جرد النظر إلى البخار المتصاعد من الشاي جعلها تشعر وكأن عضلاتها المتوترة تسترخي.
“لماذا تدفعين الدوق بعيدًا؟”
“أنتِ تعرفين. ما الذي حدث اليوم.”
“إذن، تقولين إنكِ لا تريدين إيذاء الدوق وابنته.”
“…نعم.”
“هل هذا هو الأفضل لهم؟”
رفعت كارين رأسها، غير قادرة على فهم كلماتها، وهي تمسك الكوب لتدفئ يديها الباردتين.
“أفهم رغبتكِ في عدم إيذائهم، يا آنسة كارين. لكن ماذا عن رأي الدوق والآنسة لينا؟”
“…أكتوروس شخص يتحمل المسؤولية. بما أننا اضطررنا للانفصال فور تأكيد مشاعرنا، فمن الطبيعي أن يكون متعلقًا بي أكثر. لكن إذا واجه الواقع قليلاً، سيتغير رأيه. وكذلك لينا.”
“ألستِ خائفة من أن يحدث ذلك؟”
توقفت كارين عن الكلام للحظة.
“ليس الأمر كذلك …!”
ليس الأمر كذلك.
ما الذي تعرفينه لتتحدثي بتهور؟
كانت تريد أن تنفجر على السيدة جينر التي تقيس مشاعرها بحرية. لكنها لم تفعل، لأنها شعرت، لحظة سماع كلماتها، كما لو أن عيبًا مدفونًا في أعماق قلبها قد كُشف.
كان كبار السن، الذين عاشوا حياة طويلة، حادين بما يكفي ليروا من خلال الشباب الذين يعتقدون أنهم مروا بكل شيء.
مثل جود كولين، الذي كان حنونًا لكنه دقيق في رؤية الناس.
“ماذا لو كان العكس؟ لو كان الدوق في موقفك؟”
“…”
“وماذا عن موقف ابنة نشأت بعيدًا عن أمها دون معرفة السبب؟”
شعرت كارين بثقل في عينيها. كانت الدموع الثقيلة على وشك أن تبلل رموشها، فأدارت رأسها بسرعة.
“هل سيتمنون أن يغادر حبيبهم أو أمهم من أجل سلامتهم؟ التفكير بأنهم سيرفضونك بسبب هذه التهديدات هو فكرة حمقاء جدًا.”
“أنا، أنا …”
“لا تخافي مسبقًا، وفكري حقًا بما هو الأفضل للأشخاص الذين تحبينهم.”
ذكّرتها لطافتها الحازمة بجود كولين منذ زمن بعيد.
“حتى لو لم يكن الأمر يتعلق بكِ ، فإن الحياة مليئة بالصعوبات. الحقيقة المؤكدة هي أن ما يجعلنا نتحمل الشدائد هو الأشخاص الذين نحبهم ويحبوننا”
في النهاية، فشلت كارين في إخفاء دموعها.
قدمت لها السيدة جينر منديلاً ناعمًا، فدفنت كارين وجهها فيه دون رفض.
سماع هذه الكلمات من السيدة جينر لم يغير رأيها على الفور.
فقد تعرضت لينا للخطر بسببها بالأمس فقط.
على الرغم من أنها لا تريد الاعتراف بذلك، كانت كلمات السيدة جينر صحيحة إلى حد ما.
حتى لو كان أكتوروس و لينا بخير.
و حتى لو أرادا تحمل المخاطر ليكونا معها.
كانت خائفة من أن تتغير مشاعرهما يومًا ما.
كان من الكذب القول إنها لم تخف من أن يلوماها و يرغبا في التخلي عنها.
“حان وقت إعداد الطعام. لم تأكلي شيئًا منذ أمس، أليس كذلك؟ كل ما فعلته هو ارتشاف بضع رشفات بعد إلحاح مني.”
“سأساعدكِ …”
“الضيوف يجب أن يبقوا هادئين. والأهم، هل أريد أن أسمع توبيخًا من الدوق لأنني جعلتكِ تعملين؟”
“…”
“اجلسي هنا.”
أدركت كارين، التي عضت شفتها السفلى، أن السيدة جينر كانت تتركها لتفكر بهدوء وتتجنب الإحراج.
لم يكن العالم لطيفًا مع كارين أبدًا. منذ طفولتها، كان معظم الأشخاص الذين قابلتهم يخططون لاستغلالها واستخدامها.
الأشخاص الطيبون الذين قابلتهم في حياتها كانوا جميعًا بفضل أكتوروس. جود كولين ، السيدة جينر …
في عالم أكتوروس، كانت كارين آمنة وسعيدة.
وربما كانت لينا كذلك أيضًا.
كانت تخشى أن يتشقق العالم الصلب الذي بناه أكتوروس وينكسر بسببها، التي تستحق إدانة الآخرين …
لم تستطع الركض إلى أحضانه بسهولة.
لكن إذا كانت مشاعرها هذه، كما قالت السيدة جينر، أنانية حقًا …
فماذا يجب أن أفعل؟
بينما كانت كارين غارقة في أفكار عميقة تؤلم رأسها، رفعت الكوب لتشرب رشفة من الشاي.
في تلك اللحظة، سمعت ضجة من الطابق السفلي.
صوت إخراج مكونات الطعام، صوت جر الأحذية، ثم رنين الهاتف …
سمعت صوت السيدة جينر وهي تصعد الدرج بسرعة بعد انتهاء مكالمة مع شخص ما.
“آنسة كارين!”
على عكس عندما نزلت لتحضير الغداء، كانت تبدو وكأن هناك شيئًا عاجلاً.
“حدثت كارثة!”
“ما الذي حدث؟ اهدئي أولاً …”
لكن كارين، مثل السيدة جينر، أصبحت في حالة لا تستطيع فيها الحفاظ على رباطة جأشها.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات