أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«سمعتُ أن علاقتكِ مع كارسون لا تنفصم، خصوصًا وأن ابني كارسن شديد التعلّق بك؟»
«ليست العلاقة كما تتصورها الدوقة، لكن لا أستطيع أن أنكر الجزء الثاني.»
اتسعت عيناها قليلًا من صراحتي، لكنها أومأت بخضوع بعدها.
«أرى… أظن أنني أتحمل المسؤولية لأني تغاضيت. بصراحة، لم أعتقد أن علاقتكما ستستمر طويلًا.»
لا، ليست علاقة أصلًا.
كنتُ مترددة في تصحيحها حين تابعت كلامها:
«لقد سمعتُ عنك. حتى وأنا أحاول ألا أستمع، تصلني الأحاديث.»
تلاقت عينا الدوقة بعيني، ولم أتجنب نظرتها.
ذكرَتني عينها المائلة قليلًا لأعلى بعيني كارسون.
«سمعتُ أنك اجتزتِ اختبار النقل مباشرة إلى صف الكبار. قلتُ في نفسي: إنها فتاة ذكية، وستُحسن الحكم.»
تنهدت الدوقة بعمق، كأن الأمر تعقّد.
«لهذا فضّلت أن أنتظر قليلًا، وهكذا تفاقم الوضع.»
«أنا أيضًا لم أظن أن الأمر سيستمر لهذه المدة.»
ارتفع بصرها فجأة وكأنها لم تُعجب بما رأت.
«هل تظنين أن كارسون شخص صالح؟ إنه أكبر من أن تتحمليه. هل تظنين أنك قادرة على العيش معه بقية حياتك؟»
بدا أنها تختبر جوابي.
حسنًا، سأرتقي إلى مستوى توقعاتها. سحبت شفتي بابتسامة خفيفة.
«أجرؤ أن أقول، أمام الدوقة، لا.»
«إذا كنتِ تعلمين ذلك، فلماذا استمررتِ معه؟»
«لأن كارسون كان طيبًا معي، وكنت واثقة أنه لن يؤذيني، وهو مهووس بي تمامًا كما تقول الشائعات.»
اخترت جوابًا يغضبها عن قصد.
إن كنتُ سأُرفض، فليكن رفضًا مقرونًا بنظرة سيئة مني. كنت بحاجة لمساعدتها لأقطع علاقتي بكارسون سريعًا.
كلما كرهتني أكثر، زادت رغبتها في إبعاده عني. لكن وجهها لم يتغير كثيرًا.
هل كان عليّ أن أكون أكثر حدّة؟ لكن ربما استفزازها أكثر سيكون خطرًا.
«كارسون… إذن هذا اسم الدلال. كنت أظن أنني الوحيدة التي يحق لها مناداته هكذا.»
لا بد أنه كان وهمًا أن كلامي مرّ بلا أثر.
أخذت الدوقة نفسًا عميقًا، كتفاها يهتزان وهي تكبح غضبها. ثم أخرجت كيسًا من صدرها.
«إن كنتِ بحاجة إلى المال، خذي هذا وافترقي عن كارسون. لم أشأ أن أُشعركِ بالمهانة.»
حدّقتُ صامتة في الكيس الثقيل الذي مدّت به يدها.
رشوة…
كما توقعت.
أي فتاة أخرى كانت سترفض وهي ترتجف من الإهانة، أو تكتم دموعها وتقبل المال.
لكن ذلك لا يكفي. كما أنني سعيتُ منذ البداية لمكانة كارسون وماله، كان عليّ أن أبدو وكأن لا مشاعر لي نحوه.
فبدلًا من ذلك، وضعت يدي تحت ذقني، متعمدة أن أبدو جادة.
«لسنا في علاقة، نحن أصدقاء. هل تظنين أن بإمكاني أن أقطع علاقتي به من اليوم؟»
قفزت الدوقة واقفة وهي ترتجف.
لابد أنها غاضبة لسماع أنني كنت أرافقه من أجل المال.
وهذا طبيعي، فمن المهين أن تخدع طامعةٌ ابنها العزيز.
