عندها فقط أدركت أنها أفرطت في ردّ الفعل، فالتفتت حولها مرتبكة. كان الموقف قد هدأ بعد القضاء على الوحوش، واجتمع عدد غير قليل من الأهالي. ولم يكن صوت كايين منخفضًا.
ارتسمت على وجوه الناس نظرات باردة اخترقت قلبها كالشوك.
كنت أريد فقط أن يراني الناس عظيمة… وأن أذلّ فيلوميل قليلًا لا أكثر… لم أقصد ما هو أبعد…
أنفاسها تعالت وهي تكاد تختنق.
فجأة قال يوهانس بصوتٍ حاد: “سيدي الدوق، ما الذي تقوله؟ هل لك أن تتحمّل مسؤولية هذه الكلمات؟ هذه إساءة عظيمة لسيّدتنا القديسة! أنزعم أنها كانت على علاقة غير شرعية بخطيب الآنسة فيلوميل؟! سيّدتي القديسة، قولي كلمة! وإلا فستُلطّخ سمعتك ظلمًا!”
نظر إليها دون أي ذرة شك، بل بدا غضبه مصوّبًا نحو كايين.
ارتجفت ناديا خوفًا؛ فما إن يظهر الحق حتى لا تدري أيّ وجه سيكشفه يوهانس لها.
“سيّدتي؟” ناداها وهو يراها تصمت بشفتين ترتجفان.
ابتسم كايين باستهزاء وأطلق ضحكة قصيرة:
“فلنترك الماضي إذن، حتى لو تجاوزناه، فهل يوجب ذلك أن تُخاطَبها فيلوميل بلهجة الاحترام؟”
تعلّق نظره بها من جديد.
“أجيبي، أيتها القديسة.”
ازدردت ريقها وأغمضت عينيها ببطء ثم فتحتهما ثانية، متمنيةً أن يتوقف الزمن في تلك اللحظة.
لماذا أنا من يتعرّض لهذا؟ أنا القديسة… فكيف أعجز عن مجاوزة فيلوميل؟
عادت تبحث بعينيها في الجموع عن وجه الأمير الثالث، علّه وحده قادر على كبح كايين، لكنّه لم يكن حاضرًا.
اشتدّ ارتجاف قبضة ناديا حتى شعرت أنها تكاد تتحطّم.
“… أستأذن.”
“سيّدتي القديسة؟! هل أنتم بخير؟!” صاح يوهانس وراءها قلقًا.
لكنها هرولت نحو القصر دون أن تلتفت، دامعة العينين، حتى وصلت إلى غرفتها.
لماذا يجب أن أُهان هكذا؟!
لقد ساعدت بكل قوتها في قتال الوحوش أيامًا متواصلة، رغم خوفها وضيق أنفاسها، قتلت الكثير منها.
لم يكن بدافع نبلٍ خالص، بل أملًا أن يعترفا كايين وفيلوميل بعظمتها ويقدّراها، بل ويندما على ماضيهما معها.
لكن النهاية أن الاعتذار لم يخرج إلا من شفتيها.
لن أغفر… أبدا!
فتحت صندوقًا تحت سريرها، أخرجت منه قارورة، وشربت ما فيها حتى آخر قطرة، ملأ فمها طعم الدم الفاسد.
لهثت قليلًا ثم همست:
” سأجعلهم يندمون… أيًا كان الثمن.”
قبضت على القارورة بقوة حتى كادت تتحطّم بين أصابعها.
***
“ما بالك، أناديا تشغل بالك؟”
استفاقت فيلوميل من شرودها على سؤال كايين، كانا قد عادا معًا إلى مكتب الدوق بعد فراغهما من المهام.
“آه… نعم، بعض الشيء.”
“أخشيتِ أني ضغطت عليها أكثر مما ينبغي؟”
“كلا، بل كان ذلك مُرضيًا حقًا… لكن المشكلة…”
استحضرت صورة ناديا وهي تعتذر بعبارات رسمية.
“كانت عيناها تنطقان بأنها ستُقدم على كارثة في أي لحظة.”
ابتسم كايين بثقة: “لا تقلقي، سأوصي وصيفتها أن تراقبها جيدًا.”
لم يستخفّ بكلمات فيلوميل، لكنها أحسّت في قرارة نفسها أن ذلك وحده لا يكفي، ومع ذلك لم تجد ما تصنعه، فاكتفت بهز رأسها.
اقترب منها كايين، طابعًا قبلة على صدغها وهو يهمس:
“فما رأيك أن تصرفي اهتمامك إليّ بدلًا منها؟”
ابتسمت برفق وأرخت رأسها على صدره.
“وهل بعد أن ألتصق بك هكذا أملك حرية القرار؟”
تلألأت عيناه بذلك الرد، كما لو كان ينتظره: “أتريدين أن أُريك كيف؟ أتعدينني أن تفعلين ما أطلب؟”
ارتبكت: “لقد عبّرت بطريقة خاطئة، أليس كذلك؟”
ضحك ماكرًا: “فات الأوان.”
ثم طوّق خصرها بذراعه بينما أصابعه تعبث بخصلات شعرها.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 102"