أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
اليوم المنتظر بشدة والمخيف في الوقت نفسه، يوم رحلة التخرج، قد حان.
“فلننطلق إذن.”
أشار الأستاذ بيده بعد أن انتهى من تفقد الطلاب، وبدأ السحرة الواقفون داخل الدائرة السحرية الضخمة بترديد كلمة التفعيل بصوت واحد:
“انتقال!”
تبدّل بصري بينما أخذت الدائرة السحرية ترتفع ببطء تحت أقدام مئات الطلاب.
“أوه…”
أحسست بدوار شديد. لم يكن يزعجني الانتقال عبر المكان عندما كان كارسون هو من يستخدم السحر، لكن الأمر يختلف تمامًا مع النقل المكاني واسع النطاق.
الطلاب الآخرون أيضًا كانوا يتقيأون أو يمسكون برؤوسهم، ما يعني أنني لست الوحيدة التي شعرت بالدوار.
“آه…”
“يا للقرف…”
نقرت بلساني في ضجر. بداية سيئة حقًا. تعافيت بسرعة من دوار الحركة وبدأت أنظر حولي.
إلى أين يا ترى ستكون وجهة هذه الرحلة الغامضة؟
بما أنها أكاديمية أرينا المرموقة، فمن المستبعد أن يعاملونا بفظاظة. رفعت نظري بتوقع، وإذا بي أجد…
“ما هذا بحق الجحيم.”
أشجار كثيفة مغطاة بالثلج شكلت مشهدًا ساحرًا.
“إنها جميلة…”
لكن ما الجدوى من المجيء إلى مكان لا شيء فيه سوى الأشجار والثلج؟
وقفت مكاني أراقب الوضع.
“صمتاً!!!”
صرخته اخترقت طبلة أذني. لم تكن مجرد صرخة، بل بدت وكأنها تتردد في أرجاء الجبل. لابد أنه استخدم تعويذة تضخيم للصوت.
على منصة أمامنا، وقف رجل يرتدي قبعة حمراء ضاغطة على رأسه، ينظر إلينا بنظرة ثاقبة.
“طلاب أكاديمية أرينا الأعزاء، مرحبًا بكم في جبال أستا.”
…جبال أستا؟ أليست مشهورة بأنها موطن للوحوش؟
مستحيل. لا بد أنني سمعت خطأ. أي أكاديمية مجنونة ستأخذ طلابها في رحلة تخرج إلى موطن للوحوش؟
بلعت ريقي وكبحت قلقي المتصاعد، وواصلت الاستماع إليه.
“أنا المدرّب المكلّف برعايتكم والإشراف عليكم اليوم.”
ساد الصمت. لم يصفق أحد، حتى من باب المجاملة. فزم المدرّب عينيه، وقال بصوت أعلى وقد بدا منزعجًا.
“تبصقون وتشكون منذ وصولكم؟ أحسنتم.”
كلماته أثارت غثياني. تمتمت باعتراض خافت، لكن لم يكن بوسعه سماعي.
“أخبركم منذ البداية: حسب ما سيجري، قد أكون ملاكًا لكم أو شيطانًا.”
…لوسيفر؟
حينها أدركت بوضوح لمَ كان الخريجون الكبار يعضّون على شفاههم وهم يضحكون بمرارة كلما ذكروا أن هذه ستكون “أفضل رحلة تخرج على الإطلاق”.
تجمدت وجوه الطلاب. بدا أنهم استوعبوا للتو أن هناك خطبًا ما.
كانت كلمة “تورّطنا” مكتوبة على وجوههم.
“كما تعلمون جيدًا، تحظى أكاديمية أرينا بدعم كامل من الإمبراطورية.”
وليس الإمبراطورية فقط، بل حتى النبلاء يدعمون الأكاديمية لاستقطاب المواهب.
“كل هذه المرافق الجيدة وبرنامج المنح الدراسية هو بفضل شعب لاغراس، الذين يدعموننا بضرائبهم.”
مقدمة طويلة ليصل إلى النقطة.
“لذلك، قبل أن تتخرجوا وتصبحوا مواطنين كاملين، أود أن أمنحكم فرصة لرد الجميل ولو قليلًا.”
…ماذا؟ وعلى أي أساس؟
لديه أسلوب بارع في جعل الهراء يبدو مقنعًا، لكنه يظل هراءً.
“هذه المنطقة بقطر 300 متر من حيث أقف هي منطقة آمنة. ما عدا ذلك فهو غير آمن.”
مع تفحصي للمكان، لاحظت وجود خط واضح يرسم الحدود.
لم تكن هناك أسوار أو لافتات، لكنها بدت مألوفة.
مثل الجبل خلف أكاديميتنا حيث تعيش الوحوش.
انتظروا لحظة…
“…حاجز وحوش؟”
تمتم أحدهم، فأجابه المدرّب:
“نعم. ربما لاحظ البعض بالفعل، لكن هذا الجبل بأكمله موطن للشياطين.”
كان هذا جنونًا…
لقد جلب فعلاً دفعة كاملة إلى موطن وحوش؟
والأدهى أنه بدا راضيًا عن نفسه وكأنه لا يرى وجوه الطلاب المتجهمة.
“اليوم، ستستمتعون بمطاردة الوحوش وجلب أنويتها.”
لا يعقل… سأقضي رحلة تخرجي في ذبح الوحوش؟
“ما هذه النظرات؟ هل جئتم هنا للهو؟”
“أجل، جئنا لنلهو!”
بدأ الطلاب بالتفجر غضبًا.
