أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
رحلة تخرّج أكاديمية الساحة كانت كارثة كاملة، حتى في موضوع أماكن الإقامة.
أُسكنّا في أكواخ بدت وكأنها ستنهار في أي لحظة، كوخان لكل صف، واحد للبنين وآخر للبنات.
أول ما قالته جين حين دخلنا الكوخ كان:
“بما أنه ضيّق وفيه كثير من الناس، يفترض أن يكون أقل برودة…”
ربتُّ على ظهرها وطلبتُ منها أن تتحمّل اليوم فقط. بعدها مباشرة بدأ اختيار الفرق بعد أن فككنا أمتعتنا.
نظرًا للعدد الكبير من الطلاب، وُضعت عدة صناديق قرعة.
مشيتُ أنا وجين نحو أحدها عشوائيًا، اصطففنا في الطابور، وسحبنا أوراقنا.
“جين، ما رقم فريقك؟”
“حصلت على الفريق 4.”
“حسنًا، مختلف عني.”
بما أن الأمر يشمل الدفعة كاملة، لم أتوقع أن أكون معها في نفس الفريق.
تنفستُ بصوت خافت. فكرة العمل مع غرباء كانت تُقلقني مسبقًا.
من الناحية التقنية، الأمر مجرد مهمة جماعية.
ابتسمت جين وقالت بنبرة مريحة: “لا تقلق، أيًا كان رقمك، نحن لن نخسر.”
“ستتدربين بالقرب مني إذن؟”
اكتفت جين برفع كتفيها متهربة من الجواب.
“وأنتِ يا لين؟”
سألت بصوت أعلى من المعتاد.
أجبتُ بصوت مرتفع أيضًا، معتقدة أن السبب هو ضجيج الطلاب المحيطين.
“إنه الفريق 26.”
بمجرد أن قلت الرقم، طارت ورقة أحدهم بجانبي مع الريح.
“آه، ورقتي!”
ابتعدت بعيدًا لدرجة بدا من المستحيل اللحاق بها.
وكان ذلك بداية جوقة من الصراخ في أرجاء المكان.
“ما هذا بحق الجحيم! أين ورقتي؟!”
“أوه، هل كان رقمي هذا من الأساس…؟”
تشه، ما الصعوبة في إمساك ورقة صغيرة؟
بينما كنت أراقبهم وأضغط بلساني ضجرًا، تمتمت جين:
“لقد بدأ الأمر.”
كنت على وشك أن أسألها: “ما الذي بدأ؟” حين رأيت كون يقترب منا بخطوات ثابتة.
“ما رقمك يا لين؟ أنا حصلت على 26.”
“حقًا؟ أنا أيضًا 26.”
“إذن نحن محظوظون.”
ابتسم كون بثقة وعينيه تتلألآن.
ما هذا، من أين جاء بكل هذا التفاخر؟ بدا وكأنه يعرف مسبقًا أننا سنكون معًا في نفس الفريق.
“أأنت متأكد أنه 26؟”
بدلًا من الإجابة، أخرج الورقة وأراني إياها.
كانت 26 بالفعل. وهو ليس ساحرًا مثل كارسون، لذا لم يكن وهماً.
“…غريب.”
حين لمستُ ورقته، هزّت جين رأسها بطريقة توحي بأنها تعرف أكثر مما تقول.
ما الذي تفكر فيه مجددًا؟
“على كل حال، جين، سأذهب مع كون لمكان تجمع فريقنا. نلتقي لاحقًا.”
لكن جين أمسكتني وقالت: “سآتي معكما.”
“لكن فريقك هو 4، أنتِ خارج الموضوع تمامًا.”
“لا بأس، هيا بنا. هناك طريقة للقاء باقي الفريق.”
دفعتني من ظهري، فانطلقتُ معها على مضض.
وحين وصلنا، لم يكن أحد هناك بعد. يبدو أن فريقي 25 و27 قد سبقونا.
قالت جين ببرود: “تأخروا.”
رمقتها بعيون ضيقة.
أجاب كون بابتسامة غامضة: “ربما يتأخرون لأنهم يحاولون جمع الجميع.”
التفتُّ إليه فجأة.
“كون، هل يعقل…؟”
ابتسم ابتسامة بلهاء وقال: “نعم، تفضلي يا لين.”
“ما الرقم الأول الذي سحبته حقًا؟”
“أمم… لا أعرف ما تتكلمين عنه. ألم أُركِ أن رقمي 26؟”
“لو انكشف غشك، سألقّنك درسًا.”
