عندما ذَكر الحادثة التي وقعت قبل عشر سنوات، ارتجف ويستون قليلًا، ثم اتسعت عيناه بدهشة مع الكلمات التالية.
فهو لم يكن يظن أن ولي العهد قوي النفوذ، وحتى الملكة فقدت سلطتها، لذا لم يسمع ويستون شيئًا عن هذين الطرفين طوال العقد الماضي.
وكان يظن، لأنه لم يظهر أي أثر، أن العلاقة بينهما لا تزال جيدة، لذا كان ما قاله يوهانس مفاجئًا جدًا بالنسبة له.
“هل هذا حقيقي؟”
“نعم، لقد قلّ التواصل بينهما بشكل شبه كامل، لقد تحرّيت عن الأمر قليلًا.”
شعر يوهانس بالفخر لأنه يعرف ما يجهله الآخرون، فأكمل كلامه رافعًا أنفه:
“منذ عشر سنوات، قطع ولي العهد كل نشاطاته الخارجية، الجميع يعتقد أن ما حدث جعل الأمور تتدهور تمامًا.”
ثم ضمّ جبينه بقلق:
“إنه حقًا قاسٍ للغاية، كيف يمكن لشخص أن يظل هكذا باردًا بعد وفاة صديقٍ ورفيقٍ له؟”
في الواقع، كان ولي العهد يتمتع بسمعة ممتازة لدى العامة.
لم يشارك كثيرًا في المناسبات الاجتماعية، ما جعل النبلاء لا يشعرون بالحاجة للرقابة عليه، وكان يُنظر إليه على أنه أحد أفراد العائلة الملكية المثاليين.
كما أنه تولى مهام الإمبراطور منذ صغره وأظهر قدرات ممتازة، ووضع سياسات ناجحة نالت إعجاب العامة.
مع ذلك، كان لدى يوهانس سبب وجيه لانتقاد ولي العهد بهذه الطريقة…لأنه هو من قلّص نفوذ المعبد بشكل كبير.
طوال السنوات الماضية، كانت العائلة المالكة تمنح المعبد احترامًا شكليًا على الأقل، وتدعوه إلى المناسبات الوطنية مع معاملة لائقة.
وكانت تلك المناسبات مهمة جدًا للمعبد، لأنها توفر لهم فرصة للحصول على تبرعات النبلاء.
ومع مرور مئتي عام دون ظهور قديسة، كان وضع المعبد هشًا، وكان الاعتماد على تبرعات النبلاء أمرًا حيويًا لاستمرار مصالحهم.
لكن قبل عشرين عامًا، سخر ولي العهد من المعبد الذي كان منشغلًا بجمع التبرعات خلال إحدى المناسبات الرسمية.
وبما أن ولي العهد المستقبلي أبدى موقفًا سلبيًا، توقفت التبرعات فورًا، سواء من المعبد نفسه أو من النبلاء المعتادين على التبرع.
حتى لو لم ينتبه النبلاء، لم يكن بمقدورهم مواجهة هذا التوجه.
تذكر يوهانس تلك الأيام وصرّ أسنانه بصوت خافت:
“حقًا، شخص بارد كهذا لا يصلح ليكون إمبراطورًا، الحاكم الحقيقي هو من يمكنه احتضان شعبه بلطف، مثل الأمير الثالث.”
ابتسم ويستون بابتسامة محرجة:
“سيدي، من فضلك، لا تقول ذلك.”
“لستُ أجاملك، بل هذا الواقع!”
لم يكن يقصد التملق، لكن بما أن ويستون لم يمانع، استمر يوهانس عدة مرات في الحديث، فيما اكتفى ويستون بابتسامة متوترة دون أن يوبخه كثيرًا.
“على أي حال، هل جرحك بخير؟”
عرف ويستون أن الجرح الذي يقصده يوهانس ليس الضماد الملفوف على جسده.
“دعني أرى.”
فخلع ويستون قفازه، ليرى إبهامه متصبغًا باللون الأسود حتى مفصله تقريبًا.
ففي الليلة الماضية، خرج ويستون خلسة إلى الثلج، وأجرى طقوس السحر باستخدام دم الساحر.
لكن حدثت مشكلة غير متوقعة، إذ تلامس ضوء السحر إصبع يده قليلًا بسبب تأخره في إزالته.
وقد حذره الساحر من عدم ملامسة هذا الضوء على الإطلاق، لذا شعر ويستون بالقلق الشديد.
إلا أن لون الجلد الأسود كان الأثر الوحيد، ولم يفقد أي إحساس، ولم تتضرر عضلاته، فاطمأن.
“ربما حذرنا الساحر من لمس الضوء بسبب تصبغ الجلد، يبدو أن كل شيء على ما يرام!”
“نعم، يبدو بخير، ماذا عن ناديا؟”
في الواقع، الشخص الذي يحتاج إلى عناية أكبر كان ناديا، لأن دورها من الآن فصاعدًا سيكون حاسمًا.
كان عليها دفع طاقتها إلى أقصى حد لإنقاذ الناس، لذا كان عليها القضاء على أكبر عدد ممكن من الوحوش خلال الأيام الماضية.
وقد تعاملت ناديا اليوم مع خمسة وحوش قبل أن تعود إلى غرفتها مسرعة.
“القديسة بخير، على أي حال، سيأتي دعم من البلاط قريبًا، لذا من الأفضل أن تتصرف القديسة قبل وصولهم.”
“بما أن ناديا قادرة على مواجهة عدد كبير من الوحوش، فعلينا استغلال ذلك قبل وصول التعزيزات، بذلك لن نضطر للاختباء عند حضورهم.”
لا شك أن ولي العهد لن يأتي، لكن لا يمكن التأكد أن أحدًا من فريقه لن يكون بين التعزيزات.
ويستون، الذي لم يجمع قوته بعد، كان يجب أن ينحني أمام ولي العهد إذا حضر، لكن إذا أسهموا في مساعدة الشمال قبل وصول التعزيزات، يمكنهم الظهور أمامهم بشكل معتدل.
“ممتاز! حقًا، الأمير الثالث يتمتع بحسم سريع، سأبلغ القديسة بذلك!”
“شكرًا لجهودك.”
بعد خروج يوهانس، تنهد ويستون بارتياح وجلس على الأريكة.
شعر بوخز في يده، لكنه لم يكن سوى الإبهام المتصبغ باللون الأسود.
مع استرخائه، اجتاح التعب جسده، فأغلق عينيه، ولم يلاحظ ما حدث:
كانت المادة السوداء على إصبعه تتحرك وتكبر تدريجيًا.
***
“آنسة فيلوميل.”
توقفت فيلوميل عن أعمالها بسرعة، ممسكة بالضمادات، عندما سمعت مناداتها.
“أين أصبتَ…”
ظنت أن القادمون أمامها مصابون، لذا سألت بلا وعي، لكنها فوجئت بأن الشخص الواقف أمامها هو ويستون.
“جئت لأخبرك بشيء.”
حدقت فيلوميل به بهدوء، ولاحظت تحرك الحراس خلفه، فتابع سريعًا:
“هذا أمر قد يساعد كايين.”
كانت تريد إرسال ويستون بعيدًا، لكنه أبى.
شعر ويستون أن نظراتها القاسية قد اصبحت اكثر حدة قليلًا، ما سبب ألمًا في قلبه.
رغم استياء قلبه، اقترب خطوة، لكن عندها تقدم الفارس في محاولة لإيقاف ويستون ، لكن أوقفته فيلوميل على غير العادة.
“لا بأس، سنتحدث فقط.”
تراجع الفارس على الفور، لكن لم يبتعد كثيرًا، فألقاها ويستون نظرة سريعة.
“آنسة فيلوميل، هل يمكننا الحديث وحدنا؟”
“كلا، لا يمكن، من يدري إذا ستلمسني دون إذن كما حدث من قبل؟”
قالت فيلوميل بحدة، فمُزّق قلب ويستون ألمًا، خاصة بعد أن علم أن الفتاة أمامه هي ميل.
‘كل هذا بسببه كايين.’
في الماضي، لم تكن فيلوميل تنظر إليه بهذه الشدة، دائمًا ما كانت مبتسمة بمرح، حتى بعد مرور سنوات طويلة.
كان يعلم أنه من الصعب تصحيح هذا الالتباس في هذه اللحظة القصيرة، فتمالك ويستون مشاعره بهدوء.
“حسنًا، يمكننا التحدث بهذا الشكل.”
“تفضل، ليس لدي وقت، فأنا مشغولة جدًا.”
رأى وجه فيلوميل الشاحب خلال يومين فقط، فاغتاظ غضبًا مفاجئًا.
“ماذا يفعل كايين بحق الجحيم؟ يجعلك تعملين بلا راحة!”
ارتبكت فيلوميل من كلامه:
“لم يُجبرني أحد على شيء، أفعل ما أريد، وما شأن الأمير الثالث بذلك؟”
تذكر ويستون أن فيلوميل لا تعترف بماضيها معه، فأخمد إحباطه.
“…أقول هذا لأنني لا أريدك أن تعاني، ميل.”
استدارت فيلوميل لتذهب، فأسرع ويستون قائلاً:
“انتظري، سأخبرك… توقفي قليلًا فقط.”
توقفت فيلوميل، فأكمل بسرعة:
“غدًا، لا تخرجي من القلعة.”
“ماذا؟”
“أو اكتفي بالبقاء في الدفيئة، لا تخرجي أبدًا.”
“ماذا…”
“لا أريد أن تتأذي، ميل.”
تجمدت فيلوميل عند سماعها ذلك، وعاد ويستون ليلتفت بعيدًا عنها.
لقد عرف ويستون أن ميل الذكية بالتأكيد ستفهم كلماته.
‘أخيرًا… أخيرًا قلتها.’
رغم أنه يعرف بالفعل أن فيلوميل هي ميل، إلا أن نطق الاسم أمامها كان شعورًا جديدًا بالنسبة له.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 107"