ارتجف بصر الدوق للحظة، وهو ينظر إلى الزهور الورقيّة المبعثرة بين قدميه.
سادت لحظة من الصمت، ثمّ تحدّث كبير الخدم وهو يسارع بتنظيم الوضع.
“يبدو أنّ براءة الآنسة فيفيان قد ثبتت الآن. فلنعد جميعًا إلى أعمالنا.”
بدأ الخدم المتجمّعون بالتفرّق.
أما سالي والمربية، فقد ظلّتا ترمقانني بنظرات حاقدة، بعد أن فشل مخطّطهما.
لكن كبير الخدم قال لسالي بصوتٍ لطيف وحازم.
“سالي، بما أنكِ كنتِ على وشك أن تتّهمي فيفيان زورًا، فعليكِ أن تعتذري لها كما ينبغي.”
لكن سالي تجاهلت كلامه، واستدارت وهربت بعيدًا.
“سالي!”
تبعتها المربية وكأنها تلحق بها، لكنها في الحقيقة كانت تهرب من الموقف أيضًا.
أطلقتُ سخرية خفيفة من أنفي.
‘لو كانتا من النوع الذي يعتذر، لما اتّهمتاني أصلًا.’
وبعد أن انفضّ الجمع، لم يبقَ في الممرّ سوى راشيل، وأنا، والدوق، وكبير الخدم.
نظرتُ إلى الدوق خلسة.
كان يحدّق في راشيل بعينين مليئتين بالقلق.
‘راشيل كانت لا تريد أن يعلم بأنّها تحيي ذكرى والدتها… هل سيغضب منها الآن؟’
إن فعل، فسأكون أنا من يقف إلى جانب راشيل هذه المرّة!
بينما كنت أستعدّ لفعل ذلك، أمسكت راشيل يدي وسحبتني بعيدًا.
“لنذهب. لقد تأخّرتِ في العودة إلى المنزل.”
“آه؟ آه… نعم.”
كنتُ لا أزال أنظر إلى الدوق وراشيل بالتناوب، حين شعرت بشيء تحت قدمي.
نظرتُ إلى الأرض، كما فعل كلّ من راشيل والدوق أيضًا.
كانت الزهور الورقيّة التي صنعناها لأجل والدتها، قد تمزّقت وسُحقت تحت الأقدام.
جثوتُ على الأرض وبدأت أجمع ما بقي منها صالحًا.
لكن راشيل أمسكت بكتفي.
“…ما الذي تفعلينه الآن؟”
“لقد وعدنا بأن نقدّمها لوالدتكِ. حتّى لو كانت بعض القطع سليمة فقط―”
“لا داعي لذلك. لنذهب فقط.”
جذبتني راشيل بقوّة، وكأنّها تريد الهرب من هذا الموقف بأيّ شكل.
سقطت الزهور مجددًا من يدي، وشعرت بغصّة حارقة في صدري.
وكأنّ مشاعر راشيل قد دُهست تحت الأقدام.
‘مشاعر راشيل ليست بهذا الضعف.’
مع كلّ زهرة، تذكّرت القصص التي روتها لي عن والدتها ونحن نصنعها.
‘حين كانت تتكلّم عن أمّها… بدت سعيدة.’
بعكس ملامحها الباردة المعتادة، كانت وقتها مجرّد فتاة عادية في مثل سنّي.
‘لا يمكنني السماح بأن يُداس على تلك المشاعر وتلك الذكريات.’
كنتُ على وشك تحرير يدي من قبضة راشيل لأجمع الزهور من جديد، لكنّ صوت الدوق دوّى فجأة:
“…راشيل.”
توقّف يد راشيل في منتصف الطريق، وقد كانت تحاول أن تنهض
بي.
“هل… تذهبين معي غدًا إلى الرواق؟”
لم تلتفت راشيل إلى الدوق، لكنني رأيت ذلك بعينيّ.
رأيت عينيه اللتين تشبهان عينيها تمامًا، وهما تغرقان في حزنٍ عميق كالبحر.
ثمّ وجّه إليّ نظرة تحمل أمرًا، في صورة طلب.
“وأنتِ أيضًا، فيفيان.”
ترجمة:لونا
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 25"