I'm Single, But The Tyrant Is Obsessed With Marriage - 1
بعد طلاقها المخزي، أمضت الملكة شارلوت ثلاث سنوات تبحث بيأس عن شريك جديد، تتقدم بطلبات الزواج هنا وهناك. لكنها كانت تُرفَض في كل مرة.
انتشرت شائعات لدرجة أن الأطفال كانوا يكفون عن البكاء بمجرد سماع عبارة: “إن لم تتوقف، سنزوجك من الملكة شارلوت!” مما يدل على مدى انحطاط سمعة العائلة الملكية بسبب امرأة بلا خجل.
أخيرًا، لم يعد الملك -وزوجها السابق- فريدريك الثالث يحتمل الأمر، فأمر بنفي شارلوت إلى قلعة بولتون المتداعية. بدا و كأن تصرفاتها الغريبة قد وصلت إلى نهايتها.
<البحث عن زوج>
لا، لم تكن النهاية على الإطلاق.
<من مواليد 1826، الطول يصل إلى حوالي 5.5 قدم، مظهر لائق رغم الشيب، لست بارعة في الأعمال المنزلية، لكنني أمتلك إرادة قوية لأكون زوجة صالحة>
في الطابق الأعلى من مبنى حجري قديم، كان يُقال انه قلعة لأحد النبلاء قبل مئات السنين، جلست لوتي تكتب إعلانها، مصممة على بيع نفسها في “سوق الزواج” بأي ثمن.
رغم عدم رغبتها بالاعتراف، أصبحت الآن مستعدة للزواج من أي رجل مهما كان.
<كنت متزوجة في الماضي، لكن زواجي انتهى قبل ثلاث سنوات. لكي توافق الجمعية على الطلاق، يجب أن يكون هناك سبب يُنسب إلى الزوجة. لذا، قام زوجي السابق الخبيث والوضيع بتلفيق تهمة الزنا لي كي يطلقني ويتزوج عشيقته.>
<أؤكد لكم أن الأمر كله مجرد كذبة لا تستحق التصديق. خلال زواجي كنت كزهرة صناعية في غرفة زوجي، فهل هناك نحلة عاقلة تطير نحو زهرة بلا رائحة؟ زوجي السابق تزوجني فقط للاستيلاء على أموال عائلتي، وعندما حقق هدفه، قرر التخلص مني وجلب عشيقته إلى مكاني.>
بكل صراحة، رغبت في كتابة “الملك السابق وغد لا يستحق الاحترام!”
قبل عشر سنوات، كان ولي العهد هو حديث المجتمع بعد قصة حب مع ابنة أحد النبلاء، لكنه كان مجرد محتال بلا شرف. تزوجها فقط للاستيلاء على لقب عائلتها و ثروتها و إسكات المعارضين من النبلاء.
<ما أريده هو استعادة ثروتي المسلوبة من زوجي السابق. إذا تزوجتني وساعدتني في توكيل محامٍ، أعدك أن أكون الزوجة التي ترغب بها حتى آخر يوم في حياتي>
في ماتيلا، لم تكن حقوق المرأة في المملكة معترفًا بها. لم تستطع المرأة ممارسة أي نشاط اقتصادي أو توكيل محامٍ إلا من خلال زوجها.
بدافع استعادة ما سُلب منها، بحثت لوتي يوميًا عن زوج جديد، لكنها كانت تُرفَض باستمرار.
وهكذا وصلت إلى حالتها الحالية.
<بمجرد رفع الدعوى، أنا واثقة بنسبة 100% من الفوز. جميع الممتلكات التي سأستعيدها ستصبح مهري، وتشمل أراضي في مقاطعة ديمبيس بمساحة مليون فدان، مناجم، قصور فاخرة، فنادق، والعديد من الأعمال التجارية الأخرى…>
كانت لوتي منهمكة في كتابة قائمة المهور المتألقة حتى توقفت ببطء عن الكتابة. في الواقع، استعادة كل تلك الممتلكات حتى بعد الفوز بالدعوى وإجراءات المحكمة الطويلة قد يكون مستحيلاً.
القول بأن نسبة الفوز 100% كانت مجرد وهم. لا يوجد محامٍ في هذا البلد يمتلك الشجاعة أو المهارة لمواجهة الملك.
لكن لولا هذه الأكاذيب، كانت تدرك أن أحداً لن يقبل بها كزوجة وهي في وضعها المزري الحالي.
‘حياتي تحطمت بسبب… ‘
عضت لوتي على شفتيها وأخذت نفساً عميقاً من أنفها، محاولة تهدئة أعصابها.
لم يكن لديها وقت للراحة إذا أرادت إرسال إعلان زواجها قبل نهاية العام.
“آنا! أحضري ماءً دافئاً، الحبر جف…”
لكن قبل أن تنهي نداءها ، قُطع صوتها بسبب صوت انفجار مدوٍ من الخارج
اهتز البناء الحجري قليلاً بسبب شدة الانفجار.
