بدأت مابيل تشرح لسيغموند بوضوح وثبات.  

 

“أعتقد أن الشخص الذي تتجنبه أمي أكثر من غيره هو أبي.”  

 

في الماضي، كتب سيغموند أطروحات نيابةً عن صوفيا، بل ونسب إليها إنجازاته.  

 

حتى الآن، بعد نهب مختبره، لم يُصدر أمرًا بملاحقتها على نطاق واسع.  

 

‘ربما لأن سيدي يحب صوفيا، فلم يستطع فعل ذلك.’  

 

صوفيا تعرف هذا، لذا لن تجعل سيغموند أولويتها في التجنب.  

 

لكن الأمر مختلف مع كايسر.  

 

بدأت تعاسة صوفيا بسبب كايسر.  

 

مهما ندم كايسر، لن ترغب في لقائه.  

 

بالطبع، هذا شيء لا يعرفه إلا الأطراف المعنية، لكن مابيل كانت تعرف.  

 

‘لأن هذا ما جاء في الرواية.’  

 

تحدثت مابيل إلى سيغموند بثقة.  

 

“إذن، إذا هددنا أمي قائلين ‘نحن نعرف مكانكِ، لكن لن نخبر كايسر، لذا تعاوني معنا’، ألن ينجح ذلك؟”  

 

“همم…”  

 

أطلق سيغموند أنينًا أمام تحليل مابيل اللاذع والبارد.  

 

‘هل كنت مخطئًا في تفكيري؟’  

 

ظن أنها، كطفلة تتوق إلى الحب، ستشتاق إلى حنان أمها.  

 

لكن أن تقترح بكل هذا الحماس تهديد أمها؟  

 

‘لا أعرف ما الذي حدث…’  

 

لكن كان واضحًا أن مابيل لا تمانع استخدام صوفيا.  

 

“حسنًا، فلنجرب حسب اقتراحكِ.”  

 

هكذا، وبخلاف قلقه، استطاع سيغموند تحضير الورقة الحاسمة براحة بال.  

 

* * *  

 

وهكذا، حصل على العريضة التي قدمها داين الآن.  

 

“ألم تحضر الشاهدة؟”  

 

“صحيح. كانت لديها ظروف خاصة. كما ترون في العريضة، الدوقة صوفيا آشيلونيا هي أيضًا ضحية عنف أسري.”  

 

تسبب هذا الخبر المذهل في ضجة بالقاعة.  

 

كانت قصة الحب العاطفية بين دوق آشيلونيا وزوجته مشهورة.  

 

زواج من الحب الأول، وهو أمر نادر جدًا في المجتمع النبيل.  

 

بل إن صوفيا أنجبت وريثةً لكايسر، الذي اشتهر بعقمه.  

 

كان ذلك دليلًا على العلاقة الوثيقة بينهما.  

 

لكن داين نفى هذه الشائعات بصوت قوي وثابت.  

 

“لذلك، تطالب عائلة إسكليد بسحب حضانة مابيل آشيلونيا من الدوق كايسر آشيلونيا، مع تخصيص الحضانة الكاملة للدوقة صوفيا أشيلونيا وفقًا لرغبتها.”  

 

“هذا هراء! صوفيا مفقودة حاليًا!”  

 

ادعى كايسر أن العريضة مزورة، لكنها تحمل توقيع صوفيا.  

 

لكن عند مقارنتها بعقد زواجها، تأكد أنه توقيعها بالفعل.  

 

فانتشرت الضجة في القاعة بمعنى آخر.  

 

لم يكن هناك من لا يعرف في الإمبراطورية أن سيغموند يذوب أمام كلام صوفيا.  

 

على الرغم من نفيه الرسمي، كان الجميع يعتقد أن سيغموند يكن مشاعر لصوفيا.  

 

والآن، يدافع عن صوفيا ويسعى للحصول على حضانة مابيل باسم عائلة إسكليد.  

 

ألا يبدو هذا وكأن سيغموند يحب صوفيا حقًا؟  

 

“إذن، ربما شائعة خيانة الدوقة آشيلونيا…”  

 

“هل الوالد الحقيقي للأميرة الجالسة هناك هو…؟”  

 

عندما ازدادت همهمات الناس، ضرب القاضي بمطرقته لإسكات الجميع.  

 

في تلك الأثناء، أكمل القاضي مراجعة عريضة صوفيا.  

 

“تم التحقق من صحة ادعاءات المدعي. وفقًا لقانون الإمبراطورية، يصعب تخصيص الحضانة دون طلاق، لكن نظرًا للظروف الخاصة لهذه القضية، سأصدر الحكم.”  

 

“سيدي القاضي!”  

 

صاح كايسر بقلق من هذا الانقلاب غير المتوقع، لكن القاضي لم ينظر إليه وأعلن الحكم.  

 

“المدعى عليه كايسر آشيلونيا أقر بمحاولته وضع وصمة على إنسان بختم معدل بشكل غير قانوني، وبشهادة زوجته صوفيا آشيلونيا، تأكد إساءته المروعة لابنته مابيل آشيلونيا، لذلك-”  

 

“سيدي القاضي!”  

 

اندفع كايسر الغاضب خارج مقعده لمنع القاضي، لكن المطرقة سقطت أولاً.  

 

“تُسحب منه الحضانة.”  

 

طق، طق، طق.  

 

تجمد وجه كايسر من الصدمة، وصدر الحكم النهائي الذي لا رجعة فيه.  

 

* * *  

 

بعد قليل، داخل العربة العائدة إلى القصر، سأل كليك بحدة:  

 

“لكن لماذا ذهبت حضانة مابيل إلى تلك السيدة؟ لِمَ أعطيتموها لها؟”  

 

في الحقيقة، شعرت مابيل أن هذا غير متوقع أيضًا.  

 

كانت تظن أن سيغموند سيحصل على الحضانة.  

 

‘ألم يقل إنني سأتمكن من اختيار مكان عيشي؟ ألم يقصد أنني يمكنني اختيار قصر الدوقية؟’  

 

نظرت مابيل إليه بفضول، فتنحنح سيغموند وقال:  

 

“لسحب الحضانة من صوفيا، كان علينا تقديم دليل على تورطها في الإساءة.”  

 

“كان يمكننا فعل ذلك! نشأت مابيل وحدها هناك بسبب كايسر، لكن في الأساس تلك السيدة-”  

 

“كليك.”  

 

هدأ سيغموند كليك المتحمس.  

 

أدرك كليك متأخرًا أنهما، على أي حال، والدا مابيل، فأغلق فمه.  

 

“لِمَ؟ أخي كليك لم يقل شيئًا خاطئًا.”  

 

“مـ-ماذا؟”  

 

“كل ما قاله أخي صحيح.”  

 

عندما سأل كليك بدهشة، أجابت مابيل بهدوء.  

 

“سواء كانت موجودة أو غائبة، كان الأمر واحدًا. لذا لم أشعر بالوحدة عندما غادرت أمي.”  

 

أغلق كليك فمه الآن بمعنى آخر.  

 

من حين لآخر، كان يفكر أن مابيل تملك قلبًا ضعيفًا.  

 

بفضل ذلك، يمكن رؤية قاعها بوضوح، مما يجعل من السهل فهم آلام مابيل، لكن في الوقت ذاته، لا يمكن قياس عمقها.

 

تبدو ضحلة لأن القاع مرئي، لكن بمجرد أن تغمر قدميك، تغرق بلا نهاية.  

 

‘هذا صعب…’

 

كيف يمكن جعل قلب مابيل وجروحها أقل عمقًا؟  

 

بينما كان كليك صامتًا، تحدث سيغموند بحذر بعد صمت طويل.  

 

“لإجراء محاكمة، يجب حضور الطرف الآخر. يمكن فرض الحضور القسري إذا رفضوا المحاكمة مرارًا، لكن ذلك يستغرق وقتًا طويلًا.”  

