… لماذا تريد الهرب من هذا الموقف هكذا؟”
“ليست هربًا… أنا فقط… أريد أن يسير الطقس بلا مشاكل…”
أمعنت ليزي النظر إليه بعينين واسعتين ثم قالت بصوتٍ رصين:
“مارڤين، أنت في الحقيقة تعلم أن لممارسة الكأس ثمنًا، أليس كذلك؟”
❖ ❖ ❖
حدّقتُ في مارڤين.
‘مؤكّد.’
كنت في حيرة في البداية لكني اقتنعت الآن.
فقد احتفظ بالصمت وهو يعلم بوجود ثمنٍ لاستخدام الكأس.
هزّ مارڤين رأسه محاولًا أن يتفادى أن يبرّر، فأضفتُ آخر قضيبٍ من الحزم:
“في الحقيقة، أنا أعلم كل شيء. أعلم ما الثمن الذي يرافق استخدام الكأس.”
“…….”
ابتسم مارڤين ضاحكًا بمرارة وكأنما استسلم:
“إذًا لا جدوى من قول أي شيء.”
“هل تعترف؟”
“يا لهذه… أنتِ فعلاً لا يُستهان بك. خبأتيني في زاوية لتجبريني على الاعتراف.”
“من حسن حظي أنك كنت تتصرف كما توقعت.”
همس مارڤين ضاحكًا ووَجَّه تَمَتُّعًا بسيطًا ثم أومأ:
“نعم، كنت أعلم. للأسف.”
كان اعترافه المستسلم مفاجئًا بعض الشيء.
‘إذن…’
قال مارڤين بصوتٍ مكسور وراح يمد يده نحوي:
“أرجوك أن تنسَيْ كل ما دار في هذا الحديث.”
كما توقعت، كان ينوي استعمال سحرٍ ما.
لمع ضوء أزرق من راحة يده.
“لا أكنّ لكِ أي ضغينة… كُه—”
لم يَتم كلامه إذ انهال مارڤين أرضًا مغشيًا عليه.
كان من بيننا لاكو.
“يا حاكمتي، هل أنتِ بخير؟!”
“أحسنت يا لاكو.”
كنت قد أمرتُ لاكو أن يتظاهر بالنوم ثم إذا صرت في خطر فأن يطيح بمارڤبن.
أخرجتُ الحجر المسجَّل المعلَّق في عنقي خفيةً دون أن يراني أحد.
‘الحجر كان يسجّل الحوار حتى الآن كما خططنا، تحديدًا كان أقرب إلى التسجيل الصوتي منه إلى المرئي.’
وكنت أضغط على زر الإيقاف وأنا أترنم، ثم تذكرت فجأة وأخبرتُ مارڤين الذي كان قد أُغمي عليه:
“بالمناسبة، استخدام كأس ڤاليرا قد رُفض، مع أن الأمر مؤسف. سنُحطّمه، وكذلك ذلك الإنسان الذي حرّض على فعل كهذا من وراء ظهرك.”
*****
ترجمة : سنو
بالنسبه لقُراء المواقع.
انشر الفصول في جروب التيليجرام أول والواتباد. وممكن لو انحظر حسابي بالواتباد بعيد الشر بتلاقوني هناك ( ملاحظه، الي يدخل ويطلع رح ياخذ حظر )
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 81"