3
الفصل الثالـث
“نعم. لقد أجبتك!”
“ا، ا، ا، انتظري لحظة.”
دوّى صوت ارتطام ، فتراجع “ثاندر” مرتعبًا وسقط أرضًا، ثم قفز واقفًا بسرعة
“س-سأعيد السؤال. هل… هل تسمعينني حقًا؟ أعني، لا كنباح أو صوت حيوان، بل ككلام فعلي؟”
“نعم، أسمعك بوضوح تام.”
أنا كنتُ كلبًا رائعًا في حياتي السابقة، بعد كل شيء.
عند سماع ذلك، لمع بريق الحياة في عيني ثاندر التي كانت خامدة كالميت منذ لحظات.
“هذا المخلوق… ليس غبيًا بل عبقري! إذًا أرجوك! ساعديني! أنا أتألّم!”
“هاه؟”
أملتُ رأسي في استغراب.
“أين يؤلمك؟”
أخرج ثاندر لسانه اللامع وقال بصوت متقطع:
“هُنا شوكة!”
لم أستطع رؤيتها جيدًا…
يا للغرابة، كل هذا الصراخ من شوكة صغيرة في اللسان. يا لك من مدلّل.
‘يبدو أن روس كان يُدلّلك كثيرًا.’
أزلت الشوكة الصغيرة التي بالكاد تُرى بالعين المجردة.
“إذًا كنتَ تمتنع عن أكل التبن والجزر والماء، وتؤذي الناس… فقط بسبب شوكة؟”
“نعم! تلك الشوكة اللعينة سببت لي توترًا لا يُحتمل! أما أولئك الأطباء البيطريون، فلا فائدة منهم، لم يتمكنوا حتى من رؤيتها!”
طبعًا، لأنك كنتَ تركل كل من يقترب منك…
لكن المهم الآن ليس هذا!
بدأت أربّت على لبدة ثاندر اللامعة وأنا أسأله بلطف:
“حسنًا، الآن كل شيء بخير، أليس كذلك؟ إذًا أخبرني! ما معنى «تحقيق إنجاز» الذي تتحدثون عنه؟”
“همم، علاج حصانٍ نبيلٍ مثلي يُعتبر نوعًا من الإنجاز أيضاً!”
“حقًا؟ يعني إزالة شوكة تُعدّ إنجازًا!”
“بالضبط. لكن اسمعي، سمعتُ أنكِ طفلة مُتبناة، أليس كذلك؟ عندها، ستُسلب منكِ كل مكافأة. هذه العائلة لا تمنح الفضل بسهولة لطفلة بلا نفوذ.”
“هذا لا يمكن! يجب أن أنال الفضل لألتقي بأختي!”
وضعتُ يديّ على رأسي وأحكمت قبضتي بتوتر.
كيف أستطيع منعهم من سرقة إنجازي؟
الأولوية في حياتي: أختي أولاً، والبطاطا الحلوة ثانيًا.
فقط حين يتعلق الأمر بهذين، يبدأ عقلي بالعمل بجدية.
وبعد مرور بعض الوقت—
فتحت الطبيبة البيطرية البديلة “باتريشيا” باب الإسطبل بلا مبالاة…
(فالمانهوا كان مبين انه بيطري على ما اتذكر . بكمل ترجمة كـ صفة انثى)
ثم جمدت في مكانها من شدة الصدمة.
“أنتِ! هل فقدتِ عقلك؟!”
كانت هناك طفلة غريبة تمسح على لبدة ثاندر بهدوء.
‘لكن كيف دخلت؟ وضعتُ تعويذة تمنع الغرباء من الدخول!’
إذًا، لا بد أنها من داخل العائلة…
كانت باتريشيا على وشك الصراخ لكنها توقفت فجأة.
‘لكن… حالة الحصان ممتازة!’
لم يكن متوترًا، ولم يتحرك حتى وهي تلمسه!
اقتربت بخطوات مترددة من الطفلة.
“أنتِ، من… من تكونين؟”
“أنا؟ كوكو!”
“كو… كو… كوكو؟”
حين دفعت الطفلة بطنها الصغير للأمام، تذكرت باتريشيا شيئًا فجأة.
‘آه… أليست هذه الطفلة التي سيُلغى تبنّيها قريبًا؟ ماذا تفعل هنا؟’
رفعت باتريشيا كوكو بذراع واحدة بوجه منزعج.
“لا أعلم كيف وصلتِ إلى هنا، لكن ابقي هادئة يا صغيرة.”
لكن الأهم الآن كان حالة ثاندر.
بحثت حولها حتى وجدت أدوات الفحص البيطري المعتادة.
“يا للعجب…”
بعد فحص دقيق لحالته
من العينين، والأسنان، والساقين — لم تجد أي خلل.
