أو إلى ديلان، التي ترتعد الآن على الأرجح من لقبها الجديد،}
تقوست شفتا ديلان في ابتسامة خجولة، بكل صراحة، لقد جعلها اللقب تشعر بالارتباك، ففي نهاية المطاف، لم يكن لقب ‘ماركيزة نورثرلاند’ مقدرًا لها في المقام الأول.
قريبًا، سيعود كل شيء إلى ما كان من المفترض أن يكون عليه، وستفترق عن سيدريك قبل أن تسنح الفرصة للقبها بأن يصبح ‘دوقة ساوثرويك’ — فمهما كانت كارهة لذلك، لقد سلبت ديلان شيئًا ليس من حقها، وأقل ما يمكنها فعله هو أن تدع أديلاين تكون أول من تصبح الدوقة.
إذا سار كل شيء وفقًا للخطة، سيبقى غراهام بصحة جيدة وستختفي ديلان حتى يتمكن الزوجان الحقيقيان من العيش بسعادة وهناء، بل إنها حرصت حتى على أن تحافظ على قبلة سيدريك الأولى لعروسته.
بالطبع، لم تكن تلك لتكون المرة الأولى التي يقبّل فيها سيدريك فتاة، على الإطلاق، لكن قبلة لختم عهود الزواج هي قبلة خاصة، وكانت ديلان فخورة بنفسها لأنها تمكنت من الحفاظ عليها من أجل أديلاين، كما أن ذلك جعلها تشعر بذنب أقل لأخذها مكان شخص آخر.
وبقلبٍ أخف بشكل ملحوظ، انتقلت عينا ديلان إلى الأسطر التالية من الرسالة.
{أرجو أن تعذريني على إرسال رسالة بدلًا من زيارتكِ شخصيًا، أردتُ أن أنتظر حتى تستيقظي، ولكن للأسف، كان للقدر خطط أخرى، كل هذا بسبب صديق وشريك عمل وصداعٍ مدوٍّ يُدعى إيثان رايكر، لذا سأكون في غاية السرور لو أمكنكِ إلقاء اللوم عليه بدلًا مني على قلة ذوقي.}
مرت ابتسامة أخرى على وجه ديلان، كان اسم إيثان مألوفًا لديها بالفعل لأنه كان صديقًا قديمًا لسيدريك ظهر مرارًا في الرواية الأصلية، حيث كان كتفًا يبكي عليه في أسوأ الأوقات، وداعمًا متحمسًا لعلاقة سيدريك وأديلاين حين بدت الأمور أكثر إشراقًا، باختصار، كان شخصًا طيبًا، وبسعادة لرؤية اسم تعرفه، انتقلت ديلان إلى السطر التالي.
{لقد أمرتُ بإعداد حمام ووجبة طعام لكِ عندما تستيقظين، وأنا أعرفكِ، أظن أنكِ تفكرين بإفراط في دوركِ كماركيزة…}
جفلت ديلان، وشعرت وكأنها ضُبطت متلبسة بالجرم المشهود، كيف عرفها جيدًا إلى هذا الحد؟
{…ولكن لا داعي للقلق، سيلبي جميع الموظفين في العزبة احتياجاتكِ بحماس، وفقًا لهولدن، كبير الخدم، فإنهم جميعهم سعداء باستعراض مهاراتهم لسيدة جديدة بدلًا من إهدار مواهبهم في عزبة مالكٍ قاسٍ لا يعود إلى دياره أبدًا، لم أتمكن من التحقق من هذا شخصيًا، لكنني سمعتُ من عدة مصادر أن الموظفين على أهبة الاستعداد لتلبية أي حاجة قد تطلبها سيدتهم الجديدة، لذا فلا تترددي في إظهار من هي سيدة هذا المكان.}
ضحكت ديلان بهدوء، ما كان لكبير خدم أن يدلي بمثل هذه الملاحظة المباشرة لو لم يكن مقربًا من سيده، والعلاقة القوية بين صاحب العمل وموظفيه دائمًا ما تكون علامة جيدة، وهذا يصدق بشكل خاص كلما كانت العائلة أكثر نبلًا.
{وأيضًا، إذا كان لديكِ أي أسئلة حول العزبة أو إذا كان هناك شيء آخر تحتاجينه، فلا تترددي في سؤال هولدن أو رئيسة مدبرات المنزل، السيدة طومسون، إنهما يعرفان كل شيء عن هذا المكان، من لون طلاء السقف إلى عدد شوكات الحلوى التي نملكها.}
دوّنت ديلان ذلك في ذهنها، كانت هذه هي المرة الأولى لها في عزبة بهذا المستوى، وسيكون وجود موظفين أكفاء ومستعدين وقادرين على الإجابة على أسئلتها عونًا كبيرًا لها.
{نظرًا للظروف المذكورة أعلاه، أخشى أنني سأغادر إلى أودن على الفور، وسيكون التواصل السريع صعبًا في الوقت الراهن، لقد أبلغتُ هولدن بعنوان مكتب البريد المحلي هناك، لذا إذا كانت لديكِ حاجة ملحة للاتصال بي، فيرجى القيام بذلك من خلاله.
آمل أن ينال منزل برايتون إعجابكِ.
— من سيدريك رودن هايوورث.}
ظلت ابتسامة صغيرة مرتسمة على شفتي ديلان طوال فترة قراءتها، ولم تلاحظ أن الخادمات كن ينظرن في اتجاهها، أو الابتسامات العارفة على وجوههن.
“لقد انتهيت، شكرًا لكِ.”
قالت بيوني مع انحناءة صغيرة “أمركِ، سيدتي.”
ناولت ديلان الرسالة لبيوني، فأعادتها إلى الصينية الفضية قبل أن تتراجع، في هذه الأثناء، كانت الخادمتان الأخريان في الحمام تنظران في اتجاه ديلان وكأنهما تنتظران الأوامر، فتحت ديلان فمها بسهولة لتتحدث، وقد ذاب توترها وقلقها في الماء الدافئ، ‘لقد قال سيدريك إنه يمكنني أن أطلب منهن أي شيء.’
“هل يمكنكِ إحضار شيء لأشربه؟”
“بالطبع، سيدتي، ماذا تودين؟”
“همم، أشعر برغبة في شيء خفيف ومنعش.”
“ما رأيكِ في شاي النعناع البارد المصبوب فوق مياه فوارة؟”
كادت ديلان ألا تتمالك نفسها عن إطلاق تأوه من المتعة وهي تتخيل روعة شاي النعناع البارد والفوار بينما تجلس في الحمام المليء بالبخار، وقالت بدلًا من ذلك “يبدو هذا رائعًا.”
“سأقوم بإعداده على الفور، سيدتي، هل ترغبين في ثلج معه؟”
لم تعد ديلان متفاجئة حتى، بالطبع، سيكون الثلج أمرًا روتينيًا بالنسبة لهم، ربما كان لديهم بيت ثلج ممتلئ به، أومأت برأسها في فتور.
وبعد فترة وجيزة، وكأن الأمر ضرب من السحر، قُدّمت لها كأس باردة تتصبب منها حبات الندى، قعقع الثلج في الداخل وهو يذوب ببطء في هواء الحمام الدافئ، أخذت رشفة من خلال قشّة ورقية.
آه، جعل المشروب الفوار حلقها الجاف ينتشي ارتياحًا، لقد ترك طعمًا منعشًا من النعناع، وثنت أصابع قدميها وهي تشعر بالنكهة الباردة تنتشر في كل ركن من أركان جسدها المسترخي، كاد الأمر أن يجلب الدموع إلى عينيها.
هل كان هناك أي شخص في العالم بأسره سعيد مثل ديلان الآن؟، لم تعتقد ذلك، من المؤكد أنه حتى الملكة لم تشعر قط بمثل هذا الاسترخاء العميق الذي يتغلغل في العظام، ففي نهاية المطاف، الملكة معتادة تمامًا على مثل هذا الترف!
آآآه، أطلقت ديلان أخيرًا تأوه الرضا الذي كانت تحبسه وهي تستمتع بأول تذوق لها لحياة النبيلات.
* * *
شربت ديلان بقية الشاي وانتقلت إلى قطع الثلج المتبقية في الكأس، قلّبتها في فمها قبل أن تقضمها، محطمة إياها إلى شظايا يمكن أن تذوب تدريجيًا، أغمضت عينيها واستمتعت بالسعادة التي تغمرها.
‘ماذا كنتُ سأعطي لأعيش بقية حياتي هكذا…’
بمجرد أن أدركت الاتجاه الذي تسلكه أفكارها، انفتحت عينا ديلان على وسعهما ‘لا، لا، لا يجوز لي أن أرغب في ذلك، هذا ليس صوابًا.’
كان هذا ترفًا مؤقتًا لا يمكنها أن تنغمس فيه إلا خلال إقامتها العابرة في منزل برايتون، بعد وقت ليس ببعيد، وبعد وداع ودي لسيدريك، سينتهي السحر، لن تتلقى حتى نفقة، لأنها لا ترغب بشيئًا، وسيكون الطلاق قرارًا متبادلًا.
ليس الأمر وكأن لها أي حق في النفقة على أي حال، بالنظر إلى كيفية عبثها بالمجرى الطبيعي للأحداث، كانت هذه سعادة لم تكن مقدرة لها، لولا تدخلها، لكانت شيئًا ستستمتع به إميلي، شقيقتها الغالية إميلي…
التوى بطنها من الشعور بالذنب، هي حقًا، حقًا لم تتدخل لغرض سرقة زواج شقيقتها.
‘لا يمكنني الاستمتاع بهذا كثيرًا، أنا لست هنا للمتعة، ديلان لانغتون، تماسكي، لديكِ أمور أهم من أن تعميكِ رغباتكِ الأنانية، لم يربكِ والداكِ على هذا النحو.’
لكن لم يستغرق الأمر سوى خمس دقائق حتى يتصدع قرار ديلان الحازم.
قالت الخادمة ذات الشعر الأحمر قبل أن تنحني لتبدأ في تبليل شعر ديلان “سيدتي، سأساعدكِ في غسل شعركِ الآن.”
سرَت قشعريرة في فروة رأسها وابتلعت تأوهًا آخر.
“ربما ما زلتِ متعبة من رحلتكِ، سيدتي، هل ترغبين في تدليك لفروة الرأس أيضًا؟”
“آه، نعم من فضلكِ.”
بمجرد أن شعرت بأصابع الخادمة تلامس فروة رأسها، لم يعد بإمكانها كبح أصوات الرضا، كانت الفتاة تمتلك أصابع سحرية، كان من الرائع دائمًا أن يغسل شخص آخر شعرها، لكن مهارة هذه الخادمة بالذات كانت ببساطة في مستوى آخر.
كانت ارتعاشات تسري في عمودها الفقري مع كل ضغطة من أطراف الأصابع وكادت تقسم أنها في الجنة، وكأن ملائكة تدلّكها، فجأة، انفتحت عيناها المغمضتان بتصميم ‘يجب أن أعرف اسم هذه الخادمة على الفور!’
“مـ-ما هو اسمكِ مرة أخرى؟”
“أعتذر عن التأخر في التعريف بنفسي، سيدتي، اسمي ريبيكا روير، سأكون في خدمتكِ من الآن فصاعدًا.”
قالت بهدوء وقد تلون خداها بحمرة الخجل “أنتِ بارعة حقًا في هذا، شكرًا لكِ، ريبيكا.”
أشرق وجه ريبيكا للصراحة الواضحة في صوت الماركيزة، كما انتعشت الخادمة ذات الشعر الأسود عندما سمعت تفاعلهما، فهرعت إلى الأمام قبل أن تجثو بجانب حوض الاستحمام.
قالت الخادمة ذات الشعر الأسود “سيدتي، في حين أن مهاراتي متواضعة، فقد تعلمتُ كيفية العناية بيدي السيدة، هل ترغبين في تدليك لليدين أيضًا؟”
لم تستطع ديلان، الثملةً تقريبًا من كل هذا التدليل، إلا أن تومئ برأسها، ولم يمض وقت طويل قبل أن تنزلق المزيد من تنهدات وتأوهات الرضا من بين شفتيها.
آه، خادمة أخرى بأصابع سحرية!
كانت الخادمة التي تدلك يديها تضغط على جميع الأماكن الصحيحة بالقدر المثالي من الضغط، حتى أنها نظفت أظافر ديلان بأدوات تجميل فاخرة، وشعرت ديلان بأي إرهاق متبقٍ في جسدها يتلاشى.
نظرت إلى الخادمة ذات الشعر الأسود وسألت “واسمكِ هو…”
“اسمي ناتاليا ميدفيديفا، سيدتي، أعمل عادة كخادمة صيانة، من فضلكِ نادني تاشا.”
قالت ديلان “شكرًا لكِ، تاشا، أنتِ أكثر من رائعة.”
توقفت ريبيكا، التي كانت تضع خليطًا من العسل وصفار البيض على شعر ديلان، للحظة قبل أن تقول بخجل “سيدتي، يُطلق عليّ بيكا أيضًا، إذا كنتِ تفضلين، من فضلكِ نادني بيكا.”
أجابت ديلان “بالطبع، بيكا.” وبدأت أصابع ريبيكا تتحرك بحماس أكبر.
في تلك اللحظة، لاحظت ديلان أن بيوني قد عادت أيضًا إلى الحمام وشهدت تعارفهم، ابتسمت لها ديلان بترقب.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 24"