“لمَ؟ في تلك المرّة، عندما ظننتِ أنّني اختفيتُ، وبحثتِ عنّي مع الفرسان. هذا هو الشخص الذي التقيناه حينها.”
“آه، تلك المرّة؟”
يبدو أنّ زرّ الأكمام الذي وجدته في متجر الأقمشة يخصّ هذا الفارس.
لكن لمَ تنظر حولها بهذا الحذر؟ كأنّها تخفي شيئًا.
‘هل يكون هذا الفارس هو من تعجب به ميليسا؟’
تذكّرت رويليا صفات الرجل الذي تحدّثت عنه ميليسا.
وسيم، يبدو أنّه يجيد استخدام السيف، كتفاه عريضتان؟
يا إلهي!
فتحت رويليا فمها بدهشة صامتة.
احمرّ وجه ميليسا أكثر.
هتفت رويليا في داخلها بانتصار.
كانت قلقة من أن يكون شخص غير مناسب قد اقترب من ميليسا. لكنّ هذا الشاب يبدو صالحًا. لقد نجح.
‘الفرسان من عامّة الشعب لا يتزوّجون دائمًا من النبلاء، لذا يمكننا أن نأمل، أليس كذلك؟ لكن للحصول على موافقة القصر بسهولة، ربّما يجب البحث عن جدّ ميليسا أوّلًا…’
نظرت رويليا إلى ظهر الفارس مجدّدًا.
كان لطيفًا ومهذّبًا جدًّا مع ميليسا، لا يكاد يرفع عينيه عنها.
‘ما هذه اليد؟’
لاحظت رويليا أنّ يد قائد الحرس ترتجف قليلًا. كأنّه يريد تمرير رسالة حبّ سريّة.
بل إنّه يتفحّص رويليا أيضًا.
هذا ليس حبًّا من طرف واحد. إنّه متبادل تمامًا.
” رئيس الخدم، لديّ شيء أودّ مناقشته معكَ بهدوء.”
في مثل هذه اللحظات، من الأفضل أن تترك لهما مساحة. على أيّ حال، كان لديها شيء لتسأله.
“حسنًا، فلنفعل.”
تظاهرت رويليا بترتيب الأمتعة، ودخلت مع رئيس الخدم إلى المنزل.
* * *
“سيّدي الدوق، هناك المساعدة. إنّهم جميعًا معًا.”
قال بيلين وهو يختبئ في ظلّ مبنى قطريّ مقابل منزل رويليا.
كان وجهه مرتبكًا.
ظنّ أنّهما متّجهان إلى نقابة المرتزقة…
التفت إلى سيّده الذي لم يصدر أوامر بعد.
“ماذا نفعل؟ هل نستغلّ الفرصة للتخلّص من قائد الحرس؟”
التعليقات لهذا الفصل " 44"