تقلصت ملامح ناديا للحظة وهي تستمع إلى ويستون ينطق بلقب فيلوميل الحميمي “ميل”، لكنّه لم يلحظ ذلك، بل استمر في الضغط عليها.
وبتأثير إلحاحه، جمعت ناديا قواها المقدسة دون وعي، غير أن الضوء الرمادي الذي بدأ يتجمع خفّ فجأة ثم تلاشى بلا أثر.
شعرت بعرق بارد يتسلل أسفل ظهرها.
“مستحيل…!”
كانت بحوزتها خمس قنينات دم.
لو أنها التزمت بكلام الساحر وشربتها بالتتابع عبر الوقت، لكان لديها اليوم قنينة صالحة للاستعمال.
لكن طمعها دفعها لتجاهل نصيحته، والقنينة الوحيدة المتبقية اضطرت أن تسلمها لويستون، لأنها ضرورية لتفعيل السحر، الذي يجذب الوحوش الأكثر ذكاءً إلى موقع محدد.
رغم قلقها آنذاك، أقنعت نفسها بأنها ستنجو، غارقة في وهم أنها “القديسة الحقيقية”، والآن، تجني ثمن غرورها… غير قادرة على استخدام قوتها المقدسة.
في حالة ذعر، التفتت إلى ويستون.
“سـ… سمو الأمير الثالث…”
لكن صوتها طلبًا للعون ابتلعه صراخ ويستون الغاضب:
“أسرعي! قلت لك بسرعة!”
وحين ظلت تحدق فيه بارتباك، تمتم ويستون بلعنة، ثم قبض على سيفه ونزل عن الأسوار متجهًا نحو فيلوميل.
ناديا تابعت ظهره المبتعد بنظرات شاردة.
“هيا! أتريدين رؤية آنستي وهي تموت؟!”
كان صوت صوفيا المرتجف من القلق هو ما أيقظ ناديا من تيهها.
لكن قرارها كان قد اتخذ بالفعل، حتى لو استطاعت، فلن تنقذ فيلوميل، لِتَمُت.
في تلك اللحظة أدارت جسدها مبتعدة، قابضة كفيها بعزم.
تملك الغضب من صوفيا، لكنها لم تجد وقتًا للصراخ، إذ كانت منشغلة بالتصدي بدلًا من فيلوميل التي مزّقت بحمى آخر رقاقات الأرواح بيديها المرتعشتين.
فهمست صوفيا: “آنستي، لا تقلقي، السيد هارنين قريب، لن يحدث مكروه، وسأبقى بجوارك دومًا. الدوق قادم قريبًا، لا تخافي.”
كانت كلماتها للعزاء، لكن فيلوميل لم تجد وقتًا حتى للشعور بالراحة؛ فقد أدركت فجأة أن عدد لفافات الأرواح التي بحوزتها أوشك على النفاد.
وللمصيبة، تدفق المزيد من الوحوش عبر الأرض.
“هل يمكنني الصمود حتى يصل كايين؟”
لكن لا أحد لديه وقت لإيصال خبر الوضع. وحتى لو كان كايين على الأسوار، فكيف له أن يترك مئات الوحوش ليتجه إليها وحدها؟
“آنستي، خذي لفافاتي.”
مدّت صوفيا إليها بلفافات أرواح للطوارئ، لكنها رفضت وأخذت منها اثنتين فقط.
“صوفيا، يجب أن تبتعدي عني قدر الإمكان، مفهوم؟”
“آنستي…؟”
“السير جيك! إلى الدفيئة!”
صرخت فيلوميل وانطلقت نحو الدفيئة، ترك جيك القتال خلفه ليلحق بها قلقًا.
“سيدتي فيلوميل!”
“الدفيئة محمية بحاجز سحري!”
لحظتها تذكّر جيك وجود دائرة حماية حول الدفيئة، أقيمت لتجنب فقدان المحاصيل إن هاجمتها الوحوش.
فهم قصدها، فأمسكها من خصرها ورفعها عاليًا قائلًا: “اعذريني.”
لم تعترض، بل استسلمت لحمله وهي تمزق إحدى لفافات الأرواح.
“فيلوميل؟!”
التفتت نحو الصوت، فرأت ليازيل مع بير بالقرب من الدفيئة.
“ليازيل! ادخلي بسرعة!”
لكن ليازيل أسرع منها؛ من بين ذراعي بير، رمت بخنجر مشبع بالأورا.
صرخ الوحش وقد اخترق السلاح جسده. لكن بقي اثنان آخران.
لم يتبق مع فيلوميل سوى لفافة أخيرة، ولا تدري إن كانت ستنجح بالوصول إلى الدفيئة قبل أن ينقضّا عليها.
اقتربوا من المدخل، والوحوش تلاحقهم على مقربة، قبل أن تعبر العتبة، مزقت الرقاقة الأخيرة.
صرخ الوحش محروقًا بالنار التي التصقت بوجهه، لكن باب الدفيئة أُغلق بإحكام قبل أن يدنو أكثر.
انتصبت هناك تلهث، صدرها يعلو ويهبط، تحدق بالباب المغلق.
دوّى الطرق العنيف بالخارج، لكن الحاجز السحري لم يتزحزح، وأخيرًا، سمحت لعضلاتها بالارتخاء.
ليازيل!
“هل أنتِ بخير؟”
“نعم، نعم.”
أومأت ليازيل برعب باقٍ في ملامحها. “وأنتِ؟ هل أصابك شيء؟”
“لا، أنا بخير تمامًا.”
أوضحت ليازيل أنها خرجت مع بير بعدما شعرت بالضوضاء، تولى جيك الشرح لها.
بير ظل محدقًا إلى الباب بخطورة.
وفجأة، خبت أصوات الوحش المختنق بالألم، وصاح الباب وهو يُفتح بعنف.
ظهر كايين، جسده مغطى بدماء الوحوش، يكاد يكون مبللًا بها.
“فيلوميل!”
هرع نحوها، يعانقها بذراعين مرتجفتين.
“هل أنتِ بخير؟ هل أصابك مكروه؟ قولي لي!”
رغم لهاثه الشديد، كان حضنه أبرد من المعتاد، عندها فقط شعرت فيلوميل أنها تحررت من كل توتر، فأغمضت عينيها لحظة وأجابت:
“أنا بخير، لم أُصب بشيء.”
ارتجف صوتها قليلًا وهي تتكلم، فأمسك وجهها بين كفيه، يتأملها بعينين قَلقتين.
لما تأكد أنها سالمة، أطلق زفرة طويلة ثم ضمها مجددًا.
شعرت فيلوميل بدفئه يعود تدريجيًا، وأدركت كم كان مذعورًا، لكنها ابتعدت قليلًا، فالوقت لم يسمح لمزيد من العناق.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 110"