الحلقة 7  

 

كان السؤال الذي طرحه الفرسان مسألة حياة أو موت.  

 

 

لتجنّب تكرار تدريب الجحيم الذي عاشوه صباح اليوم، لم يكن هناك خيار آخر.  

 

 

“الدوق؟ بالطبع، إنّه شخص رائع.”  

 

 

تحدّثت رويليا أخيرًا بعد ضغط الفرسان.  

لكن يبدو أنّ إجابتها لم تكفِهم. 

 

 

“كيف رائع؟ أخبرينا بالتفصيل.”  

 

 

“تعليماته واضحة بلا زيادات، لا يطالب بما هو مستحيل، ويجيد المديح.”  

 

 

خاصّة المكافآت الماليّة.  

 

 

إنّه شخص يعرف كيف يقدّر مرؤوسيه.  

 

 

“هذا كلّ شيء؟”  

 

 

“والأهم، على عكس مظهره، إنّه عادل ويهتمّ برعايا الإقليم.”  

 

 

“هل تعنين أنّ مظهره سيّئ؟”  

 

 

“كيف ذلك؟ دوقنا عندما يظهر في المآدب، يجذب أنظار الرجال والنساء على حدّ سواء بجماله. وجسده؟ عضلاته الخارجيّة والداخليّة مكتملة كتنّين.”  

 

 

أومأ الفرسان بالإجماع.  

 

 

أقوى المبارزين.  

 

 

على عكس الموظّفين المدنيّين الضعفاء الذين هربوا عاجزين عن تحمّل كايلس، بقي الفرسان في الدوقيّة طويلًا لهذا السبب.  

 

 

صحيح أنّ التدريب معه يعتصر العرق كعصر الغسيل حتّى يوشكوا على الموت، لكنّهم يتوقون لتعلّم المبارزة منه.  

 

 

الحصول على تقديره يعني أنّك فارس الإمبراطوريّة الحقيقيّ.  

 

 

طبعًا، شخصيّته القاسية تسبّب الحرج أحيانًا، لكن منذ قدوم هذه المساعدة، ألم تصبح حياة الفرسان أسهل؟  

 

 

في السابق، عندما كان المساعدون يفشلون في العمل ويرهقون الدوق، كانت الأيّام حالة طوارئ دائمة. كان الدوق يفرّغ إحباطه وتعبه من العمل في تدريبات عنيفة.  

 

 

لكن هذا الصباح، شعروا وكأنّهم عادوا إلى تلك الأيّام.  

 

 

الجحيم.  

 

 

لا وصف أدقّ من ذلك.  

 

 

“ربّما المساعدة لا تحبّ الرجال العضليّين…”  

 

 

“هذا سيّء.”  

 

 

واجه الفرسان الآن أعظم محنة في حياتهم.  

لم ينسوا تعبير الدوق عندما قرأ رسالة الاستقالة.  

 

كان واضحًا أنّ اختفاء المساعدة سيُعيد جحيم عامين مضيا.  

 

 

لذا، يجب بأيّ ثمن إبقاؤها بجانب الدوق.  

 

“العضلات…؟”  

 

 

احمرّ وجه رويليا.  

 

 

تذكّرت مشاهد الخام هذا الصباح، خاصّة عضلات الدوق البارزة التي طافت أمام عينيها.  

 

 

“مـ، مـ، ماذا… لم أرَ شيئًا من قبل…”  

 

 

خشيت أن يكتشفوا تجسّسها الصباحيّ، فأنكرت فورًا.  

 

 

الاعتراف برؤية عضلات الدوق يعني الاعتراف برؤية الجميع وهم يتدرّبون شبه عراة.  

 

 

“يا للأسف! لو رأيتِها مرّة، لما استطعتِ الإفلات أبدًا.”  

 

 

تبادل الفرسان النظرات.  

 

 

دون كلام، أرسلوا إشارات ‘ماذا نفعل الآن؟’.  

 

 

تقدّم أحدهم.  

 

 

“نتمنّى أن تعملي مع الدوق هنا إلى الأبد.”  

