أشار إيدن إلى مساعد الخادم، الذي كان واقفًا يتابع بصمت مذعور.
“ن-نعم، سيدي!”
“من الآن فصاعدًا، أنت كبير الخدم، أما هو، فمطرود.”
قضى الخادم المطرود معظم حياته في خدمة هذا المكان، ومع ذلك، أُقصي خلال لحظات، لم يستطع أن يخفي شعوره بالفراغ والخذلان.
وجّه إيدن حديثه إلى كبير الخدم الجديد:
“علينا أن نعرف حال الأمير الثالث أولاً، استمر في البحث عنه ، أين إيمون؟”
“السيد الصغير… هو…”
“هاه… إيمون، ذلك الأحمق، أنا أعمل ليلًا نهارًا من أجل هذه العائلة، وهو لا يُرى له أثر؟ ابحثوا عنه أيضًا!”
“حاضر! فورًا!”
“كين، هيا بنا.”
راقب الخادم المطرود المشهد بأسنانه المتشابكة في غيظ، لكنه سرعان ما اتخذ قرارًا في داخله، وانطلق إلى جهة ما.
كان الحفل في أوجه، ولم يلحظ أحد تسلل الخادم إلى مكتب إيدن بهدوء.
كان كايين على حق، لقد تحوّل الحفل إلى فوضى عارمة.
منذ اللحظة التي دخل فيها، قاد فيلوميل إلى زاوية بعيدة، مانعًا أي أحد من الاقتراب منها، وكان الجو العام قد بلغ ذروته، فالناس منغمسون في أحاديثهم وضحكاتهم، لا يكاد أحد يلاحظ من حوله.
“هل تفاجأتِ؟”
“آه… لا بأس، أعتقد أني فقط نسيت كيف تكون هذه الأجواء، لم أشهد مثلها منذ مدة.”
“هل سبق لك حضور حفلات تنكرية من قبل؟”
“نعم.”
كانت الحفلات التنكرية تُقام غالبًا بسرّية تامة، ولا يُدعى إليها سوى أولئك الذين يتمتعون بعلاقات وطيدة أو ينتمون إلى عائلات ذات نفوذ.
راقب كايين وجه فيلوميل المتأمل بنظرات جانبية، وها هو يدرك متأخرًا ربما أن جمالها كان لافتًا بحق.
حتى إن كانت لا تنتمي لعائلة ذات سلطة، فإن ملامحها وحدها كانت كفيلة بإحداث ضجة في أي محفل اجتماعي.
هي نفسها لم تكن تولي مظهرها اهتمامًا، لكنها، من منظور موضوعي، كانت آيةً في الجمال.
“لكنني لا أرتاد مثل هذه الحفلات كثيرًا… الأجواء صاخبة جدًا، رغم ذلك، لطالما أثار دهشتي كيف يتحوّل الناس بمجرد ارتدائهم قناعًا لا يتجاوز سُمكه عقلة الإصبع، فيبدأون بإظهار رغباتهم الدفينة بلا خجل…”
ضحك كايين بخفة.
“وهل نُظهر نحن أيضًا رغباتنا الخفية؟”
أمالت رأسها قليلًا، تنظر إليه باستغراب لطيف.
“لكن، دوق، لست بحاجة لإخفاء رغباتك، أليس كذلك؟”
“بل أملكها، بالتأكيد.”
حين رأت نظراته الجادة، ازداد فضولها. فأمسك بيدها بلطف وقادها نحو وسط القاعة.
“مثلًا… رغبتي في الرقص معك.”
“يا لها من رغبة عظيمة حقًا.”
“أجل، لم أُظهرها يومًا، ولا مرة واحدة.”
في الحقيقة، لم يسبق لهما أن رقصا معًا من قبل.
رغم حضورهما بعض المناسبات الاجتماعية، لم تُتح لهما الفرصة للرقص سوية.
ومع ذلك، تبعته فيلوميل من دون تردد إلى مركز القاعة.
وقد بدأ عزف جديد في تلك اللحظة تمامًا، وكأنه كُتِب خصيصًا لهما.
“تشرفت، سيدي النبيل.”
“ثقي بي، آنستي.”
تبادلا التحية في هدوء واتخذا الوضعية المناسبة.
ذراعه تلف خصرها بإحكام، بينما وضعت يدها على كتفه برقة.
كان كايين يقود الخطوات بخفة وإتقان، وهي تبادله الأداء بسلاسة.
رغم أن هذه أول مرة يرقصان فيها سويًا، انسجمت حركاتهما كأنهما تمرّنا مرارًا.
لم يتعثر أحدهما، ولم يطأ أحد قدمي الآخر.
“سنهرب قبل أن يتبدل الشركاء، أليس كذلك؟”
“نعم، فكرة جيدة.”
اقترب منها هامسًا، فتناهت كلماته إلى أذنها وحدها.
أومأت موافقة، ولم يتوقفا عن الرقص.
“بالمناسبة… ترقص بشكل مذهل، دوق.”
“ماذا كنتِ تظنينني إذًا؟”
“راقص سيء ربما؟ أليس هذا ما يُقال عنك دومًا؟”
“آه…”
ابتسم كايين لنفسه، وقد تذكّر أحد الشائعات التي تدور حوله.
“لابد أن أيامك لم تكن سهلة في المجتمع وأنت أصغر دوق بينهم.”
“أن تكون دوقًا شابًا ووسيمًا ليس بالأمر السهل، صدقيني.”
لم يتأخر في الرد، وكان صادقًا.
فمظهره، ومكانته، وسلطته، جعلت منه الزوج المثالي في أعين الجميع، باستثناء العائلة الملكية.
ومع ذلك، لم يسبق له أن منح أي امرأة رقصة، قط.
كانت تلك سياسة مقصودة، فعدله في التعامل مع الجميع منعه من التقرّب إلى أي فتاة.
حتى فيلوميل، التي لم تكن تتابع الشائعات، قد سمعت عن ذلك ذات مرة.
“لم أتصور أنني سأحظى بشرف رقصة مع الدوق كايين شخصيًا.”
“أجل… أنتِ أول امرأة أرقص معها.”
“لكن كيف تُجيد القيادة بهذه البراعة؟”
لم يكن يتعامل معها كدمية، بل كان يُشركها بلطف، يوجهها بإيقاع مثالي، يُمسكها بصدق، لا بجمود.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 55"