أمسك يدها ورفعها، ثم طبع قبلة خفيفة على مفاصل أصابعها واحدًا واحدًا، بدءًا من الإبهام حتى الخنصر.
وعندما بلغ إصبعها الذي يحمل خدشًا صغيرًا، توقّف عنده، وأخذ يقبّله بعناية فائقة، كأنما ليلتئم الجرح بلمسته.
قالت فيلوميل بصوت هادئ:
“أريد أن أسألك شيئًا.”
“اسألي.”
“كيف أُصبتَ؟”
حين وقعت الحادثة، كانت الحال حرجة فلم تجد وقتًا لتسأله كيف جُرح.
أمّا الآن، بعد أن بدأت جراحه تلتئم وتظهر بشائر الشفاء، خفّت وطأة القلق في صدرها، وحلّت محلها رغبة ملحّة في معرفة الحقيقة.
كايين، الذي كان لا يزال يقبّل أصابعها، خفَ بصره لِلحظة وسكت. ظل يعبث بيدها لبرهة، ثم رفع عينيه إليها وقال:
“كنا نركض… وفجأة باغتنا الوحش من الخلف، تفاجأت، فاحتضنتك.”
أدركت فيلوميل على الفور أن كلماته تخالطها الحقيقة والكذب معًا.
“إذن لم يكن لأن الوحش جاء من خلفنا… بل لأنك تعمّدت احتضاني؟”
“الترتيب فقط يختلف قليلًا.”
ابتسم، لكن ابتسامته لم تُفلح في التهرّب من نظراتها النافذة.
“لقد كان بسببي، أليس كذلك؟ تعمّدت أن تتلقى الضربة كي لا أتأذى أنا.”
لم يكن صعبًا عليها أن تستنتج، كان كايين قادرًا على صدّ الهجوم بسهولة، لكنه لو فعل، لانفلتت سرعة الجواد العاتية عن سيطرتها، وسقطت هي من السرج لتدفنها الثلوج المنهارة.
قالت برجاء هادئ:
“أجبني.”
ظل ساكتًا، ثم قال بابتسامة صغيرة: “هل يهم حقًا ترتيب الأحداث؟ الأهم أنني أنظر إليك الآن، وأراك سالمة أمامي.”
بينما كان يرفع يده ليزيح خصلة صغيرة عن أذنها، فاحت من جسده رائحة دماء خافتة، تذكّرها بما فعله لأجلها.
فاشتد قلبها ألمًا وثِقلاً.
لو كان قد اختار قتل الوحش أولًا، لابتلعتهما الانهيارات الجليدية.
صحيح أنهما كانا سينجوَان معًا، لكن دون أن يُصاب هو بجراح.
ومع ذلك، كانت تعرف في أعماقها أنه حتى لو عاد به الزمن، لكان سيكرر الاختيار نفسه بلا تردد.
لأنه… يحبها. كايين يحبها.
كان مستعدًا أن يُصاب، بل أن يموت، لكنه لا يتركها.
لأول مرة، اعترفت فيلوميل لنفسها صراحةً. إنه يحبني.
لطالما كانت تهوّن الأمر على نفسها بقول. “هو يقدّرني، هو فقط معجب بي.”
“إذن، في مثل هذا الموقف، أتمنى ألا يقلقك جرحي بقدر ما يفرحك أنكِ بخير وسالمة، هذا كل ما أريده.”
مدّ يده الخشنة ليمسح وجهها بحنوّ، وعيناه تتفحّصان ملامحها كأنهما تريدان أن تتأكدان أنها بخير فعلًا.
“ذلك هو أعظم رجائي.”
في تلك اللحظة، تردّد صدى الحقيقة في قلبها مجددًا..إنه يحبني. وهي…
“كايين.”
رفع رأسه مذعورًا بعض الشيء حين سمعها تنطق باسمه.
“أنا أحبك.”
تجمّد وجهه من وقع اعترافها، فابتسمت هي متذكرةً صورته الحقيقية.. ذلك الذي يعانقها دومًا بشدة حتى تكاد تختنق، لكنه في الحقيقة يطمئنها بأنه لن يتركها مهما حدث.
ذلك الذي يطبع على شفتيها دومًا قبلات رقيقة، فتشعر أنها أغلى إنسانة في العالم. ذلك الذي ينظر إليها دومًا بنظرة دافئة كنسيم ربيع، وكأن عينيه لا تعرفان إلا الحب.
كيف لي إذن أن أقاوم؟ ابتسمت بعذوبة وهمست… “لا أستطيع إلا أن أحبك.”
أخفت رأسها في صدره، ثم رفعت وجهها لتقبّله. كانت أول قبلة تبدأها هي، شفاهه الجافة التصقت بشفتيها، وأطبقت عينيها، واضعةً يدها على وجنته، أمالت رأسها قليلًا، ولسانها يلامس شفتيه بخفة، فيرتجف، فتعمّقت أكثر، تضحك بخفة حين شعرت بجموده.
وحين انفصلت عنه، كان مذهولًا ساكنًا، فأرادت أن تمازحه، لكن دهشتها اشتعلت حين رأت دمعة تسيل على خده.
“كايين؟ هل آلمتك؟ هل ضغطت على ظهرك؟”
أمسك يدها من جديد وهمس.. “لا… لا. فقط… أخشى أن لا يكون هذا إلا حلمًا.” تأملها طويلاً بعينين دامعتين: “هذا حقيقي، أليس كذلك؟ لن أستيقظ فجأة من حلمي، صحيح؟”
ضحكت، ثم قالت بخفة.. “أتريد أن تتأكد أكثر أنه واقع؟”
فما إن أنهت جملتها حتى نهض بسرعة، وضمّها بين ذراعيه، وأجلسها على فخذيه. وعاد يلثم شفتيها بشوق جارف لا يعرف الفكاك.
وطال عناقهما، حتى نفَسا بعمق وتفرّقا قليلًا. لكن كايين انحنى يقبّل عنقها وفكّها بقبَلات صغيرة متلهفة.
“فيلوميل، قوليها مرة أخرى.”
“…أحبك، لا أستطيع أن أعيش دونك.”
لكن قبل أن تتم، ابتلع كلماتها بقبلة أخرى، لم يشأ أن يترك اعترافها يصل إلى غيره، أراد أن يكون وحده من يسمعه ويبتلعه.
وحين كانت جالسة فوقه، تسللت يداه بسهولة إلى تحت ثيابها، توقفت متوترة للحظة، غير أنه لم يعجّل بها، بل انتظر، يمرر لسانه على شفتيها برفق.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 119"