2
2
“إذا حدث أيّ أمر، أرجوكَ، قف كشاهد.”
توسَّل المحقِّقون إلى الرجل الجار، ممسكين بيده مرّاتٍ عدّة.
“أقسم أنّه ليس مالًا اقترضته أنا؟!”
لكنّ المحقِّقين لم يعيروا كلام إيلا أيّ اهتمام.
بعد أن حصلوا على وعد الرجل الجار بالوقوف كشاهد، هرب المحقِّقون مسرعين قبل أن تتمكّن إيلا من إيقافهم.
“عفوًا.”
“نعم؟”
“لمَ أنتَ واثقٌ هكذا؟ قلتُ لكَ إنّه ليس مالًا اقترضته أنا؟”
لم تكن إيلا غبيّةً لدرجة أن تقترض مالًا بضمان منزلها، وهو أغلى ما تملك.
في الأصل، لم يكن لديها أيّ ذكرى باقتراض هذا المال.
لذا، إن لم يكن هؤلاء المحقِّقون محتالين، كان يجب أن يتحقّقوا من الأمر بدقّة.
لكنّ كلّ شيءٍ أصبح فوضويًّا بسبب تدخُّل هذا الرجل الذي لا يعرف شيئًا.
بعد أن حدّق الرجل في إيلا طويلًا، قال فجأة:
“وجدتُ بريدكِ في صندوق بريد منزلي.”
“ماذا؟”
نظرت إيلا إلى صندوق البريد القديم الموضوع أمام باب الجار.
كان واضحًا أنّ الصندوق لم يُمسّ منذ سنوات، متّسخًا ومهملًا.
“لم أعرف لمن هو، فتركته كما هو، لكن يبدو الآن أنّه بريدكِ.”
توجّهت إيلا نحو صندوق بريد الجار وهي لا تزال مشكّكة.
كان الصندوق مليئًا بالبريد، كما قال الرجل، وعليه أنواعٌ مُختلفة من الحشرات ملتصقة.
“آه!”
عندما سحبت إيلا البريد، جاءت معه خيوط عنكبوت عالقة بالصندوق.
نفضت إيلا البريد بيديها بامتعاض، ثمّ بدأت تتفحّصه.
<إشعار تنفيذ إجباري لتسليم عقار>
القضيّة: 0000ملف0000
الدائن: البنك المركزي
المدين: لافييلا أونسيديوم
الأصل المُراد حجبه: مابرنغا، 23-1، شارع 7
تمّ تقديم طلب تنفيذ إجباري لتسليم العقار من الدائن، لذا يُرجى الامتثال طوعيًّا بحلول 13 سبتمبر من السنة الإمبراطوريّة 877.
في حال عدم الامتثال طوعيًّا بحلول هذا التاريخ، سيتمّ التنفيذ الإجباري دون إشعار مسبق، مع تحمّل تكاليف التنفيذ.
المبلغ غير المسدّد: 9,860,000 عملة ذهبيّة.
محقّق محكمة مابرنغا المحليّة: OOO
حدّقت إيلا في الإشعار الذي تلقّته لوقتٍ طويل.
الأصل المُراد حجبه: مابرنغا، 23-1، شارع 7
كان العنوان المذكور في الإشعار هو منزل إيلا بالفعل.
المبلغ غير المسدّد: 9,860,000 ذهبيّة
لكنّ المبلغ الهائل المذكور في الإشعار لم يكن مالًا اقترضته هي.
“الكثير من المدينين يقولون هذا، أنّه ليس مالًا اقترضوه.”
رفعت إيلا عينيها إلى الرجل الجار عندما سمعت صوته.
الآن فقط لاحظت ملامح وجهه.
وجهٌ صافٍ ونقيّ كالخزف المصنوع بعناية، مع ملامح حادّة ومشرقة تجعل من الصعب النظر إليه مباشرة.
لكن يبدو أن صاحب هذا الوجه الجميل وكأنه نحت بدقة واحترافية، لم يتمكّن من إصلاح سلوكه المتعجرف وكلامه الوقح.
