أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لم يكن هناك وقت للتردد.
أمسكتُ بـ دوبي وركضت بجنون. كان عليّ أن أصل إلى كارسون بأسرع وقت ممكن. كان ذلك الشيء الوحيد الذي يمكن أن ينقذه الآن.
اتجهت نحو سكن كارسون، غير مبالية إذا لاحظ أحدهم وجودي.
عادةً ما لم أكن لأعرف مكان إقامته.
لكن لحسن الحظ، كنت قد جئت هنا مرة من قبل أثناء مهرجان أكاديمي، لذا تمكنت من العثور عليه فورًا.
طرقتُ باب غرفته بعنف.
“كارسون!”
كان صوتي مشبعًا بالنحيب من كثرة الدموع التي ذرفتها في طريقي.
“كارسون، أحتاجك، أرجوك ساعدني…”
كنتُ منهكة من محاولتي فعل الكثير في وقت قصير.
يديّ وساقاي المجهدتان بدأتا بالارتعاش من ثِقل دوبي.
في الحقيقة، أتعجب أنني استطعت الوصول إلى هنا وأنا أحمله، وهو بحجم كلب متوسط.
لا، لا يجب أن أتهاون الآن.
“لين!”
كارسون، الذي ظهر فجأة أمامي، رفعني عن الأرض من على ركبتيّ.
“لا تقلقي، كل شيء سيكون بخير.”
غطى عيني بيده وأخذ يردد أن الأمور بخير.
حتى دون أن يعرف ما الذي يحدث بعد. لكن لماذا صوته جعلني أطمئن؟
شعرت وكأن كل شيء قد حُل بالفعل. وانفجرت باكية، ما زلت محجوبة البصر بيده.
“كارسون. دوبي، أرجوك، دوبي…”
لم تخرج الكلمات كما يجب، مع أنني كنت أعلم أنه عليّ أن أطلب منه تعويذة علاج.
“لا تقلقي، كل شيء سيكون بخير.”
أي بخير وهذا المسكين يحتضر؟
عندها أدركت أن عليّ أن أتمالك نفسي وحاولت إزاحة يده عن وجهي.
“لين. هل يمكنك فقط أن تعدّي حتى خمسة؟”
“ليس لدي وقت لذلك…”
“حسنًا، معك حق، لا وقت، إذًا اكتفي بثانيتين.”
قالها وكأنه اختصر لي ثلاث ثوانٍ. كنت عاجزة عن الرد، وصوتي أضعف من أن يعترض.
“…انتهى. آسف لأنني غطيت عينيك، أعلم أن الأمر أقلقك.”
رفع يده عن عيني ببطء.
رمشتُ—
مرارًا، وأنا أتساءل هل أصاب بصري شيء.
جروح دوبي اختفت، وكأنها لم تكن. حتى الدم الذي لطّخ فراءه الأسود اختفى، وبدا نظيفًا وناعمًا كما لو جُفف للتو.
مددت يدي المرتجفة على فرائه. كان ناعمًا حيث كانت قبل لحظات جراح غائرة.
دوبي، الذي كان تنفسه ضعيفًا وكأنه سيموت في أي لحظة، صار الآن يتنفس بهدوء وسكينة.
بينما أحدق به، وصلني صوت كارسون العميق.
“لين.”
مزقت بصري عن دوبي ورفعت رأسي. التقت عيناي بعينيه، وكان يبتسم بمرارة.
“…هل أنتِ بخير الآن؟”
عند التدقيق، بدا متعبًا قليلًا. عيناه الزرقاوان العميقتان تائهتان قبل أن أجيبه بخجل:
“آسفة. خفت أن يثير الأمر ضجة ويجذب الآخرين، فأحضرتُه بسرعة إلى هنا.”
“آه.”
فجأة أدركت أنني لست في ممر السكن.
المكان بدا مألوفًا وغريبًا في آن. كنت في غرفة كارسون وفيورد.
في تلك اللحظة القصيرة، انتقلنا عبر التليبور.
ساد الصمت، فكان صوت كارسون من قطعه.
“لين. أعلم أنك لا ترغبين بالتعامل معي، لكن أظن أنه من الأفضل أن تعودي عبر الانتقال الفوري.”
وقف مترددًا، لا يعرف ما يفعل.
ثم خفَضَ رموشه نحوها، وقد بدا خائفًا…
“آسف لأنني ظهرت أمامك مجددًا.”
