سحبت لينا الغطاء، ونظرت إلى كارين بعينين ثاقبتين، كأنّها تحثّها على الإجابة.
كانت عيناها الزرقاوان الممزوجتان بلمسة رماديّة، التي ورثتها عن والدها، هي الجزء الوحيد في وجه الطّفلة المفعم بالحيويّة والجمال الذي يترك انطباعًا باردًا.
“سمعتُ أنّ أمّي كانت جاسوسة … اقتربت من أبي لتستغلّه”
“…”
“هل هذا صحيح؟”
ماذا يجب أن أقول؟
أأقول إنّه صحيح؟ أم أنكر الأمر مؤقّتًا؟
كان الجميع في الدّول المتّحدة يعلمون أنّ الأسرى العائدين إلى الوطن كانوا جواسيس خضعوا لتدريبات غسيل دماغ، وكان ذلك حدثًا مدوّيًا.
ومن بين كلّ ذلك، كانت علاقتي بأكتوروس فضيحة القرن التي هزّت البلاد.
لقد كان كلوين، البطل القومي، قد خُدع واستُغلّ من امرأة، بل وانتظرها حتّى خرجت من السّجن، وتزوّجها قانونيًّا.
نعم، كان لديه طفلة، لكنّه كان دوق كلوين.
كان بإمكانه التّزوّج مرّة أخرى بسهولة بسبب مكانته، لكنّه اختار كارين.
مهما حاولت حماية عيني الطّفلة وأذنيها ببناء عالم هادئ، كان من المحتّم أن تعرف الحقيقة يومًا ما.
لقد أنكرتُ وتجاهلتُ هذه الحقيقة لفترة طويلة، حتّى جاءتني الآن غير مستعدّة لهذه اللحظة.
“لينا … مَن ، مَن قال لكِ هذا؟”
لكن كارين، التي لم تستطع أن تعترف لابنتها بذنبها، سألت بصوت مرتجف عمّن أخبر ابنتها بهذا. ردّة فعلها المتردّدة كانت بمثابة اعتراف ضمنيّ بالحقيقة.
انخفضت نظرة لينا التي كانت تُحدّق بكارين ببطء إلى الأسفل.
“سأنام اليوم عند بيت عمّي.”
“ماذا؟”
كان أكتوروس يأخذ كارين أحيانًا في رحلات عمل، وفي تلك الأوقات، كان كايترو، الذي لا يزال أعزبًا، يتولّى رعاية لينا.
وخلال العطل المدرسيّة، كانت لينا تقضي بعض الوقت في قصر كايترو.
لقد كان يعشق ابنة أخيه كما لو أنّه نسي تمامًا الخصومة التي كانت بينه و بين أخيه ، و كان بالنّسبة للينا بمثابة صديق و عّم.
لذا، لم يكن غريبًا أن تقول لينا إنّها ستنام عند بيت عمّها.
لكن أن تقول ذلك في هذه اللحظة تحديدًا كان أمرًا مختلفًا.
بالنّسبة لكارين، كان هذا الكلام بمثابة إعلان لينا عن هروبها من المنزل.
“لا يمكنكِ ذلك. أبوكِ سيأتي قريبًا، واليوم هو يوم العشاء العائليّ.”
“أبي أيضًا ينقض وعوده أحيانًا.”
“هذا يختلف عن ذلك.”
“ما الفرق؟!”
“أبوكِ ينقض وعوده بسبب العمل … فقط عندما تكون هناك ظروف لا مفرّ منها.”
“وأنا أيضًا لديّ ظروف لا مفرّ منها تجعلني لا أستطيع الوفاء بوعدي.”
لينا، التي جمعت كتبها وأدواتها المدرسيّة في حقيبتها بجدّيّة، حاولت تجاوز كارين.
أمسكت كارين، التي أصبحت قلقة خوفًا من أن تترك ابنتها المنزل حقًا، بكتف لينا.
فصاحت لينا بصوت عالٍ: “لا أريد رؤية وجهكِ الآن!”
تردّد صوت لينا القصير كصدى في الغرفة الواسعة.
وجه أمّي ، أمّي ، أنا …
لا أريد رؤيتها …
كانت لينا عنيدة أحيانًا، لكنّها دائمًا كانت ابنة محبوبة.
كانت دائمًا تتوق إلى تعويض الوقت الذي قضته بعيدًا عن أمّها، متشبّثة بحضنها أينما كانت.
لكن عندما رفضتها لينا بشدّة، شعرت كارين وكأنّ قلبها الرّقيق يُطعن بسكّين حادّة.
ربّما لأنّها تفهّمت مشاعر ابنتها تجاهها، أو لأنّها توقّعت هذه اللحظة.
كان الخوف الذي تحوّل إلى حقيقة يجعل الألم أكثر قسوة.
دموع لم تكن تدرك وجودها انسابت على خدّيها. وعندما رأت لينا ذلك، بدأ الغضب يتلاشى من وجهها واستبدل بالحيرة.
“لقد اتّصلت بكايترو.”
قاطع صوت منخفض وعميق بين الأمّ و ابنتها.
“ماذا تفعلين؟ اجمعي حقيبتكِ واخرجي.”
كانت هذه المرّة الأولى التي يُظهر فيها أكتوروس مثل هذا الوجه الصّلب والبارد تجاه لينا. حتّى عندما كان يوبّخها، لم يكن يظهر مثل هذا التّعبير البارد.
كان وجه أكتوروس البارد بطبيعته يمنحه هيبة كافية بمجرّد تقطيبة صغيرة. إذا كان البالغون يشعرون بالضّغط من تعبيره الخالي من العواطف، فكيف بلينا الصّغيرة؟
“حتّى لو كنتِ ابنتي، لا يمكنني التّسامح مع مَن يُبكي زوجتي.”
ارتجفت زاوية عين لينا التي كانت تُحدّق بغضب نحو أمّها، ثمّ هبطت للأسفل، وتجمّعت الدّموع في عينيها.
“أكتور …”
حاولت كارين تهدئته بحذر، لكنّه لم يُفكّ تعبيره الصّلب.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 130"