الفـصل الرابع

كانت الطفلة تضحك بمرح وهي تداعب لبدة رعد

أصيب لوس بصدمة قصيرة من هذا المنظر

بما أن رعد كان صعب المراس، حتى لوس لم يسبق له أن لمسه بهذه الحميمية

“ما هذا، هذه الطفلة المريبة”

في تلك اللحظة بالذات، بينما كان لوس يضيق عينيه

“صحيح! إنها مريبة”

أبرزت الطفلة كتفيها بثقة كما لو كانت كلبة نجحت في لعبة الصيد

ثم أخرجت من جيبها شوكة صغيرة جدًا بالكاد تُرى

“لدي ما أقوله! في الحقيقة، أنا من عالج رعد!”

“من أنت؟”

“أنا كوكو! وهنا الدليل، الشوكة!”

“كوكو؟ لماذا يبدو هذا الاسم مألوفًا، على أي حال، أرني إياها”

مدت كوكو يدها بقلب يخفق، مخفية حماسها

“تلك الشوكة، عالقة من شيء أكله بسرعة في مستشفى بعيد، شكلها مميز، إذا أريتها للوس سيعرف”

كما قال رعد، اتسعت حدقتا لوس عندما أمسك الشوكة

“مهلاً، هذه الشوكة”

كانت كما قال رعد بالضبط

“لا توجد في هذه المنطقة على الإطلاق، بل توجد فقط في سهول المنطقة التي درس فيها لوس، متعلقة بزهرة نادرة”

بينما كان يتذكر كلام رعد

تقدم دوت بمكبرة، فحص فم رعد، ثم أطلق تنهيدة إعجاب قصيرة

“كلام الطفلة صحيح، هناك خدش دقيق للغاية في اللسان من الشوكة، وعلاوة على ذلك”

كان رعد ملتصقًا بجانب كوكو

من الواضح للجميع أنهما شكلا علاقة ودية

“من الواضح أيضًا أن الطفلة هي من عالج رعد”

في لحظة، أصبح الوضع غير مواتٍ، وظهرت على وجه باتريشيا نظرة ارتباك

“لا حاجة للتبريرات”

تحت نظرة لوس الشرسة، انحنت باتريشيا بسرعة

“أنا، أنا آسفة!”

“على ماذا بالضبط؟”

“طمعًا في المديح، أنا”

“أوه”

ميل لوس رأسه بنظرة ماكرة

“لقد كذبت علي، لذا يجب أن تكوني مستعدة لدفع الثمن”

“أنا، أنا آسفة”

حدق بها بنظرة باردة، ثم نظر إلى كوكو

“مزعجة، على أي حال، أنت، اسمك كوكو، صحيح؟”

“نعم! أنا كوكو!”

أدارت كوكو نظرها عن باتريشيا المرتجفة

‘لا مفر، لمقابلة أختي، يجب أن أصبح كلبة سيئة!’

هكذا قال رعد

الناس لن يصدقوا شيئًا مثل “كوكو عالجت رعد”

لذا وضعت رأسي مع رعد

وككلبة سيئة، خططنا لخطة سيئة

“همم، طموحة جدًا، إذن من أنت؟ خادمة؟ طبيبة بيطرية؟”

بردت الأجواء بكلام لوس

ميل لوس رأسه وربت على كتف دوت

“

آه، لماذا هذا التعبير؟ دوت، هل هي ابنتك؟”

في تلك اللحظة، كسر دوت الصمت وتمتم بهدوء

“سيد لوس، أعتذر عن قول هذا”

“ماذا؟”

“إن الطفلة هنا ليست خادمة ولا طبيبة بيطرية، وبالتأكيد ليست ابنتي، أنا لم أتزوج بعد”

“إذن من هي؟”

“الطفلة هي الابنة الصغرى لهذه العائلة”

احمر وجه لوس

“لا، مستحيل، ذلك العجوز، مجنون، عجوز غريب الأطوار، في هذا العمر، طفلة، أنجب”

لوح دوت بيديه بسرعة

“مهلاً، ليس كذلك! لقد عدت من دراستك في الخارج منذ 

أسبوع فقط، يبدو أن الخبر لم يصلك!”

