فوجئ كايين بهذا العناق المباغت، فتجمّد في مكانه، لكن فيلوميل لم تكترث، بل زادت من شدة احتضانها له.
“لقد بذلتَ جهدًا كبيرًا.”
“… هل هذه مجاملة؟”
“وأيضًا كنت أود لمسك، أردت عناقك، لا مجرد الإمساك بيدك.”
رفعت فيلوميل رأسها من صدره ونظرت إليه.
“هل لم يعجبك ذلك؟”
أجابها كايين بلا أدنى تردد:
“لا، أبدًا، ليس الأمر كذلك، فقط… تفاجأت قليلًا.”
“لكن يداك على خصري الآن تبدوان مرتاحتين جدًا بالنسبة لشخص يقول إنه تفاجأ، أليس كذلك؟”
حينها فقط لاحظ كايين أنه كان يحتضن خصرها بإحكام.
“هل تتوقعين أن أرفضك؟ بل على العكس، أنا أرحب بذلك.”
ضحكت فيلوميل بخفة لرؤية ابتسامته.
“هل شرح لكِ جيو ما حدث؟”
“أجل، شرح لي كل شيء جيدًا.”
“سيبقى الوضع متوترًا هكذا حتى تصل القديسة، لا ترهقي نفسك، نامي جيدًا، وتناولي طعامك كما يجب، ولا تنتظريني هكذا مرة أخرى.”
“هل لم يعجبك أنني انتظرتك؟”
“المشكلة أنني أحببت ذلك كثيرًا.”
ضحكت فيلوميل من الإجابة التي أتت دون أدنى مجال للتردد.
“كنت أريد مساعدتك بما أن الوضع صعب عليك، لكنني لا أعرف الكثير عن الشمال.”
ثم أرخت ذراعيها واستندت إلى ظهر الأريكة، ورغم أنها لم تكن تعانقه بعد الآن، فإن المسافة بينهما ظلت قريبة بسبب وضعيتها السابقة.
“ثم إنني أتيت إلى هنا لأفعل مثل هذا تمامًا.”
“عندما تقولين ذلك، أشعر برغبة في إبقائك إلى جانبي طوال اليوم.”
“لكن بدلًا من ذلك، سأنتظرك هنا.”
بريق خفيف لمع في عيني كايين وهو يسأل:
“كل يوم؟”
“نعم، كل يوم.”
ثم ضغطت فيلوميل على الأريكة بإصبعها.
“الأريكة مريحة لدرجة أنني لا أستطيع مقاومة النوم عليها، أعتقد أنه بإمكاني النوم هنا بسهولة، على أي حال، أنت لا تذهب مباشرةً إلى النوم بعد العمل، لذا فإن انتظاري لك هنا…”
لكن كلماتها انقطعت حين غطّى ظلٌ وجهها، استدارت لترى ما السبب، فوجدت يد كايين تهبط بلطف على خدها، وإبهامه يمرّ بخفة فوق خدها الناعم، متجهًا نحو شفتيها.
يده التي كانت تلامس شفتيها بلين كانت ترتجف قليلاً، وكأنها تكبح شيئًا ما.
حين احتضنته في البداية، كان كايين لا يزال قادرًا على ضبط نفسه، لكن كلماتها بأنها ستنتظره كل يوم…
“فيلوميل.”
لم يمنحها حتى فرصة للرد.
“هل أستطيع تقبيلك؟”
رمشت بعينيها في دهشة، تحاول تذكّر إن كانت قد فعلت أو قالت شيئًا يستدعي هذا.
لم تكن هناك لحظة شاعرية مثل تلك التي رأيا فيها الأضواء الشمالية، لذا، سألته ببطء:
“… لماذا؟”
لم تكن إجابتها قبولًا ولا رفضًا، ما جعل كايين يضحك بخفة وكأن أنفاسه قد فرغت فجأة.
“إن أعطيتك السبب… هل ستسمحين لي؟”
ضغط قليلًا على شفتيها بإبهامه، وبدت الشفتان ناعمتين ومستسلمتين تحت أصابعه.
فتحت فيلوميل عينيها على اتساعها، فأسرع كايين بالكلام قبل أن تضيع الفرصة.
