لم يكن السبب معروفًا على وجه الدقة، لكن الناس تداولوا فرضية واحدة حتى أصبحت وكأنها حقيقة لا جدال فيها.
وهي أن كلًّا من السحرة والمستحضرين يولدون بقوة فطرية، ومع تطور السحر، صار أولئك الذين ربما كانوا سيصبحون مستحضرين، يختارون أن يسلكوا طريق السحر بدلاً منه.
فبينما شهد السحر تطورًا مذهلًا خلال مئات السنين الأخيرة، تناقص عدد المستحضرين بنفس الوتيرة تقريبًا.
وما زاد الطين بلة أن الناس لم يتقبلوا جيدًا قوة الأرواح، فلم يجرؤ أي مستحضرين على كشف هويته الكاملة والظهور علنًا.
وسط هذا كله، قابل هارنين شخصين يعرفان الكثير عن الأرواح، وهما ثيودور وناتاشا… لا يمكن تخيل مقدار سعادته بذلك.
“والدة ليازيل كانت مستحضرة نار، على ما يُقال.”
“حقًا؟ لا بد أنها كانت مصدر قوة عظيمة للشمال.”
رغم وجود حجارة التدفئة، إلا أن النار تبقى ذات أهمية تضاهي أهمية الماء في هذا الشمال القارس القاسي.
“أجل، لذا أظن أن الدوقة والدوق يشعران تجاهي بشيء من الألفة.”
ضحك هارنين ضحكة ماكرة بعد أن أنهى كلامه.
“ويعني هذا ايضًا أنكِ كسبتِ نقاطًا عند حماكِ وحماتك، أليس كذلك؟”
اتسعت عينا فيلوميل بدهشة من تعليق هارنين.
“لكننا لم نتزوج بعد…”
“لكنّكما ستتزوجان على أي حال.”
قالها هارنين ببرود، ثم أضاف بنبرة المتنبئ:
“أعتقد أن الوقت قد فات يا رئيستي، مصيرك صار مدفونًا في دوقية ويندفيل.”
شعرت فيلوميل برغبة في المعارضة من طريقة كلامه الواثقة وكأنه يعلم الغيب.
“ولماذا تتحدث بهذه الثقة؟ فقط لأنني قابلت والديه؟”
“لا، كنت واثقًا قبل ذلك بكثير.”
راح هارنين يمسح ذقنه الأملس بنظره ثابت على وجهها.
“ألا تدركين كيف ينظر إليك الدوق؟”
“لا… أدرك؟”
“إنه يملك تلك النظرة التي تقول إنه سيعثر عليك مهما حاولتِ الهرب.”
“… لا تبدو كأنها نظرة جيدة.”
ضاق هارنين عينيه وهو يقول:
“ألا تشعرين بها، ولو غامضة؟ تلك النظرة في عينيه؟”
عندها، تذكرت فيلوميل كايين.
لم تحتج إلى استرجاع مواقف بعيدة في الماضي، كان مجرد التفكير في كايين قبل بضع ساعات كافيًا لتتأكد.
تخيلت ملامحه في ذهنها.
كان حاجباه مستقيمين ومنسقين، وتحتَهما عينان عميقتان، بزوايا مرتفعة قليلًا، لكنها تناغمت بشكل ساحر مع لون أرجواني غامض وساحر.
كانت عيناه قد تبدوان باردتين، لكن نظراته كانت لطيفة إلى حد لا يسمح بلمس ذلك البرود، حتى حين لا يبتسم.
العيون التي لا ترى سواها، لم تكن كجواهر باردة بل أقرب إلى زهرة بنفسج تحت شمس ربيع دافئة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 80"