 

 

كلام مفاجئ. طعن الآخرون الأحمق في خاصرته.  

 

 

“ماذا؟”  

 

 

لم يعد هناك مجال للتراجع.  

 

 

“بفضل عملكِ الممتاز، أصبحنا أكثر راحة.”  

 

 

“صحيح! منذ قدومكِ، تحسّنت مزايانا، وزادت الميزانيّة، وأصبحت وجباتنا أفضل.” 

 

 

“ملابس الفرسان الجديدة التي صمّمتِها رائعة ومريحة جدًا.”  

 

 

انهالت كلمات المديح على رويليا من كلّ جانب.  

 

 

لم يجرؤ أحد على سؤالها مباشرة إن كانت ستستقيل.  

 

 

خشوا أن تكتشف أنّهم عثروا على استقالتها ودمّروها، فتكتب واحدة جديدة.

  

الأولويّة هي تغيير رأيها.  

 

 

“شكرًا على المديح. آمل أن أستمرّ في العمل لخدمة الدوق.”  

 

 

كانت إجابة رويليا غامضة.  

 

 

أليست هذه العبارات تقال عادةً من شخص يفكّر في الاستقالة؟  

 

 

لكنّها لم تقل إنّها ستغادر فورًا…  

 

 

“سنبذل قصارى جهدنا من الآن فصاعدًا، فإذا شعرتِ بالإرهاق، أخبرينا.”  

 

 

“نحن جادّون. مهما كان، سنحلّه لكِ.”  

 

 

“صحيح! أولئك الذين يستهدفونكِ، كما فعلنا سابقًا، سنتخلّص منهم جميعًا…”  

 

 

يا لهم من حمقى بعقول مليئة بالعضلات.  

زلّ لسان أحدهم. لم تكن رويليا تعلم أنّ الفرسان يحمونه.  

 

 

“من ستتخلّصون منه؟”  

 

 

“حسنًا، أقصد…”  

 

“إنها أوامر الدوق.”  

 

تقدّم بيلين فجأة.  

 

كان يعرف رغبة رفاقه في إبقاء رويليا، لذا سكت حتّى الآن. لكن استمرار هذا النقاش سيوقعهم في المشاكل.  

 

 

– لا تتحدّث عن السيّد في غيابه، خاصّة مع رويليا على انفراد. –  

 

 

شعر أنّ النتيجة ستكون ذاتها حتّى لو تحدّثوا جماعة، خاصّة أنّ الموضوع يدور حول الدوق.  

 

 

يجب إنهاء الحديث والتفرّق سريعًا.  

 

 

لكن عيني رويليا ارتعشتا.  

 

 

“آه… صحيح، كنتُ غافلة. بالطبع، قد يستهدفون المساعدة ويهدّدونها للحصول على معلومات الدوقيّة.”  

 

 

شحب وجهها.  

 

 

بدت خائفة، وكأنّها تودّ الفرار من الدوقيّة فورًا.  

 

 

نظروا إلى بيلين بلوم.  

 

 

ماذا لو كتبت استقالة جديدة وهرعت إلى الدوق؟  

 

 

“حسنًا… إذن، أيّها الفرسان.”  

 

 

“لا تقلقي. حافظنا على حمايتكِ سرًا حتّى لا تفزعي.”  

 

 

“شكرًا. لكنّني قلقة أن يستهدف الأشرار أختي أيضًا. لذا، هل يمكنكم حمايتها معي؟ إذا فعلتم، سأعمل في الدوقيّة براحة بال.” 

 

 

نظر الفرسان إلى بعضهم عند كلامها الأخير. دون كلام، تبادلوا المعاني بالعيون.

 

  

تقدّم أحدهم.  

 

 

“إذا حللنا هذا، هل ستبقين في الدوقيّة؟ لن تنتقلي إلى مكان أكثر أمانًا؟”  

 

 

“هل ستبقين مع دوقنا إلى الأبد؟”  

 

 

تجمّعت أنظار الفرسان على رويليا.  

