️ الفصل 21: صيادة الجوائز العادلة (2) 

كان الإحساس بالثقل في راحة يدي غريبًا. 

مبلغ قد يساوي 5 مليارات لو عدت إلى العصر الحديث. شعرت بأن الحقيبة الصغيرة تزداد ثقلًا، فاضطررت إلى شد يدي حتى لا أسقطها. 

مع ذلك، ارتفعت زاوية شفتي ببطء. 

‘يمكنني العيش دون أن أكون غارقة في الديون.’ 

أردت العودة إلى العصر الحديث بسرعة. 

لو استطعت العودة، لكنت قادرة على النوم بابتسامة، حتى وأنا مستلقية على تلك المرتبة المتدلية. 

مثل الآخرين، كنت سأتطلع إلى الغد… 

“متى ستتوقفين عن النظر إلى الذهب والابتسام؟” 

لكنني كنت ما زلت محاصرة هنا. في العصر الغربي حيث يحدق بي الكونت بفخر. 

جمعت الحقيبة بسرعة وعانقتها. عند التفكير في ذلك، لم يعد في المكتب سوى أنا وهو. 

“أين الشريف وكبير الخدم؟” 

“لقد ألقى الشريف تايلور تحية للتو، وذهب كبير الخدم لتوديعه. كنتِ تتجاهلنه باستمرار، هل عقلكِ مشغول بالذهب لدرجة أنكِ لم تسمعي أي شيء؟” 

“أهاها… نعم، يبدو ذلك.” 

شعرت ببعض الخجل، لكنني اعترفت بصراحة. عندها، أصبح تعبير الكونت أكثر استغرابًا. 

“لقد كنت فقط متحمسة للحظة! لو كنتِ قد مناداتي بصوت أعلى، لكنتِ قد سمعتِ. لماذا سأتجاهل تحية الشريف عن قصد؟” 

“هل تقولين هذا بصدق؟ ألم يظن الشريف تايلور في نادي كينغ أنكِ متواطئة مع مجرمين تافهين؟ كنتُ أعتقد أنكِ تحملين ضغينة بسبب ذلك.” 

“أنا؟” 

“نعم.” 

‘ماذا يعتقد الكونت روسفورد عن إليانور؟’ 

‘هل عاشت إليانور بشكل سيء لدرجة أن تقييمه لها كان سلبيًا بهذا الشكل؟’ 

“… في ذلك الوقت، كان الموقف يسمح بالسوء فهم.” 

ربما كان ردي مزعجًا له، لذا شد الكونت فكه ونظر إليّ بحدة، ثم صرف نظره بعيدًا بشكل مثير للسخرية. 

“يكفي. لا أريد أن أعرف ما هي خطتك. خذي هذا المال واخرجي.” 

“آه، فقط شيئًا واحدًا آخر. بما أن لدي المال الآن، أريد الذهاب للتسوق. هل يمكنني استعارة عربة الكونت للذهاب إلى المدينة؟” 

في تلك اللحظة، نسيت تمامًا هدفي الأصلي من الذهاب إلى مكتبه. 

تنهد الكونت، وبدا عليه بوضوح أنه يتحلى بالصبر. 

“امرأة كانت مستلقية فقط مريضة بالأمس.” 

“…….” 

“بمجرد أن أمسكتِ ببعض المال، ستندفعين للخارج على الفور؟” 

“لقد خفت حدة نزلة البرد كثيرًا الآن، ولدي أشياء لأشتريها…” 

“افعلي ما ترينه مناسبًا.” 

لكن إجابته التي ألقاها بقبضة محكمة تضمنت أيضًا كلامًا لاحقًا. 

“إذا كنتِ لا تنوين الذهاب إلى إنجلترا، فأتمنى أن تخلي غرفتكِ قريبًا.” 

“لم أقل إنني لن أذهب!” 

لم أكن أعرف لماذا كان غاضبًا هكذا، لكنني سارعت في استيعاب الموقف. 

على أي حال، كان هو الشخص الذي يوفر لي مأوى وطعامًا الآن. لم يكن بإمكاني رفض لطفه بدافع الكبرياء، والعيش في فندق يكلف قطعة ذهبية كل يوم. 

على الأقل، حتى أجد طريقة للعودة إلى العصر الحديث، كان عليّ أن أستفيد منه قدر الإمكان. 

“بصرف النظر عن المال، فإن مسألة ما إذا كنت سأذهب إلى إنجلترا أم سأبقى في أمريكا هي قرار مصيري. هل ستلتزم بوعدك بمنحي وقتًا للتفكير؟” 

“…….” 

كان الكونت لا يزال ينظر إليّ بنظرة غير راضية، لكنه لم يتراجع عن كلماته. 

قبل أن يغير رأيه، أمسكت بطرف فستاني وركعت لتقديم التحية. 

“حسنًا، سأذهب الآن ولن أضيع وقتك الثمين. استمر في عملك.” 

عندما انحنيت قليلاً، رأيت خيوطًا بيضاء تتطاير من أسفل حافة فستاني الممزق. 

على الرغم من أن الخادمات قد غسلنه بعناية، إلا أن إصلاح الجزء الممزق كان يتطلب الذهاب إلى خياط. لم يكن الأمر ملحوظًا إذا وقفت بهدوء… لكن هل رآه الكونت؟ 

أسرعت وسحبت حافة فستاني ونظرت إليه، لكنه كان ينظر بالفعل إلى الأوراق على مكتبه، وقد فقد اهتمامه بي تمامًا. 

‘من كان يتذمر قبل قليل لأني تجاهلت تحية الشريف؟’ 

لكن لم أشعر بالانزعاج. بمجرد أن استدرت وخرجت من المكتب، شعرت برغبة لا يمكن السيطرة عليها في الضحك. 

‘ذهب!’ 

في طريقي إلى غرفتي حاملة الحقيبة الصغيرة المليئة بالذهب، شعرت بأن الواقع يتلاشى، وكأنني أمشي في الهواء. 

لدرجة أنني خشيت أن أسقط لأن قدمي ستطفو بعيدًا. 

لا، في الواقع، كان مرعبًا أن كل هذا مجرد حلم باطل، وسأستيقظ غدًا على سرير متداعٍ فارغة اليدين. 

‘في هذه الحقيبة الصغيرة.’ 

عندما أمسكت بها بأصابع بيضاء، شعرت بزوايا المعدن في الحقيبة تخترق يدي بألم. 

كان هذا الشيء الوحيد الذي بدا حقيقيًا. 

*** 

“اذهبي وافعلي شيئًا آخر.” 

“ولكن، كيف ستخرجين بدون مساعدة؟ عندما تخرجين، تحتاجين إلى تصفيف شعركِ ووضع المكياج-” 

“سأعتني بكل شيء بنفسي.” 

تم طرد الخادمة التي كانت تنتظرني في الممر فور عودتي إلى الغرفة. على الرغم من أنها بدت وكأنها تحتج عدة مرات، لم يكن هناك خيار. 

— بانغ! 

“يا إلهي! لماذا هي بهذه العناد!” 

سمعت صوت تذمر في الممر، لكن لم يكن لدي وقت للاهتمام. 

على الرغم من أنها كانت خادمة لي خلال مرضي، لم يكن بإمكاني 

أن أظهر لها ثروة كبيرة، وهي التي كانت تتحدث بسوء عني بصوت عالٍ. 

‘مهما حدث، لن أسمح لها بأخذ حقيبة الذهب.’ 

خلعت فستاني بسرعة. لم يعد حل الأزرار المتراصة في الخلف مشكلة. 

بعد أن أصبحت بملابس داخلية، وجدت الكورسيه الذي كانت الخادمة تصر على ارتدائه قبل الذهاب إلى مكتب الكونت، واستخرجته. 

ربطت حقيبة الذهب حول خصري، ثم ضيقت الكورسيه مرة أخرى، وقد استغرق الأمر بعض الوقت، لكنه كان يستحق العناء. 

‘من سيعتقد أنني أخفي شيئًا في هذا الخصر النحيل؟’ 

لولا جسد إليانور المثالي، لما كان هذا الإخفاء سلسًا لهذه الدرجة. 

لأول مرة، شعرت بالامتنان لاهتمامها بنفسها. 

‘ومع ذلك، لا يمكنني الاسترخاء تمامًا. قبل أن يتعرض للهجوم مرة أخرى، أحتاج إلى شراء البارود والرصاص.’ 

لقد قمت بتنظيف مسدس بيبي دراغون الذي كان مبللًا بقطعة قماش جافة وتجهيزه. قمت بتجميع المسدس ووضعه في حقيبة يدي، ثم ارتديت الرداء الأسود والقبعة المزينة بحجاب. 

لم يكن أمامي خيار آخر، فقد فقدت العباءة التي ارتديتها من منزل بنجامين والقبعة التي أعطتني إياها السيدة فيذرستون في مزاد العبيد. 

اندفعت من الغرفة، متجاهلة نظرات الخادمات، وركضت وحدي عبر الممرات والسلالم دون توقف، وعدت إلى خارج القصر. 