هل ستصفعني؟ أم ستسكب الماء على وجهي؟
«نجحتِ!»
«…عفوًا؟»
فجأة أمسكت الدوقة بكلتا يديّ وبدأت تهزّهما بحماس.
«حين رأيتُ وجه كارسون، ظننت أنني سأمزقه إن كان مخدوعًا، لكن يا له من ولد حكيم!»
توردت وجنتاها من الحماس.
«الطريقة التي تقولين بها ما تريدينه بلا تردد حتى أمامي، وتقييمك الواقعي لكارسون، وعقليتك التي تجعلك قادرة على تركه في أي وقت!»
ثم بدأت عيناها تتلألآن فجأة.
«لن يجرفك كارسون، وسأعتني أنا بابني جيدًا فيما بعد!»
تجمد وجهي خجلًا. لم يكن هذا ما توقعت إطلاقًا…
🍃
في مكان آخر، جلست سيلفيا تتذكر ما حصل صباحًا وتضحك.
«لقد كانت واثقةً جدًا من نفسها، حتى أن كل قلقها ذهب سدى.»
ظنّت دومًا أن كارسون يشبه والده في شخصيته، واتضح أنه يشبهه أيضًا في تعامله مع النساء.
في الحقيقة، أول مرة رأت فيها وجه لين، شعرت بحماس جعلها لا تذكر حتى ماذا قالت.
لقد بدت لين تمامًا كما وصفها كارسون، وهذا جعل قلبها يرقّ فورًا.
كان شعورًا غريبًا بعد أن سمعت عنها فقط لسنوات.
بل وكلما تحدثت إليها أكثر، أعجبت بها أكثر، واضطرت أن تكافح لتبقي تعابيرها هادئة.
«آه… ربما تلعثمت قليلًا فقط لأني أردت أن أبدو وكأني أعرفها.»
شعرت بندم خفيف. يا له من أسلوب سيء لأول لقاء.
لكن هناك فرصًا كثيرة قادمة. وإن تزوجت من كارسون، فستكون زوجة ابنها.
«يا إلهي… لين ستكون كنّتي.»
تخيلت سيلفيا مستقبلها معها بحبور، ثم نادت زوجها.
«حبيبي.»
«نعم، سيلفيا.»
توقف الدوق عما بيده، وصوته بدا أكثر دفئًا من المعتاد، وارتسمت على فمه ابتسامة صغيرة.
«تعرف، يا عزيزي…»
«أنا أصغي.»
لكن ملامحه تجمّدت عند كلماتها التالية:
«ما رأيك ماذا نسمي حفيدنا؟»
«…ماذا؟»
م.م: العيلة كلها غريبة 🤣🤣
🍃
بعد لقائي مع الدوقة، عشتُ في دوامة ارتباك لأكثر من أسبوع.
حتى أنني لا أذكر كيف اجتزت امتحانات التخرج. كأن لاوعيي هو من كتب بدلي.
«على أي حال، لقد نجحت.»
كرمشت ورقة النتيجة وأدخلتها في جيبي.
ثم أسندت رأسي على الطاولة وتنهدت. كنتُ دائمًا أبعد كارسون، ظنًا أن دوق ليسيانثوس لن يقبل بي كعامية.
«ومع ذلك… بدت وكأنها ترحب بي.»
صورة ابتسامتها حين قالت إنها لم تتخيل أن يتزوج ابنها أبدًا ما زالت عالقة في ذهني.
عدتُ إلى سكني بخوف خفيف، لكنني كنت سعيدة فعلًا لبضعة أيام.
كنتُ أرجو في داخلي أن أستطيع الاستمرار مع كارسن.
لكن ذلك الأمل تلاشى سريعًا.
«ريكس بيغونيا…»
ما زال هناك حجر عثرة أمامي، الدوق ريكس.
فدوقا بيغونيا وليسيانثوس خصمان منذ القدم.
يمثلان السيف والسحر في الإمبراطورية.
وبمحض المصادفة أو القدر، وريثاهما مهووسان بي.
