بدت ديلان متحيرة عندما واجهت نبرة جراهام المرحة ، كان تعبيرها مشابهًا لتعبيرها في الحفلة الليلة الماضية .
” بالطبع ” قالت بعد لحظة .
كانت ذكرى رؤية هذه الآنسة الشابة تخطو على أصابع قدم سيدريك طوال الليلة السابقة لا تزال حاضرة في ذهن جراهام ، لقد ضحك من ذلك ، لكن يبدو أن ديلان كانت لا تزال صغيرة بما يكفي لتشعر بالخجل .
قالت ديلان :” لقد أحضرت هدية لوقت الشاي ” وقدمت له رسميًا علبة صغيرة من الشاي وقالت :” هذه زهور جبلية مجففة “
” يا إلهي ، شكرًا لكِ “
” إنه ينظف الدم ، لذا فهو مفيد لقلبك ، ويمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب “
” يبدو أنكِ على دراية كبيرة بالزهور “
وألحت ديلان قائلة :” من فضلك ، فلتنقعه في ماء بدرجة حرارة تزيد عن سبعين درجة لمدة عشرين دقيقة ، واشرب منه كوباً كل يوم ، دون ان تفوته ولو ليومًا واحد “
أجاب جراهام سعيدًا :” سأفعل ذلك ، شكرًا لكِ ” كان سعيدًا لأنها أبدت قلقًا بشأن صحته ” جدتكِ كانت تحب الزهور أيضًا ، فلقد استمتعت حقًا بأعمال البستنة “
وقالت ديلان :” أنا مهتمة أكثر بالنباتات ذات الخصائص الطبية ، أما بالنسبة للزهور ، فأنا أحب تلك التي تكون رائحتها أفضل من مظهرها “
” لقد كانت جدتكِ هكذا أيضًا “
وقالت ديلان وهي تلوح بيدها بخفه :” لسوء الحظ ، أنا لست على دراية جيدة بالبستنة مثل جدتي “
أومأ جراهام ، فلقد كانت هناك دائمًا زهور متفتحة بالكامل حول ليلى ، وحتى الآن، عندما كان جراهام يفكر فيها ، كان يتخيل حقلًا واسعًا من الزهور ، بدت ديلان أكثر واقعية بكثير من ليلى ، مما جعلها رفيقة جيدة لسيدريك ، وهذا ما أسعد جراهام أكثر .
” بما أنكِ تحبين الأعشاب الطبية ، هل أنتِ مهتمة بعلم النبات الطبي ؟”
أجابت ديلان ومن ثم ابتسمت بخفة :” إنها هواية اكتسبتها من رعاية أختي الصغيرة ، فلقد كانت تمرض بأمراض بسيطة طوال الوقت ، حتى الآن ، إذا سعلت ولو مرة واحدة ، فسأبدأ تلقائيًا في سحق نواة المشمش “
أعجب جراهام كثيرًا بها فلقد بدا وكأنها تهتم كثيرًا بأسرتها ، فقد كانت طفلة جيدة ، ولقد أدرك فجأة أنه كان يركز بشدة على افتقار ديلان إلى التشابه الجسدي مع ليلى لدرجة أنه نسي مدى طيبة قلب ليلى ، ياللأسف !، لكن على أية حال ، يبدو أن الأمور سارت بشكل جيد ، وكان غراهام راضيًا .
” أنا سعيد للغاية لأنني سأتمكن من رؤية سيدريك يتزوج قبل أن أموت “
وقالت ديلان في الوقت نفسه :” حسنًا ، لدي بالفعل ما أرغب بقوله “
كلاهما تجمدا ، وغادر كل اللون وجه ديلان .
” همم ؟” شجعها جراهام ” ماذا ترغبين بقوله ؟”
” لا يهم ، أنه لا شيء ، من فضلك ، استمر “
لم تكن ديلان مقنعة ، لكن جراهام قرر عدم التدقيق في الأمر ، فالفضول هو علامة على التقدم في السن ، بعد كل شيء .
واعترف جراهام قائلاً :” قد ينغمس سيدريك في عمله بشكل مفرط ، لذا بصراحة ، كنت قلقًا بعض الشيء ، أنا سعيد لأنكِ طفلة جيد ، وليس الأمر وكأنني توقعت أي شيء أقل من حفيدة ليلى “
توقف ديلان وقالت في النهاية :” أنت لطيف جدًا “
” من فضلك ،” رفض جراهام ” أنا فقط قلت ما رأيته ، لذلك أريد أن أسألكِ …” تنحنح جراهام لتغطية حرجه البسيط ” هل ستعتنين جيدًا بتقدم سيدريك بدلاً مني ؟”
بغض النظر عن ذلك ، كان سيدريك لا يزال حفيده الحبيب ، ولم يستطع إلا أن يكون من الطراز القديم قليلاً فيما يتعلق باحتمالية زواجه الوشيك ، فلقد عمل جراهام بجد لملء الفجوة التي خلفتها الوفاة المفاجئة لوالد سيدريك ، ومع ذلك ، لم يتمكن من البقاء في هذا المنصب إلى الأبد ، لذلك كان يأمل أن يجد سيدريك رفيقًا يعتني به .
” أنا …” واصلت ديلان فتح فمها وإغلاقه كما لو كانت على وشك أن تقول شيئًا ما ، وأخيرًا ، قالت بابتسامة غامضة على وجهها :” أشاركك آمالك في مستقبل سيدريك ، وأريد أيضًا أن تكون له نهاية سعيدة ، وآمل أن يجد السعادة التي قد يستمتع بها “
شعر جراهام بالصدق في صوت ديلان الذي كان يرتجف قليلاً .
وأنهت كلامها قائلة :” وسأبذل قصارى جهدي لتحقيق ذلك “
نظرت عيناها ذات اللون البني الفاتح إليه مباشرة وكانت مليئة بالعزيمة والهدف والحكمة ، والآن بعد أن تأكد من سعادة حفيده في المستقبل ، أطلق جراهام ضحكة من القلب ، فهو سعيد حقًا لأنها طفلة جيدة .
وقال جراهام :” أنا سعيد لأنني تمكنت من مقابلة مثل هذه الشريكة الجيدة لحفيدي قبل أن أغادر هذا العالم “
وحثته ديلان قائلة :” إذا كان حفيدك مهمًا بالنسبة لك ، فلا يجب أن تقول مثل هذه الأشياء ، القول بأنك ستموت أمر محزن للغاية ، يجب أن تعيش حياة طويلة ، صاحب السعادة : واصلت ديلان كلامها ، وهي توبخ الدوق بشدة ” يقول حفيدك أنك غالبًا ما تفوت فحوصاتك الطبية ، الأمر الذي يثير قلق طبيب العائلة ، أرجو ان تمتنع عن تخطيها بعد الآن ، يا صاحب السعادة ، فصحتك في غاية الأهمية “
ضحك جراهام قائلاً :” أنتِ تعرفين حقًا كيفية الوصول إلى فؤادي ، حسنًا ، سأفعل كما تقولين “
جعلت محاضرة ديلان الأمر يبدو وكأنهم عائلة بالفعل ، وأصبح جراهام أكثر حرصًا على تسريع حفل الزفاف ، فلقد كان من الجيد أنه قدم على عجل رخصة الزواج إلى رئيس الأساقفة ، فلقد ربت عقليا على ظهره لحكمه السليم .