“أليس هذا استغلالًا للعمالة؟”
“إنها أول وآخر رحلة لنا من الأكاديمية!”
“فلنغادر فحسب!”
جيلنا بالذات كان ذا سمعة سيئة في التمرد.
ابتسم المدرّب باستهزاء وقال:
“أنتم أسوأ طلاب رأيتهم في حياتي.”
كلمات أصابت الهدف. بدا من همس الطلاب أن كثيرًا منهم يفكرون بالهرب…
لكن فات الأوان.
“حتى لو أردتم الاعتراض، أنتم عالقون هنا. والعودة الوحيدة هي عبر نفس السحر المكاني الضخم الذي جلبكم.”
ازداد غيظي من صحة كلامه. أولئك الخريجون الملعونون الذين مدحوا الرحلة…
“لن أمنعكم إن أردتم الخروج، لكن سلامتكُم مسؤوليتكم.”
تابع بلهجة كأنه يتكرم:
“لا تقلقوا كثيرًا، سنوفر لكم المبيت إن بذلتم الجهد.”
المبيت؟ هذا بديهي. هل يريدنا أن ننام وسط الثلوج؟
“وأيضًا، لدينا جوائز لتحفيزكم.”
ارتسمت لمحة أمل على وجوه الطلاب، لكنها اختفت مع كلماته التالية:
“الطعام يمكن شراؤه بأنوية الوحوش. النواة الضعيفة: نقطة. المتوسطة: ثلاث نقاط. أما العليا فلن أعدّها لأنها خطيرة.”
…الطعام ليس مجانيًا؟
انفجرت القاعة بالصفير والاستهجان. لكن المدرّب لم يتزحزح.
“حسنًا، بما أنكم غير راضين، سأجعل النواة العليا بخمس نقاط.”
أهاج ذلك المزيد من الاستهجان.
أساسًا، المشكلة لم تكن في قلة النقاط، بل في فكرة أن علينا شراء طعامنا بدمائنا!
“الوجبات تختلف في السعر حسب النوع، فابذلوا جهدكم.”
لقد تجاوز الأمر حدود الفهم.
بينما أنا غارقة في اليأس، وقعت عيناي على الأساتذة.
كانوا مبتهجين بما يحدث! بل إن الأستاذ والتر كان يضحك حتى دمعت عيناه.
أهؤلاء أساتذتنا فعلًا؟
“هذا كل شيء. أسئلة؟”
رفع أحدهم يده: “وماذا عن التخصصات غير القتالية؟”
“سؤال وجيه. للتعامل مع الوحوش، ستتكون الفرق من ثلاثة قتاليين وثلاثة غير قتاليين.”
ارتاح غير القتاليين قليلًا. لكن في الواقع، لم يكن دورهم هيّنًا. يمكنهم المساعدة بالأدوات أو بجمع الأنوية أو حتى تنظيف الجثث.
“الفرق ستُسحب بالقرعة.”
وأشار إلى صندوق مربّع ضخم.
“وأذكركم: الطعام يُشترى للفريق كاملًا. الخبز الأرخص بنقطة واحدة، لكن لا يباع إلا بست حصص معًا. أي أنكم بحاجة إلى قتل 6 وحوش ضعيفة لتأكلوا كسرة خبز.”
استغلال مقنّن.
“لا تقلقوا، هذه المنطقة مليئة بالوحوش الضعيفة فقط، فلن تواجهوا صعوبة كبيرة.”
رفع ذقنه، وكأن حديثه قد انتهى.
“أي أسئلة أخرى؟”
“قلت هناك جائزة… هل هي الطعام؟”
تقدم الأستاذ والتر للمنصة، جادًا لأول مرة:
“سأشرح ذلك.”
“الشخص الذي يجمع أكبر عدد من أنوية الوحوش سيكون له الحق بترشيح من سينال وسام الاستحقاق في حفل التخرج.”
؟!
ضجّ الطلاب بالدهشة والضحك. جائزة لم يتوقعها أحد.
لكن… انتظروا. هو قال “ترشيح”، لا “منح”.
رمقته بامتعاض، فابتسم بخبث.
“أجل، ما يهم هو الترشيح. يمكن لأي أحد في الأكاديمية أن يرشّح.”
“حتى الطلاب؟”
“بالطبع. أنتم أيضًا.”
يا إلهي… لا يمكن التنبؤ أبدًا بالنتيجة إذن.
“وبالمناسبة، من يحصل على وسام الاستحقاق سيدخل قاعة شرف الأكاديمية.”
تلألأت عيون الطلاب. إنها أعظم شرف، أن تُخلَّد أسماؤهم في أكاديمية أرينا.
لكن البعض صرخ: “هذا أسلوب سخيف لتقرير الأمر!”
اكتفى والتر بالرد: “هذه متعة إضافية.”
“لقد حدث أن مُنح الوسام لطالب من دفعة أخرى أو حتى لأستاذ. إذن، ألا تتحمسون لصيد الوحوش؟”
“نعم!!”
ردة فعل مختلفة تمامًا عن تلك مع المدرّب. لو علموا أن والتر يضحك في سرّه عليهم…
“إذن، اجتهدوا لتجعلوا من اخترتموه يفوز بالوسام.”
ومع ذلك، أضاف بابتسامة: “آه، وبالمناسبة، يمكن نقل الأنوية بينكم. ربما يدفع البعض أحدهم إلى النصر.”
…دفع إلى النصر؟
هذا يبدو كأنه سيشعل حربًا شرسة بالفعل.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 92"