 

كانت عيونهم تلمع بشدّة مربكة.  

 

إذا قالت لا، شعرت أنّها ستموت.  

 

“بالطبع.”  

 

1500 ذهبيّة. راتبها المستقبليّ حدّد إجابتها.  

 

“الدوقيّة هي المكان المفضّل لديّ. إذا استطعتُ، أودّ العمل هنا إلى الأبد.”  

 

 

أمسك الفرسان قبضاتهم بحماس.  

 

نجحنا!  

 

 

سنحميها بأيّ ثمن!  

 

 

من أجل حياتنا الهادئة كفرسان!  

 

 

“بالطبع! سنضمن بقاءكِ مع الدوق هنا إلى الأبد.”  

 

 

“إلى الأبد؟”  

 

 

قالوا إلى الأبد، والآن إلى الأبد؟  

 

 

هل لأنّهم فرسان، اختياراتهم اللفظيّة مبالغ فيها؟  

 

 

“شكرًا، مساعدة!”  

 

 

تناوب الفرسان على مصافحتها وشكرها، فلم تجد وقتًا لاستيعاب الأمر.  

 

 

ما الذي يحدث؟  

 

 

الامتنان يجب أن تقدّمه أخت رويليا لتلقّي حماية أقوى فرسان الإمبراطورية.  

 

 

نظرت إليهم بحيرة.  

 

 

لكن، طالما كانوا سعداء، فهل انتهى الأمر؟  

 

انتقلت سعادة الفرسان إلى رويليا.  

 

* * *  

 

نظر كايلس إلى وجوه الفرسان المتجمّعين بنظرة غريبة.  

 

 

“إذن، قالت إنّها تريد العيش هنا إلى الأبد؟”  

 

 

“نعم، سيّدي! سألناها عن كلّ شيء.”  

 

نظر بيلين إلى رفاقه باستياء.  

 

كيف يخبرون الدوق بأحاديثهم العابرة مع رويليا؟  

 

 

لم يفد شرح أسباب توبيخه بالأمس.  

 

 

“ماذا سألتم؟”  

 

 

“كيف تراك، سيّدي.”  

 

 

ويعترفون بمحادثة خاصّة في الوقت الحقيقي.  

 

 

“أعتذر، سيّدي. سأعيد تأديبهم…”  

 

“ماذا قالت؟”  

 

قاطع كايلس كلام بيلين.  

 

إذا استمرّ هؤلاء بالبوح بلا وعي، ستنتهي اللعبة.  

 

ربّما ينتظرهم ألم أعظم من تدريب الصباح. قد لا يتمكّن الفرسان من تحريك أرجلهم.  

 

 

“قالت إنّك رائع جدًا.”  

 

 

“وأسفت لأنّها لم ترَ عضلاتك.”  

 

 

بل ويحرّفون الحقيقة.  

 

 

“وإذا تمّت حماية أختها جيّدًا، قالت إنّها تريد البقاء إلى جانبك إلى الأبد.”  

 

 

امتدّت زاويتا فم الدوق وتصلّبتا.  

حاول بيلين، الذي لاحظ ذلك، ردع رفاقه وطردهم.  

 

 

“يبدو أنّها لا تفكّر في الاستقالة.”  

 

 

ابتسم الدوق بدفء.  

 

من النادر أن يبتسم الدوق الجامد، وأن يتحدّث بهذا النعومة؟  

 

يبدو أمرًا جيّدًا.  

 

لكن لماذا يشعرون بالخوف؟  

 

 

ساد الصمت لحظة، ثمّ ضحك أحدهم بإحراج وقال بطبيعيّة:  

 

 

“نعم! هذا صحيح! لذا، عاملها جيّدًا، لتبقى في الدوقيّة إلى الأبد.”  

 

 

“صحيح!”  

 

“أجل، يجب أن يكون كذلك.”  

 

طرق كايلس المكتب بأصابعه الطويلة الثقيلة. كان الصوت مرحًا كأنّه يعزف لحنًا.