لم تستطع لوتي رؤية الخارج، لكنها استمرت في الصراخ باسم خادمتها، آنا.
لكن لم يكن هناك أي رد، باستثناء أصوات الانفجارات المتكررة.
قلقة، اندفعت لوتي نحو الباب الذي كان عادةً مغلقاً بإحكام، لكنه فُتح بسهولة غريبة.
“آنا! براندون! توم!”
ركضت في الممر المظلم تنادي أسماء القلائل الذين كانوا يعيشون معها.
لم يكن هناك رد سوى صوت الانفجارات المتباعدة.
نزلت إلى المدخل الرئيسي و أدركت أن الجميع قد هربوا من القلعة.
بينما كانت تقف هناك في صدمة، سمعت أصوات قصف واضحة من الخارج.
خلف التل المنخفض المقابل للقلعة، كانت النيران والدخان الأسود يتصاعدان من المدينة القريبة.
كانت هناك حرب، و على عتبة القلعة.
هرعت لوتي للخروج من القلعة، وركضت في الاتجاه المعاكس للدخان. لكنها توقفت فجأة عندما واجهت جنديين يرتديان الزي العسكري الأزرق الداكن.
“هل انتهيت من التفتيش الخارجي؟”
سأل رجل يمتطي حصاناً بني اللون رجلاً آخر بشعر أزرق مخضر يقف بجانبه. بدا أنهما قائد و مساعده، ولم يلاحظا وجود لوتي.
تمسكت لوتي بالحائط وهي تصلي ألا يلاحظا وجودها.
“نعم، لا يوجد أي دليل على اقتحام أحد.”
“فتش القلعة بالكامل. الملك فريدريك الثالث قد يختبئ حتى في غرفة زوجته المنفية لينقذ نفسه.”
“هل فرّ الملك فريدريك و عائلته؟ ماذا يعني ذلك؟”
قطع القائد كلام مساعده بصوت حازم، ثم صمت فجأة.
أغمضت لوتي عينيها بشدة، متمنية ألا يقترب منها أحد.
“افتحي عينيك.”
تردد صوت بارد على مسامعها، فأطاعت وهي ترتجف. التفتت ببطء نحو مصدر الصوت.
رجل يرتدي الزي العسكري الأزرق الداكن، يمتطي حصاناً، كان ينظر إليها.
صوته العميق القاسي، فكه المشدود، ونظراته الحادة التي تتسلل من تحت قبعته جعلتها ترتعش.
“…..!”
عندما التقت نظراتها بعيونه الزرقاء المتألقة بشكل غريب، عرفت من يكون.
‘كاليكس فالديا’
الخائن الذي قتل الملك السابق، عار العائلة المالكة، و ولي العهد المجنون الذي قيل انه قتل كل امرأة تزوج منها.
خلال السنوات السبع التي قضتها كجزء من العائلة الملكية، التقت به مرتين فقط، لكنها تعرفت عليه فورًا، ولم يكن ذلك بسبب مظهره غير الواقعي فحسب.
العديد من الألقاب الرهيبة التي كانت تُستخدم للإشارة إليه تركت وجوده محفورًا في ذاكرتها طوال فترة وجودها كملكة ماتيلا.
‘لماذا هذا الرجل، الذي كان مسجونًا منذ زمن طويل، هنا الآن…؟’
لم تدم حيرتها طويلًا؛ فقد اكتشفت شارة ذهبية على صدره الأيسر، ترمز إلى ملك ماتيلا .
‘إنها حرب أهلية.’
لم تكن مجرد غارة من دولة مجاورة؛ بل كانت معركة بين الملك المخلوع فريدريك الثالث والملك الجديد كاليكس فالديـا.
وفي معركة السلطة هذه، كان الأبرياء هم من يدفعون الثمن ويموتون.
بلا اكتراث لأمان الأبرياء، ظل كاليكس، وهو ممتطٍ جواده البني، يحدق في لوتي بصمت. استمر هذا الهدوء حتى هدأت أنفاس الحصان المتعب من رحلته السريعة عبر الجبال.
شعرت لوتي بشيء يتصاعد في داخلها. هل هو الغضب؟
رغم أن اللقب كان شكليًا، إلا أنها كانت في يوم من الأيام ملكة ماتيلا. أن ترى هذا الرجل القاسي الذي يدمر القرى الآمنة ويقتحم منزلها كان كافيًا لجعلها ترتجف.
“كذبة…”
همست لنفسها بسخرية، فهي تعرف أن ما يملأ قلبها لم يكن الغضب العادل. كان الدافع للبقاء على قيد الحياة يفوق كل شعور آخر.
الشعور بالعار هو ما كان يحترق داخلها.
“أنا… أنا…”
بدأت لوتي تستسلم للخضوع والخوف، محاولة إظهار الخنوع من أجل البقاء على قيد الحياة. كانت على وشك أن تتوسل قائلة انهما كانا ذات يوم أقارب بالزواج، و انها ترغب في قتل فريدريك مثلما يرغب هو، فربما سيتذكر الأيام الخوالي ويرحمها.
لكن قبل أن تتفوه بكلمة أخرى، دوّى صوت انفجار هائل آخر. كان الصوت مرعبًا لدرجة أنها بالكاد استطاعت الوقوف، لكن كاليكس ظل هادئًا كالصخر.
“يا زوجة أخي.”
كانت كلماته ناعمة، وامتلأت عينا لوتي بالأمل. ربما تعرّف عليها، وإذا توسلت إليه جيدًا، فربما ينقذها…
“ماذا لو أرسلتكِ حيّة، و هربتِ إليه و أخبرتِه بكل شيء رأيتِه وسمعتِه؟”
لم يكن هذا سؤالًا؛ كان حكمًا. لم يكن ينوي أن يقبل بأي إجابة غير التي قررها بالفعل، وكان قد وجّه بندقيته نحوها.
في لحظة وجيزة، فكرت لوتي في آلاف الطرق للحفاظ على حياتها. ولكن عندما سُمِع صوت الذخيرة وهي تُلقَّم بسلاسة في البندقية، تبددت جميع خططها العبقرية بلا جدوى.
طاخ!
كانت تشعر بدفء الدماء تتدفق من صدرها بينما سقطت لوتي إلى الخلف وكأنها ارتدت بفعل قوة غير مرئية. الأوراق التي كانت تمسكها بيدها، والتي كتبت عليها إعلان الزواج العلني، تطايرت في الهواء كذرات الثلج قبل أن تهبط برفق فوقها. من خلف النص المكتوب على ظهر أوراق إعلان مستعمل، ظهرت صورة لإحدى السيدات النبيلات بوضوح.
“انتهت حياتي بهذه الطريقة… والسبب هو أنا في النهاية.”
بينما كانت تكمل الجملة التي رفضت الاعتراف بها طيلة حياتها، انتهت حياة لوتي بموتٍ بائس.
* * *
“لوتي!”
اعتقدت أن حياتها انتهت… ولكن؟
انفتحت الرؤية المظلمة فجأة، وكان أول ما شعرت به هو رائحة غرفة الملابس الخفيفة تتسرب إلى أنفها.
“لوتي! إلى أين أنتِ ذاهبة بهذا الشكل؟”
صوت حاد اخترق أذنيها كغصن شجرة جاف في الشتاء.
نظرت لوتي إلى نفسها في المرآة واكتشفت أنها واقفة بأذرع مفتوحة، ولم تدرك حتى ذلك الحين أنه كان يتم اخد قياساتها لتفصيل فستان، والدبابيس مغروسة في كل مكان على جسدها، تلمع وكأنها تستعد لثقب ذراعيها في أي لحظة.
“إذا لم تركزي حتى أثناء قياس الفستان، فكم ستكونين مهمِلة عندما تقفين مع السادة في قاعة الرقص؟ الفتيات هذه الأيام لا يعرفن التهذيب…!”
“ما هذا…؟”
“ماذا؟”
تمتمت لوتي بوجه ذاهل. لم يكن شعرها الرمادي الناتج عن التوتر بعد الطلاق هو ما رأته. كان شعرها برتقالياً زاهياً يتدلى بصحة وحيوية على ظهرها.
حتى بشرتها، التي خشنت بسبب العمل الشاق بعد الطلاق، كانت ناعمة ونقية. خديها متوردان بلون الخوخ. عيناها خضراوتان بتألق هادئ، أنفها رفيع مرفوع بشقاوة، وشفاهها مليئة بالحيوية. جسدها النحيل كان مشدوداً وأطرافها طويلة.
“لماذا… لماذا أنا شابة؟ لماذا شعري طبيعي؟ لماذا… لماذا أبدو جميلة؟ ماذا…! آه!”
تأكدت من مظهرها عدة مرات في المرآة، ثم وخزت نفسها بإحدى الدبابيس وصرخت من الألم. كان الألم شديداً لدرجة أن الدم تجمّع على ذراعها، مما أثبت أن هذا ليس حلماً.
‘لقد… عدت؟ عدت قبل زواجي؟’
“هذا… هذا مستحيل!”
“سيدتي، مع احترامي، إذا أردتِ أن تُزوجي حفيدتك بسلام، فعليك أن تقومي بخمس جولات من حفلات الرقص.”
“خمس جولات؟ بل عليكِ الرقص حتى تنكسر ساقاكِ!”
كان هذا تعليق الخياطة وإيزابيل، التي كانت واقفة بعيداً وتشاهد لوتي تقفز في كل مكان والدبابيس مغروسة في جسدها.
لكن لم يكن هناك شيء يمكن أن يوقف الصدمة والسعادة لشخص عاد من الجحيم.
عام 1846. كان ذلك قبل عام من توقيع لوتي على عقد الزواج الذي سيدفع حياتها إلى الهاوية.