كان كايين يجد صعوبة في كبح إعجابه بحيوية فيلوميل وعفويتها، فكلما أظهرت تلك الملامح البريئة والمندفعة، كان يقشعر من فرط المحبة تجاهها.
وبعد أن قبّل وجنتها مرة أخرى، أضاف لها وهو يلاحظ أنها ما زالت تحاول استيعاب الموقف:
“تذكّري، عندما خطبنا لم أقدّم لك خطبة رسمية حقًا، أليس كذلك؟”
“حينها… لم نكن لنخطب على نحو رسمي.”
“صحيح، لكن الزواج مختلف عن الخطوبة، أليس كذلك؟”
“بالطبع، مختلف تمامًا.”
أومأت فيلوميل برأسها واستسلمت للاسترخاء، بعد أن كانت قد تشبّثت بجسده بقوة مندهشة بخبر الخطوبة المفاجئ.
فتغلغلت أكثر في حضنه، فاحتضنها هو تلقائيًا، وقبّل رأسها برقة.
“واعلمي، عليك أن تُجيبي قبل ذلك الحين.”
كانت فيلوميل تدرك تمامًا ما الذي يقصده كايين بهذا القول.
لقد فكرت في الأيام الأخيرة كثيرًا في علاقتها به، وكل لحظة سرق قلبها وفكرها إليه.
فقبل النوم، كانت صورة كايين حاضرة دائمًا في ذهنها، وشعرت بأنها قد اتخذت قرارها في قلبها بالفعل.
“لن تستغرق الخطوبة وقتًا طويلًا، لذا من الأفضل أن نسرع.”
ابتسمت فيلوميل موافقةً، بينما كانت نبضات قلب كايين تتسارع كلما لمح ردة فعلها الصغيرة على كلامه، وهو يأمل ألا تسمع خفقان قلبه المرتفع حين تستند إلى صدره.
” الدوق، هل تحدثت مع هارنين؟”
“نعم.”
أومأ كايين، وقال.
“قال لي إن بإمكاننا القضاء حتى على الوحوش النائمة.”
لقد قضى هارنين الأيام الماضية في الغرفة ليس لصنع لفافة الأرواح فقط، بل لأنه اكتشف، من خلال ‘سجلات الوحوش’، أن استخدام الأرواح النارية يمكن أن يؤدي إلى موت حتى الوحوش النائمة.
وقد تأكد من صحة هذه الفرضية عند مشاهدة الوحش الذي أصيب بجروح قاتلة بعد استخدام لفافة الأرواح عليه.
“بصراحة، لقد أحدثتِ تغييرات كبيرة في حياتنا جميعًا.”
لولا لقاء فيلوميل، لما خطرت لهؤلاء على تلك الحلول، ولما عاشت ليازيل الحياة كما هي الآن.
وأكثر من ذلك، كان كايين نفسه قد تغير. لم يعد باستطاعته تخيل حياة بلا فيلوميل، فقد أصبحت محور حياته.
“شكرًا لأنكِ جئتِ إليّ.”
همس كايين بلطف، فارتجفت فيلوميل قليلاً من الخجل، ثم ابتسمت قائلة:
“الحقيقة أنكَ من جئت إليّ، وليس العكس بصراحة، حين رأيتك آنذاك شعرت بأنك مشعّ كالهالة.”
“هل بسبب وسامتي؟”
“حسنًا، لا أنكر أن ذلك كان جزءًا من السبب، لكن الوضع كان معقدًا… يوم الخطوبة، هرب خطيبي مع صديقتي، وعرفت بالأمر من رسالة أرسلتها صديقتي.”
كانت تشعر وكأنها واقفة على حافة هاوية بلا مخرج، لم تتوقع ظهور كايين، ولا أن يطلب منها الزواج بالاتفاق.
ابتسم كايين عند سماعها، وقال: “هل كان هذا ما جعلك تميلين إليّ آنذاك؟”
رأت فيلوميل في عينيه لمحة من الأمل، فضحكت بخفة.
“ربما، نعم.”
احمرّ وجهه قليلًا، وتظاهر بالسعال، محاولًا التملص من نظراتها، ثم تابع.
“لكن لو عاد الزمن، فلن أظهر حينها، سأأتي إليك فور العودة، فمعك الوقت ممتع وسعيد، وندمت لعدم لقائنا مبكرًا.”
“ماذا لو لم أوافق على فسخ خطوبتي مع إيمون بهدوء؟”
ابتسم كايين بثقة.
“هل بعد رؤية وجهي، ستستطيعين مقابلة إيمون كيبان مجددًا؟”
حنى رأسه قليلًا ليسمح لها برؤية وجهه بوضوح.
حدقت فيلوميل في وجهه، ملاحظة خطوط حاجبيه الواضحة، وعيونه الحادة التي لم تكن باردة بل ناعمة، وأنفُه وفكه المتناسقان، وشفاهه الرقيقة، كلها عناصر جذابة تسرق النظر.
هزّت رأسها، وقالت بصراحة.
“لا أظن أنني كنت لأنجذب إلى إيمون، وربما لو كنتُ انا أصغر قليلًا، لكان وجهك قد أسرني بالكامل.”
حدّق كايين بشدة، وقال بدهشة.
“لماذا؟ وجهي يليق بأي عمر.”
كان يقصد حقيقةً أن وجهه متوافق مع جميع الأعمار، وهو يصرّ على ذلك.
“أنا متأكدة ، من بين جميع الذين قابلتهم بحياتك أنا الأقوى في صد هذا الوجه.”
ربما بسبب تعرضها للخيانة من قبل ويستون، شعرت فيلوميل بالحذر من الوسامة المفرطة.
لاحظ كايين هذه الحذر الخفيف في نظراتها، فأدرك سبب قسوتها تجاه وجهه.
وعندما شعر بها تدرك ذلك، خفّ صوابه قليلاً، ثم قال بصوت خفيف وممازح:
“يؤذيني كبريائي، سأرى إن كنت ستصبحين أقوى مع الوقت.”
“هذه المرة أشعر بتشويق حقيقي!”
ضحكت فيلوميل، مردّة على مزاحه.
منذ أن تم اعتقال ويستون، لم تثر فيلوميل أي حديث عنه أمام كايين، وكذلك هو، فهما شعرا أن ذلك ليس الوقت المناسب للحديث عن الماضي.
كانت فيلوميل تشعر منذ البارحة ببعض القلق بشأن ناديا، وتخيلت أن كايين أيضًا ربما يحمل مشاعر مماثلة تجاه الوضع.
“بعد إنهاء بعض الأمور، سنعود إلى العاصمة.”
“صحيح.”
“لم نجد بعد الساحر، أليس كذلك؟”
بينما كانوا يراقبون ناديا وويستون ويوهانس، تحققوا أيضًا من وجود السحرة الآخرين، لكن لم يكن من السهل اكتشافهم، حيث لم يظهر أي علامات مشبوهة.
“لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، فلا تقلقي.”
أومأت فيلوميل برأسها مطمئنة.
جلسا صامتين، يواجهان الأمام، مستمتعين بسكون السلام الذي خيّم حولهما.
كانت الرياح الباردة تحمل معها لمحة من دفء الربيع القادم.
***
حين وضعت ناديا دم الساحر أمامها ووقفت عند مفترق الطريق، أدركت أن حياتها ستتقسم بين ما قبل وما بعد شرب هذا الدم.
لم تكن تعلم إن كان ذلك سيؤدي إلى خير أم شر قبل أن تجرب، وهذا ما جعلها تشعر بالخوف.
كانت لا تزال شابة، في أوج جمالها، وتحتاج لاتخاذ قرار يقسم حياتها إلى طرفين متناقضين، مما جعل المهمة ثقيلة ومرعبة.
عندما سمعت لأول مرة عن السحر، اعتقدت ناديا أنها الأنسب لتكون القديسة، فتقدمت بحماس.
لكن بعد رؤية الدم الأحمر، بدأ الخوف يتسلل إليها.
مع ذلك، وعالمةً أن هذه فرصة نادرة، تذكرت النتيجة الجيدة المحتملة.. فيلوميل ستسجد أمامها وتعتذر، وكايين سيعترف بمشاعره، وفكرة ذلك وحدها جعل جسدها يرتجف.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 113"