ولمّا سمِع صوتهـا، هرع دياس بخطواتٍ واسعة واحتضن ابنته بقوّة.
“سامحيني، فيفيان.”
“أبي، أنا بخيـ…”
“سامحيني… لقد تأخّرت. سامحيني لأنّي تركتكِ وحدكِ.”
كانت يده الكبيرة، التي تمسح على رأسها وظهرها، ترتجف بوضوح. وصوته الذي يردّد الاعتذار لم يكفّ عن الارتعاش.
ذلك الإحساس جعل عيني فيفيان الواسعتين تفيضان بالدموع.
لقد كادت تفقد هذا الحضن، دفء هذا الإنسان الذي يحبّها أكثر من أيّ أحد في هذا العالم.
وما عادت تشعر بصدق ذلك الخطر إلا الآن، بين ذراعيه.
“أبييييي!”
انفجرت فيفيان بالبكاء بين ذراعيه، بينما كان دياس يرتعش خوفًا من فكرة أنّه كان على وشك أن يفقد ابنته.
أما راشيل، التي كانت تراقب المشهد، فقد عضّت شفتها السفلى بقهر.
لو لم تتورّط معهم… ما كان على فيفيان ولا على دياس أن يمرّا بكلّ ذلك.
فأدارت ظهرها، وسارت في الاتجاه الذي جاءت منه.
لم يعد لها مكانٌ هنا، بجوار فيفيان.
لكن قبل أن تخطو خطواتٍ بعيدة، تراخى جسدها تحت وطأة الإعياء.
“راشيل!”
صرخت فيفيان وهي تفلت من ذراعي والدها وتهرع نحو صديقتها الساقطة.
“راشيل، ما بكِ؟ أرجوكِ، استفيقي!”
امتلأت عيناها مجدّدًا بالدموع التي كانت بالكاد قد توقّفت.
اقترب دياس بسرعة، وتفقّد حال راشيل بعينٍ خبيرة.
‘لقد استنزفت قواها من فرط استخدام السحر.’
ربّت على ظهر فيفيان الصغيرة وهو يطمئنها:
“اهدئي، فيفي. لا تقلقي. لقد أرهقت نفسها باستخدام السحر، ليس إلا.”
“حقًا…؟”
“نعم. علينا فقط أن نُعيدها إلى القصر لتستريح.”
هزّت فيفيان رأسها بالموافقة، وقد مسحت دموعها.
ورغم أن دياس لمح الروح تتدلّى على كتف ابنته كظلٍّ وديع، فقد أجّل أسئلته لوقتٍ لاحق.
الآن، كلّ ما يهمّ فيفيان هو راشيل.
وبينما كان دياس يحمل راشيل بين ذراعيه، ظهرت فرسان إدلبين في اللحظة نفسها.
“يا الهي!”
تجمدوا عند رؤيتهم رجلاً غريبًا يحمل راشيل، لكنهم هدأوا حين لمحوا فيفيان إلى جواره.
فملامحه، المتطابقة مع ملامح فيفيان، لم تدع مجالًا للشك إنّه والدها.
ومع ذلك ظلّت الأسئلة تطنّ في رؤوسهم.
‘ كيف وصل رجلٌ عادي إلى هذا المكان سالمًا؟ وكيف تمكّن من النجاة وسط هذا الخطر؟’
“الآنسة الصغيرة استنزفت الكثير من طاقتها السحرية. لن يصيبها ضررٌ آخر إن أُتيح لها الراحة الكافية.”
سلّم دياس راشيل إلى الفرسان بحرص، ثم رفع فيفيان بين ذراعيه.
“ابنتي عانت خوفا شديد. سأصطحبها إلى المنزل الآن.”
الفرسان، وقد تأملوا الجثث المنتشرة حول المكان، ثم نظروا إلى فيفيان وراشيل ودياز، استوعبوا خيوط ما جرى.
لكنهـم ما لبثوا أن أمسكوا بذراع دياس بتردّد.
“سيد هيسن، نفهم رغبتكم، لكن العودة الآن إلى المنزل قد تكون خطرًا. فما زال الغموض يكتنف من يقف وراء هذا الاختطاف، وربما بقيت بقايا عصابتهم تتربّص بكم.”
“الأفضل أن تعودوا معنا إلى القصر، ستكونون بأمانٍ هناك. ونعلم أنّكم قد فقدتم ثقتكم بنا، ولكن…”
قطع دياس كلامهم بهدوءٍ صارم:
“أقدّر عرضكم، لكن بيتي هو موطني وأفضّل أن أعود إليه.”
‘وأنا كذلك أودّ الذهاب إلى الفيلا…’
فكرت فيفيان بقلق، فهي أرادت البقاء قريبة من راشيل. لكنّها لم تُرِد أن تُرهق والدها أكثر، فقد بدا متعبًا، خاليًا من ابتسامته المعتادة، مُثقلًا بجدّيةٍ لم تعهدها فيه.
ثم خطر لها سؤال. التفتت نحو الفرسان:
“أيها السادة… أين المربية؟ ما الذي جرى لها؟”
“المربية عُثر عليها فاقدةً الوعي في السوق. الآن هي في القصر تستريح. لِمَ تسألين؟ هل يقلقك الأمر؟”
فهمت فيفيان أنّ الفرسان ما زالوا يجهلون حقيقة خيانة المربية.
لقد تظاهرت تلك المرأة بأنها ضحية، لتضلّل الجميع.
‘ظنّت أنني سأموت هنا، لأبقى الوحيدة التي كشفت تواطؤها مع الخاطفين.’
إذن، يجب فضحها قبل أن تشعر بالخطر وتهرب.
“في الحقيقة… أعتقد أنّ المربية متورّطة.”
“ماذا…؟!”
قصّت عليهم ما رأته بعينيها.
“حين اقترب الخاطفون في الساحة، تجاهلتهم المربية وأدارت ظهرها، وكأنها لم ترى شيئًا.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 40"