مدّ كايين وجهه إليها مغمض العينين، فما كان منها إلا أن ضغطت بإصبعها على جبينه وأعادته مكانه.
تنهّد كايين بخيبة وهو ينزل ليازيل.
ثم أمسكت الصغيرة بأيدي فيلوميل وكايين معًا، ووجنتاها مورّدتان.
“أريد أن آكل شيئًا آخر!”
“حسنًا، سنأكل كل ما ترغبين به.”
“لكن لا يجب أن تفرطي، سنأكل العشاء لاحقًا يا ليازيل.”
“في مثل هذا اليوم، يجوز أن نأكل ما نشتهي!”
“صحيح! عمي الغبي، ألا تعلم ذلك؟”
“خلال سبعة وعشرين عامًا، لم يُنادني أحدٌ بالغبي، يا ليازيل.”
تجاهلت فيلوميل وليازيل تعليقه ببساطة.
قهقهت ليازيل، وبادلها الاثنان الابتسام.
كان المشهد الذي جمعهم وهم يسيرون معًا، يتبادلون الأحاديث والضحكات، لا يختلف عن مشهد عائلة دافئة بكل تفاصيلها.
***
الشمال
مع اقتراب الشتاء، اشتدّ البرد في الشمال الذي اعتاد على تساقط الثلوج طوال العام.
رجل في منتصف العمر بجسد ضخم يفوق حتى أجساد الفرسان، كان يقف متحديًا الرياح القارسة، ملفوفًا بفراءٍ كثيف.
“سيدي ثيودور.”
استدار ثيودور حين ناداه أحد مرؤوسيه.
توهّجت عيناه البنفسجيتان بحدة.
رغم سنّه، كان ثيودور لا يزال رجلًا وسيما، وزادته الندبة الطويلة في وجهه ونظراته الحادة هيبةً وقوة.
“ما الأمر؟”
“السيدة ناتاشا تطلب عودتك حالًا.”
وما إن سمع اسمها حتى تلطّف وجهه فجأة.
“زوجتي؟”
“نعم.”
لم يكن غريبًا أن يُعرف دوق ويندفيل السابق ببروده وصرامته، لكنه كان يبتسم بصدق كلما ذُكرت ناتاشا.
“حسنًا، يجب أن أعود إذًا.”
لكن رغم قوله هذا، كانت عيناه تتجهان مرارًا نحو ما وراء السهول الثلجية.
حاول تابعه أن يرى ما الذي يحدّق فيه سيده، لكنه لم يرَ سوى طبقات كثيفة من الثلج.
ومع ذلك، كان يعلم جيدًا ما يرقد تحت تلك السهول.
لذا لم يُلحّ عليه.
“هل تود إجراء جولة استطلاعية إضافية؟”
منذ مجيئه إلى الشمال قبل سنوات، لم يُفوّت ثيودور جولة تفقد واحدة، كل يوم، مرتين، كان يتفقد الثلج.
“لا حاجة، لقد استطلعتُ بما يكفي.”
شدّ ثيودور لجام فرسه وأداره.
تراجع التابع بسرعة حين نفث الحصان الضخم أنفاسه.
أحصنة الشمال تطورت لتنجو في بيئتها القاسية، فَكبر حجمها، واشتدت عضلاتها حتى غدت لحومها صلبة لا تصلح للأكل، وجلودها خشنة وسميكة.
كان حجمها ضعف الأحصنة العادية، وما زال من الصعب التعود عليها.
وقبل أن يصل إلى القلعة التي بدأت تظهر في الأفق، لاحظ ثيودور حدوث أمرٍ ما.
ارتفعت صرخات.
“كاي!”
“نعم، سيدي!”
استدار كاي، تابعه، وانطلق نحو مصدر الصوت.
قبل فترة، ظهر نوع جديد من الذئاب المتطوّرة.
أسنانها صارت أكثر سمكًا، وأجسادها أنحف وأكثر خفة، وفكوكها أقوى.
ورغم اتخاذهم الاحتياطات بعد وفاة اثنين من سكان الإقليم بسببها، إلا أن الذئاب ما زالت تجرؤ على الاقتراب من القلعة.
“أنقذوني!!”
تعالى صراخ مرعب، تبعته أصوات تمزق لحم.
توقف ثيودور وكاي.
إلى جانب شخص فاقد للوعي، كان هناك جثمان ممزق إلى شطرين، يتجمد في الثلج.
ومن بين العاصفة الثلجية، ظهرت هيئة ضخمة تتحرك.
كانت منشغلة بالتهام الجثة، ولم تلاحظ قدومهم بعد.
وفجأة…
كياااااه.
صرخة مروعة اخترقت السكون.
واستدار الكائن، ليظهر بوضوح.
عينان حمراوان.
وحش.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 63"