 

“…”.  

 

“وكليك، أنت رأيت. محاولة وضع الختم على مابيل يمكن لآشيلونيا قلبها بسهولة في الرأي العام، لأنها في النهاية محاولة لم تكتمل.”  

 

“لكن ذلك الختم كان حقيقيًا! تسبب بألم، وكان من الممكن أن يُوضع على مابيل فعلاً…”  

 

“أعرف ذلك جيدًا.”  

 

مرّت تعابير الألم على وجه سيغموند للحظة.  

 

فوجئت مابيل وهي تستمع بهدوء.  

 

‘يتحدث وكأنه عاش التجربة…’  

 

كان ذلك غريبًا.  

 

فباستثناء الإمبراطور، لا يمكن أن يكون ختم العبودية قد وُضع على سيغموند، أعلى شخصية في البلاد.  

 

“على أي حال، لو انتظرنا حضور صوفيا في المحاكمة، لكانت حضانة مابيل بقيت مع كايسر. كليك، أنت لا تريد ذلك، أليس كذلك؟”  

 

“بالطبع! سمعتُ أن أمر التقييد له مدة محدودة! هذا يعني أن مابيل كانت ستعود إلى هناك يومًا ما!”  

 

هز كليك رأسه بقوة وكأن الفكرة مرعبة.  

 

“لذلك قررنا القيام بالأمور خطوة بخطوة. أولاً، إنقاذ مابيل من كايسر…”  

 

ألقى سيغموند نظرة على مابيل.  

 

عندما بدت غير متأثرة، واصل كلامه.  

 

“والخطوة التالية هي إنقاذها من صوفيا.”  

 

آه، إذن هناك مراحل.  

 

‘لم يكن الدوق يتخلى عني.’  

 

شعرت مابيل بالراحة دون وعي، ثم تفاجأت.  

 

بهذا، يبدو وكأنها حزينة على عدم قدرتها أن تصبح ابنة سيغموند بعد المحاكمة اليوم!  

 

هذا ليس صحيحًا على الإطلاق.  

 

لم تحلم أبدًا بمثل هذه الرفاهية.  

 

‘اهدأي، اهدأي!’  

 

رسمت مابيل خطوطًا واضحة بينها وبين سيغموند في ذهنها.  

 

“آه… لو تمكنا من فعل كل شيء دفعة واحدة… لكنتِ أنتِ وسيدي تبدوان كعائلة حقيقية، لأنكما متشابهان.”  

 

من جهة أخرى، ظل كليك متجهمًا رغم سماع التفسير.  

 

بعد أن تمتم لفترة، نظر إلى مابيل وقال بحيوية:  

 

“لكن لحسن الحظ، يا مابيل. يمكننا البقاء معًا من الآن فصاعدًا!”  

 

رغم أن حضانة مابيل لا تزال مع صوفيا، إلا أن صوفيا مفقودة حاليًا.  

 

وعلاوة على ذلك، ذكرت العريضة أن حماية مابيل موكلة إلى عائلة إسكليد.  

 

كان هذا بالضبط ما خطط له سيغموند، لكن مابيل لم تكن تعلم.  

 

على أي حال، هكذا أصبح بإمكان مابيل البقاء في الدوقية إلى أجل غير مسمى.  

 

ما لم تتحد صوفيا مع كايسر مجددًا وتطالب باستعادة الحضانة.  

 

‘إن نهاية هذه الرواية هي نهاية سعيدة للأبطال، وهذا يقلقني…’  

 

كانت مابيل عازمة بكل قوتها على منع ذلك.  

 

* * *  

 

في تلك الليلة.  

 

بعد تفكير طويل، ذهبت مابيل لزيارة سيغموند.  

 

لمنع النهاية السعيدة للأبطال، أي سقوط صوفيا، كان عليها تأكيد شيء أولاً.  

 

“سيدي، إلى أي مدى تحب أمي؟”

 

★ تـرجـمـة: لـيـنـو ~★