“إذن سأخبرك، لا أعرف بالضبط متى بدأت أفكر هكذا، لكن كلما نظرت إليك، أردت تقبيلك.”
“… تبدو واثقًا جدًّا من نفسك.”
كادت أن تقول إنه وقح، لكنها اختارت كلمة ألطف.
وكأن كايين فهم ما كانت تنوي قوله، فابتسم مرة أخرى، تسببت تلك الابتسامة في ارتجاف خفيف عند أطراف أصابعه التي لا تزال تلامس شفتيها.
شعرت فيلوميل برغبة في عض شفتيها من الدغدغة، لكنها خافت أن تعض إصبعه عن طريق الخطأ، لأنها تعرف جيدًا أنه قد يطلب منها ذلك عن قصد إن أعجبه الأمر.
“أظن… هذه المرة، السبب هو أنني أحب أنك تنتظرينني.”
تلاقت عيناهما للحظة، وما إن تحركت شفتاها لتقول شيئًا حتى هبط نظره إلى أسفل، يتوقّف عند شفتيها.
عينا كايين النصف مغمضتين بدتا ثقيلتين، وعندما ابتلع ريقه، تحرك حلقه بوضوح.
“بما أنني أجبت بصدق، فأتمنى ألا ترفضي.”
نظرت فيلوميل إلى وجهه مطولاً.
لم تكن تتوقع هذا الموقف على الإطلاق. كانت قلقة عليه لأنه كان في برج الحراسة طوال اليوم.
وكان من الواضح أنه لن ينام فور طلوع النهار بل سيباشر العمل، لذا أرادت فقط أن تراه للحظة وتعود.
وجهه بدا مرهقًا للغاية، شفتاه الجافتان ووجهه الشاحب، ومع ذلك فقد بدا كل ذلك وكأنه يضفي عليه لمسة جذابة على نحو غريب.
كانت فيلوميل تدرك جيدًا أن الرداء الملفوف حولها كان رداؤه، وأن الجو داخل المكتب دافئ بسبب الحجارة الحرارية، ومع هذا فإن مجرد وجود الرداء فوقها منحها شعورًا بالطمأنينة.
“أعتقد أنني… بحق…”
نظرت إلى عينيه وقالت:
“… كأنني مسحورة الآن.”
وما إن أنهت كلماتها حتى مال كايين برأسه وقبّلها.
لم تكن هذه أول مرة تلامس فيها شفتاه وجهها.
لقد سبق أن قبّل خدها، ولامس شفتيها أو رقبتها أحيانًا… لذا، ظنّت أنها لن تشعر بفارق كبير.
لكنها كانت مخطئة.
شفاهه الناعمة لامستها، تضغط بخفة وتتداخل معها، ورغم أنهما أمالا رأسيهما في اتجاهين مختلفين، فإن أنفيهما تلامسا أحيانًا مما أشعرها بدغدغة غريبة.
كانت حركته ناعمة، لكنها كانت تفيض بالعجلة، وكأن مشاعره كانت تنساب منه إليها مباشرة.
فشعرت برغبة غريزية في شدّ شعره، وهذا ما فعلته دون أن تدرك.
لكنه بدا وكأنه لم يشعر بذلك، بل استمر في التعمّق في قبلته.
وحين حاولت أن تأخذ نفسًا، ما إن انفصلت شفتيها قليلاً حتى عاد بسرعة وأطبق عليهما من جديد.
أمسك فكها كي لا تتمكن من تحريك رأسها، وفي الوقت نفسه، كان ذراعه الأخرى تجذب خصرها إليه بقوة.
شعرت وكأنها محاصرة داخل حلقات أفعى لا مهرب منها.
ثم غيّر اتجاه رأسه قليلًا ليقبّل شفتها العليا هذه المرة، وفي كل مرة حاولت أن تتحرك، لم يمنحها الفرصة، كانت محاصرة بالكامل بين يديه وشفتيه.
تمامًا كما كان في أول احتكاك جسدي بينهما.
أسيرة أفعى لا تقاوم، لا تفعل شيئًا سوى أن تكون فريسةً هادئة تشبع جوعه.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 87"