“عليك التعلم كيفية التحكم في يديك، يا السير ويستون، محاولة لمس خطيبة شخص آخر… يبدو أن عادتك في اليد ليست حسنة.”
لم يزل كايين يحدق في ويستون بينما أمسك بيد فيلوميل.
أدرك كايين أن يد فيلوميل ترتجف بشكل واضح، وزاد شعوره بالغضب.
فهي شخص ثمين للغاية، حتى هو كان يتعامل معها بحذر شديد، ورؤية خوفها جعلته يندم على عدم قطع معصمه بدلا من ضربه اياه فقط.
“…الدوق.”
مع انحسار الألم تدريجيًا، أدرك ويستون بسرعة ما جرى.
“…ألستَ في خضم المعركة؟”
“كنت كذلك ، لكن شعورًا مزعجًا راودني، لا أعلم كيف أصفه… كأن كلبًا جاحدًا زحف إلى بيتي دون دعوة.”
رسم كايين ابتسامة خفيفة على وجهه لكن عينيه كانت باردة كالثلج.
” كنت أريد التأكد من قتل كافة الوحوش اولًا…لكن لم اتمكن من ضبط قوتي لعدم استقرار هالتي.”
نظر كايين إلى معصم ويستون الذي تورم الى ضعف حجمه في فترة قصيرة ، وعض على لسانه بتأسف؛ كان ليتمنى لو أنه انكسر.
“هذا خطئي.”
“…لا بأس.”
“إذا، ما السبب الذي جعلك تمد يدك إلى خطيبتي بتلك الوقاحة؟”
“……..”
“إذا كنت تملك الجرأة لتحرك يدك خلف شخص غير مسلح، فلا بد أن الأمر كان خطيرًا فعلاً، أليس كذلك؟”
كان الهدف وراء قول كايين لذلك هو إنه سيجعل باقي أطرافه بنفس حال معصمه في حال لم يكن الأمر خطيرًا وضروريًا.
“إنه…”
أدرك ويستون أنه لا جدوى من الكذب، فصرح بصراحة:
“كنت أرغب في معرفة لقبها الحميم.”
“لماذا؟”
“…كنت أتساءل إن كانت نفس الشخص الذي أعرفه.”
“لا أظن ذلك ممكنًا.”
مال كايين برأسه قليلاً:
“لن يوجد شخص آخر جميل مثل فيلوميل.”
ابتسم كايين قائلاً:
“يبدو أن السير ويستون أخطأ كثيرًا، أليس كذلك؟”
“…نعم.”
كانت الإجابة الوحيدة الممكنة لويستون، فنأى برأسه، ثم التفت كايين إلى فيلوميل.
أثناء حديثهما، هدأت فيلوميل ولم تعد ترتجف.
ورغم تأكد كايين من سلامتها، همس بصوت منخفض، كما لو لم يكتفِ:
“هل تريدين أن أقتله لك؟”
ضحكت فيلوميل بخفة، إذ أدركت أنه لم يكن سؤالاً حقيقيًا.
“أنا بخير، أستطيع التحكم في ملامحي الآن.”
استدارت فيلوميل بعيدًا.
“يبدو أنك تخلط بيني وبين تلك ‘ميل’، لكنني لست هي، هذا ليس لقبي الحميم أيضًا.”
“إذاً…”
“ما لقبك الحميم؟”
دارت عيناها قليلاً وهي تجيب:
“لا أستطيع الإفصاح عنه.”
“صحيح، لأنني غيور بعض الشيء.”
ضم كايين كتف فيلوميل وقبلها عند صدغها.
راقب ويستون هذه اللحظة؛ كانت بينهما لمسات حميمية وطبيعية، تبدو لكل من يراها علاقة محبة وودّية.
حين لاحظ كايين نظرة ويستون، شعر بشعور غريب، لكنه سرعان ما ابتسم.
“لو علم أي شخص آخر بلقب فيلوميل الحميم… قد تُعمي الغيرة بصري وأقتله.”
كانت ابتسامته رائعة رغم الكلمات الباردة، لكن مَن يراه يشعر بالرعب.
“لذلك، يا السير ويستون، من الأفضل ألا تحاول معرفة لقبها الحميم، لئلا تُغضبني.”
ابتلع ويستون ريقه وجنّب نظره عن كايين، ثم أومأ برأسه منخفضًا:
“…نعم، أعتذر عن الإزعاج.”
“لحسن الحظ أنك فهمت.”
بينما كان كايين على وشك المغادرة، أضاف قائلاً:
“اذهب الآن، ولا تتسبب في أي خطأ آخر كما فعلت قبل قليل عند لمسك لسيفي.”
نظر ويستون إلى ظهريهما، ثم تحرك ببطء وقال:
“…نعم، فهمت.”
ظل واقفًا في مكانه فترة طويلة بعد ذلك.
***
“يا قديسة، ماركيز إيفلين بعث برسالة.”
بدأ يوهانيس بالكلام بحذر.
“إنه يقترح تمديد وقت المعركة قليلاً…”
توقفت ناديا عن سيرها، إذ كانت مشغولة جدًا، على مدار أسبوع، قضت يوميًا ساعتين تقريبًا على الأسوار لمواجهة الوحوش.
فقط الوحوش التي اقتربت من الأسوار كانت تُقتل خلال ساعتين، وعددها لم يكن يتجاوز ثلاثة في أفضل الأحوال.
“…ثلاثة هي الحد الأقصى، أكثر من ذلك سيكون صعبًا أيضًا بالنسبة لي.”
“لقد نقلت هذا، لكن ماركيز إيفلين استغرب لماذا شخص بقدراتك، يا قديسة، يقتل عددًا أقل من الوحوش رغم امتلاكك قوى أكبر من ايّ قديسة سابقة…”
“هاااااه!”
صرخت ناديا بغضب:
“هل كنتم تقارنونني بالقديسات السابقات!؟ ألم تروا قوة قواي؟!”
لوّح يوهانيس بيديه بسرعة:
“لا، يا قديسة! لم أقصد المقارنة، فقط أنقل كلام ماركيز إيفلين.”
تنفست ناديا بعمق وأغلقت عينيها لتستعيد هدوءها.
“كيف هي سمعتي بين سكان الإقليم؟”
“…لم تتغير.”
“ماذا؟”
انكمش وجه ناديا بغضب شديد.
صعودها على الأسوار لمعالجة الوحوش كان له سبب؛ ليس فقط لتحقيق أهداف خارجية، بل أيضًا لتغيير سمعتها داخل القلعة.
وفقًا لما علمته عن طريق الخادمة، كانت فيلوميل بالفعل محل ترحيب بين السكان.
على الرغم من عدم امتلاكها أي قوة خاصة، أرادت ناديا التفوق على فيلوميل في أي مجال، حتى لو كان ذلك من أجل سمعة بلا جدوى.
لكن الأمور لم تتغير.
‘هذا كله بسبب ذلك الحادث.’
في السابق، أشار كايين أمام الناس إلى هروبها مع إيمون.
تذكر هذا اليوم كانت تكفي لتجعل ناديا تحلم بأحلام مزعجة.
‘بسبب خطأ صغير كذاك.. هل يجب أن أعاني هكذا؟’
الجميع يرتكبون أخطاء بسيطة، وكان من المفترض أن توجه غضبها إلى فيلوميل، لأنها أهانتها وخانتها بسبب خطأ تافه.
بينما كانت ناديا غارقة في التفكير، أضاف يوهانس بحذر:
“ويبدو أننا بحاجة… للاتصال بالساحر حضرتك، لتحقيق الخطة التي ذكرتيها، نحتاج إلى مساعدته.”
قبل أيام، اقترحت ناديا على يوهانس خطة معينة.
رحب بها، لكنه أدرك أن جهودهما وحدهما غير كافية.
“أو ربما قوة الأمير الثالث.”
“…حسنًا.”
رأت ناديا ويستون يقترب في الممر، فسارعت إليه.
“سيدي!”
رفع ويستون رأسه، قبل أن تدفق الكلام من فم ناديا دون توقف:
“جئتُ بخطة رائعة، استمع لي جيدًا.”
“أولًا، علينا أن نُري أهل الشمال عظمتنا، وأهمية وجودي أنا، القديسة، يبدو أنهم لا يدركون مدى روعتي. وقاحتهم لا تُغتفر، وإلا، كيف تجرؤوا على الاستخفاف بي إلى هذا الحد.”
“إذن، ما هي الخطة؟”
قاطعها ويستون ليسأل، وكان ذلك تصرفًا نادرًا منه، مما جعل ناديا تتفاجأ للحظة، قبل أن تنظر إلى وجهه.
ويستون كان دومًا رجلًا يضع مشاعر الآخرين في الحسبان مهما كانت الظروف. حتى إن غضبت ناديا، لم يكن يفقد ابتسامته أبدًا.
لكن الآن… لم يكن على وجهه أي أثر لتلك الابتسامة المعتادة.
كانت هذه أول مرة ترى ناديا وجه ويستون خاليًا تمامًا من التعبير. وأول مرة تدرك كم يبدو بارداً عندما لا يبتسم.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 105"