” بالحديث عن سيدريك ، هل أتيتِ معه إلى هنا ؟”
أجابت ديلان ” نعم ، في الطريق تحدثنا عن عدد من الأشياء “
” هل تستطيعين مناداته ؟، فأنا لدي شيء لأخبركما به “
” نعم سعادتك “
أومأت برأسها ونهضت لمناداه سيدريك ، بمجرد أن غادرت ديلان غرفة الجلوس ، أخرج جراهام الوثيقة من جيب سترته الداخلي : رخصة الزواج الخاصة ، عادةً ما يستغرق الأمر أسبوعين للحصول على هذا ، لكنه ضغط على رئيس الأساقفة لإعداد واحد على الفور ، والآن ، بمجرد تقديم الطلب ، سيكون زواج سيدريك وديلان صالحًا على الفور .
لقد قمت بعمل جيد يا جراهام هايورث ، كما يقولون ، عليك أن تضرب الحديد وهو ساخن ، وبابتسامة سعيدة ، طبل جراهام بأصابعه على قطعة الورق التي بين يديه .
* * *
في هذه الأثناء ، كان سيدريك جالسًا على كرسي من خشب الماهوجني في الطابق الأول بينما كان ينتظر انتهاء المحادثة التي تجري في الطابق الثاني ، بدت اللوحة المعلقة على الحائط المقابل له ملتوية ، أم أنه كان يتخيل ذلك فقط ؟، انحنى إلى الأمام ، وحدق للحصول على نظرة أفضل ، ثم سمع صوت خطوات ناعم ينزل على الدرج .
سارت ديلان ببطء ، وخطواتها ثقيلة ، ووجهها جدي على نحو غير معهود .
” اذن ، كيف جرى الامر ؟” سأل سيدريك وهو يبتسم على نطاق واسع .
لم ترد ديلان على الفور ، وقالت أخيرًا ” لقد كانت محادثة قيمة “
” و ؟” سأل سيدريك .
ترددت ديلان مرة أخرى ، ثم قالت ” هيا فلنتزوج ” كانت عيناها مليئة بالعزم .
أجاب سيدريك برأسه ” لقد كنت أعلم أنكِ ستقولين ذلك “
وكما كان يعلم جيدًا ، فقد تم تحديد إجابة ديلان حتى قبل أن تدخل غرفة الجلوس .
* * *
وكانت هذه هي النتيجة الوحيدة التي يمكن توقعها ، كان سيدريك يعرف أفضل من أي شخص آخر مدى عناد جده ، فلم يكن العناد منتشرًا في العائلة فحسب ، بل أصبح جراهام أيضًا أكثر جرأة وصراحة منذ تقاعده من الخطوط الأمامية ، في السابق ، كان يضبط نفسه من أجل صورته العامة ، ولكن في الآونة الأخيرة ، كرس نفسه بثبات أكثر من أي وقت مضى لتحقيق هدفه ، ولهذا السبب لم تكن ديلان قادرة على الفوز عليه أبدًا .
قالت ديلان ” أنت شخص جيد “
” آها “
وتابعت بصوت ضعيف ” أنت شخص جيد ، لذا فأنا أفهم لماذا لم ترغب في إحباط جدك ” عبس سيدريك جبينه ، محادثتهم جعلتها تعتقد أنه شخص جيد ؟
لم تكن هذه هي الطريقة التي تصور بها أن المحادثة ستسير ، كان يعتقد أن ديلان ستخبر جده عن سبب عدم رغبتها في الزواج من سيدريك ، فيقول الدوق ” فهمت ، أنتِ على حق تمامًا “، قبل أن يتظاهر بأنه لم يسمعها ، فبعد كل شيء ، كانت هذه هي الطريقة التي كان يعامل بها سيدريك دائمًا ، ولأن جده قد نجا من حياة طويلة مليئة بالعديد من المصاعب ، كان من الصعب بشكل خاص أن يتعارض مع إرادته ، إذن ما الذي جعله شخصًا جيدًا ؟، لقد كانت بعيدة كل البعد عما توقعه .
وأضافت ديلان كما لو أنها تذكرت للتو ” لقد دعاك سعادته أيضًا ، يقول أن لديه ما يقوله لكلينا “
أجاب سيدريك ” حسنًا “، ونهض من مقعده ، وكان يتوقع أيضًا أن يناديه جده بعد التحدث إلى ديلان ، ويتوقع منه أن يبتسم بسعادة عندما يدخل سيدريك غرفة الجلوس ، ما لم يتوقعه سيدريك هو القطعة التي كانت بين يدي جده .
” ما هذا ؟” سأل ، مما أثر على لهجته الغير مبالية .
أجاب جده ” إنها رخصة زواج خاصة ، إذا قمت بملء النموذج وسلمته اليوم ، فسيتم التحقق من صحة زواجك على الفور “
لا يزال الدوق يضع ابتسامة سعيدة على وجهه ، ومسك سيدريك تنهد ، أي شخص يستطيع القراءة كان سيعرف ما هي الوثيقة في لمحة ، ولم تكن هذه هي المشكلة .
” متى …” بدأ سيدريك ، لكن جراهام قاطعه .
” لقد أرسلتها في اليوم الذي غادرت فيه إلى ملكية لانغتون “
وبدا كما لو كان الجواب يجب أن يكون واضحا تماما ، ابتسم سيدريك وضغطت شفتيه بقوة على بعضهما البعض ، لقد كان سعيدًا بالطريقة التي سارت بها الأمور ، فإذا حاول أن يتعارض مع إرادة جده عندما كان بهذه القوة ، لكان مستقبله مرهقًا للغاية بالفعل ، وكان بإمكانه أن يرى الأمر واضحًا كالنهار : إذا لم يتقدم سيدريك بطلب الزواج ، فكلما ظهرت مشكلة في أي وقت في المستقبل ، كان جده بلا شك سيقول : ” ليتك تزوجت في ذلك الوقت …”
ولم يكن ليسمح لسيدريك أبدًا بالعيش في هذا الوضع ، لذا فإن بذل قصارى جهده لتجنب مثل هذا الموقف كان أمرًا لا يحتاج إلى تفكير ، تجاهل جراهام ابتسامة سيدريك القاسية ووجه نظره إلى ديلان .
وأضاف ” شخصياً ، أود أن يتم حفل الزفاف في أقرب وقت ممكن ، فكل آنسة شابة تريد أن تكون عروسًا في فصل الربيع ، وألا ترغبين في الزواج خلال هذا الوقت الجميل من العام أيضًا يا ديلان ؟”
” جد—”
وتابع جراهام دون انزعاج ” بالطبع ، سيكون من المستحيل تنظيم مثل هذا الحدث في يوم أو يومين فقط ، فإن حفل زفاف كبير مثل هذا لا يمكن أن يتم في غمضة عين ، ومن أجل الحصول على كل شيء ، سيتعين علينا قضاء شهر على الأقل في التحضير ، وإذا أردنا دعوة ضيوف من القصر الملكي ، فقد يستغرق الأمر ما يصل إلى شهرين ، أما بالنسبة للموقع ،” توقف جراهام للتفكير ، ثم تابع ” نعم ، ماذا عن حجز أحد القصور الملكية الصغيرة لهذا اليوم ؟، أعتقد أن قصر ماكلارين سيكون مكانًا رائعًا لحفل زفاف في الربيع “
” أعتقد أنه حفلاً بسيطًا سيكون أمرًا رائعًا “، قالت ديلان فجأة وهي تضع فنجان الشاي جانبًا ، وأغلق جراهام فمه ، مما أدى إلى توقف مفاجئ لسيله الطويل من العبارات الخيالية ، وابتسمت ديلان قبل أن تشرح، ” أنا لم أقم بأول ظهور لي في المجتمع الراقي بعد ، لذا فإن الكثير من الأشخاص الذين تتحدث عنهم لن يعرفوني حتى ، وأنا أفضل ألا أقابل مثل هؤلاء الأشخاص المهمين لأول مرة في حفل الزفاف ، إذا كان ذلك ممكنًا ، أود فقط إقامة حفل صغير بحضور عائلاتنا فقط “
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 15"