كانت هي نفس البوابة الأمامية التي طردت منها لأول مرة من قبل كبير الخدم. 

إذا سرت حول القصر نصف دورة من هناك، يوجد مستودع العربات والإسطبل المتصل بالحديقة الخلفية. 

“هث… هث…” 

بينما كنت ألهث لالتقاط أنفاسي، استدار السائق ذو الوجه المألوف، الذي كان يربط الخيل بالعربة، ورآني. 

“آه، السيدة والتون، هل خرجتِ بالفعل؟ سمعت أنكِ ستخرجين، لكنني اعتقدت أنكِ ستحتاجين إلى وقت أطول للاستعداد-” 

“أين أقرب محل أسلحة هنا؟” 

قاطعته وسألته على الفور. 

“محل أسلحة؟” 

سأل السائق مرة أخرى بوجه مستغرب للغاية. 

“أليستِ ذاهبة إلى أكبر محل فساتين أو صالون في سانتا بونسا؟” 

سعلتُ وسارعتُ إلى شد حافة ردائي المتناثرة لإخفاء طرف فستاني. 

“همم… سأذهب إلى محل أسلحة واحد اليوم.” 

لم يكن لدي أي نية لإنفاق أموال إضافية على الملابس، حيث لم يكن لدي نية للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية هنا. 

كنت أخطط لتمديد الأربع عملات الذهبية المتبقية في حقيبتي، والتي كانت مخصصة للنفقات الضرورية للبقاء على قيد الحياة. 

بدا السائق مرتبكًا في البداية، لكنه سرعان ما استعاد رباطة جأشه وأجاب بلطف. 

“أعرف محل أسلحة جيد جدًا. لا يوجد مكان أفضل من محل فيليبس للأسلحة في هذه المنطقة.” 

“إذًا، هل يمكنك أن تأخذني إلى هناك؟” 

“يا إلهي، بالطبع!” 

أومأ السائق وأفتح باب العربة على مصراعيه دون تردد. 

“عليّ العودة قبل غروب الشمس، لذا أرجو منك القيادة بسرعة قليلاً.” 

‘يجب أن أصل مبكرًا إذا كنت أريد تناول العشاء.’ 

“لا تقلقي!” 

حتى مع زيادة السرعة، لم تكن العربة السوداء الكبيرة التي يستخدمها الكونت تترنح كثيرًا. 

جلست بالقرب من النافذة، مستمتعة بمنظر ميناء سانتا بونسا المتلألئ أدناه، وهو منظر لم أستطع الاستمتاع به من قبل. 

لم تبدو السماء المغطاة بالغيوم الرمادية كئيبة كما كانت في العادة، ولم أكن أكره الرياح الباردة التي كانت تداعب كاحلي من خلال فجوات الباب. 

ثم، عندما رأيت زاوية شفاه إليانور ترتسم ابتسامة عريضة على وجهها في انعكاس الزجاج، قفزت بعيدًا عن النافذة بشكل مفاجئ. 

‘اهدئي! إذا كنتِ ستتصرفين هكذا، فستكونين هدفًا لجميع النشالين والمحتالين في المدينة.’ 

حتى مع الحجاب الأسود الذي يغطي شفتي العليا، كان من الممكن معرفة أنني في مزاج جيد من مسافة مئة متر. 

علاوة على ذلك، شعرت أن إليانور أجمل بكثير من عندما رأيتها في المرآة. مجرد تعابير وجهها المبهجة جعلتها تبدو أصغر سنًا وأكثر حيوية، حتى بدون أحمر الشفاه. 

حاولت الحفاظ على تعابير وجهي، وبالكاد استطعت ترتيب المهام التي عليّ القيام بها في ذهني حتى توقفت العربة. 

“هذا المبنى أمامنا هو محل فيليبس للأسلحة.” 

عندما فتح السائق باب العربة، لم يكن المنظر هو الشارع المزدحم أمام ميناء سانتا بونسا. 

كانت المباني المحيطة عبارة عن مبانٍ صناعية خشنة، ومستودعات كبيرة، وحانات بسيطة، ومتاجر عامة قد يستخدمها العمال. 

“هذا… ليست سانتا بونسا.” 

“إنها منطقة على أطراف المدينة، لكن لا يوجد اسم للمدينة، إنها مجرد منطقة تسمى جنوب سانتا بونسا.” 

كان المبنى الذي أشار إليه السائق متداعياً بشكل خاص، ولم يكن عليه أي لافتة. 

لم يكن بالإمكان رؤية أي شيء داخل النوافذ المغطاة بالغبار، وكان يبدو وكأنه منزل مسكون مخيف، وليس محل أسلحة مزدهر.