“كان 42.”
عضضتُ شفتي بخيبة.
“…سأتحمل قليلاً.”
“لكن سمعتي مهمة.”
باعترافه ذاك، التفتُّ إلى جين بدهشة.
“هل كنتِ تعرفين أن هذا سيحدث؟”
“عرفتُ منذ ذكروا أن الفريق يتكون من ستة. رقم مثالي، وسيأتي كارسون والبقية قريبًا.”
وبالفعل، وصل كارسون وهو يجرّ هانز من عنقه، وفيورد بجانبه.
م.م: 🤣🤣🤣
ما إن رأى كارسون كون حتى عَبَس وجهه.
“لماذا أنت هنا؟”
“لأنني في فريق لين.”
“همم، آخر جملة بدت مشبوهة….”
تبادل كارسون وكون نظرات عدائية، ثم التفت كارسون نحوي فجأة وابتسم:
“لين، أليس رقمك 26 بالمصادفة؟”
رفع أمامي ورقة تحمل الرقم 26… بل أربع أوراق!
بوضوح، كان قد سرق أوراق الآخرين. وكونه جمع كل هذه الأرقام كان مثيرًا للإعجاب بطريقة ما.
“لكن يا كارسون…”
“نعم، لين؟”
“لماذا في يدك أكثر من ورقة واحدة؟”
“…”
أعادها بهدوء إلى جيبه محاولًا رسم ابتسامة.
“كنت قلقًا عليكِ لأنك انطوائية، لكن الآن ارتحت لكوننا معكِ.”
أومأ فيورد مؤيدًا كلامه.
“صحيح، الناس يتجنبونك.”
“آه. إن سألتني…”
وافق الآخرون أيضًا. فأخذ كارسون كرة ثلج ورماها على فيورد وهو يضحك.
كان فيورد مستعدًا وتفاداها برشاقة، لكن حين نظر إلى بقاياها، وجد بداخلها حجرًا.
“أيها المعتوه!”
استشاط غضبًا وظنها محاولة قتل، وبدأ بجمع كرات ثلجية للانتقام.
كارسون أشعل النار وذاب ثلج فيورد كله ببرود.
“أوه، البرد شديد، فأشعلت نارًا… لكن أذابت كل ثلجك.”
“آااخ! ثلجي الثمين…!”
وبينما كانا يتشاجران، تبادل كارسون وجين أوراقهما، ثم ألقى بورقتها أرضًا بلامبالاة.
…إصراره لا يُكسر.
أعجبتُ بجرأته للحظة، لكن القلق بدأ يتسلل إلي.
هل من الجيد التلاعب هكذا حتى لو كنا بين أصدقاء؟
كما لو قرأت أفكاري، أشارت جين إلى مكان آخر.
“انظر هناك.”
رأيت هانز يملك مجموعة أوراق ويبيعها كالمزاد.
“من أين له كل هذه؟!”
“التقط التي سقطت على الأرض.”
“محظوظون أنه لم يزوّرها…”
في الحقيقة، الجميع بدأوا يتبادلون الأرقام ليكوّنوا فرقًا مع أصدقائهم.
“كنت غبية لأنني قلقت.”
ضحكتُ بخفة لأسترخي.
وفي تلك الأثناء، اندلع شجار جماعي بين مجموعتين.
في المقدمة فتاة أعرفها جيدًا… “ثرثارة؟!”
وراءها وجوه مألوفة: أعضاء نادي “ليلي”.
أما الطرف الآخر، فكان رئيس نادي “فيجولو”.
لقد أنقذه فيورد في الماضي من التنمّر.
لكن ما إن أصغيت، حتى سمعت السبب:
“الجائزة من حق فيورد!”
“ماذا تقول؟ الجائزة مخصصة للين أصلاً!”
ارتفعت حاجباي بدهشة. لماذا أُقحم أنا في الموضوع أصلًا؟
بدأوا يتجادلون حول الشعبية والجدارة، حتى صارت معركة كلامية بين الناديين.
والأسوأ… حين نظرت جيدًا، وجدت فيورد نفسه يقف في صف ناديه ضد نادي ليلي.
“…؟ لماذا أنت هناك؟”
نظر إليّ بجدية وقال:
“هذا أمر غير قابل للتفاوض يا لين، حتى لو كنا في نفس الفريق.”
صفعتُ جبيني بيأس.
هل أنا أفقد عقلي؟
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 93"