“يبدو أنّ لديكَ موهبةً في معرفة ما إذا كان الشخص مدينًا أم لا من مجرّد النظر إلى وجهه؟”
“حسنًا، لنقل إنّه كذلك.”
“إذا تسبّبتَ في أيّ ضررٍ ماليّ لي بسببكَ، سأرفع دعوى قضائيّة بكلّ ما أملك.”
“افعلي ما شئتِ.”
لم تستطع إيلا إغلاق فمها من الدهشة.
كيف يمكن لأحدٍ أن يكون وقحًا لهذه الدرجة؟
‘أنا الآن على وشك أن أفقد أغلى ما أملك، منزلي، بسبب الحجز!’
“انتظر، سأثبت بالتأكيد أنّ هذا المال ليس من اقتراضي. وإذا تأكّد ذلك، سيكون عليكَ أن تركع أمامي.”
تمتم الرجل بكلمة “ركع؟” ثمّ ضحك بهدوء.
“حسنًا، فليكن.”
* * *
أن يأتي تنفيذ إخلاء إجباري فجأة على منزل عاشت فيه إيلا بسلامٍ لسنوات!
‘يبدو أنّه تمّ وضع رهنٍ على المنزل منذ حوالي ثلاث سنوات.’
‘هذا يعني أنّكِ، آنستي، اقترضتِ مالًا من بنكنا بضمان المنزل.’
كان هناك سوء فهمٍ واضح.
‘بما أنّ موعد السداد قد انتهى، سيتمّ حجز المنزل المرهون… ربّما تمّ إرسال إشعار بالتخلّف عن السداد، ألم تتلقّيه؟’
شعرت إيلا وكأنّها وقعت ضحيّة خدعةٍ مدبّرة بعناية.
بينما كانت تعود إلى المنزل بخطواتٍ بطيئة، شعرت وكأنّ تركيزها يتلاشى تدريجيًّا.
لم تفهم كيف يمكن لأحدٍ أن يرهن منزلًا مسجّلًا باسمها.
‘ربّما أعطيتِ ختمَكِ الرسميّ أو تفويضًا لشخصٍ ما، أو ربّما سُرق منكِ.’
سأل موظّف البنك عن احتمال سرقة الهويّة، لكنّ ذلك كان مستحيلًا.
لم يكن هناك لصوص في قرية ريفيّة كهذه، ولم تُعطِ ختمها أو تفويضًا لأحد.
‘لم يتمّ العثور على أيّ تزويرٍ أو تعديلٍ في الوثائق، ولا يمكننا فعل المزيد من جانبنا…’
بمعنى آخر، كان عليها أن تتحمّل مسؤولية هذا القرض بالكامل.
توسّلت إيلا أن يكون هناك حلّ، أيّ حلّ لهذا الوضع.
‘لا حلّ سوى أن تجدي الشخص الذي انتحل هويّتكِ وتطالبيه بالتعويض.’
انهمرت الدموع.
كان هذا المنزل هو أغلى ما تملك.
كانت تعتقد أنّ هذا العالم الجديد الذي وُلدت فيه من جديد هو نعيمها، فقط لأنّ لديها منزلًا باسمها.
في حياتها السابقة، عاشت إيلا، أو بالأحرى هان يون وو، حياةً صعبة، بالكاد قادرةً على دفع الإيجار الشهريّ.
كانت تخشى أن تُطرد من عملها لصالح موظّفٍ جديد، فتحمّلت كلّ أنواع المهام، ولم ترفض العمل الإضافيّ لتكسب المزيد من المال.
كانت تلك حياة إيلا، أو هان يون وو، اليوميّة.
في يومٍ عاديّ كغيره،
بعد ليالٍ من العمل الإضافيّ، شعرت بألمٍ في عينيها من ضوء الشاشة.
مدّت ذراعيها لتتمطّى، لكنّ جسدها بدأ يرتجف فجأة.
سمعَت طنينًا كالطنين في أذنيها، ثمّ بدأت عضلاتها تفقد قوّتها.
