Chapters
Comments
- 2 - الفصل الثاني منذ يوم واحد
- 1 - الفصل الأول منذ يوم واحد
- 0 - المقدمة 2025-11-09
عرض المزيد
قراءة ممتعة~~~
المقدمة.
رجل بشعرٍ مصففٍ بعناية إلى الخلف صعد الدرج على عجل.
كانت أطراف عينيه محمرة، كأنها اشتعلت بالنار.
كان قد وضع عدة قناصين احتياطًا في حال حدث أيّ طارئ، لكن لم يُسمع ولو طلقة واحدة.
‘أولئك الأوغاد عديمو الفائدة… دُفع لهم كل ذلك المال، وهذا أفضل ما يمكنهم فعله؟’
“اللعنة، ما الذي تفعله بحق الجحيم؟”
صرخ غاضبًا في وجه القناص الذي كان في مرمى نظره.
عيناه المشتعلتان بالغضب بدتا كعيني مفترسٍ يوشك أن ينقض على فريسته.
وبينما يضغط على أسنانه، انتزع بندقية القناص ورماها على كتفه.
‘جرذان قذرة… سأقتلهم جميعًا.’
وضع عينه على المنظار، فوجد هدفه على الفور.
لكن ما إن همّ بالضغط على الزناد حتى تجمّدت أصابعه عند رؤية ما لم يكن يتوقعه إطلاقًا.
نبض… نبض…
الحرارة التي صعدت إلى رأسه انطفأت في لحظة، ولم يبقَ سوى صوت دقات قلبه يتردّد في أذنيه.
عندها فقط فهم سبب عجز القناص الماهر عن إطلاق النار، ولماذا ظل واقفًا مذهولًا مكانه.
فستان أبيض جميل، شعرٌ بني مرفوع بأناقة، وخط عنقٍ رشيق طالما أرهقه لأنه لم يستطع أن يصرف نظره عنه.
فوق الحصان كانت تجلس العروس التي تزوّجها هو نفسه.
ظلّ الرجل يحدّق صامتًا بينما كانت المرأة تبتعد أكثر فأكثر.
شعرها البني وحاشية فستانها تراقصهما الريح ببطء، وشعرها المضيء تحت الشمس كان يتلألأ بشكل يخطف الأبصار.
استفاق الرجل من شروده فجأة وأطلق ضحكة خاوية.
الأوردة على ذراعه التي تمسك بالبندقية برزت من شدة قبضته.
هل كان ذلك غضبًا؟ خيانة؟
من بين أسنانه المطبقة تمتم بالشتائم، وهو يعيد تصويب السلاح.
كان جسدٌ صغير يتمايل برشاقة مع حركة الحصان.
كانت راحة يده ما تزال تتذكر ملمس أضلاعها الرقيقة.
حين تخيّل الرصاصة تستقر داخل جسدها، هبط تصويبه لا إراديًا نحو ساقيها.
‘هل أطلق على ساقها حتى لا تتمكن من الهرب؟’
لكن ساقيها كانتا مخفيتين تحت الفستان الأبيض، مما جعل التصويب صعبًا.
ولو أخطأ وأصاب الحصان بدلًا منها، فستُرمى مباشرة على الأرض الصخرية.
السقوط بتلك السرعة لن يترك شيئًا سليمًا فيها.
‘إذن ربما عليّ أن أطلق على الرجل الذي يركب معها…’
لكن ذلك أيضًا كان مستحيلًا، لأنها كانت ملتصقة به من الخلف.
طلقة واحدة خاطئة وقد تُصاب هي بدلًا منه.
حتى في هذا الموقف اللعين، لم يستطع التفكير في أيّ شيءٍ سوى هي.
بدت البندقية المعلقة على كتفه الآن مثيرةً للشفقة.
لم يتحرك، بل وقف مكانه يراقب المرأة وهي تختفي في البعيد.
دوّى صوت طلقة!
تفاجأ الرجل بسرعة وتفقد المرأة.
ولحسن الحظ، الرصاصة لم تصب أحدًا، بل ارتطمت بالأرض فقط.
“من الذي سمح لك أن تطلق النار؟!”
القناص الذي عاد لتوّه إلى موقعه رفع رأسه مذعورًا بعد أن ركله الرجل.
“ألقِ السلاح.”
كان شعره المرتب قد تشوّش تمامًا، وعيناه المحمرتان تشعّان خطرًا.
القناص المذعور وضع البندقية أرضًا ورفع كلتا يديه.
نظر الرجل نحو الشخصين البعيدين، وقد أصبحا الآن مجرد نقطتين في الأفق.
يده كانت ترتجف قليلًا على مقبض البندقية، وعضلات فكه بارزة من شدّة انقباض أسنانه.
ظلّ واقفًا في مكانه كتمثال، يحدّق طويلاً في الموضع الذي اختفيا فيه.
يتبع^^
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 0"