ارتفعت على قطعة قماش ضخمة كأنها شاشة عرض حروف مكتوبة بخط جميل:
[البحث عن الكأس المقدسة]
كان ذلك عنوان الفيلم الذي ألّفته منذ أيام قليلة.
ظهر ثلاثة رجال وبدأ المشهد حين أعلنوا أنهم اكتشفوا مكان الكأس المقدسة النائمة، فشكّلوا معًا فريقًا للانطلاق في الرحلة.
أقسم الرجال على الولاء للإله، وتعاهدوا على أن يجدوا الكأس مهما كلفهم الأمر، ثم شرعوا في مغامرتهم.
وأخيرًا، حين بلغوا قرية مهجورة، غمرتهم فرحة عارمة، غير أنهم سرعان ما اكتشفوا شيئًا جعلهم يرتجفون من الفزع.
اختُتم العرض بلقطة مقرّبة لوجوههم المذعورة، ثم انطفأ المشهد.
كان ذلك مجرد مقطع إعلاني مركّب من مشاهد بداية العمل الأصلي.
ما إن انتهى العرض حتى أُضيئت قاعة الوليمة من جديد.
قلت وأنا أنظر إلى الحضور:
“هل رأيتم؟ هذا بالضبط هو السبب الذي دفعني لمغادرة أليهايم على حين غرة. لقد تلقيت يومًا وحيًا.”
وبصوت مهيب رويت لهم أنني رأيت في حلمي حياة أولئك الشبان الثلاثة، كما ظهروا في المقطع قبل قليل، فأدركت أن مشيئة الإله تقضي بأن أنقل قصتهم إلى الناس.
“ولأجل تنفيذ المهمة التي أوكلها إليّ الإله، لم يكن أمامي خيار. كنت أنوي الرحيل سرًا دون أن أخبر أحدًا، لكن اللورد كايين إنتبّه للأمر وقرر أن يرافقني في تلك الرحلة.”
فقالت مارثا، وكأنها لا تعلم شيئًا:
“إذن لهذا السبب غادر شقيقي المنزل فجأة.”
فسارعت إلى استثمار الفرصة:
“صحيح. كنا في الواقع نؤدي مهمة من الإله. وبعد تفكير طويل في الطريقة المثلى لنشر قصة أولئك الثلاثة، اهتدينا إلى هذا الحل: أن نحوّل حياتهم إلى عمل فني!”
سأل أحد الحضور بدهشة:
“إذن ما شاهدناه قبل قليل كان مسرحية؟”
فأجبت:
“أشبه بالمسرحية، لكننا سجلناه في حجر يُظهر الصور. أطلقت على هذا الشكل الجديد من الأعمال اسم فيلم.”
همس بعض الضيوف:
“فيلم….”
ثم تساءل أحدهم بتحفّظ:
“وما نهاية هذا العمل؟ هل ما ظهر قبل قليل كان فعلًا الكأس المقدسة؟”
ولاحظتُ من نظرات آخرين أنهم بالفعل أصبحوا متشوقين لمعرفة المزيد، وقد نجح المقطع التمهيدي في إثارة فضولهم.
فأجبت بابتسامة:
“ما عرضته الآن مجرد جزء. أما القصة كاملة فتجدونها في العمل نفسه.”
“وأين يمكن مشاهدته؟”
أشرت إلى الخادم الواقف قرب باب القاعة:
“هنا في قصر كايين! سيقوم خادمنا بمرافقتكم. من يرغب يمكنه التوجه الآن لمشاهدته. لمَ لا نختم هذه الوليمة برحلة أولئك الشبان في سعيهم وراء الكأس؟!”
علا الهمس بين الضيوف:
“الآن مباشرة؟”
“لقد شربنا ما يكفي، وليس لدينا ما يشغلنا.”
كانت ردود الفعل مشجعة.
وقف بعض الضيوف متحمسين وتوجهوا نحو الخادم، ثم رفعت صوتي:
“لكن تذكروا! هذا العمل مخصص للكبار فقط… هكذا أوصى الإله!”
فقال أحدهم وهو ينهض:
“أتساءل ما الذي حلّ بتلك الشخصيات… لنذهب ونشاهد.”
ولحق بهم آخرون:
“هل تنوي الذهاب؟ إذن أنا أيضًا.”
“انتظراني، سأرافقكما.”
وما هي إلا لحظات حتى نهض معظم الحضور، فاصطفّوا وراء الخادم.
“إن لم يكن هناك مزيد من الراغبين، فسأقودهم الآن.”
“انتظر! أنا أيضًا سألحق بكم.”
“وأنا كذلك!”
فخرج الخادم، وتبعه الجمع وراءه.
لم يبق في القاعة إلا القليل، ومعظمهم أطفال لم يبلغوا.
شعرت بالارتياح:
‘عددهم أكثر مما توقعت…!’
وبينما أنظر حولي، قالت مارثا:
“أحسنتِ، لقد تخلصنا دفعة واحدة من مثيري الضوضاء.”
“وماذا ستفعلين الآن يا آنسة مارثا؟”
“لقد أرهقني اليوم بكثرة التحيات والأحاديث. سأرتاح في غرفتي. وإن حدث شيء، فليخبرني الخدم.”
لوّحت بيدها وخرجت.
‘آه، كنت أنوي أن أسألها عن أركل…!’
لكنها كانت قد اختفت.
‘أين يكون أركل الآن؟ هل عليّ البحث عنه بنفسي؟’
وبينما أفكر، أحسست بيد تربت على كتفي.
استدرت بلهفة:
“أركل؟”
لكن الذي كان أمامي هو جين أليهايم.
ابتسم بخجل وقال:
“أنا جين،يا ليزي…”
“آه…”
قلتها بخيبة، فبدا عليه بعض الألم.
“آسف إن أفزعتك… هل يمكننا التحدث قليلًا؟”
“المعذرة يا أخي، لكن عليّ الذهاب الآن.”
وهممت بتجاوزه، فإذا بآخر يعترض طريقي.
كان البارون.
قال باحترام مصطنع:
“آنسة أليهايم.”
“ألم تقل مارثا إن ليزي سيدة كايين؟”
فرد بصرامة:
“عودي إلى منزلك.”
قلت متحدية:
“لكن هذا منزلي.”
وتواجهنا بنظرات حادة، لا يتراجع أحدنا للآخر.
قال:
“لكل إنسان مكان يليق به.”
فأجبته:
“وهل ترى أن هذا المكان يليق بك أيها الفارس حتى تمكث فيه؟”
قال متفاجئًا:
“كنت أظن أنكِ فتاة هادئة ولطيفة، لكنكِ لستِ سوى مهر صغير جامح.”
قلت بسخرية:
“سمعتَ هذا عني؟ إذن كنت تتجسس وتحقق في شأني؟ هذا مقزّز بعض الشيء…”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 50"