“ماذا؟ اشرح بالتفصيل”

“إنه”

شرح دوت التفاصيل بعمق

عندما انتهى دوت، فتح لوس فمه حتى بدا حلقه القرمزي

“الآن أتذكر، سمعت شيئًا عن هذا، لكنني نسيته لأنه لم يكن مهمًا، إذن، هذه الطفلة المتسخة هي الابنة الاحتياطية لعائلتنا؟”

هزت كوكو رأسها

“لا!”

“إذن كيف تسير الأمور؟”

“أنا، لأن الوصمة لم تظهر، سأطرد قريبًا!”

“ماذا؟”

“لكن هذا لا يهم، لقد حققت إنجازًا اليوم!”

أطلق لوس صوتًا كما لو كان يفهم وهز لسانه

“آه، يبدو أنك أنقذت رعد لأنك لا تريدين أن تطردي من العائلة، صحيح؟”

“لقد استخدمت عقلك قليلاً، لكن إزالة شوكة واحدة لن تجعلنا نتبناك، أنا لم أتزوج، وأنا مجرد شخص عابث بلا سلطة، التبني في العائلة يُقرر من خلال مشاورات والدي ومجلس الشيوخ”

لكن كوكو، التي كان يُفترض أن تشعر بالإحباط، لمعت عيناها فقط

بل وضعت يديها على خصرها ونظرت إلى لوس بثقة!

“أمم، ليس التبني!”

“إذن ماذا؟”

“أمنيتي هي مقابلة الآنسة كلوي!”

فتح لوس فمه بدهشة

“ماذا؟ هل سمعت خطأً، من؟”

من هي كلوي أردوس؟

الابنة الثالثة لعائلة أردوس الدوقية

لكنها تُعرف في المجتمع كشريرة مروعة

بسبب طباعها الصعبة، وبروزها كـ”ساحرة ظلام” 

تتعامل مع الظلام، وهو أمر مرفوض في الإمبراطورية

وعلاوة على ذلك، قبل عام

بعد موت كلبة كانت تحبها، أصبحت مجنونة تمامًا

لقد لوثت جناحها المنفصل بالظلام

لكن

“قيل إنني إذا حققت إنجازًا عظيمًا، يمكنني مقابلة أحد أفراد العائلة المباشرين”

“لا، أعني”

“لذا أنا، دعني أقابل الآنسة كلوي!”

هذه الطفلة الصغيرة تريد مقابلة كلوي الخطرة؟

أبرزت كوكو بطنها المستدير بثقة

كما لو كانت دمية صوفية مرسومة جيدًا بأقلام التلوين

بعد ساعات قليلة

دخل لوس إلى عيادة دوت وهو يفرك عينيه المتعبتين

“دوت، هل وصلت تلك الطفلة المتسخة إلى كلوي بخير؟”

“نعم، أخذتها الخادمة للتو”

“يا إلهي، طفلة متسخة مذهلة، لا أعرف السبب، لكنها تتدحرج إلى أطراف خطرة”

كلوي، المعروفة بالجميع كشخصية عابثة غريبة الأطوار

بل إنها تعاني مؤخرًا من أعراض انفجار القدرات

“يا، أنت ستموتين هكذا، نواة المانا لديك دُمرت بنسبة تزيد عن النصف”

الأشخاص ذوو القدرات، إذا استخدموا قدراتهم بشكل مفرط، تُدمر نواة المانا وينفجرون ويموتون

كلوي لم تكن لتجهل ذلك

ومع ذلك، لم تتخذ أي إجراء، فقط استلقت كجثة

“وما شأنك أنت؟”

“يا، أنا، حسنًا، لست مقربًا منك كثيرًا، لكن، أنا أخوك، أنا قلق”

“اخرج وأنت تقول الكلام الحسن”

هز رأسه في نفسه

“إذا طردتها كلوي، سأضطر لالتقاط تلك الطفلة المتسخة”