لم تستطع رويليا، التي كانت تُغطّي وجهها بالمروحة، رؤية تعابيره بوضوح، لكنّها شعرت بوخزٍ في جسدها بالكامل.
“مساعدة عائلة الدّوق أبير، أليس كذلك؟”
كانت هذه الكلمات الوحيدة التي سمعتها رويليا بوضوح. أمّا البقيّة، فقد كانت همساتٍ خافتة لم تتمكّن من تمييزها.
لكنّها استطاعت تخمين ما يقولونه.
– ‘تلك المرأة عامّيّة، أليس كذلك؟ بينما هذا الكاهن من النّبلاء؟’
– ‘صحيح، أن ينحنى نبيلٌ لعامّيّة… ما الذي يحدث للإمبراطوريّة حتّى تحصل مثل هذه الأمور؟’
– ‘هذا خطأ الدّوق أبير. مهما أحبّ مساعدته، ففي الإمبراطوريّة هناك طبقاتٌ ونظام.’
لم تتأثّر رويليا كثيرًا بأصابع النّبلاء التي تُشير إليها، فقد اعتادت ذلك. لكنّها لم ترغب أبدًا في أن يُهان رئيسها الذي تحترمه بسببها.
فهي، بعد كلّ شيء، المساعدة الوحيدة لدوق أبير.
ما إن استقام الكاهن، حتّى انحنت رويليا بحزم.
“لا، لقد كنتُ مخطئة. بفضل الدّوق اليوم، تدرّبت على الوالس لأوّل مرّة، وكان يجب أن أدرك أخطائي من أيّام الأكاديميّة، لكنّني كنتُ ضيّقة الأفق.”
أدرك الكاهن نواياها، فانحنى مجدّدًا.
“لا، آنسة رويليا، حقًّا، في ذلك الوقت، كنا نحن ضيّقي الأفق وأسأنا إليكِ.”
تفاجأ الكاهن بكلماته المتسرّعة.
بدأت مروحات السّيّدات تتحرّك مجدّدًا بعد أن فهمن معنى الحوار. أولئك الذين كانوا ضمن “نحن” بدوا مضطربين وهم يتلفتون حولهم.
استغلّت رويليا الجوّ الغريب وأضافت.
“في تلك الأيّام، أعمتني المنحة الدّراسيّة، فلم أكن منتبهة. أسأت فهم عرض التّنازل عن المركز الأوّل مقابل الرّعاية، ظننتُه تهديدًا بالقتل إذا حصلتُ على المركز الأوّل. كنتُ حمقاء.”
كانت لا تزال منحنية.
“هذا نوعًا ما…”
“همم، ألم تقل إنّك تعرف هذا الكاهن؟”
“لا، ليس صحيحًا.”
هذه المرّة، سمعت أصوات النّاس بوضوح.
أخيرًا، بدأ الرّأي العام يتغيّر.
في الوقت المناسب، بدأ حلفاؤها الموثوقون هجومًا منسّقًا.
“سيدي الدّوق، هل سمعتَ؟”
“كنتُ أعرف القليل عن الأمر.”
“سمعتُ من موظّفي صالون الأزياء عن تمييز النّبلاء في الأكاديميّة، لكن لم أكن أعلم أنّ الأمر بهذه الخطورة. هذا مبالغٌ فيه.”
“أوافقكِ الرّأي.”
كان تناغم آيلا وكايلس مثاليًا.
شعرت رويليا بالامتنان ورفعت رأسها.
عندها، رأت وجه كايلس البارد، الذي يليق بلقب “الجليد العادل”.
“سموّك، أطلب التحقيق في مشكلة التّمييز المتكرّرة داخل الأكاديميّة.”
“سأقبل الطّلب.”
وافق غاليون بسرور.
بالنّسبة إليه، الذي سيصبح إمبراطورًا في المستقبل، كانت أيّ فرصةٍ لضبط النّبلاء مرحّبًا بها.
“لكن، هل هذا كافٍ، دوق أبير؟”
“بالطّبع لا. من يؤذي مساعدة عائلة أبير يؤذيني شخصيًّا.”
حدّق كايلس في الكاهن. كان مصمّمًا على سحق الأمر نهائيًّا هذه المرّة. طرده من الإمبراطوريّة لن يكون سيّئًا.
“لكن في ذلك الوقت، لم تكن رويليا تابعةً لعائلتكَ؟”
اعترض غاليون، لكن كايليس لم يبالِ.