بل بدا هادئًا ومرتاحًا، حتى أنه تثاءب بسعادة.
ابتسمت باتريشيا وهي تمشط لبدته:
“حقًا إنك رائعة.”
“هاه؟”
“أعني، كيف نجحتِ في تهدئة حصان حساس مثله؟”
كان ثاندر، الحصان الأعزّ لدى روس، في صحة ممتازة.
من المؤكد أن مكافأة عظيمة ستُمنح لمن أنقذه ، وهي بالطبع طمعت بها.
“حسنًا، يجب أن أقدّم تقريرًا فورًا. سأقول إنني أنا من عالجت السيد ثاندر!”
“ماذا؟ لكن أنا من – وأنتِ قلتِ إنني…”
“آه، زلة لسان فحسب. تذكرت الآن أنني استخدمت الأدوات هنا، إذًا أنا من عالجه، أليس كذلك؟”
قالت ذلك بابتسامة باردة وهزت كتفيها.
‘هي طفلة لا تعرف شيئًا، ومن المستحيل أن تكون هي من شفى ثاندر. بالتأكيد كان مجرد حظ.’
قالت باتريشيا في نفسها وهي تضحك بسخرية:
“هيا يا صغيرة، يجب أن تعودي إلى جناحك.”
“هاه؟ لكن عندي شيء أريد قوله…”
“لا بأس، سأنادي الوصيفة لتوصلكِ.”
كانت تتعامل معها ببرود كما لو كانت تتخلص من عبء مزعج.
‘على أي حال، هذه الطفلة ستُطرد قريبًا.’
وبينما كانت تدندن بارتياح، حملت كوكو بيد وأغلقت باب الإسطبل بالأخرى.
“آه، لا أطيق الانتظار لأقابل السيد روس! ترى ما نوع المكافأة التي سأحصل عليها؟”
“هل تقولين إنكِ أنتِ من عالجتِ السيد ثاندر؟”
“نعم، فعلتُ ذلك بنفسي!”
عاد الطبيب البيطري “دوت” بعد أن سمع تقريرها، وصُدم بحالة ثاندر الممتازة.
“مذهل! كيف فعلتِها؟”
“هاها، لم يكن أمرًا كبيرًا.”
بدأت عبارات الثناء تنهال عليها… إلى أن فُتح باب الإسطبل فجأة بصوت مدوٍّ!
“سمعت أن ثاندر شُفي تمامًا، أين هو؟!”
“آه، تفضل، سيدي.”
الداخل كان “روس أردوس” ، رجل بشعر أسود قصير وعيون حمراء حادة.
بمجرد أن دخل، غمرت هيبته المكان. كان من أصحاب القوى النادرة في التحكم بالرياح.
لكن رغم ذلك، كانت سمعته داخل العائلة سيئة؛ يُقال إنه أهمل واجباته كوريث، منشغلًا بالملذات.
“لم أستطع التركيز على أي شيء آخر حتى أتيت بنفسي. إذًا، ما كان مرضه؟”
تمتم الطبيب “دوت” وهو يمسح عرقه بتوتر:
“لـ، لـم نعرف اسم المرض بعد.”
“لا تعرفون؟ إذًا كيف شُفي؟”
احمرّ وجه باتريشيا وقالت بسرعة:
“آه! السيد ثاندر كان يعاني من عسرٍ بسيط في الهضم، فقط قطّعت له الجزر إلى قطعٍ أصغر!”
“هممم، يبدو مريبًا.”
وعندما حاولت باتريشيا لمس لبدة ثاندر لتثبت كلامها
“ههيييييينغ!”
انفجر ثاندر بالرفس والصهيل الغاضب!
تراجع الجميع بصدمة.
“قلتِ إنه يطيعك؟.”
“هـ، هـ، هاها، لا أدري لماذا يفعل هذا…”
نظرت باتريشيا بتوتر بينما كان روس يحدق في الحصان بعينين ضيقتين.
ثم فجأة توقّف ثاندر عن الركل، وتقدّم بخطوات رشيقة نحو روس.
“هاه؟ ثاندر، هل أردتَ معانقتي؟ تعال…”
لكنّ ثاندر تجاوز روس تمامًا
(اخ يضحك جحده)
وخرج من الباب المفتوح بخطواتٍ واثقة.
“ثاندر؟”
اتجهت الأنظار نحوه، حيث وقف أمام لافتة كُتب عليها “إسطبل”.
وأمام تلك اللافتة
كانت هناك طفلة صغيرة ذات شعر فضي لامع، وخدين ممتلئين، وعيون بلون زهرة السوسن الفاتحة.
“آآه، ثاندر!”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

عالم الأنمي عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!

إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"