وهكذا، ماتت يون وو بلا معنى.
ثمّ فتحت عينيها لتجد نفسها هنا.
نفت يون وو الواقع أمامها، مشكّكةً في هذا العالم الجديد.
عندما أدركت أنّ هذا ليس حلمًا ولا عالمًا بعد الموت، تذكّرت الروايات الإلكترونيّة التي كانت تقرؤها كهواية.
روايات عن أشخاصٍ يتذكّرون حياتهم السابقة، يولدون من جديد في عالمٍ آخر، ويصبحون أبطالًا فيه.
بالطبع، قرأت يون وو عددًا لا يُحصى من الروايات في حياتها السابقة، لكنّ ذكريات إيلا كانت غائبة تمامًا.
حتّى اسمها، إيلا، لم تكن متأكّدة إن كان مستوحى من روايةٍ قرأتها أم لا.
لكن، مقارنةً بحياتها السابقة، كان هناك تحسّنٌ واحد: لدى إيلا منزلٌ باسمها.
لكنّ هذا الأمل الوحيد كان الآن على وشك أن يُحجز.
“هاه…”
واصلت إيلا السير.
أوّلًا، يجب أن تبلغ الشرطة كما نصحها موظّف البنك.
9,860,000 عملة ذهبيّة.
مبلغٌ لن تراه في حوزتها طوال حياتها كلّها.
هل يمكن سداده في أسبوع؟
إن لم تستطع السداد؟
ستفقد منزلها، أغلى ما تملك، إلى الأبد.
ستتشرّد إيلا بلا مأوى، وتموت جوعًا في النهاية.
لا، هذا غير ممكن.
وضعت إيلا يديها بين خصلات شعرها، تضغط على رأسها، آملةً أن يخطر لها حلّ.
يقولون إنّ المال اقتُرِض قبل ثلاث سنوات.
قبل ثلاث سنوات، كانت إيلا طريحة الفراش بسبب الحمّى.
أين بدأ الخطأ؟
عندما فقدت هان يون وو وعيها من الإرهاق في حياتها السابقة وفتحت عينيها هنا، كان أوّل ما فعلته هو معرفة هويّتها.
كان سكّان الحيّ يدعونها إيلا.
وجدت اسم إيلا مكتوبًا على أغراضٍ في المنزل، فتأكّدت أنّ هذا هو اسمها في هذا العالم الجديد.
قرّرت إيلا التأقلم مع هذا العالم، فأمضت أيّامًا في تفقّد المنزل.
في درج الطاولة، وجدت بطاقة تسجيل سكّان الإقليم تحمل صورةً مطابقة لوجهها.
وأسفلها، كانت وثيقة المنزل، أغلى ما تملك.
في الروايات التي قرأتها في حياتها السابقة، كانت الخادمات تصرخ “آنستي!” أو يناديها والداها “إيلا!” ليخبروها بهويّتها.
لكنّ هان يون وو المسكينة اضطرّت لمعرفة اسمها بنفسها!
الآن، بعد أن بدأت تتأقلم وتعيش حياةً جيّدة، تواجه هذه المحنة.
إذا لم تسدّد الدين خلال أسبوع، ستُطرد من منزلها.
أثناء سيرها غارقةً في التفكير، عادت إلى القرية.
كان الحيّ هادئًا كالمعتاد.
بعد ضجّة الصباح، يبدو أنّ الجار قد أنهى ترتيب أغراضه.
“آه…”
تنهّدت إيلا تلقائيًّا.
محتالٌ مجهول استولى على منزلها كضمان لقرض، وفي المنزل المجاور، انتقل رجلٌ وقح.
تذكّرت الرجل الجار، فشعرت بصداعٍ يزداد.
لحظة، ما هذا؟
فتحت إيلا عينيها نصف مغلقتين، ونظرت إلى شخصٍ يتجوّل أمام الباب.
✧ تـرجـمـة: مـيـل ~☆
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

عالم الأنمي عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!

إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 2"