كان الرجل الذي كان يقول إنه يحبّها بدافع الهوس و التملّك ينظر إليها الآن كما لو كانت عدوّة قتلت والديه.
“انهضي.”
لم يكن أمام كارين خيار سوى طاعة مطالب جوزيف مالون وهي تكتم أنفاسها.
لم تكن تعرف ما الذي قد يفعله بها هذا المجنون اللا متوقّع إذا سُحبت معه، لكن هذه كانت أوامر الرؤساء.
***
جلس أكتوروس في المقعد الخلفي للسيارة التي يقودها سائق ، ونظر إلى الشارع و فكّر: هل أشتري زهورًا؟
كانت تحبّ الزهور لدرجة أنها ، حتى و هي تقف أمامه ، كانت تُلقي نظرات على محل الزهور خلف كتفه.
لهذا السبب ، شكّ بها للحظة.
“كفى.”
سرعان ما أدرك أن أفكاره كانت سخيفة.
أن يحمل باقة زهور رومانسيّة إلى حبيبته السابقة بينما يحمل وثائق تعويض موثّقة؟
يا للسخافة.
ومع ذلك، على الرغم من أن اللقاء ليس لسبب سار، كان يرغب في رؤية كارين بسرعة.
… حتى يتمكّن من إنهاء الأمور بشكل صحيح بهذه الوثائق.
نقر أكتوروس على إطار النافذة بإصبعه. عادةً ، كانت هذه عادته لتنظيم أفكاره ، لكن الآن ، كانت تعبيرًا عن توتّره.
لكن عندما وصل أكتوروس إلى المستشفى حاملًا مظروف الوثائق، لم يجد وجه كارين الذي تخيّله في ذهنه.
“أختي! لقد اختفت أختي!”
كانت غرفة المستشفى في حالة فوضى ، و كان لوي شاينر يبكي و يصرخ أن أخته اختفت.
كان من الطبيعي أن يعمّ المستشفى الاضطراب.
“ما الذي حدث؟”
وضع أكتوروس يده على كتف لوي شاينر بهدوء.
“كنتُ سأشتري وجبة خفيفة تحبّها أختي ، فغادرتُ للحظات … و خلال ذلك ، أصبحت الغرفة هكذا و اختفت أختي تمامًا …”
“أنت …”
أغلق أكتوروس عينيه و هو ينظر بشراسة إلى لوي ، يكاد يطحن أسنانه. لم يكن ينوي توجيه اللوم إلى الأخ الحقيقي لكارين ، لكنّه غضب منه لأنه تركها و غادر. لكن ذلك كان مجرّد تنفيس غير مجدٍ.
ترك أكتوروس لوي شاينر خلفه و سأل الممرّضات عن الوضع.
“إنها امرأة أُصيبت برصاصة و خضعت لعمليّة جراحيّة مؤخرًا. ألم يرَ أحد شيئًا؟”
“كانت هناك عمليّة جراحيّة طارئة، فهرع الجميع إلى هناك …”
“ومع ذلك…”
كبح أكتوروس ارتفاع صوته بصعوبة حتى برزت عروق جبينه.
“تحقّقوا من الجميع في المستشفى ، المرضى ، الممرّضات ، الأطباء، أي شخص. هل رأى أحد المرأة التي كانت في هذه الغرفة؟”
أراد أن يصدّق أنها ذهبت إلى مكان ما.
لكن بجسدها هذا، إلى أين يمكن أن تذهب بمفردها؟
وعلاوة على ذلك، مظهر الغرفة وحده يشير إلى أن اختفاءها لم يكن طوعيًا.
إذن، من؟ من يمكن أن يسحب كارين المصابة بالقوّة …
“هناك شخص واحد.”
خطر اسم في ذهن أكتوروس.
“أين الهاتف؟”
استعار أكتوروس هاتفًا في ممر المستشفى و اتّصل بسرعة بروشيس.
ما إن سمع صوت روشيس حتى قال أكتوروس مباشرة:
“روشيس، لقد اختُطفت كارين”
[ماذا؟ من ، لا تعني …]
“يبدو أنه جوزيف مالون.”
في هذه اللحظة ، لا يمكن أن يكون سواه من يختطف كارين بهذه الطريقة.
“تتبّع تحرّكات جوزيف مالون.”
من غير المرجّح أن يكون في المستشفى ، لذا لا داعي لإضاعة الوقت هنا. تحرّك أكتوروس دون تردّد.
لا يزال لوي شاينر يبكي في الغرفة.
تقاطعت أعينهما.
… للتصرّف بطريقة نمطيّة ، كان يجب أن يقترب منه و يطمئنه أنه سيجد أخته قريبًا.
لكن، لماذا؟
لم يشعر برغبة في فعل ذلك.
على الرغم من علمه أنها فكرة منحرفة ، شعر أكتوروس أن دموع لوي بدت مصطنعة بشكل ما.
اكتفى بإيماءة خفيفة ومرّ بجانب الغرفة.
***
دق-! ، دق-!
كانت العربة القديمة الصغيرة تهتزّ بسهولة.
جلست كارين في زاوية العربة، ممسكة بجرحها في جانبها.
كان جوزيف مالون، الذي ارتكب هذا الفعل الشنيع، ينظر حوله بعصبيّة حتى في العربة التي كانا فيها بمفردهما.
كان يعلم أنه ارتكب شيئًا لا رجعة فيه ، لكنه لم يستطع التوقّف.
“إلى أين نحن ذاهبون …؟”
“إذا أخبرتكِ، هل ستتصلين بأكتوروس كلوين؟”
“أنتَ تعلم أنه لا توجد طريقة لي للاتصال به.”
كبحت كارين ألمها بهدوء و سألت:
“سيد مالون ، لماذا تفعل هذا بي؟”
“تتظاهرين بالجهل؟ كم أحببتكِ! وفي المقابل، خسرتُ كل شيء!”
“خسرتَ كل شيء؟”
“الدوق كلوين ، الذي انتقلتِ إليه منّي! ذلك الوغد قطع كل استثماراتي بطريقة خسيسة! لا أعرف ماذا نشر من إشاعات ، لكن النبلاء و رجال الأعمال يتجنّبون التعامل معي فقط لأنني الرجل الذي ارتبطتِ به!”
بالأحرى ، كان ذلك لأن جوزيف مالون كان مطاردًا عنيفًا لا يتورّع عن العنف و التتبّع. لكن في هذا الوضع ، لم يكن من الحكمة تصحيح هذه الحقيقة.
من أجل سلامتها ، كان عليها أن تتعامل معه بحذر.
“الدوق كلوين فعل شيئًا كهذا …؟”
أظهرت كارين تعبيرًا كأنها لم تكن تعلم.
“لم أكن أعرف حقًا. كنتُ أعلم أنه غيور ، لكن …”
“لا تكذبي! من تحاولين خداعه الآن؟”
“لستُ أكذب. في هذا الوضع ، لماذا أكذب؟”
كان رجل أعمال ناجحًا في يوم من الأيام.
لكنه، بعد خسارته لكل شيء، بدا وكأنه فقد قدرته على التفكير كإنسان.
“السيد مالون، لا، جوزيف.”
“لا تناديني باسمي بوقاحة! لقد خنتيني و ذهبتِ إلى رجل آخر!”
“نعم، هذا صحيح. لكن ذلك لم يكن بإرادتي”
أمسكت كارين بيد جوزيف بحذر.
“كان البارون تيرون يريد مني الحصول على أفضل راعٍ. في تلك الظروف، أظهر الدوق كلوين اهتمامًا بي.”
“…”
“كان من الطبيعي أن يضغط عليّ البارون تيرون للإمساك بالدوق كلوين.”
كان ذلك كذبًا محضًا.
البارون تيرون هو من ضغط عليها للقاء جوزيف مالون. وكان أكتوروس هو من ساعدها على الخلاص من جوزيف مالون.
في الحقيقة، كانت كل هذه العمليّة جزءًا من خطة كبيرة للاقتراب من أكتوروس كلوين.
“أنتِ ، حتى في الفندق ، رفضتِني …”
“في ذلك الوقت ، لم أكن مستعدّة. كنتَ مخيفًا جدًا معي …”
بدت عيناه مشوّشتين و هو يحرّكهما يمينًا و يسارًا.
حسنًا. إذا استطاعت كسب المزيد من الوقت بهذه الطريقة.
المشكلة هي ما إذا كانت ستتمكّن من الإفلات من جوزيف مالون تمامًا أم لا.
كانت كوستيا واثقة أن أكتوروس كلوين سيأتي لإنقاذها.
بالطبع، إذا سمع أخبارها، قد يحاول البحث عنها.
فهو شخص طيّب.
لكن ليس من المؤكّد أن هذا سيؤدّي إلى تقدّم في علاقتهما.
بل إنها لم تكن متأكّدة حتى من قدرته على إيجادها.
لأنه لا يحبّها.
لم يكونا حبيبين حقيقيين ، و انتهت علاقتهما التعاقديّة دون أن تتعمّق مشاعره تجاهها. كانا في علاقة ناقصة ، فلم يكن من المرجّح أن يبذل قصارى جهده لإنقاذها.
بدلاً من الأمل و خيبته ، كان من الأفضل ألّا تأمل من الأساس. هكذا لن تصاب بخيبة أمل.
لكن، إذا أمكن …
أتمنّى أن تجدني.
لم تتوقّع منه أن يمنحها قلبًا صادقًا.
لكن إذا كان هناك من سينقذها ، تمنّت أن يكون أكتوروس.
سيكون ذلك أكثر إسعادًا قليلًا.
***
في هذه الأثناء، كان أكتوروس يتحرّك بسرعة.
أبلغ الشرطة، واستخدم موظّفي شركته، بل وطلب المساعدة من الرائد سكايبر مستخدمًا علاقاته الشخصيّة.
ليس هذا فقط، فقد كان يفتّش مع روشيس المكتب الذي كان يقيم فيه جوزيف مالون بدلاً من منزله.
“جوزيف مالون تقدّم بطلب إفلاس. باع حتى منزله و كان يعيش في المكتب.”
عضّ أكتوروس شفته السفلى وهو يكبح توتّره المتزايد وسأل: “من كان يتعامل معه مؤخرًا؟”
“ذلك الرجل، بعد أن وصل إلى هذه الحالة، قُطعت كل علاقاته. اشتهر بأنكَ وصمته، فمن سيمدّ يده إليه؟”
… نعم، هذا صحيح.
لكن لهذا السبب ، كان الأمر أكثر غرابة.
لم يكن من المستحيل اختطاف امرأة مصابة في وقت يكون المستشفى هادئًا.
لكن كيف يمكن لرجل فقد كل ثروته و علاقاته أن يختطف امرأة ويختفي معها؟
فتّشوا الحانات التي كان يرتادها جوزيف مالون و مكتبه ، لكن لم يكن هناك أثر له.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات