الحلقة واحدة وخمسون.
قالت فيلوميل بصوت خافت، متردد:
“أنا…”
لكن، في تلك اللحظة تمامًا…
“آنسة!”
جعل ذلك النداء كلًّا من فيلوميل وكايين يلتفتان سريعًا نحو جهة القصر.
وبينما هما ينظران، اندفعت ليازيل فجأة، كمن أفلت من قيد، وهرعت نحو فيلوميل لترتمي في حضنها، تغوص بين طيّات تنورتها دون تردد.
تراجعت فيلوميل خطوة إلى الوراء، وقد كاد الارتباك يفقدها توازنها، لولا يد كايين التي أمسكت بها من الخلف بثبات، يحميها من السقوط.
“ليازيل؟” همست فيلوميل، والدهشة تعلو ملامحها.
لهثت الطفلة بين شهقات متقطعة، ولم تترك يدها الصغيرة طرف ثوب فيلوميل:
“ك، كنت أظن أن فيلوميل… قد رحلتِ، لم أعلم أين ذهبتِ.”
كان جسدها الصغير يرتجف، وبقربهما، شعرت فيلوميل بنبضات قلبها المتسارعة، تخفق بقوة حتى بدت كأنها تهز الهواء بينهما.
أسرعت تسألها، وعيناها القلقتان تبحثان عن أي علامة ألم:
“لمَ؟ هل تشعرين بالألم مجددًا؟”
هزت ليازيل رأسها بعنف، وعيناها تلمعان بدموع لم تجف بعد:
“لا، لا! لم أعد أشعر بشيء… لا شيء يؤلمني الآن، أبدًا.”
ورفعت وجهها الصغير أخيرًا، كاشفة عن عينين واسعتين، غمرهما البكاء حتى صارتا تلمعان كالزجاج المبلل.
قالت بصوت متهدج:
“حين استيقظت، لم أجد أحدًا… شعرت بالخوف، وظننت أنكم… رحلتم، هل أخفتكم؟ بسببي؟”
“ليازيل.”
كان كايين ما زال يحتضن كتف فيلوميل بيده، وكأنما يمنحها الطمأنينة، في حين مد يده الأخرى ليربت بلطف على رأس ليازيل.
شعرت فيلوميل بجسده القريب، بملامسته الخفيفة، فأخذت تلتفت إليه بارتباك، قلبها يضطرب دون أن تدري لماذا.
لكن كايين بقي هادئًا، يمسح على شعر الطفلة بلا انفعال، وكأن شيئًا لم يحدث.
ورغم أن تلك اللمسات كانت حانية، إلا أن المشهد بدا غريبًا، يحمل شيئًا من الحرج؛ هو، بكبريائه المعتاد، وهي، بحذرها الطفولي الذي لم يخفت بعد.
همست ليازيل بصوت خافت، يشبه أنين الريح:
“عمي…”
سألها كايين بنبرة رخيمة، دون أن يرفع يده عن رأسها:
“هل أخبرك إيما أو بير بشيء؟”
هزت رأسها نفيًا:
“لا… خرجت راكضة فور أن فتحت عيني، لم أسمع شيئًا.”
ابتسم كايين وقال:
“لنعد إلى المنزل، ليازيل.”
ترددت الطفلة، وعيناها تضيقان بقلق:
“المنزل…؟”
“نعم، إلى بيتك الحقيقي، إلى قصر الدوقية. الآن وقد شُفيتِ، لن تبقي هنا بعد الآن.”
ارتجفت شفتاها الصغيرتان، كمن يخشى الإجابة:
“وهل… لو مرضت ثانية، سأعود إلى هنا؟”
شهق كايين، وقد أربكته براءتها المفاجئة، ثم انحنى فجأة على ركبتيه، حتى صار في مستوى عينيها، أمسك بيديها الدافئتين، وقال بصوت ناعم، كمن يهدئ قلبًا مضطربًا:
“كلا، لا يا صغيرتي، لن يحدث ذلك أبدًا، لن تعودي إلى هنا مجددًا، من الآن فصاعدًا، ستعيشين حياتك كلها في قصر الدوقية.”
ارتفع بريق خافت في عيني ليازيل، وهي تهمس:
“إذن… هل يمكنني… أن أرى صور أمي وأبي؟”
ابتسم كايين، والدفء يملأ صوته:
“بالطبع، سنذهب وننظر إليها كما تشائين، حتى تشبعي.”
ومضت الطفلة تقول بحماس، وقد نسيَت خوفها:
“نعم! أريد أن أرى صور أمي وأبي!”
فما كان من كايين إلا أن ضمها إليه، ثم رفعها برفق ليجلسها على ساعده القوي.
ورغم أن وضعيتها بدت محرجة بعض الشيء، إلا أنها مدت ذراعيها بحذر، وأحاطت عنقه، تتشبث به كأنها تخشى أن يكون هذا كله مجرد حلم.
وعند مدخل الطريق، كان بير يراقب المشهد بصمت، قبل أن يبتسم لهم، تلك الابتسامة التي حملت مزيجًا من الراحة والرضى.
قالت ليازيل بصوت خافت، كمن يوشك أن يبوح بسر:
“أتعلمين…”
“هم؟”
أمالت فيلوميل جسدها قليلًا، حتى اقتربت منها، وأصغت بانتباه لصوتها الخفيض.
فابتسمت ليازيل، وهمست:
“شكرًا لكِ.”
ثم، بلا أي إنذار، طبعت قبلة خفيفة على خد فيلوميل، قبلة صغيرة رقيقة صدرت عنها صوتًا أشبه بوقع زهرة تهبط على ماء ساكن.
اتسعت عينا فيلوميل في دهشة، تحدق بالطفلة التي فاجأتها، ثم استدارت لتنظر إليها مباشرة.
وبوجه يشع بالبراءة، ابتسمت ليازيل ابتسامة مشرقة، وهي تقول:
“لأنكِ… جعلتِ الألم يرحل عني، شكرًا لكِ.”
رفعت فيلوميل يدها ببطء، تلامس موضع القبلة على خدها، وقد شعرت بوخز خفيف كأن ريشة ناعمة داعبتها.
وبينما رمشت بذهول، التقت نظراتها بعيني كايين، الذي كان يحدق فيها وقد اتسعت عيناه بدهشة.
تمتم:
“الآن تَوًّا…”
ابتسمت فيلوميل ابتسامة واسعة، لم تستطع إخفاء نشوتها:
“صحيح، لقد قبلتك قبل أن يقبلك حضرة الدوق، ألا تشعر بالغيرة؟”
كان في صوتها مزاح واضح، لكن قلبها ازداد خفة، وكأن هذه القبلة الصغيرة منحتها سعادة خاصة…
وربما، لأنها سبقت حتى عمّها كايين في نيل هذه الحظوة، ازداد شعورها بالرضا.
وفكّر كايين في نفسه، وهو يشيح ببصره:
“هي من قبّلت فيلوميل أولًا… بالطبع، شعور الغيرة كان من ناحيتي، لا من ناحيتها.”
***
توقفت فيلوميل فجأة، يدها معلقة فوق الورق، وقد تجمدت في مكانها وهي تتصفح الأوراق.
رفعت رأسها، ونادت بنبرة هادئة لكنها حازمة:
“مادونا.”
أجابت المرأة التي كانت تنتظر أمامها بلباقة، واقتربت سريعًا بخطوات صامتة:
“نعم، سيدتي.”
أشارت فيلوميل إلى أحد الأسطر في الوثيقة أمامها، وقالت:
“هذه الخادمة… لقد تم إنهاء خدمتها، أليس كذلك؟”
ألقت مادونا نظرة خاطفة على الاسم، وأومأت دون تردد:
“نعم، إنها نفس الخادمة التي أخبرتك عنها قبل أيام.”
أطلقت فيلوميل زفرة قصيرة، وعيناها تومضان ببرود مفاجئ:
“آه… التي قيل إنها كانت تطلق الأحاديث على هواها؟”
“نعم، هذه هي.”
أجابت مادونا بثبات، بينما عيناها تتفحصان تعبير فيلوميل.
منذ أن جاءت ليازيل إلى قصر الدوق، كانت فيلوميل ومادونا تبديان يقظة أشد من أي وقت مضى تجاه الخدم.
فكما حدث يوم أُصيب كايين، لم يُعلن شيء رسمي، لكن الجميع التزم الصمت، وتجنبوا التحدث عن ليازيل إلا بحذر شديد.
إلا أن بعض الخادمات، مثل هذه، كنّ يفتقرن إلى الفطنة، ينقلن الكلام دون خوف، وكأنهن غافلات عن العواقب.
وفي مثل هذه الحالات، كانت مادونا تتلقى الأخبار من الخدم، وتعرض الأمر أولًا على فيلوميل قبل اتخاذ أي إجراء.
ومنذ أيام فقط، أعطت فيلوميل إذنها بفصل تلك الخادمة، لكنها الآن، وهي تراجع تقارير نهاية الشهر، تذكرت القصة مجددًا.
قالت، بنبرة تنم عن ارتياح خافت:
“ومع ذلك، هذا الأسبوع لم يسجَّل غير هذه الخادمة، أليس كذلك؟”
أجابت مادونا بهدوء:
“صحيح، يبدو أن الجميع صاروا أكثر حرصًا هذه الأيام.”
فالخدم الذين يعملون في قصر الدوق معروفون بذكائهم الاجتماعي؛
ولم يكن صعبًا عليهم أن يفهموا لماذا اختفى أحد زملائهم فجأة، دون سابق إنذار.
قالت فيلوميل، وزفرة خفيفة انطلقت من صدرها:
“هذا جيد إذًا.”
ثم أمسكت بالقلم، ووقعت توقيعها الأنيق أسفل التقرير، علامة الموافقة الأخيرة.
رفعت عينيها نحو مادونا، وقالت بابتسامة خفيفة، تحمل شيئًا من الامتنان:
“شكرًا لكِ، مادونا، لقد بذلتِ جهدًا كبيرًا هذا الشهر أيضًا.”
لكن مادونا انحنت باحترام، وقالت بصدق:
“لا، سيدتي فيلوميل… الجهد الحقيقي كان منك أنتِ.”
قالت مادونا بابتسامة دافئة:
“لقد قمتِ بما يكفي بالفعل، سيدتي.”
وتبادلت فيلوميل معها ابتسامة رقيقة، كأن بينهما تفاهم صامت لا يحتاج إلى كلمات.
سألتها بعدها، بنبرة عفوية:
“هل تسير التحضيرات للسفر إلى الشمال كما ينبغي؟”
أومأت مادونا برأسها، وأجابت بثقة:
“نعم، على وشك الانتهاء، سيدتي.”
مرت خمسة عشر يومًا منذ أن جاءت ليازيل إلى هنا،
وبات يوم رحيل كايين إلى الشمال وشيكًا.
وكان لا بد من تصفية كل من لا يستحق البقاء بين الخدم، قبل مغادرته، بأقصى سرعة ممكنة.
فرغم أن فيلوميل نالت دعم الدوق كايين، ومارست سلطتها بثقة، إلا أن الزمن لم يكن كافيًا لترسيخ مكانتها كالسيدة الحقيقية في أعين الخدم جميعهم.
كان عليها أن تسرّع الخطى لتثبيت أقدامها قبل رحيل الحامي الأكبر.
قالت، وعيناها معلقتان على الأوراق:
“حين يسافر حضرة الدوق إلى الشمال، كم يمكث هناك عادة؟ هل يقضي الشتاء بأكمله هناك؟”
ردّت مادونا:
“ما لم تحدث أمور طارئة تتطلب عودته، يبقى عادة ثلاثة أشهر، لكنه يحرص على العودة كل خمسة عشر يومًا.”
هزّت فيلوميل رأسها ببطء، تتمعن في كلماتها:
“همم… حسنًا، هذا مطمئن.”
ثلاثة أشهر ليست فترة قصيرة، لكنها تنفست براحة حين علمت أنه يعود كل أسبوعين تقريبًا.
فلو كان سيغيب طيلة الشتاء دون عودة، لكان الأمر أصعب كثيرًا، خصوصًا لو حدث طارئ… أو ربما، لأنها كانت… تشتاق لرؤيته.
لكنها سرعان ما انتفضت، كأن مندهشة من أفكارها ذاتها، وهزت رأسها بسرعة لتنفض عن ذهنها ذلك الخاطر:
“لا، لا، ما الذي أفكر فيه بحق السماء؟”
سألتها مادونا، وقد لاحظت ارتباكها:
“سيدتي فيلوميل، هل كل شيء بخير؟”
بادرت فيلوميل إلى التغطية على اضطرابها، وناولتها التقرير:
“لا شيء، هاكِ هذا.”
ثم رفعت يديها، تدلك رقبتها التي شعرت فيها بتصلب مزعج.
قالت مادونا بنبرة يغلبها القلق:
“لا بد أنكِ تشعري بالإرهاق، سيدتي.”
ابتسمت فيلوميل بخفة، وأجابت:
“ربما… لم أعتد بعد على هذا كله.”
فمنذ فترة قصيرة، بدأت تتولى مهام السيدة الحقيقية للقصر، بعدما كانت مادونا هي من تدير تلك الأعمال من قبل.
لكن مادونا، وقد علمتها كل ما يلزم، قررت أن تدفعها لتخوض التجربة الفعلية، فبدأت ترفع إليها التقارير لتوقع عليها.
ولحسن الحظ، لم يكن موسم المناسبات الاجتماعية قد بدأ بعد، ولم يشهد القصر أي حفل كبير، مما جعل المهمة أقل تعقيدًا، وساعد فيلوميل على إنجاز كل شيء حتى الآن بسلاسة ومن دون أي عقبات.
قالت مادونا، بنبرة مشجعة، وقد رأت القلق في عينيها:
“أنتِ تقومين بعمل رائع سيدتي، فلا داعي للقلق.”
ابتسمت فيلوميل بامتنان، وأومأت برأسها:
“هذا يطمئنني، شكرًا لكِ.”
في تلك اللحظة، تسللت إلى أذنيها أصوات خافتة آتية من الخارج عبر النافذة المفتوحة على مصراعيها.
فالتفتت برأسها، لتلقي نظرة.
كان مكتبها في الطابق الثاني، مطلًا على أجمل منظر في قصر دوقية ويندفيل؛ منظر يسرّ العين ويبهج القلب كلما شعرت بالإرهاق.
وفي كل مرة شعرت بالضغط، كانت تنظر إلى ذلك المشهد كمن يغسل روحه بصورة نضرة لا تملّ.
وهناك، وسط تلك اللوحة الحيّة، رأت الطفلة تركض وتلهو.
شعرها مربوط بضفيرتين عاليتين تتأرجحان خلفها، وخدّاها الأبيضين تورّدا من كثرة الجري.
كانت ليازيل، بكل براءتها، تملأ المكان بهجة.
ارتسمت على شفتي فيلوميل ابتسامة دافئة لا إرادية، وهي تراقب الصغيرة:
“من حسن الحظ أن ليازيل تأقلمت بسرعة.”
ثم نهضت من مقعدها، واقتربت من النافذة، تهمس لنفسها:
“أجل، هذا يبعث الطمأنينة.”
أجابتها مادونا، وعلى وجهها ارتياح:
“لقد تأقلمت أفضل مما كنا نتوقع، سيدتي.”
قالت فيلوميل، والتفاتتها نحوها ممتنة:
“وكل هذا بفضلكِ، مادونا.”
لكن مادونا هزّت رأسها بإخلاص، وأجابت بصدق:
“كلا، يا سيدتي… أنتما من اعتنى بليازيل بهذه المحبة، أنتِ والدوق الفاضل، وليس لي فضل في هذا.”
وكان كلامهما بلا شك صائبًا.
فمادونا وسيباستيان بذلا جهدًا ملحوظًا ليجعلوا من تأقلم ليازيل أمرًا يسيرًا؛ فاختاروا لها خادمات شابات، لطيفات، وذوات طبع هادئ، كي يحطنها بجو مريح.
كما لم يترددوا في القضاء بسرعة على أي مشكلة قد تلوح في الأفق، بحدسهم السريع وحرصهم على منع أي أمر قد يسبب لها إزعاجًا.
أما فيلوميل وكايين، فكانا يخصصان لها الكثير من الوقت، حرصًا على ألا تشعر بالعزلة أو الوحدة.
وبات تناول الطعام معًا طقسًا يوميًا لا يُمكن الاستغناء عنه، كأنه خيط رفيع يربطهم ببعضهم البعض أكثر فأكثر.
وبسبب هذا، بدأ كايين، الذي كان معتادًا على كثرة غيابه عن القصر، يُقلص من خروجه تدريجيًا،
ومع مرور الأيام، أخذ الوقت الذي يمضيه برفقة ليازيل وفيلوميل يزداد شيئًا فشيئًا، بشكل طبيعي لا يُلحظ إلا حين يتأمل المرء كم تغيّر الحال.
قالت فيلوميل، وعيناها تتفحصان الصغيرة من بعيد، وقد لمحت فرقًا واضحًا لم يخف حتى من تلك المسافة:
“يبدو أنها قد زادت طولًا مجددًا.”
كان الأمر جليًا، لا يحتاج حتى إلى قياس.
ابتسمت، وأضافت وهي تراقب ثوب الطفلة الذي بدأ يبدو ضيقًا بعض الشيء:
“يبدو أن علينا شراء ملابس جديدة لها.”
أجابت مادونا، بانضباط لا يخلو من حماس:
“سأتواصل مع الخيّاطة على الفور، سيدتي.”
لقد شهدت الأيام الخمسة عشر الماضية تغييرات مذهلة.
فليازيل، التي دخلت هذا القصر للمرة الأولى وهي في العاشرة من عمرها، لم تكن إلا طفلة ضئيلة الحجم، بالكاد يتجاوز طولها 120 سنتيمترًا، وجسدها النحيل يعكس سنوات من الألم والضعف.
لكن، ومنذ أن زالت آلامها بفضل ملامسات فيلوميل المليئة بالدفء، بدأت تتفتح كزهرة طال انتظارها، تنمو بوتيرة مذهلة كأن جسدها يستعيد ما فاته دفعة واحدة.
خلال تلك الأيام القليلة فقط، زاد وزنها خمسة كيلوغرامات، وارتفع طولها أربعة سنتيمترات، وكأنها تعاند كل الأرقام، مصرّة على اللحاق بأقرانها.
وبهذا المعدل، كان من الواضح أنها ستلحق سريعًا بالمعدلات الطبيعية للأطفال في سنها، بل وربما تتجاوزهم قريبًا.
وفجأة، دوّى صوت صغير مليء بالبهجة، قطع حبل أفكار فيلوميل:
“آنسة! انتظريني!”
التفتت فيلوميل، لتقع عيناها على صوفيا، إحدى الخادمات الشابات، التي كانت تلهث وهي تحاول اللحاق بليازيل التي انطلقت تعدو بخفة فراشة لا تُدركها الأيادي.
رسمت فيلوميل ابتسامة نصفها سخرية لطيفة ونصفها حنان، وهي ترى مشهد الصغيرة تجر الجميع خلفها في دوامة من الطاقة والحياة.
التعليقات لهذا الفصل " 51"