“هذه فرصةٌ لكشف عيوب المعبد أيضًا.”
كان من النوع الذي يستخدم المبادئ فقط عندما تناسبه.
فجأة، سُمع صوت.
“دخول الكونتيّسة بيلونا!”
أخمد صراخ الخادم المدوّي همهمات قاعة الحفل.
انفتح الباب على مصراعيه، ودخلت امرأةٌ في منتصف العمر بأناقةٍ وهدوء. اقتربت الكونتيّسة بيلونا مباشرةً من مجموعة رويليا.
“لقد تأخّرتُ بعد أن دعوتُ الضّيوف. سامحوني، سموّك.”
انحنت الكونتيّسة بيلونا بأدبٍ لوليّ العهد.
بدا على غاليون علامات التّذمّر، لكنّه لم يكن ليُظهر ضيق صدره كأميرٍ هنا.
“أعلم أنّكِ شخصٌ مشغول، فلا بأس.”
“سموّك كريمٌ كما هو متوقّع.”
تجاهلت الكونتيّسة كايلس وتوجّهت إلى شريكيهما.
“آيلا، لم نلتقِ منذ زمن.”
“أهلاً، الكونتيّسة بيلونا، مرّ وقتٌ طويل.”
“ورويليا.”
أمسكت الكونتيّسة بيلونا بكلتا يدي رويليا.
“اشتقتُ إليكِ كثيرًا.”
مع دموعٍ متلألئة في عينيها، أطرقت رويليا عينيها.
رغم مظهرها الأنيق، كان الإرهاق واضحًا على بشرة الكونتيّسة، ممّا أثار شعورًا بالذّنب لدى رويليا.
“أنا آسفة، مرّ وقتٌ طويل منذ زيارتي الأخيرة.”
“سمحتُ لكِ بالمغادرة ظنًّا أنّكِ ستعودين قريبًا، لكن لم أتوقّع أن تمرّ السنوات هكذا.”
شعرت رويليا أنّها كانت مقصّرةً تجاه الكونتيّسة، التي كانت بمثابة منقذةٍ لها.
كان يجب أن تزورها بدلاً من الاكتفاء بالرّسائل والهدايا، حتّى لو رفضت الكونتيّسة اللّقاء بحجّة انشغالها.
“أنا آسفة.”
“لا بأس، أليس من الرّائع أن أراكِ في الحفل اليوم؟”
ابتسمت الكونتيّسة بإشراق، ثمّ التفتت إلى كايلس.
“يبدو أنّ الدّوق اعتنى بإيلي جيّدًا. شكرًا لكَ.”
كانت ملامحها كأمٍّ تزوّجت ابنتها.
اقترب كايلس بهدوء إلى جانب رويليا، محدّقًا في الكونتيّسة دون ردّ.
لم تتجنّب الكونتيّسة نظرته، بل ابتسمت بإشراق.
“إذًا، هل نبدأ الحفل حقًّا؟”
ما إن انتهت كلمات الكونتيّسة، حتّى دخل الخدم يدفعون عربةً تحمل كعكةً ثلاثيّة الطّبقات إلى الطّاولة الرّئيسيّة.
وسط الحركة الصّاخبة، اضطرّت رويليا والدّوق إلى الابتعاد قليلاً عن الكونتيّسة.
سرعان ما أُضيئت الشّموع، وهدأ الحضور احترامًا لصاحبة الحفل. صعدت الكونتيّسة بيلونا إلى المنصّة بجانب الكعكة.
“أشكر كلّ من حضر للاحتفال بافتتاح طريق تجاريّ جديد لنقابة بيلونا.”
كانت تحيّةً عاديّة.
أعدّت رويليا يديها للتّصقيف بحماسٍ صادق.
“أودّ أن أعبّر عن امتناني للمنقذ الذي أخبرني بوجود هذا الطّريق ومكّنني من سلكه.”
احمرّت وجنتا رويليا.
شعرت بالامتنان لنوايا الكونتيّسة التي أرادت الإشادة بها رغم استقالتها من التجارة، رغم أنّها كانت تودّ التّوقّف عن لفت الأنظار.
‘لا، كلّ هذا الإنجاز بفضل قيادتكِ الرّائعة للتجارة.’
كرّرت رويليا كلمات الرّد في ذهنها، محدّقةً في فم الكونتيّسة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 27"