لكنني أنا من أتيت إليه. كنت أظن أنه سيغضب لأني لجأت إليه بعد أن قلت له ألا يتدخل في حياتي.
أو ربما سيستغل إنقاذ دوبي ليستجدي مسامحتي.
لكن كارسون خالف كل توقعاتي.
مشاعري اضطربت. رده، اعتذاره الصادق، أذابا قسوة قلبي القديم.
لم يعد هناك ما يمنعني من التصالح معه.
وفجأة، ارتفع خوف غامض.
“…هل سأتمكن من التخلي عنه بعد التخرج؟”
حتى الآن، ما زلتُ أحبك كثيرًا.
“كاون.”
ارتجف كارسون، وكأنه انتبه أنني استخدمت لقبه من جديد.
“شكرًا. لأنك أنقذت دوبي.”
لأنك لم تدِر ظهرك لي حين احتجتُ إليك. لأنك لم تفرض عليّ الغفران.
مددت يدي ولمست وجنته، كما فعلت سابقًا.
“أعفو عنك على ما فعلت، على كل شيء.”
ضحكتُ، والدموع تكاد تنهمر، وأنا أرى عينيه تتسعان.
قبل أن أقول: “لكن دعني أصفعك مرة، كاون.”
أعني، تستحق صفعة على ما فعلت، أليس كذلك؟
م.م: يااااي تصالحوا 🥰
🍃
عدتُ إلى السكن بمساعدة كارسون، وراجعت حالة دوبي عن قرب.
كان قد فقد الكثير من الدم ويعاني من فقر دم، لكنه بخير بخلاف ذلك.
ولأنه شعر بقلقي، لعق يدي برفق.
“كيف يمكن أن يكون أحدهم بلا قلب إلى هذا الحد مع هذا الملاك…”
تساءلت عن صاحب الرسالة. في تلك التي حاولت توريط جين، ظننت أن المرسل قد يكون حسن النية.
لكن الآن أدركت… أن مرسل هذه الرسائل يضمر شرًا لي.
شرًا كبيرًا.
قررت أن أفكر في الأمر لاحقًا، وبعد أن غطيت دوبي جيدًا، ذهبت إلى غرفة جين.
منذ وقت طويل كنت قد سامحتها في قلبي. لكن لم أستطع قولها، لأنني لم أسامح كارسن بعد.
في أكاديمية أرينا، يمكن للطلاب أن يطلبوا تغيير غرفهم إذا كان لديهم عذر.
وبما أن الغرف مخصصة لشخصين، كثيرًا ما تحدث خلافات بين رفقاء الغرفة.
يبدو الأمر سهلًا، لكنه لم يكن يُقبل دائمًا.
إلا إذا كان هناك طرف واضح مذنب والآخر ضحية.
طرقت الباب عدة مرات، أنتظر براحة، حين جاءني صوت مألوف من الداخل:
“…من؟”
“لين.”
ما إن نطقت حتى سُمِع صوت ارتطام قوي. وبعد قليل، فُتح الباب.
وقفت جين في المدخل، متوترة بشدة، تعض شفتيها وكأنها لا تعرف ما تقول.
دخلت مباشرة في صلب الموضوع.
“أنتِ نذلة لخيانة أصدقائك.”
لا مجال للإنكار. كان ذلك الحقيقة كما هي، وكانت هي من تفوهت بها.
اهتزت عينا جين، لكنها تماسكت وأقرت:
“معك حق، لقد ربحت مالًا بخيانتك.”
لكن مشاعرها أفلتت منها، ودمعتاها ظهرتا رغم محاولتها الإخفاء.
“لكنني… سأحاول الوثوق بكِ هذه المرة.”
اتسعت عيناها في ذهول.
“أأنتِ… تسامحينني؟”
لم أجبها فورًا.
“قال لي أحدهم إنني كنت طيبة جدًا، لكن أظن أن السبب أنني غبية فحسب.”
سخيفة، أليس كذلك؟
ثم جذبتُ جين، التي كانت تقف بعيدة، إلى عناق دافئ.
“أسامحك. عودي إلى غرفتنا، جين.”
بهذه الكلمات، انطلقت شهقات جين في ممر السكن، تبكي بحرقة وكأن العالم انتهى، تردد اعتذاراتها وشكرها لي مرارًا.
فأحطتها بذراعي بصمت.
🍃
بعد أن اعترف بمشاعره، بدأ كون يرى أشياء جديدة من حوله.
على سبيل المثال…
نعم، مثل ما يحدث أمامه الآن.
أعين كارسون انخفضت فور أن التقت بعيني لين.
“لين. هل تمانعين أن آتي لاصطحابك من أمام السكن صباحًا؟”
“سخافة. المسافة بين السكن والأكاديمية بضع دقائق.”
“لكنني أود أن أمشيها معك.”
“ولمَ، ونحن نلتقي بعد الدروس؟ ثم إنك، كاون، تستطيع أن تنتقل إلى المدرسة في ثانية.”
“ومن قال لكِ ذلك؟”
“لا أعرف، ربما من زميلك المتعجرف.”
ثبتت نظرات كارسون الحادة على فيورد.
“ولماذا تصنع من الصدق دراما؟”
تمتم فيورد بلعنة وهو يقطب حاجبيه.
كارسون حوّل عينيه عنه، ساخرًا، ثم ابتسم وهو ينظر إلى لين.
“إذًا، ماذا عن رسالة صباحية بالتليغرام؟ أنتِ خفيفة النوم، قد ينفع ذلك.”
“عندي جين، لا أحتاج ذلك.”
ارتخت كتفا كارسون بخيبة من رفضها السريع والحازم.
شعر كون بشيء من الاستياء وهو يرى ذلك.
لكنه لاحظ أن جدار لين الحديدي تجاه كارسون صار أكثر سمكًا مما كان عليه.
لكن ما لم ينتبه له هو أن كارسون كان أقدر على تحمل صدها من تقبلها.
فلم يُبْدِ كارسون انزعاجًا، بل تابع:
“بالمناسبة، لين لديها يد صغيرة ولطيفة جدًا. هل تسمحين أن ألعب بها؟”
قبض كون يده بغضب لا إرادي.
بلا شك هذه إحدى حيل كارسون.
لماذا يقارن حجم يده بيد لين؟
حاول كون أن يخفي غليانه.
دفعته لين جانبًا بانزعاج.
“إن كانت مسألة أيدٍ، فليعبث فيورد بيديه، فهي صغيرة مقارنة بطوله.”
قفز فيورد فورًا، يصرخ: “ليست صغيرة!!!”
ارتبكت لين من رد فعله العنيف.
“ماذا… ما بك؟”
“ليست صغيرة!”
احمر وجه فيورد بالكامل، وكأنه يقاتل لنفي تلك التهمة.
رأت لين أنه يبالغ، فاكتفت برفع كتفيها.
“لم أقصد أنها صغيرة، قصدت أنه بالنسبة لطولك، تبدو أصغر قليلًا.”
“ليست صغيرة! قلت لك ليست!”
“حسنًا، حسنًا، إنها كبيرة.”
راقب كارسون المشهد بابتسامة جانبية.
ابتسامة المنتصر.
رآها فيورد، فانقض عليه بغضب، مستهدفًا ساقه.
“أنت السبب في اختلال توازن البشرية، أيها اللعين!”
لكن ضربته لم تُجدِ، إذ قفز كارسون بخفة متفاديًا.
“توقّف. ساقي ملكٌ للين.”
ربّت كارسون على ساقه بحنان.
اغبرّت عينا لين على الفور.
“لا أريد ذلك.”
لو كنت أعلم، لكنت صفعتك بكل قوتي كي لا تعيد قول هذا أبدًا.
سقطت لين على الأريكة بتعب، مستنزفة من جهد كارسن.
رأى كون ذلك، فانتهز الفرصة، وأخذ بطانية وردية ليلقيها عليها.
كما فعل المرة السابقة، بحيث تغطيها تمامًا. وكان قلبه يخفق عند تذكر كلماتها اللطيفة بحقه.
لكن، وكما كان متوقعًا، وقف حارس عندها.
“ما هذا؟”
أوقفه كارسون وانتزع البطانية بسهولة.
“من سمح لك بلمس بطانية لين؟”
رمى البطانية الوردية جانبًا، وكأنه يعلن أنها ليست لكون.
ثم أخذ بطانية زرقاء فاتحة من غرفة النادي ووضعها فوق لين.
اكتفى كون بالزرقاء، التي صارت بطانية اليوم. كان قد اختار الوردية فقط لأنه توقع أن كارسون سيتصرف هكذا.
المهم ألا تكون وردية.
إنها غيرة طفولية لا يُفصح بها المرء أبدًا.
م.م: كيوووووت 🥰🤣
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات