“سأعود إلى العاصمة خلال أسبوع، وأنوي أن آخذها معي في ذلك الحين، وبحلول ذلك الوقت ستكون الأدلة قد جُمعت ورتِّبت.”
“هذا كافٍ تمامًا.”
هزّ كايين رأسه موافقًا بكل ارتياح.
في تلك اللحظة، دخل جيو عبر الباب واقترب من كايين ليهمس في أذنه.
وما إن أنهى حديثه حتى ارتسمت ابتسامة على وجه كايين.
“يبدو أنّ بإمكانك العودة إلى العاصمة غدًا.”
“ما الأمر؟ هل قبضتم على الساحر؟”
“لقد تعمّدنا التراخي في الحراسة والمراقبة، فاستغلّ أحد الكهنة تلك الثغرة واختفى، ويُقال إنهم رأوه ينزل إلى القبو ويخرج برفقة شخص ما.”
حسب كايين الوقت بسرعة وأضاف:
“سيكتشفون الأمر بعد نحو ساعة من الآن.”
أثار ذلك إعجاب وليّ العهد، فانفجر صادقًا قائلاً:
“أنت حقًّا تخطّط لكل شيء! لن أُفاجأ لو كنت قد رتّبت حتى للحظة موتك!”
أجاب كايين بملامح ماكرة وكأنه يتلاعب بالكلمات.
“وكيف عرفتَ ذلك يا سمو الأمير؟”
لكن فيلوميل هي الوحيدة التي أبدت قلقًا مغايرًا.
“دوق… ماذا لو أنّ الساحر اختطف الأمير الثالث؟”
“لا يهم، سيستخدمه كسلاح تهديد ضدنا لا أكثر.”
“لكن… أليس علينا على الأقل أن نمنحه فرصة للنجاة؟ لا يمكن أن نتركه يموت على يد أحدهم هكذا.”
بالنسبة لها، لم يكن مقبولًا أن يلقى الأمير الثالث حتفه بتلك الطريقة، لم تكن تجرؤ على قتله بيدها، لكنها رغبت في أن يُسلّم ويُحاكم بعقاب عادل على يد العائلة الإمبراطورية.
كلماتها غير المتوقعة جعلت كايين يفتح عينيه دهشة، ثم انفجر ضاحكًا، مدّ ذراعه ليحيط كتفيها ويطبع قبلة خفيفة على صدغها.
“لا تقلقي بشأن ذلك.”
ارتجاف القلق الذي تملّك فيلوميل خوفًا من أن يموت ويستون ميتة عبثية تلاشى أمام طمأنينة ابتسامته.
بعد ذلك، استرسلوا في أحاديث جانبية.
ورغم أنّ مواضيعهم كانت عن السياسة والمستقبل، إلا أنّ هدوء وجوههم جعلها تبدو وكأنها مجرد دردشة عابرة.
جلست فيلوميل صامتة، فهي لم تكن تفقه الكثير في السياسة، لذلك لم تحاول التدخل.
ومنذ أن أظهر كايين ثقته بها ذلك الصباح في مكتب ثيودور، بدأ وليّ العهد وكأن وجودها لا يثقل عليه، فكان يذكر أسرارًا أمامها دون تردّد.
ومن خلال الحديث، اكتشفت أنّ مساهمة وليّ العهد كانت كبيرة في صناعة اللفائف المخصّصة للأرواح.
تملّكها إعجاب خفي:
“إنهما أوثق صلةً مما كنت أظن…”
وبينما كانت تراقب هذا التماسك بينهما، ارتشفت كوب الحليب بصمت.
ومع الردّ بين الحين والآخر على أسئلتهم، انقضت ساعة كاملة بسرعة.
حينها عاد جيو، عارضًا أمامهم بطانية بالية متسخة، وقد خُطّت عليها كلمات بدم قانٍ.
“المخطوفة هي ناديا أليـس.”
“وليس ويستون؟!”
سأل كايين بدهشة، فأومأ جيو مؤكدًا.
“أجل، أما الأمير الثالث، فكان شاردًا تمامًا، ولم يُترك لنا سوى هذه البطانية.”
وعلى سطحها كُتبت كلمات قليلة فقط.
[فيلوميل بونيتا، كايين ويندفيل، السهول الثلجية.]
تمتمت فيلوميل بقلق. “إذن يريدنا أنا والدوق أن نأتي إلى السهول الثلجية فقط؟”
وحين بدا أنّ النقاش قد انتهى، لخص وليّ العهد القرار:
“إذن، ستسيران أنتما في المقدمة، بينما يختبئ الفرسان خلفكما على مقربة، وإن حدث شيء، يتدخلون فورًا، فلا تقلقوا كثيرًا.”
وبمجرد الاتفاق، تحرّك الجميع بسرعة لإنهاء الاستعدادات.
ركبت فيلوميل الحصان بجانب كايين.
قال لها: “انطلقي أولًا.”
فأجابته: “حسنًا، نلقاك قريبًا إذن، يا سمو الأمير.”
ثم اندفع الحصان بقوة، يشقّ طريقه نحو السهول الثلجية، وكلما اقتربوا منها، صار الهواء أشدّ برودة حتى بدا كالإبر النافذة، لكن ذراع كايين التي كانت تطوّق خصر فيلوميل ظلّت ثابتة وراسخة، فلا شيء استطاع أن يتسلل بينهما.
كانت تلك أول مرة ترى فيلوميل السهول الثلجية، ومع كل لحظة، انخفضت الحرارة أكثر حتى أدركت أنهم باتوا قريبين.
العاصفة الثلجية أمامهم حجبت الرؤية تمامًا، ومع ذلك قاد كايين حصانه كأن الطريق واضح له.
سرعته لم تكن جنونية ولا متباطئة، بل وازن بدقة بين الحذر والتقدّم.
قال فجأة بصوت منخفض وحاد.
“… هنالك وجود ما.”
قبضت فيلوميل بلا وعي على يده الممسكة باللجام، فالتفت إليها قليلًا وأطبق على يدها بثبات.
وما هي إلا لحظات حتى توقّف الحصان.
هنالك، وسط مكان خفّت فيه العاصفة، تبيّن لهم ظلان غامضان.
“أغمغغم!”
انطلقت أصوات مكتومة كما لو أنّ فمًا قد أوثِق بلجام.
كان أحدهما واقفًا، بينما الآخر يتلوّى فوق الثلج.
ورغم ضبابية المشهد، ميّزت فيلوميل أنّ الملقاة أرضًا هي ناديا، يداها وقدماها موثوقة.
قال الصوت المبحوح المرهق:
“مرّت فترة طويلة…”
كان صوته هشًا متصدعًا حتى يكاد النطق يؤلمه.
نبرة منفّرة لا تُطاق.
“أما زلت لا تتذكرني؟ غريب… لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، هل مرّ وقت طويل إلى هذا الحد؟”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 115"