كايين لم يكن شخصًا مهووسًا بطبعه، كان يملك كل ما يريد، فلم يتعلّق يومًا بشيء.
أما الناس من حوله، فهم رفاق قدامى، لم يضطر للتشبث بأحدهم.
لكن فيلوميل… كانت استثناءً.
لم تكن جزءًا من حياته منذ البداية، لقد اقتحمتها فجأة، دون مقدمات.
“أشعر أنني أريد كل ما فيكِ… نظراتكِ التي ترمقني، صوتكِ حين تنادينني، وحتى لمستكِ حين تمسّينني.”
أمسك بطرف تنورتها المتمايلة، وقبّله بهدوء.
“أريد أن أسمع الجواب الذي لم أسمعه سابقًا.”
وهو لا يزال يُلامس طرف القماش بشفتيه، رفع عينيه إليها.
“وأنتِ؟ هل تريدين أن تنظري إليّ فقط، وتُناديني فقط، وتلمسيني فقط؟”
أمال رأسه وأسنده إلى ركبتيها.
“قولي إنكِ تريدين ذلك.”
فتحت فيلوميل شفتيها ببطء، كانت تشعر بارتجاف واضح في يده الممسكة بطرف ثوبها.
“تتذكر ذلك اليوم؟”
“أي يوم؟”
“حين أصبت فجأة، وجئت إليّ راكبًا العربة؟ ذلك اليوم تحديدًا.”
تنهدت بعمق، ثم تابعت، وهي تنظر إليه مباشرة:
“لِم قبّلتني؟”
“كان بإمكاننا الاكتفاء بلمسة أو حضن، أعني… نحن نتوافق 70% ما كان هناك داعٍ لتجاوز الحد.”
كان يمكنه الاكتفاء بالإمساك بيدها، أو حتى احتضانها.
لكنه… قبّلها، وطبع أنفاسه على رقبتها، ومسح بأنفه وجبهته عنقها كما لو كان يترك عليها رائحته.
ثم في النهاية… قبّلها.
“…لأني معجب بكِ.”
أجابها كايين.
“أنا معجب بكِ يا فيلوميل.”
***
لطالما لم تفهم فيلوميل سبب رفض بطلات الروايات المماثلة اعتراف البطل بمشاعره.
لكن في هذه اللحظة، فهمت شعورهن تمامًا.
هي لم تشعر يومًا بانجذاب كبير لأبطال رواية هذه الرواية.
ورغم أن الأحداث انحرفت كثيرًا عن الأصل، إلا أن ظل الرواية لا يزال حاضرًا، حتى بعد مرور عشر سنوات على تقمصها.
لكن ما أثار اضطرابها لم يكن ذلك فقط.
“هل هو حقًا يحبني أنا؟”
فيلوميل كانت المناسبة لكايين.
لكنها لم تكن متأكدة إن كان يحب هي بشخصها، أم يحبها لانها التي تريح آلامه؟
“ماذا لو لم أكن المناسبة لك؟ هل كنت ستشعر تجاهي بنفس المشاعر؟”
“هاه؟ لماذا تتحدثين عن التناسب فجأة…”
توقف كايين وسط كلامه حين فهم مقصدها.
وشعر بصدمة: هل أخفقت في أن أُشعرها بثقة كافية؟
ثم فكّر بعقل بارد: من الطبيعي أن تشعر بهذا الخوف.
“لو كنت أنا ملائمها…”
لو كانت فيلوميل تتألم، ثم التقت به، وشفيت تمامًا بوجوده، ثم بعد فترة اعترفت له بمشاعرها…
“كنت سأقبل.”
حتى لو كان فقط كايين المناسب… فذلك لا ينتقص من ذاته.
لكن ذلك كان رأيه، وفقط رأيه.
فيلوميل لا ترى نفسها كـ ملائمة.
حتى ان بطلة الرواية الأصلية لم تكن تملك أية قدرة.
فيلوميل لم تستطع يومًا تقبّل أن تلك القوة جزء منها.
والآن، بعد أن تأكدت نسبتهما، وبات كايين يُظهر مشاعره لها بهذا الشكل، كانت تتساءل:
“هل يحبني فعلًا… أم هي مشاعر مشوشة بفعل التوافق؟”
وهكذا، جعلها اعترافه تتخبط أكثر.
“إجابتي على هذا السؤال… هي لا.”
عضّت شفتها بخفة.
لكن كايين لم يترك لها المجال.
“اسمعيني للنهاية… أعتقد أنني لن أكتفي بالإعجاب، بل… سأحبك.”
“ماذا؟”
“أنا أظن أن هذا التقارب الجسدي بيننا… يعيقني فقط.”
نهض كايين، وأمسك بطرف كمّها، لا بيدها.
“كنت سأقع في حبكِ عاجلًا أم آجلًا، أنا في الحقيقة… وقعتُ الآن.”
“…هاه؟”
كانت فيلوميل مذهولة، لا تستطيع إلا تكرار كلماته.
لم تكن تستوعب ما يقول.
رفع كايين يده، ولطّف خدها براحته.
“لو كان هذا ما يقلقكِ، فسأثبت لكِ العكس.”
ثم أعاد خصلةً من شعرها خلف أذنها.
“أنا صبور جدًا، وحساسيتي تجاه المشاعر قوية، أنا واثق… أنكِ ستعترفين بحبي.”
همس بصوت خافت:
“وستقولين لي ذات يوم…”
كان قريبًا منها حدّ التلامس، أنفاسهما تتداخل، وشفاهه لم تعد تفصله عن شفتيها إلا شعرة.
ومع ذلك، لم يحوّل نظره عن عينيها.
“…أحبك، لا أستطيع الاستمرار من دونك.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 57"