ارتفع نصل سيف منقوش بدقة، موجهًا نحو عنق لاندر الذي أفلت سيفه.
“كنت أتعجب لِمَ لا أرى لا مابيل ولا أنت.”
“سيـ… سيدي…”
والذي صدّ سيف لاندر لم يكن سوى كيسار نفسه.
“ألَم أقل من قبل إن الوحوش ذات الشعر الأسود لا ينبغي اقتناؤها؟”
كانت يد كيسار القابضة على مقبض السيف ترتجف من الغضب والخيانة.
“سيـ… سيدي، أنا…!”
حاول لاندر أن يتفوه بعذر ما، لكن كيسار لم يمنحه الفرصة.
وبلا أدنى تردد، مزّق صدر لاندر بضربة واحدة.
“كههك…”
تقيّأ لاندر دمًا وهوى جسده مترنحًا إلى جانب الأرض.
توسّعت تحت جسده بركة دم غليظة شيئًا فشيئًا.
“هيكـ…!”
“كغغ…!”
وضعت مابيل يدها على فمها، مصدومة من هذا المشهد المروّع.
أما كليك، فقد كان بدوره مذهولًا، فابتلع أنينًا مرتجفًا.
ورغم ارتعاش ساقيه، فقد تماسك بصعوبة ليحمي مابيل.
“هاه…”
أطلق كيسار زفرة وهو ينفض سيفه، وملامحه خالية تمامًا من أي اضطراب.
حتى لو قتل حشرة، لما بدا عليه هذا القدر من اللامبالاة.
ارتجفت مابيل مرة أخرى من قسوته الباردة.
“غريب…”
أعاد كيسار سيفه إلى غمده، ثم التفت نحو الطفلين.
“كنت قد سمعت أنك تناولتِ الدواء الذي أعطيتكِ كله.”
الآن، في عينيه الزرقاوين اللتين ثبّتهما على مابيل، لم يبقَ أي أثر حتى من الودّ الزائف الذي تظاهر به من قبل.
كل ما بدا فيهما هو الضيق والانزعاج من أن الخطة قد تعثرت.
“من المستحيل أن تكون تلك الخادمة قد كذبت عليّ.”
جال بصره بتأنٍ على مابيل، التي كانت مختبئة خلف كليك وقد استبد بها الذعر، حتى توقف عند موضع بعينه: يدها الملفوفة بقطعة قماش وقد تسرّب منها بقعة دم دائرية.
“ها.”
ضحك كيسار ببرود وقد أدرك ما حدث.
“حقًا، مهارتك في المكر لا تختلف عن أمك.”
ففي القصة الأصلية، كانت صوفيا أيضًا قد لجأت إلى حيلة كهذه لتفرّ من قلعة آشيلونيا.
“لكن على الأقل، لا تذرفين دموع الشفقة على نفسك كما كانت هي تفعل.”
انعوج طرف فم كيسار بابتسامة مُرة وهو يسترجع ذكرى صوفيا.
لقد حصل على هذا القصر الجميل كي يحمي صوفيا، بعد أن مات والدها المحب لها، وكاد إخوتها أن يبيعوها.
فلو ورث الابن الشرعي اللقب، لصار كيسار الابن غير الشرعي مجرد رجل من العامة، ولما استطاع عندها أن يحميها.
التعليقات لهذا الفصل " 40"