“هاها، سيلفيا… لا تبالغي، أيّ وحش هذا؟ صحيح أنّه ارتكب أفعالًا أشبه بأفعال الوحوش، لكن…”
غير أنّ ملامح سيلفيا ازدادت برودة، وقالت وهي تكبت غضبها:
“بما سمعته عن تصرفاته، فلا فرق بينه وبين الوحوش. فقد ما إن استيقظ حتى أثار شغبًا. صحيح أنّ القيود السحرية تكبّله وتمنعه من استخدام السحر الأسود، لكنه بدا في غاية العنف.”
فأجبتها متأمّلًا:
“هممم… هكذا إذن؟ على الأرجح أنّ لاكو يبحث عني، أليس كذلك؟”
“نعم. لقد تجرّأ وقال إنّه يريد أن يُحضَر إليه السيّدة ليزي. ذلك اللعين.”
كانت سيلفيا تقول كلمتها وكأنها تمضغها بأسنانها غيظًا، توشك أن تثب إليه لتخنقه بيديها، فسارعتُ بسؤالها:
“وأين يوجد لاكو الآن؟”
“إنه محتجز في المزرعة داخل القفص البشري… أيمكن أن…؟”
قالت وهي تحدّق بي بنظرة متوجّسة:
“تنوين مقابلته بنفسك؟”
ابتسمت قائلة:
“نعم! فإن حاول الهرب للقائي فسيكون الأمر مزعجًا. عليّ أن أُحذّره بنفسي كي لا يُثير الفوضى.”
فترددت سيلفيا:
“ولكن… هل تظنين أنّه سيُطيعك بسهولة؟”
“بلى، سيُطيع. أنا واثقة من ذلك. أليس من الأفضل أن أجعله يذعن لي قبل أن تقع أي مشكلة؟”
رمقتني مليًّا، ثم زفرت في استسلام وقالت بوجهٍ يائس:
“سأدلكِ إذن. لكنني سأرافقكِ أيضًا، لأنني أعلم أنّك لن تُصغي لتحذيري من الخطر.”
“كما توقعت منكِ يا سيلفيا. أنتِ تفهمينني جيدًا.”
غمزتُ لها بعينٍ واحدة، فارتبكت فجأة واحمرّ وجهها، ثم عضّت شفتها بغضب وخرجت قائلة:
“فلنذهب إذن!! ذلك الوحش، إن تجرّأ على فعل حماقة فسأكسر عنقه فورًا!!”
فأجبتها بنبرة هادئة:
“لا، لا تفعلي ذلك يا سيلفيا. اكتفي بضربه حتى لا يموت فحسب.”
ثم تبعتها نحو المزرعة حيث كان لاكو مسجونًا.
‘كنتُ أظن أنني سأظفر ببعض الراحة، فإذا به يثير المشاكل؟ حسنًا… سألبي رغبته وأذهب إليه بنفسي. عليّ أن ألقّنه درسًا يمنعه من الصخب بعد الآن.’
❖ ❖ ❖
داخل المزرعة.
منذ حادثة مكيدة سيلفيا والعمّال لي، لم تطأ قدماي هذا المكان.
ويبدو أن ذكرى ذلك ما زالت تؤرقها، فقد بدت قلقة وهي ترقبني عند دخولي.
ابتسمت بخفة وقلت مازحًا:
“آه… كم يذكّرني هذا بالماضي. لقد كنتُ حقًا مرعوبة يوم حُبست هنا.”
فارتجف وجه سيلفيا ألماً، ثم قالت بشموخ وهي تتنفس بعمق:
“…عليّ أن أكفّر عن ذلك بالموت!!”
فعاجلتها بوجه جاد:
“إنه مجرد مزاح.”
فقد خطرت لي فكرة أنّها قد تفعلها حقًا لو أخذت كلامي على محمل الجد.
لكنها لم تزل غارقة في شعور الذنب، تضطرب وتقول:
“حقًا… أعتذر عمّا حدث آنذاك. وإن طردتِني يا سيّدتي ليزي فلن يكون لي عذر.”
فربّتُّ على كتفها قائلاً بابتسامة:
“قلت لكِ إن الأمر لا بأس به. لم أشعر بالخوف لحظة واحدة.”
‘بل كان الأمر ممتعًا أكثر…’
لكنني بالطبع لم أستطع أن أخبرها أنّ ذلك المكان الذي حُبستُ فيه كان في الرواية الأصلية مسرحًا لمشهدٍ بالغ الجرأة بين ربة أسرة كايين وأخي الأكبر.
لذا اكتفيت بابتسامة مطمئنة وأنا أربّت ظهرها.
أما لاكو، فقد كان مسجونًا بالذات في ذلك القفص البشري الذي عُدّ “المكان الحار” في الرواية الأصلية.
“لقد وصلنا.”
ومنذ تلك الحادثة حُظِر استخدام هذا القفص لحبس البشر.
لكن لاكو كان استثناءً؛ إذ لم يكن هناك مكان أنسب لاحتجازه داخل قصر كايين.
“سيّدتي ليزي.”
انحنى الفرسان الحارسون أمامنا باحترام.
حيّيتهم بإشارة، ثم طلبت رؤية لاكو.
وبعد أن تبادلوا النظرات، بدا أنهم لا يرون مانعًا فتنحّوا جانبًا.
اقتربتُ من القفص، فرأيته داخل القضبان راكعًا ومُكبَّلًا في عنقه ويديه وقدميه.
كانت قيود سحرية لتمنع إطلاق أي تعويذة، بل وُضِع في فمه لجام حتى لا يتمكن من التمتمة.
كما أزيل أي منفذ سرّي كان يُمكّنه من الهرب.
رفع رأسه حين شعر بوجودنا، وكانت ملامحه مشوّهة بما خلّفته به جراح أركل.
لوّحت له بابتسامة هادئة.
“……! وووف!!”
اتسعت عيناه دهشة، ثم راح يحاول تحطيم قيوده، فارتجّت السلاسل محدثة جلبة صاخبة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 40"