⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لحسن الحظ أو لسوئه، لم يدرك الأمر حتى مررت بجانبه مباشرة.
لا عجب أن كل شيء كان هادئًا.
“…لين.”
توقفت عن المشي عند الكلمة التي تمتم بها كعادة، جسدي تفاعل من تلقاء نفسه.
وقبل أن أستأنف المشي وكأن شيئًا لم يكن—
“لي…ن؟”
لابد أنه شعر بوجودي. أو، كما قال كون، ربما شمّ الرائحة الترابية الخفيفة المنبعثة من جسدي.
في لحظة، أضاءت عينا كارسون وانغرزتا في عيني. حدقتاه ارتجفتا بعنف. لم يرمش، ثم ترقرقت عيناه بالدموع.
انحبس نفسي في حلقي. هو من امتلأت عيناه بالدموع، فلماذا كنت أنا أختنق؟
لم أعد أستطيع النظر إليه، فسحبت نفسي بعيدًا وسمعت صوته المبحوح.
“آسف. أنا آسف…”
وكنت لأتجاهله، لولا تلك الكلمات التي تلتها.
“آسف لأنني ظهرت أمامك مجددًا.”
كان هذا آخر ما قاله، بصوت مملوء بالدموع.
…يا أحمق، هذا ليس الشيء الذي عليك الاعتذار عنه.
أدرت رأسي مرة أخرى لأنظر إلى وجه كارسون. كان يبكي بصمت.
أتذكر، لقد كنت تبكي أيضًا عندما لم ترني لنحو شهر بسبب عطلة الصيف.
ماذا عساي أن أقول لك؟
بينما كنت أحدق به صامتة، جثا فجأة على ركبتيه.
تراجعت مذعورة: “هل جننت؟”
قد يكون هذا أكاديمية، لكنه لا يغير من الأمر شيئًا—وريث دوق يجثو أمام عامية؟
وفوق ذلك في مكان عام كهذا. لا مكان له في أي سلم طبقي، ولا ينبغي أن يحدث.
ترددت لوهلة، أتساءل هل أساعده على الوقوف، لكنه تكلم ووجهه مليء بالعذاب.
“حاولت أن ألتزم بكلامك وأبقى بعيدًا عن وجهك قدر المستطاع.”
ظننت أن لديك الكثير لتقوله لي.
لكن بدا أنك عاجز عن فتح فمك. تواصل البكاء، كما لو كنت تحاول قول شيء ما.
انهمرت دموع كارسون كالمطر، ولم يخرج سوى هذا التوسل:
“…أرجوك أنقذيني.”
كان التعبير المثالي لمشاعره المضمرة. شعرت كم كان كارسون يتألم بندائه طلب النجدة. كنت أعلم أن كلماتي وحدها قادرة على تبديد تلك المشاعر. لم يكن عليّ حتى أن أجبر نفسي على الكلام.
مجرد أن أمد له يدي، كان سيحرره من عذابه.
لو أن ريكس بيغونيا هو من قال تلك الكلمات، محمّلاً بتلك المشاعر، لما كان الأمر ليس إلا مثيرًا للسخرية.
كان يمكنني أن أصفعه دون أن يرفّ لي جفن.
لكن لأنه أنت، أنت بالذات، لم أستطع.
التقت عيناي عينيه، وشددت شفتي.
“كارسون. هذا ليس المكان الذي تتوسل فيه على حياتك.”
أشاح بوجهه، ثم مر بجانبي، كما لو أنه لم يعد يبالي.
عضضت شفتي السفلى. لو لم أتمالك نفسي، لانهمرت دموعي.
م.م: 💔💔💔 سامحيه، عانى بما فيه الكفاية
🍃
“أنتِ هنا، لين.”
“نعم.”
رحّب كون بلين بنبرة أكثر إشراقًا من المعتاد حين دخلت غرفة النادي.
كان مدركًا أنها التقت بكارسون في الممر اليوم.
تطلعت حول الغرفة الفارغة بشرود، وكأن شيئًا لم يحدث.
“كون. أين الآخرون؟”
لم تأتِ باكرًا، لذا توقعت أن يكون هناك بعض الأعضاء على الأقل.
“نسيت أن أخبرك البارحة. اليوم عطلتنا الدورية عن الاجتماعات.”
“…يمكنكم أن تأخذوا عطلة من النادي هكذا عشوائيًا؟”
“طالما لم يُمسك بنا.”
“أنت أكثر جرأة مما ظننت.”
ابتسم كون، وارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة.
“لهذا بقيت أنا. إن تم كشفنا، فلنقل أننا ذهبنا إلى حي التجار في نشاط للنادي.”
في الحقيقة، كان أعضاء نادي ليلي يجوبون اليوم للاستفادة من الشائعات حول ما حدث بين لين وكارسون.
لكن كون كذب دون أن يرفّ له جفن.
ليس لأنه أراد مديح لين، بل لأنه لم يشأ أن يذكّرها بما حصل في الصباح.
“إذن، كون، ستبقى في النادي بقية اليوم؟”
“نعم. إنه دوري.”
عندها، تنهدت لين. لو أنها عادت إلى المسكن اليوم، لكانت فقط تؤخر مواجهة الوقت الكريه.
تسلقت على السرير المؤقت الذي صنعه لها أعضاء النادي واستلقت.
قسوة سرير المكتب كان لها طابعها الخاص بعد أن اعتادت عليه.
غطّاها كون ببطانية زرقاء داكنة.
كانت حركة طبيعية جدًا جعلت لين ترفع نظرها إلى كون.
“كون.”
“نعم.”
“لابد أنك كنت محبوبًا جدًا في أباسكانثوس.”
“ها؟ ماذا تقصدين…”
“أعني أنك لطيف.”
كارسون فعل الشيء نفسه لها.
تذكره فجأة جعلها تشعر بالراحة، فسحبت البطانية حتى رأسها.
في المقابل، شعر كون بحرارة تصعد إلى وجهه من مجاملة لين المفاجئة.
ومرة أخرى. ذلك الشعور المجهول الذي كان يضطرب في داخله.
جلس على كرسيه وألصق ظهر يده بوجهه محاولًا تهدئة الأمر.
“يجب أن أهدأ قبل أن تراني لين.”
لكن لماذا؟
لماذا يشعر بالحاجة لإخفاء وجهه عنها؟
لقد حان وقت التفكير في ذلك.
وبفضل حدة بصره كهاف-إلف، لمح شيئًا أسود يزحف عبر الأرض بسرعة ويختفي.
عيناه انغرستا على شكل لم يكن بالإمكان رؤيته بعين عادية.
ستة أرجل مشعرة وهوائيات أطول من جسده.
بطن لزج. أجنحة تلمع وكأنها مطلية بالنار.
“آرغ!”
بصفته إلفًا محبًا للطبيعة، كان كون يحب الحشرات.
لكن، ولسخرية القدر، لم يكن يكره الصراصير فقط. لا، لم يكرهها فحسب، بل كان يمقتها.
صرخة كون أفزعت لين التي نادرًا ما ترتبك، فركلت البطانية بعجلة.
“ما بك!”
ارتجف كون، يغطي وجهه بيديه وكأنه رأى شيئًا بشعًا.
ساقاه الطويلتان انكمشتا فوق الكرسي الضيق، كأنه يخشى أن تتسلق الصراصير رجليه.
ولو فكر قليلًا لعرف أن كونه صرصورًا مجنحًا يجعل حيلته بلا فائدة.
“صـ… صرصور!”
“ماذا؟”
“هناك صرصور هنا!”
شعرت لين بقليل من الغباء، لكنها تماسكت أخيرًا ووقفت.
لكن فور أن فعلت، صاح كون بلهفة: “إنه خطر، لين!”
لم تتمالك نفسها إلا أن ضحكت.
“هه.”
نبرتها كان يمكن أن تُخطئ لسم أفعى.
إنه مجرد صرصور، شكله مقرف، وربما مخيف.
“…كنت أحاول ألا أعطي الأمر حجمًا أكبر.”
لكن هذا كثير.
هزت رأسها بسرعة وأخذت تبحث في الغرفة. لم يطل الأمر حتى رأت صرصورًا يحرك قرون استشعاره في زاوية الجدار.
أمسكت بأول كتاب صادفها وتقدمت نحوه دون تردد.
ثم قالت: “وداعًا يا مستر كروش.”
بوم—
وبملامح غير مبالية، أرسلت الصرصور إلى السماء، ثم صفّت يديها.
“حقًا، لا شيء يضرب بقوة مثل كتاب تخصص.”
أومأت لنفسها مرتين تأييدًا، ثم عادت إلى السرير.
كانت هزيمة سريعة وكاملة.
“…آه، الآن وأنا أفكر، أظن أن هذا ليس كتابًا من تخصصي.”