وربما «الوريث» لم تعد كلمة دقيقة.
فريكس يحكم بالفعل. ولو وقفت بينهما، قد تُسفك الدماء.
حتى وإن أعجبت بي الدوقة، فلا ضمان أن الدوق نفسه سيرحب بي.
بل وكلام الدوقة نفسه بدا مريبًا إذا أعدت التفكير. لقد أعجبها فقط أنني أستطيع ترك كارسون متى أردت.
«…حتى لو كان أنانيًا، في النهاية هو رجل وابن.»
وفوق ذلك، كارسون لديه الكثير من النبيلات الراغبات بالزواج منه.
إن استطاعت الدوقة إقناعه، فالسماء هي الحد.
يكفي أنه ما زال محبوبًا من الطالبات رغم سمعته السيئة.
هل يحببن شخصيته فعلًا، أم طمعًا بمكانته؟
بعد تفكير طويل، قررت استشارة شخص آخر.
استبعدت جين لأنها قريبة من الدوقة وقد تتحيز.
أردتُ رأيًا ناضجًا بحتًا.
لم أستطع سؤال عمتي، فهي مقتنعة بلا شك أن ريكس وأنا مناسبين.
بقي أركاندوس أو ميستر.
لكن أركاندوس ليس نبيلًا، ولم يتزوج قط…
في النهاية كتبت له رسالة وأرسلتها.
والحقيقة أنني كنت آمل سرًا أن يكتب لي: «لا بأس، جربي.»
كنت غارقة في هذه الأفكار وسط فوضى الصف حين فُتح الباب الخلفي بقوة، وصوت مرح صاح:
«جين، لين! لقد نجحت في امتحان التخرج!»
كان الصوت صوت هانز.
قفزتُ من مكاني مصدومة.
«ماذا؟ حقًا؟»
حتى جين التي كانت نائمة تمتمت بذهول:
«…هل هو حلم؟ غريب… لا يمكن أن ينجح هانز.»
يا ساتر، لقد قالتها بصوت عالٍ.
لحسن الحظ لم يسمعها هانز، كان مشغولًا بابتسامته المتألقة.
«انظرا!»
فتح ورقته أمامنا وعليها كلمة «ناجح».
فركنا أعيننا غير مصدقين، لكن الكتابة لم تتغير.
«واو… مبروك.»
«يا إلهي. إذا أنتَ ذاكرت للاختبار النظري.»
أفلتت الجملة من فمي بالخطأ. فانتفخ صدره بفخر أكثر وقال:
«بصراحة، ظننت أنني سأرسب، فاستعددت لذلك.»
نعم… وأنا كذلك.
«بصعوبة تفاديت الرسوب في النظري بالحفظ المكثف، لكنني لم أكن واثقًا بالعملي.»
صحيح، فأنت سيء في الملاحظات…
«لكنهم سألوني أي دواء سأصنع، وأجبت: مسكن ألم!»
«واو.»
رمشتُ سريعًا، لم أجد وصفًا سوى أن ذلك «حظ».
اندفع هانز نحوي بعاطفة، يحتضنني وهو يبكي:
«شكرًا يا لين! أنتِ منقذتي!»
دفعتُه بعيدًا ببرود.
«ابتعد عني، مقرف… وصديقتك تراك.»
المسكن الذي وزعه هانز في السنة الثانية صار الآن المسكن الوطني لكل البلاد.
حتى أن الباحثين كشفوا طريقته منذ زمن.
لكن الناس لم يشتروا سوى من متجر هانز.
لسعره المعتدل وسمعته.
الخلاصة أن تركيبة المسكن صارت وصفة مفتوحة.
وبما أنه علاج عشبي، فقد تعلمنا صنعه في الأكاديمية.
فمن الطبيعي ألا يظهر في امتحان التخرج.
كان واحدًا من الأشياء القليلة التي يتقنها هانز.
لقد تعلم صنعه في متجره بكميات ضخمة.
ابتسمتُ ابتسامة متفاخرة.
«أنت حقًا لا تعرف ما كنت ستفعل لولاي.»
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات