حان وقت الرحيل بالفعل، فصعدت فيلوميل إلى العربة، وامتطى كايين جواده ليتولى قيادة القافلة.
وحالما وصلوا إلى البوابة البعدية، بدأ الزمكان في الالتواء.
وكان أول ما استقبلهم هو عاصفة ثلجية عاتية.
سهل جليدي لا يرى فيه شيء سوى البياض المطلق من كل جانب.
إنها الشمال.
بمجرد أن تسللت البرودة القارسة عبر ثنايا الملابس،
أمسك كايين بسيفه بإحكام.
لم يكن بالإمكان ترك العاصمة فارغة تمامًا،
لذا اصطحب معه فقط نصف فرسان دوقية ويندفيل، وأسند إلى غالبيتهم مهمة حراسة العربة، ومع ذلك لم يطمئن قلبه بالكامل.
“فربما يظهر وحش ما.”
أكثر ما كان يشغله هو احتمال أن يعجز عن مواجهة الوحش، وما قد ينجم عن ذلك من كارثة.
التفت إلى العربة التي في الخلف، وقبض على سيفه بقوة أشد، حتى غدت يداه شاحبة من شدة الضغط، لكن ملامحه بقيت ساكنة هادئة.
وحين أومأ كايين بعينيه، صرخ قائد الفرسان بصوت جهوري:
“نحو القلعة! تمسكوا بالصفوف مهما حصل ولا تتخلفوا!”
وهكذا بدأت القافلة بالتحرك نحو القلعة.
كانت القلعة قريبة من البوابة البعدية، وإن تحركوا بسرعة، فبإمكانهم الوصول إليها خلال ثلاثين دقيقة.
كان كايين يقود جواده وهو يرهف حواسه لكل حركة أو صوت حوله.
وفجأة…
انحرف بجسده قليلًا إلى اليمين، وضرب دون تردد ما اندفع نحوه، لم يحتج حتى لاستدعاء الأورا، فقد قُطع بسهولة.
“سيدي الدوق!”
رشّ الدم وجه كايين، فلوّح بسيفه في الهواء ليتخلص من قطراته.
“مجرد ذئب عجوز.”
وبما أنه كان وحيدًا، فربما طرده قطيعه.
نظر كايين بلا اكتراث إلى الذئب الهزيل حتى بانت عظامه.
“لا تتراخوا في الحذر.”
ثم واصل قيادة القافلة مجددًا.
كان برد الشمال مختلفًا تمامًا عن برد العاصمة، فالريح كانت حادة وقارسة لدرجة لم تنفع معها حتى الملابس المزودة بأحجار التدفئة.
واصل كايين التقدم طويلًا، ثم ما لبث أن استدار بجواده واقترب من العربة.
طرق نافذتها، وما إن مرّ وقت وجيز حتى فُتحت وأطلت منها فيلوميل برأسها.
“فيلوميل، هل أنتِ بخير؟ ألستِ بردانة؟”
“أنا بخير، ماذا عنك أنت يا سيدي الدوق؟”
“أنا معتاد على هذا البرد، وأنتِ بالأصل حساسة تجاه البرد.”
“العربة دافئة، فلا تقلق.”
“سنصل قريبًا، فاصبري قليلًا، والبقية، هل هم بخير؟”
“نعم، لا تقلق علينا وركّز على الطريق من حولنا.”
أومأ كايين مبتسمًا أمام نظراتها القلقة وكلماتها الحنونة.
“حسنًا، أغلقي النافذة بسرعة، الطقس بارد، من الآن فصاعدًا سنتجه مباشرة إلى القلعة دون توقف.”
“توخّ الحذر، رجاءً.”
أغلقت فيلوميل النافذة بعد أن أوصته للمرة الأخيرة.
فعاد كايين إلى المقدمة وواصل التقدم.
ولحسن الحظ، لم يصادفوا أي حيوانات أو وحوش أخرى حتى ظهرت القلعة في الأفق. لكن كايين لم يُرخِ حذره لحظة.
وما إن اقتربوا أكثر حتى بدا أن من في الداخل قد لاحظهم، فبدأت الأبواب تُفتح، ومع صوت الضجيج الذي أحدثته الأبواب الضخمة، أسرع الجميع بالدخول.
بفضل الجدران العالية للقلعة، اختفى الهواء الحاد فور دخولهم.
وما إن ترجل كايين عن جواده، حتى نزل من في العربة كذلك.
وقفت فيلوميل وهي تمسك بيد ليازيل، وأخذت تتفحص القلعة من حولها، كانت نظيفة وقوية حتى للوهلة الأولى، وجدرانها الحصينة والمحكمة منعت الرياح عن الدخول، مما خفف من قسوة البرد كثيرًا.
“كايين!”
دوّى صوت عالٍ في المكان.
فاستدارت فيلوميل تلقائيًا إلى مصدر الصوت، واتسعت عيناها في دهشة.
كان رجل في منتصف العمر يقترب منهم، مرتديًا فروًا سميكًا.
رجل ذو شعر فضي مشعث بعض الشيء، وعينين أرجوانيتين غامضتين، وجهه يحمل ملامح حادة، وتتوسطه ندبة طويلة تضفي عليه مظهرًا مهيبًا، يكاد يكون مرعبًا.
لكن ملامحه الوسيمة الدقيقة نزعَت عنه أي شعور بالوحشية، فكان وجهه غريبًا في جمعه بين القسوة والجمال.
“كايين.”
وبجانبه، كانت امرأة طويلة تقف معه.
شعر أحمر كالنار، وعينان زرقاوان قاتمتان بشدة، رغم أن عينيها ناعمتان بزواياهما، فإن جسدها القوي الطويل، الظاهر حتى من تحت ملابس الشتاء الثقيلة، أضفى عليها هيبة لا تسمح لأحد بأن يظنها ضعيفة.
“أمي، أبي.”
قال كايين وهو يواجههما.
لكن الاثنين لم يتوقفا عنده، بل مرّا به مباشرة.
نظرت فيلوميل إليهما وهما يقتربان منها بخطى سريعة، فارتبكت.
هل… هل هما قادمان نحوي؟
رمشت بعينيها مرتبكة، ولم تمهل نفسها وقتًا لتفكر كيف ستُحييهما، فما إن وقف الاثنان أمامها مباشرة، حتى حدقا بها للحظة، ثم ابتسما على اتساع وجهيهما.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 75"