كانت على وشك الاعتذار لصاحب الكتاب المجهول.
بينما كون حدّق بها مذهولًا، فاغرًا فاه.
رفع يده بصمت إلى صدره. قلبه كان ينبض أسرع من حين رأى الصرصور.
“…هذه ليست خفقة قلب غير منتظمة.”
بعض الحقائق تأتي فجأة، من حيث لا تدري. هكذا كان حال كون في تلك اللحظة.
المضحك أنه أدرك مشاعره وهو يرى لين تسحق صرصورًا.
🍃
عضضت شفتي بقلق. جُلت حول الغرفة، غير قادرة على الجلوس من توتري.
كان الأمر غريبًا. من المؤكد أنه فات وقت عودة دوبي منذ مدة.
دوبي مهووس بالوجبات الخفيفة، لذا لم يحدث يومًا أن تأخر عني دقيقة واحدة.
لم أكن لأصدق كم هو دقيق في توقيته.
لكن اليوم، تأخر أكثر من نصف ساعة، ولم يأتِ بعد.
وأعلم أن عليّ ألا أقلق من مجرد تأخير نصف ساعة.
لكن صباحًا، وجدت ملاحظة مشؤومة في الخزانة:
<إنه يحتضر بسببك.>
كانت بخط اليد نفسه الذي اتهم جين سابقًا. تجاهلتها حينها، مفترضة أن القتل غير وارد في أكاديمية تحميها الإمبراطورية.
لكن حين كان الهدف دوبي، وحشًا، فالأمر مختلف. كان لدي شعور سيئ.
ريبة غامرة لم أستطع تفسيرها.
“آه، هذا لا ينفع.”
أسرعت بالخروج من المسكن، مرتدية شالًا خفيفًا فوق ثوبي.
كان مكان دوبي قريبًا من مدخل الجبال خلف الأكاديمية. لم أكن أعلم إن كان سيفيد أن أتجول بحثًا عنه.
هرعت نحو الجبل الخلفي.
“دوبي، أين أنت!”
جُلت بصري حول المدخل وأنا أنادي اسمه.
ناديت الهواء: “لنأكل وجبة خفيفة”، فقط لعلّه يظهر، لكنه لم يظهر.
وبحلول الوقت، كان الغروب قد لطخ المكان بضباب برتقالي. استسلمت وعدت نحو المسكن، مفكرة أن أنتظر حتى الغد.
سيكون العثور على دوبي أصعب في الليل، خاصة وأنه أسود بالكامل.
“دوبي، أين أنت؟” هتفت.
ثم حدث الأمر.
بحواسي المشدودة، التقطت صوت حيوان يئن.
لم يكن مجرد أنين، بل لهاثًا خافتًا يكاد يتلاشى.
“…دوبي؟”
سرت بخطوات بطيئة نحو مصدر الصوت. كان قريبًا جدًا.
دفعت العشب جانبًا، ورأيت المخلوق الأسود الذي كنت أبحث عنه.
كان دوبي، ممددًا كالميت، مغطى بالدماء.
“دوبي!” صرخت وركضت نحوه.
أول ما فعلته هو التأكد من أنه يتنفس.
لحسن الحظ، كان لا يزال يتنفس، وإن كان بضعف. عن قرب، كان وضعه أكثر خطورة.
أجنحته معوجة، وجسده مثقّب بجروح حادة.
كان معجزة أنه لم ينزف حتى الموت.
لم يكن هناك وقت. نزعت شالي ولففت يدي المرتجفتين حول دوبي.
كان عليّ تغطية أجنحته حتى لا يراها أحد.
كان الأمر مروّعًا.
دمعت عيناي وأنا أفكر بما فعلت للمسكين دوبي.
شعرت وكأني لمحت مستقبل الكونت حين رفضت ركس بيغونيا.
دون تفكير، بدأت أركض، عازمة على إنقاذ دوبي.
الأعشاب الطبية ستأخذ وقتًا طويلًا للشفاء. هذا يعني أنه لا شيء أستطيع فعله الآن. كان بإمكاني تحضير جرعة علاج بسيطة بالكيمياء، لكن لم يكن لدي وقت لغليها.
وفوق ذلك، لا ضمان أن لدي كل المكونات في مسكني.
وبما أن دوبي وحش سحري منذ ولادته، لا يمكن أخذه إلى أطباء أو كهنة الأكاديمية.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات