الحلقة ثمانية واربعون.
لم تصدق فيلوميل أذنيها؛ كيف يمكنه أن ينطق بكلمات كهذه بلا أدنى اكتراث؟ حدقت في كايين بنظرة حانقة، قبل أن تسأله بنبرة حادة:
“… على أية حال، لديك خطة، أليس كذلك؟”
ابتسم كايين، واثقًا كعادته، وقال:
“طبعًا، لا داعي للقلق بشأن ذلك.”
تنهدت فيلوميل، مطمئنة قليلًا، نعم، إن كان كايين، فلا بد أن لديه خطة محكمة
لكن فجأة، عادت إليها ذكرى النسخة الأصلية من القصة، فانعقد حاجباها في ضيق.
‘لا، بحق السماء، كايين في الرواية كان فعلًا مثيرًا للسخرية… كيف كان مشغولًا بمعارك حب مع ناديا بينما كانت هناك كارثة بهذا الحجم تهدد الجميع؟’
لم تستطع فيلوميل أن تتخلص من ذلك الشعور المزعج الذي غزا صدرها كلما فكرت في الأمر.
وقطع كايين حبل أفكارها حين تابع حديثه:
“على أي حال، ابنة أخي، ليازيل… إنها على مسؤوليتي مدى الحياة.”
حدقت فيلوميل فيه بتمعّن، قبل أن تهمس بتردد:
“ألهذا السبب كنت ترفض الزواج؟”
أومأ كايين بهدوء، وابتسامته شابها مسحة من المرارة:
“نعم، فغالبًا، إن لم يكن ابني الوريث، لن ترضى زوجتي، وسينشب الخلاف بيننا.”
تأملت فيلوميل الأمر، بالفعل، لو كان كايين كغيره من النبلاء وتزوج زواجًا سياسيًا، لانتهى به الأمر في صدامات لا حصر لها مع زوجته.
ثم، وكأن برقًا خاطفًا مر بعقلها، تذكّرت زيارة ذلك الشخص من الفيلا.
‘قال يومها إن صحة الآنسة ليست بخير…’
عبست في تفكير عميق.
كانت تعلم أن أبناء المتعاليين (الذين يمتلكون قوى خارقة) غالبًا ما يرثون تلك القوى، مما يجعلهم عرضة للمرض.
رفعت عينيها فجأة وحدقت في كايين:
“هل… ليازيل متعالية أيضًا؟ ولهذا هي مريضة؟”
ساد الصمت لوهلة، قبل أن يجيبها كايين، متفاجئًا من سرعة استنتاجها:
“… نعم.”
لم يمهله شيء؛ فقد قفزت فيلوميل من مقعدها فجأة، ووجهها مشدود بجدية قاطعة.
“فيلوميل؟” ناداها كايين بقلق.
لكنها رمقته بحدة وقالت:
“ما الذي تفعله؟”
“ماذا؟”
“لنذهب للفيلا حالًا!”
“هاه؟”
حدقت فيه، لا تُصدّق كيف يعيد عليها السؤال بدلًا من أن ينهض،
“لماذا ما زلت جالسًا؟ علينا الذهاب والتواصل معها فورًا! وإذا كنت قد أبقيتها في الفيلا بسببي، فلمَ لا تجلبها إلى العاصمة الآن؟”
كانت تعرف أن المتعاليين يمكنهم أن يجدوا بعض الراحة بالتواصل مع أمثالهم، وليازيل، بصفتها ابنة أخ كايين، سيكون اتصالها بفيلوميل حتمًا مفيدًا لها.
شدّت قبضتها وقالت بحدة، وعيناها تتوهجان بإصرار:
“لو كانت مريضة لأنها متعالية، كان عليك أن تخبرني من قبل! انهض الآن، بسرعة!”
وفي حين كان كايين لا يزال جالسًا، مذهولًا، اندفعت فيلوميل لتسحب ذراعه بقوة.
لكنها توقفت فجأة، وحدقت في الباب القريب منها وقد فتحته على عجل… لتتفاجأ.
“هاه؟ هذا ليس الممر؟”
كان ما خلف الباب غرفة نوم واسعة، لا ممرًا كما توقعت.
تمتمت، مشدوهة:
“لماذا… لماذا يوجد هنا سرير؟ غرفة نوم؟”
ثم سمعته يجيبها بتردد، وقد ارتبك صوته على غير عادته:
“آه… عادةً، غرفة سيد الدوق تُستخدم لكليهما، الدوق وزوجته، لذلك…”
لكن كلماته انقطعت فجأة، وهو يتلعثم.
ابتلعت فيلوميل ريقها، وشعرت بحرارة مفاجئة تتصاعد في وجنتيها، لكنها تمتمت دون أن تلتفت إليه:
“لنذهب.”
أجاب كايين بكلمة قصيرة، وصوته منخفض:
“نعم.”
وكأن بينهما عهدًا خفيًا، اندفعت فيلوميل وكايين معًا خارجين من الممر، دون أن يتبادلا كلمة واحدة، يتسابقان في خطواتهما الحثيثة.
كان كل منهما يدير رأسه إلى الجهة الأخرى، يحاول تهدئة توهج وجهه الذي احمرّ بفعل الموقف، ولهذا لم يلحظ أيّ منهما حمرة وجه الآخر.
وما إن أُغلق الباب خلفهما، حتى أطلق كايين زفرة طويلة من صدره المثقل.
أما فيلوميل، فلم تغادر الغرفة إلا بعدما أصرّت على أن تدفع كايين بنفسها ليستلقي على السرير، رغم أن حالته البدنية، مقارنة بكونه قد بقي غائبًا عن الوعي ثلاثة أيام، كانت جيدة للغاية، ولا تستدعي الراحة.
بينما هي كانت تستعد للذهاب لتصفية الأعمال المتراكمة، لكنه ما إن همّ بالنهوض، حتى شهقت فيلوميل، ودفعته مجددًا برفق ولكن بإصرار ليعود إلى الفراش.
وبررت الأمر قائلة: بما أنهما سيغادران إلى الفيلا في هذا اليوم، فعليه أن يستريح حتى يحين الموعد.
“لم أتخيل يومًا أن يصبح التوبيخ ممتعًا إلى هذا الحد…”
ابتسم كايين بخفة، مستندًا إلى لوح السرير، وهو يسترجع تلك الفكرة.
فعلى عكس ملاحظات سيباستيان وجيو التي طالما كانت ثقيلة على قلبه، بدا له أن كلمات فيلوميل، حتى حين تعاتبه، تحمل وقعًا لطيفًا… بل يكاد يرغب في سماع المزيد.
ابتسم كايين ابتسامة باهتة، وهو يغمغم ساخرًا:
‘عشيقة، تقول…’
ورغم أن الشكوك التي أُثيرت حوله قد أربكته، إلا أنه شعر بشيء من الخيبة في قلبه.
‘هل كنتُ حقًا بهذا القدر من قلة الثقة في نظرها…؟’
وفجأة، كما لو أن فكرة طارئة خطرت في ذهنه، اعتدل جالسًا ونهض من مكانه.
خرج من غرفة النوم واتجه إلى مكتبه، حيث فتح درجًا في المكتب بعناية.
كان ثمة صندوق صغير مُغلّف كوردة هدية ثمينة، فتحه ببطء، ليظهر له الدواء المألوف لعينيه…
كانت حبوب منع الحمل، تلك التي قدمتها له فيلوميل في الأيام الأولى من عقدهما الاتفاق.
همس كايين، متنهّدًا:
“إذًا، حتى هذا…”
كان قد ارتاب قليلًا آنذاك، لكنه لم يتخيل أن فيلوميل قد حملت هذا الشك فيه منذ ذلك الحين.
حدّق في العلبة في شرود، قبل أن يعيدها بهدوء إلى مكانها في الدرج.
لم يكن بحاجة لها أصلًا، لذا بقيت هناك، ومع ذلك، كان يجد نفسه بين الحين والآخر يفتح الدرج ويتأملها، كأنه يسترجع ذكرى عجيبة.
وفي كل مرة، لم يكن يستطيع كبح ابتسامته كلما تذكر تلك الهدية الغريبة التي قدمتها له فيلوميل في خطبتهما، التي كانت أقرب إلى مزحة مشوشة.
لكن، وعلى الرغم من كلماتها، لم يكن كايين من النوع الذي يبقى طريح الفراش طويلًا، لذا مدّ يده وسحب خيط الجرس برفق.
وسرعان ما دخل سيباستيان، محافظًا على وقاره المعتاد.
قال كايين مباشرة:
“انتهى حديثي مع فيلوميل، سنذهب إلى الفيلا، حضّروا كل شيء لننطلق اليوم.”
لم يتكلف عناء شرح المزيد، لكن سيباستيان، كعادته، لم يُظهر أدنى دهشة، واكتفى بانحناءة مهذبة وهو يجيب:
“كما تأمر سعادتك، سأعدّ كل شيء خلال ساعتين.”
سأل كايين، متذكرًا مسؤولياته:
“هل هناك وثائق عاجلة بحاجة لتوقيعي؟”
أجابه سيباستيان بحزم:
“كلا حضرتك ، يمكن تأجيلها حتى تعودوا، ولن يتأثر شيء.”
تمتم كايين، مشددًا بنبرة مسؤولة:
“على كل حال، إن جدّ أمر ما، أخبروني فورًا.”
أومأ سيباستيان بانحناءة أخرى:
“كما تأمر، سيدي.”
وما إن غادر الخادم، حتى عاد كايين ليستسلم لتفكيره الذي لم يفارقه منذ برهة…
كانت جملة معينة من فيلوميل تدور في رأسه بلا توقف، كأنها طبعت في ذاكرته.
“… ماذا لو قال جلالته إن الإمبراطورة وويستون قد نالا عقابهما، وأن انتقامنا لم يعد مبررًا؟”
انتقامنا…
لم تقل انتقامي، بل انتقامنا…
كان الفرق في اللفظ ضئيلًا، لكنه بالنسبة لكايين، كان هائلًا.
كأن تلك الكلمة الصغيرة قد رسخت حقيقة جديدة.. أنهما، هو وفيلوميل، لم يعودا مجرد شخصين منفصلين، بل أصبحا “نحن”… فريقًا واحدًا.
ابتسم كايين لنفسه، وهو يتمتم كمن أدرك أمرًا كبيرًا..
“نحن…”
كان الأمر يبعث في نفسه ارتياحًا غريبًا… فكرة أن يُصبحا مقيدين معًا كـ”نحن”، كما نطقت فيلوميل، راقت له أكثر مما توقّع.
ارتسمت على شفتيه ابتسامة عميقة، لم يستطع كبحها.
***
في وقتٍ لاحق من ذلك اليوم، تهيّأت القافلة الصغيرة للانطلاق إلى الفيلا.
كان المبعوث الذي قدم من الفيلا قد عاد بالفعل، ولهذا اقتصر الوفد على ثلاثة فقط: فيلوميل، وكايين، وجيك.
كانت الفيلا تبعد نصف يوم سفر بالعربة، غير أنهم قرروا هذه المرة استخدام النقل الفوري ليختصروا المسافة.
وهكذا، ما لبث الثلاثة أن وجدوا أنفسهم عند مدخل غابة كثيفة، أشجارها شامخة كأنها تحرس السر الكامن في أعماقها.
قال جيك، وهو يترجّل ليجهز الأحصنة التي جلبها من قرية قريبة:
“من هنا، علينا أن نواصل على ظهور الخيل.”
كانت بوابات النقل الفوري تتطلب إحداثيات محددة لاستخدامها، ومع أن بعضها منتشر في بقاع المملكة، إلا أن الفيلا، الواقعة في عمق هذا الغطاء الأخضر، كانت بعيدة حتى عن تلك النقاط، ولم يكن لهم خيار سوى ركوب الخيل.
تقدم كايين بخفة، وبحركة سلسة رفع فيلوميل بين ذراعيه وأجلسها على سرج الفرس.
كانت تجيد الفروسية إلى حدّ معقول، لذا ما إن استقر كل منهم على جواده، حتى بدأ الثلاثة بالتوغل في الغابة.
غرقت فيلوميل في أفكارها للحظات، شعرت أن من الأفضل أن تعرف شيئًا عن ليازيل قبل لقائهما المرتقب، فالتفتت إلى كايين، تسأله بنبرة فضولية ولكن هادئة:
“كيف هي ليازيل؟ ما نوع الطفلة التي هي عليه؟”
صمت كايين برهة، وكأنه ينقّب عن الكلمات، ثم انفرجت شفتاه عن ابتسامة دافئة:
“إنها طفلة محبوبة جدًا… نقية، وطيبة القلب، لكن… بعد أن تجلّت قواها كمتعالية في سن الخامسة، باتت تعاني من نوبات ألم شديدة تعاودها بين الحين والآخر.”
انقبض قلب فيلوميل لسماع ذلك.
طفلة بهذا الصغر، محظور عليها حتى تناول الأدوية التي تُخفف الصدمة، تُجبر على احتمال تلك الآلام وحدها… لا عجب أن الأمر كان شاقًا عليها.
تابع كايين، وعيناه تلمعان بحزن خافت:
“ربما لهذا السبب، رغم بلوغها العاشرة، ما زالت تبدو كطفلة صغيرة، جسدها نحيف وضعيف، حتى أن الخدم باتوا يقلقون عليها باستمرار.”
كان كايين، وهو يتحدث عن ابنة أخيه، يبدو مرتاحًا، بل تكاد ابتسامته تزداد عمقًا، مع احمرار خفيف صبغ وجنتيه حين التفت نحو فيلوميل.
قال بنبرة فيها شيء من الغرابة:
“هذه أول مرة أتحدث فيها عن ليازيل لشخص ما بهذا الشكل… شعور غريب، في الحقيقة.”
لم تستطع فيلوميل إلا أن تبتسم له برقة، وهي تراقب ملامحه التي تلين عند ذكر الطفلة.
قالت، وكأنها تثبت أمرًا بات جليًا:
“يبدو أنكم تحبها كثيرًا، دوق.”
هزّ كايين رأسه بحرج، وهو يفرك مؤخرة عنقه بيده في حركة توحي بالارتباك:
“هل يبدو الأمر واضحًا إلى هذا الحد؟”
ثم أردفت فيلوميل فجأة، كأن فكرة خطرت لها:
“وما الذي تحبه ليازيل عادة؟ كنتُ لأحضر لها شيئًا لو علمت مسبقًا.”
للحظة، لم يُجب كايين، بل شدّ شفتيه وكتم الكلمات، ما جعل فيلوميل تستدير نحوه مستغربة، لتجد على وجهه ابتسامة مرة، أقرب إلى الأسى منها إلى الفرح.
قال أخيرًا، بنبرة هادئة تخفي تحتها الكثير:
“ليازيل نضجت قبل أوانها، للأسف، هي تلتقط الإشارات بسرعة، وتفهم ما يدور حولها… ويزيد الأمر سوءًا أن المرضعة التي ربتها زرعت في رأسها أفكارًا مشوهة، كانت امرأة جاءت مع زوجة أخي من بيتها الأصلي…”
قطبت فيلوميل حاجبيها، تسأله بتوجس:
“هل حدث شيء؟ ما الذي فعلته تلك المرأة؟”
تنهد كايين، وصوته انخفض أكثر كأنه يكره مجرد استرجاع الحكاية:
“ظلت تقنع ليازيل لسنوات أنني، يومًا ما، سأتخلى عنها وأرميها، و خططت لاختطافها، ثم مساومتي عليها مقابل المال ،اكتشفت الأمر، وطردتها، بالطبع، واستبدلتها لكن، للأسف، آثار تلك الأكاذيب ما زالت عالقة في قلب ليازيل…”
“انها تحبني، نعم، لكنها ما زالت تتوجس مني، تشعر بالمسافة بيننا، في النهاية… كل ذلك بسببي، كنت غافلًا، ومهملًا…”
وقبل أن يُكمل جلد الذات، قاطعته فيلوميل، بعينين تتقدان بالرفض والغضب:
“كيف تقول ذلك، يا دوق؟! ما ذنبك أنت!؟ تلك المرأة وحدها من أخطأت، ليس انت!”
تمتم كايين، وكأنما يجلد ذاته بهمس:
“لو أنني انتبهت منذ البداية… لما حدث ذلك أصلًا.”
لكن فيلوميل لم تسمح له بالاسترسال، فردّت بسرعة، بنبرة دافئة ولكن حازمة:
“لكن حينها… ألم تكن لا تزال شابًا، يا دوق؟ لم تكن الأمور كلها بيدك.”
كانت تعلم جيدًا ما حلّ بعائلة كايين؛ موت أخيه جعله، بين ليلة وضحاها، وريثًا لإرث ويندفيل الثقيل، ومسؤوليات تفوق عمره.
كان عليه أن يدفن حزنه، ويقود الدوقية وكأنه وُلد لهذا الدور.
ارتسمت على شفتي كايين ابتسامة باهتة، أقرب إلى السخرية الذاتية منها إلى الرضا:
“صحيح… كنت صغيرًا جدًا وقتها.”
تابعا رحلتهما، يتبادلان أحاديث خفيفة كسرت صمت الطريق، حتى تراءت لهما أخيرًا ملامح الفيلا.
كانت كوخًا كبيرًا مؤلفًا من طابقين، يختبئ وسط الغابة كأنه سر محفوظ بعيدًا عن الأعين.
قال كايين، وهو يتوقف وينظر إلى المبنى بتأمل:
“هناك دائرة سحرية للحماية هنا… تراجعي قليلًا إلى الوراء، فيلوميل.”
هزّت رأسها موافقة، وخطت للخلف كما طلب، لكن عينيها لم تفارقا ظهره العريض.
ووسط هذا التركيز، أدركت فجأة شيئًا… كايين، ومنذ متى بدأ يناديها باسمها هكذا بلا ألقاب؟
كان في السابق يناديها دومًا بـ”الآنسة” ومن ثم بـ ” سيدة” ، محافظًا على المسافة الرسمية، أما الآن، فصوته ينطق اسمها بسهولة تامة، كأن الأمر طبيعي.
أحست باضطراب طفيف في صدرها، وتساءلت:
“هل أطلب منه أن يعيدني إلى الأصول ويناديني كما في السابق؟”
لكن الفكرة بدت لها في غير محلها، فترددت، والتزمت الصمت.
في تلك الأثناء، رفع كايين يده، وبحركة خفيفة مرر أصابعه في الهواء.
وفجأة، ارتجف الفراغ أمامه، وظهر لثوانٍ حاجز سحري، دائري وشبه شفاف، بدا كأنه بُقعة من الزجاج الذائب في الهواء، قبل أن يتلاشى كما ظهر.
لم تمضِ سوى لحظات، حتى فُتح باب الفيلا وخرج شخصٌ ما.
كان هو نفسه الرجل الذي جاء إلى قصر الدوق يوم أمس، يحمل أخبار الطفلة ليازيل.
التعليقات لهذا الفصل " 48"