سأل دافيد كأنه يمنحها فرصة. عندما نظرت إليه كارين بعيون مرتعشة، رفع دافيد زاوية فمه بسخرية.
“إذًا، موتي أنتِ بدلاً منه”
“…”
“إذا عاد هذا العجوز حيًا، سيكشف هويتكِ لأكتوروس كلوين، وستُعتقلين. إذا تعرضتِ للتعذيب وكشفتِ عن أسماء بقية العملاء، فلن يصلح ذلك، أليس كذلك؟”
كل ما يعرفه العجوز الآن هو أن كارين ولوي شانير، اللذين كان يظنهما أخوين، هما جواسيس كوستيا.
كانت كارين معروفة علنًا لدرجة أن الاختباء لن يفيدها.
منذ البداية، صبغ دافيد شعره ليشبه كارين و استخدم هوية لوي شانير الميت ليتمكّن من التخفي بسهولة، لكن كارين لم يكن لديها هذا الخيار.
إذا أُلقي القبض على كارين، سيتعرّض بقية العملاء للخطر.
لذا، إذا كانت تكره فكرة قتل العجوز لمنع تسريب الأسرار، فعليها التضحية بحياتها.
‘أفيقي، يا كارين.’
كان دافيد يعتقد أن كارين لن تضحي بنفسها فعلاً. أن تقضي بضعة أشهر فقط مع أكتيورس كلوين و جود كولين …
لن تتخلى عن حياتها بسهولة.
“حقًا … ستترك جدي يعيش؟”
لكن كارين، بيد مرتعشة، وجّهت فوهة المسدس نحو نفسها.
“يا للجنون …!”
حاول دافيد إيقافها على الفور. رأى كارين تغلق عينيها.
“كارين …!”
كادت يد دافيد أن تصل إليها.
في الوقت نفسه، كانت يد كارين تسحب الزناد ببطء.
في تلك اللحظة، أوقفهما صراخ مدوٍّ.
“توقفا!”
كان صوتًا عاليًا كالرعد. صوت قوي لا يُصدق أنه صادر عن عجوز كان يبدو على وشك الموت وهو جالس على الأرض.
ترددت كارين ونظرت إلى الخلف.
كان جود كولين يقف متكئًا على الجدار، متعثرًا، وينظر إلى كارين ودافيد بعيون حادة. لم تستطع كارين مواجهة عينيه وأخفضت رأسها.
“كارين، هل خدعتِني أنا و أكتوروس؟”
ارتجف جسدها، وتشوّه وجهها الشاحب باليأس. رغم أن المطر بلّل كل شيء، كان وجهها المغطى باليأس يُظهر أنها تبكي.
“أنا آسفة …”
“إذًا، هل كنتِ غير صادقة مع أكتور؟ هل كل شيء كان كذبًا؟”
لم تستطع كارين سوى الارتجاف كمن أذنب، دون أن تهز رأسها أو تُومئ.
لم تتمكن من النطق، لكنها صرخت في داخلها بيأس.
‘لا، يا جدي. لم يكن كل شيء من البداية إلى النهاية كذبًا. لقد اعتمدت عليك كجدي الحقيقي و تبعتك.
أكتوروس ، ذلك الرجل … حقًا، بصدق، حتى الاختناق …’
رغم تدفق الماء البارد على وجهها، شعرت بحرارة الدموع تنساب من زاوية عينيها.
أصبحت رؤيتها ضبابية، فلم تستطع رؤية وجه جود كولين الذي ينظر إليها. كانت تتخيّل فقط أنه يحدّق بها.
كانت تعتقد أن اللوم سينهال من فم الجد الذي كان يعاملها كحفيدته الحبيبة.
“حسنًا، هذا يكفي.”
لكنه لم يفعل.
كأنه فهم كل شيء من تعابير وجهها ونظرات عينيها.
“كارين، لدي طلب أخير منكِ.”
“…”
“لا تخوني أكتوروس ، ذلك الفتى”
توسّل إليها بحزن ، رغم أنها خائنة.
“إنه فتى لم يتلقَ الحب الكافي من والديه، وحتى أنا، جده، تسببتُ له بجرح في قلبه. لم يستطع أبدًا فتح قلبه بالكامل لأحد، لكنه كان استثناءً معكِ، أليس كذلك؟”
لم تفهم كارين لماذا يقول هذا الكلام، في هذا الموقف، لها.
لماذا يطلب منها حماية أكتوروس بينما كانت على وشك اختيار الموت لإنقاذه، رغم كشف كل شيء عن نيتها المتعمدة منذ البداية؟
سرعان ما أدركت السبب.
“أنا مستعد.”
“آه …!”
ما إن انتهى جود من كلامه الغامض، تعرضت كارين لهجوم من الخلف وسيطر عليها دون مقاومة.
“آه!”
كُسر معصمها، ثم تلقت لكمة في صدرها جعلتها تشعر و كأن قلبها توقف. لم تستطع التنفس.
سحب دافيد كارين، التي لم تستطع حتى إصدار صوت التنفس، إلى أنبوب تصريف مياه المبنى.
أخرج حبلًا من جيب بنطاله وربط معصميها بالأنبوب، ثم اقترب من جود كولين المتكئ على الجدار.
“لا…”
لم تستطع كارين، التي بالكاد تستطيع التنفس، حتى أن تطلب من جود الهروب.
“صراحة، لم أتوقع أن يكون لديك هذا القدر من الحدس.”
“لهذا السبب … هاه … تجرأتَ على ملاحقتي بنفسك.”
حتى في لحظة مواجهة الموت، رفع جود رأسه بكبرياء.
لكن تنفسه الثقيل ويده التي تمسك بصدره كشفتا عن حالته تقريبًا.
“أن تختار الموت لحماية جاسوس، ألا تخشى الندم؟ قد يتعرض حفيدك للخطر.”
عند ذكر ‘حفيده’ ، امتلأ وجه جود بالألم.
بدا وكأنه قلق ومتردد بشأن ترك حفيده.
لكنه نظر إلى دافيد بعيون واضحة كشاب.
“أنا أؤمن بالشخص الذي اخترته، وبصدق تلك اللحظة.”
كان هناك أيضًا سبب عملي.
حتى لو ضحت كارين بنفسها بدلاً منه، لم يكن هناك ضمان أن هذا الرجل سيترك عجوزًا لا يستطيع الهروب حيًا.
لذا، قرر جود كولين أن يراهن على كارين.
سيؤمن بالصدق الذي رآه في عينيها، وبالشخصية التي شاهدها خلال هذه الفترة.
رغم أنها فترة قصيرة، لكنه احتضنها كعائلة.
كسيد نبيل، كان عليه واجب حماية امرأة.
كشخص بالغ، كان عليه واجب حماية من هو أصغر منه.
كعائلة، كان عليه أن يؤدي واجبه.
كان خيار جود كولين الآن مبنيًا على الواجب والإيمان.
“هاه … ما هذه الثقة؟”
لم يفهم هذا الفأر البائس من كوستيا شيئًا.
ارتدى دافيد قفازات و سدّ أنف و فم جود كولين.
“لا! توقف، يا دافيد …!”
صرخت كارين بعد أن استردت أنفاسها أخيرًا، لكن لم يكن هناك من يسمع صراخها ويهرع لنجدتها.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات